في أحدث رسائل الاتهامات المُتبادلة بين الأجنحة الإخوانية المُتصارعة على المناصب والمكاسب والمغانم خلال النصف الثاني من مايو 2024، أعلن عدد من أعضاء ما يسمى بتيار التغيير الإخواني عن أن مجموعة من قيادات جناح القيادي محمود حسين طلبوا من قوات الشرطة في دولة الملاذ اﻵمن تنفيذ القانون وتمكينهم من مقر أحد المكاتب الإدارية التابعة لجناح القيادي صلاح عبد الحق، وذلك بادعاء أن "القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإخواني المصري هو الدكتور محمود حسين، وله الحق في إدارة أموالها وممتلكاتها بالتعاون مع مجموعته القيادية، ومن ثم يجب قانونًا إخلاء المكاتب الإدارية من أي شخص آخر ينتحل صفة القائم بأعمال المرشد أو أي قيادات تزعم أنها تتولى إدارة شئون الجماعة"، وانتشرت الرواية "المتواترة" بين حسابات وصفحات "الفيسبوك" الإخوانية وتم ترويجها بكثافة لمدة أربعة أيام دون رد أو تكذيب من المتصارعين على المناصب القيادية!!

بدأ التصعيد الجديد المُتَجدد في الصراع بين الأجنحة الإخوانية ودخلت شرطة الملاذ اﻵمن إلى ساحة الصراع بين الإخوة الأعداء، بعد أن أصدرت جبهة القيادي صلاح عبد الحق بيانًا بتاريخ الإثنين 20 مايو 2024، تُقدم فيه التعزية لإيران "قيادة وشعبًا في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي وعدد من مرافقيه في حادث تحطم المروحية الرئاسية"، وتسبب البيان في حالة من الغضب داخل التنظيم الإخواني الإرهابي السوري الذي عَبَّر في رسالة ساخنة إلى قيادة "التنظيم الدولي" عن استنكاره لإصدار بيان النعي والتعزية باسم جماعة "الإخوان"، ودخل جناح القيادي الإخواني محمود حسين على خط التراشق بين "الإخوان" السوريين والمصريين، وأصدر بيانًا يعلن فيه أن "أصحاب بيان النعي والتعزية" لا يمثلون التنظيم الإخواني المصري وليس لهم أي صفة تسمح لهم بإصدار أي تصريحات أو بيانات باسم الجماعة!!

وفي جبهة ثالثة من جبهات الصراع، بدأت حسابات وصفحات "الفيسبوك" التابعة لمجموعة الخلايا الإخوانية المسلحة المعروفة باسم "المكتب العام لجماعة الإخوان - تيار التغيير" في توجيه منشورات ساخنة لخصومهم في جبهتي "محمود حسين وصلاح عبد الحق"، تتضمن ما يزعمون أنه تسريبات ومعلومات فاضحة تؤكد أن القيادات التاريخية تسببت في هلاك الجماعة!!

القيادى الإخواني الهارب صلاح عبد الحق

في الحادي والعشرين من مايو 2024، كتب القيادي الإرهابي يحيى موسى منشورًا في صفحته على "الفيسبوك" يؤكد فيه أن عددًا من قيادات الجماعة أقروا واعترفوا بالإخفاق التام، وقال: "يتهامسون في مجالسهم الخاصة بأن كل شيء قد انتهى ولم يعد هناك مجال لإصلاح أو ترميم، لكنهم حين يَلقون أتباعهم يبيعونهم أوهام الجماعة الكبيرة العريقة، فأضلوا صَفَّهم وما هَدوا"، وانهمرت التعليقات الداعمة للمنشور الفاضح، وقال الإخواني (ع.

د): "شوية أفاقين ضيعوا ودمروا جيلًا من الشباب بسب غبائهم وفشلهم وعنتظتهم ومصلحتهم، أقسم برب الناس إنهم لا يصلحون لإدارة شئون بيوتهم، فكيف يصلحون لإدارة دولة؟"، وأضاف: "شوف كام محبوس حتى اﻵن من 11 سنة، ولسه الناس بتتحبس في قضايا جديدة بسببهم، وشوية الأفاقين بيتخانقوا مع بعض على جني ثمار التجارة باسم (حق المعتقلين).. لعنة الله عليكم يا من خذلتمونا وخذلتم كل المحبوسين، ولا أستثني أحدًا ممن يُسمون أنفسهم قيادات"، وقال إخواني آخر: "بيأكلوا عيش بالأوهام دي يا دكتور من زمان!!"، وقال ثالث ساخرًا: "اصبر يا دكتور وتَحَلى بالصبر فأول خمسين سنة هي للتعليم والتجارب.. والخمسين الثانية تجني الثمار أو الكل يروح في داهية.. فاصبر اصبر الكل رايح في ستين داهية!!".

