الأسبوع:
2024-12-23@10:37:53 GMT

الاعتراف بفلسطين انتصارٌ للعدالة الدولية

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

الاعتراف بفلسطين انتصارٌ للعدالة الدولية

بعد أكثر من مائة عام من معاناة وعذاب الشعب الفلسطيني، وما لاقاه من جرائم وحشية ومجازر غير مسبوقة من المحتل الإسرائيلي الغاصب، هذا المحتل الذي فرضته الدول الاستعمارية الكبرى بالقوة ليكوِّن من شتات الأرض دولةَ الاحتلال الإسرائيلي.. ومع عذابات تلك السنين، ومع التضحيات والدماء، التي بذلها الشعب الفلسطيني بعد تعرُّضه للقتل والاعتقال والتهجير، وهدم البيوت والمعالم التراثية الفلسطينية ذات الأصالة والتاريخ.

. وصولًا الآن إلى مذبحة غزة، تلك المذبحة الوحشية التي ارتكبها ولا يزال قادة وقوات العدوان الإسرائيلي الغاشم بعد أن أزهقوا أرواح أكثر من خمسة وثلاثين ألف مدني بريء، وأصابوا أكثر من ثمانين ألف فلسطيني فقط في قطاع غزة، وغيرها من جرائم قوات العدوان الإسرائيلي التي تُعتبر وصمةَ عار في جبين الإنسانية.. أخيرًا بعد كل تلك التضحيات في مواجهة هذا الكم الرهيب من المهازل والجرائم والمجازر استفاقت شعوب العالم الحر من غفلتها، وتغاضت عن مصالحها الضيقة مع أمريكا وحلفائها، وذلك بعد أن خرج شباب تلك الشعوب وشيوخها ونساؤها للشوارع والجامعات وهم يرفعون شعارات التضامن والانتصار للشعب الفلسطيني، وهم يعبِّرون عن رفضهم وسخطهم وكرههم لمجرمي إسرائيل، بعدما شاهدوا أبشع الجرائم التي تنتهك حق الإنسان والإنسانية، وحق شعب أعزل يدافع عن كرامته وأرضه، ويصر على استرجاع حقوقه وإقامة دولته المشروعة، التي تُعَد جزءًا معلومًا ومحددًا ضمن جغرافية وتاريخ العالم، ما دفع الكثير من قادة بلدان العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، والإقرار بتاريخها وتراثها وعراقتها وتضحية أبنائها. فالأسبوع الماضي أعلنتِ النرويج وأيرلندا وإسبانيا اعترافهم بدولة فلسطين، غير عابئين بترهيب ووعيد إسرائيل وأمريكا، وما صدر منهما من ردات فعل غير أخلاقية وصلت إلى حد تهديد تلك الدول على غرار الوعيد والتهديدات غير الأخلاقية وغير المسبوقة التي وجهتها خارجية إسرائيل وقادة أمريكا لمحكمة الجنايات الدولية، بسبب انتصار مدعيها العام كريم أحمد خان للعدالة الدولية والإنسانية، وإدانته لقادة إسرائيل، ومطالبته بإصدار المحكمة مذكرةَ توقيف بشأن مجرميهم.. ثم توجيه إسرائيل وأمريكا الكثيرَ من التهديدات والإهانات لمحكمة العدل الدولية، ولجنوب إفريقيا التي رفعتِ الدعوى ضد إسرائيل أمام المحكمة متهمة إياها بارتكاب مجازر إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني، وإصدار المحكمة يوم الجمعة الماضي قرارًا يقضي بأن توقف إسرائيل الحرب على رفح فورًا، وأن تقوم بفتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية بدون قيد أو شرط، ما يُعَد انتصارًا جديدًا للعدالة الدولية.

إن رمزية اعتراف الدول بالدولة الفلسطينية مع إنصاف محكمة الجنايات ومحكمة العدل الدولية تُعَد انتصارًا للعدالة الدولية، بل بقدرة شعوب العالم الآن على التصدي للظلمة والظالمين وهؤلاء الذين يتعالون وينتهكون حقوق الشعوب بدون وجه حق، وهو الأمر الذي يدعو للتفاؤل، ويطمئن الشعوب المقهورة بأن الخير والوئام وإحقاق العدل والخير والمُثُل يمكن أن يتحقق في هذا العالم، هذا العالم الذي ظل طويلًا يفتقر لفكرة قدرة الشعوب على الانتصار للعدالة وتحقيق السلام، ما يبشر بعد كل تلك الدماء الطاهرة التي سالت من أجيال كثيرة من الفلسطينيين، بأن دولة فلسطين بقدسها وأقصاها وكنائسها وتراثها وشعبها الأبي عائدة لا محالة إلى الخريطة الدولية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: للعدالة الدولیة

إقرأ أيضاً:

“التعاون الإسلامي” ترحب بقرار الأمم المتحدة طلب فتوى من “العدل الدولية” تجاه انتهاكات إسرائيل

رحبت منظمة التعاون الإسلامي بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة “طلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بوجود أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة”، مثمنة جهود مملكة النرويج وجميع الدول التي شاركت في رعاية ودعم مشروع القرار.

وأكدت المنظمة أن جميع خطط وتدابير الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التشريعات التي تؤثر في وجود وعمليات وحصانات الأمم المتحدة وكياناتها وهيئاتها، بما فيها وكالة الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، تشكل انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، ومن شأنها أن تحرم الشعب الفلسطيني من المساعدات الأساسية، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها.

كما رحبت المنظمة بتبني الجمعية العامة قرارًا حول “السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللسكان العرب في الجولان السوري المحتل على مواردهم الطبيعية”، داعية جميع الدول والمنظمات الدولية، منها الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها، إلى ضرورة العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات مشابهة

  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • من الرباط... رئيس الوزراء الإسباني يدعو للاعتراف بفلسطين وإنهاء الاحتلال
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • عوض الله: نطالب الدول بعدم التعاطي مع روايات إسرائيل بشأن المنظمات الدولية
  • الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
  • “التعاون الإسلامي” ترحب بقرار الأمم المتحدة طلب فتوى من “العدل الدولية” تجاه انتهاكات إسرائيل