وكشف إخواني تابع لمجموعة الخلايا المسلحة عن أن قياديًا بارزًا كان يجلس بين الشباب الهاربين في دولة صديقة خلال العام 2015، ولا يشغله سوى تسطير وريقات كثيرة أمامه، فسأله أحد الجالسين بجواره عن ماهية ما يكتب، فأجابه قائلًا: إنه يعكف على استكمال كتاب بعنوان "كيف نجح الإخوان في ترويض العسكر"، وأثار العنوان دهشة الشباب المحيطين به، فسأله أحدهم: "وهل نجحتم في ترويض العسكر؟!"، وجاءت إجابته بكلمات متلاحقة: "نعم، لكننا نمهلهم حتى نستكمل استدراجهم إلى ما نريد، ثم لا يبقى من الحسم إلا القرار الذي نعلنه في الوقت المناسب"، ودفعت الإجابة "المُدهشة" الشباب إلى المزيد من التساؤلات، ولكن الأخ المسئول قال وبكل ثقة: "الأمر حتى اللحظة سريًا حكرًا على مستويات القيادة العليا"، وأكد عضو الخلايا الإخوانية المسلحة أن القيادي مؤلف الكتاب "الذي لم يخرج إلى النور" هو أحد باعة الوهم الذين أطلقوا أكاذيب المُخدرات الفكرية منذ بداية العام 2014، وحتى الأيام الأخيرة من شهر مايو 2024 والبقية تأتي، وأشار إلى أن "بائع الوهم" ينتمي لمجموعة الستة الداعمين للقيادي محمود حسين، وزعم أنه كان يتصدر صفوف "الإخوة" الذين استعانوا بقوات الشرطة مؤخرًا لطرد "إخوانهم قيادات مجموعة صلاح عبد الحق" من أحد المكاتب الإدارية!!

وعاد الحديث بين الإخوة المتصارعين عن "شراء الذمم والولاءات وتوزيع المناصب والمسئوليات وتخصيص الأجور والمرتبات والإقامات والجنسيات، بهدف تمكين مجموعة بعينها من أموال الجماعة وممتلكاتها ووسائل إعلامها في مخطط استحواذ جديد، ويَدَّعي كل فريق من المتصارعين أنه يعمل بتكليف من قيادات الجماعة المحبوسين، كما يزعمون أنهم وحدهم الأمناء على الجماعة والأحق بالقيادة وما يترتب عليها من استيلاء على حقائب التمويل المشبوه.

ولم ولن يتوقف صراع المناصب والمكاسب والمغانم بين الإخوة الأعداء في جماعة "الإخوان" الإرهابية ويبدو أنهم يقتربون من استخدام سلاح "فتاوى التكفير وإهدار الدماء" لحسم المعارك في "غزوة الخزائن الكبرى".. والحبل على الجرار.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محمود حسین مایو 2024

إقرأ أيضاً:

من يخلُف نصر الله؟

بيروت-«رويترز»: بعد اغتيال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله في غارات جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، سُلطت الأضواء على هاشم صفي الدين الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الخليفة المحتمل لنصر الله.

وأكدت جماعة حزب الله اغتيال نصر الله في ضربة جوية الجمعة، وذلك بعد أن قاد حزب الله لمدة 32 عاما.

وتواجه الجماعة الآن تحديا يتمثل في اختيار أمين عام جديد لها بعد أعنف ضربة واجهتها في تاريخها الممتد 42 عاما.

وفيما يلي بعض الحقائق عن صفي الدين الذي أكد مصدر في الجماعة نجاته من الهجمات الإسرائيلية:

بصفته رئيسا للمجلس التنفيذي للجماعة، يشرف صفي الدين على الشؤون السياسية لحزب الله. وهو أيضا عضو في (مجلس الجهاد) الذي يدير العمليات العسكرية للجماعة.

صفي الدين هو ابن خالة نصر الله .

وضعته وزارة الخارجية الأمريكية على قوائم الإرهاب في 2017، وفي يونيو هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قيادي آخر في حزب الله. وقال في الجنازة «فليجهز نفسه (العدو) للبكاء والعويل».

غالبا ما تعكس تصريحات العلنية موقف حزب الله وتضامنه مع القضية الفلسطينية.

وفي فعالية أقيمت مؤخرا في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، قال صفي الدين «تاريخنا وبنادقنا وصواريخنا معكم»، في إظهار للتضامن مع المقاتلين الفلسطينيين.

وقال فيليب سميث، الخبير في شؤون الفصائل المسلحة إن نصر الله «بدأ في تجهيز المناصب له (لصفي الدين) داخل مجموعة من المجالس المختلفة في حزب الله».

وهناك عوامل تصب في مصلحة صفي الدين منها قرابته لنصر الله والتشابه في الشكل بينهما فضلا عن مكانته الدينية

يبدي صفي الدين انتقاده للسياسة الأمريكية علانية. وفي رده على الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على حزب الله، قال في 2017 «هذه الإدارة الأمريكية المعاقة والمجنونة بقيادة ترامب، لن تتمكن من المقاومة، ولن يحصلوا على شيء»، مؤكدا أن مثل هذه الإجراءات لن تثبط عزيمة حزب الله.

مقالات مشابهة

  • ماذا ينتظر قيادات الحوثي بعد اغتيال نصر الله؟
  • من يخلُف نصر الله؟
  • المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يلتقي القائم بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
  • بهلا يتعادل سلبيًا مع صحار
  • ولي عهد رأس الخيمة يكلف محمد درويش بأعمال رئيس المحكمة الابتدائية
  • ولي عهد رأس الخيمة يصدر قراراً بتكليف المستشار محمد سعيد درويش بأعمال رئيس المحكمة الابتدائية
  • ولي عهد رأس الخيمة يصدر قرارا بتكليف المستشار محمد سعيد درويش بأعمال رئيس المحكمة الابتدائية
  • بلاغ هام لطالبي تأشيرة فرنسا
  • بعد استهداف الضاحية.. مناشدة للمواطنين
  • غدًا.. ضعف المياه عن مركز ومدينة ناصر والميمون لإجراء الصيانة ببني سويف