مسيرات ومشاكل معقدة.. حديث عن شكل الحرب الجديد
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
الهجمات القاتلة على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، والضربات على السفن في البحر الأحمر، وتوازن القوى في حرب روسيا ضد أوكرانيا، كلها تشترك في عامل واحد خطير، وهو الطائرات بدون طيار رخيصة الصنع. هذا التطور في الحرب، الناتج عن "مسيرات" تصنع بمواد غير مكلفة يمكن الوصول إليها بسهولة، يقلب عقودا من التخطيط العسكري الأمريكي والإنفاق والهيمنة، وفقا لتقرير نشره موقع أكسيوس.
وقال وكيل وزارة الجيش الأمريكي، غابي كاماريلو: "التهديد معقد، وهو موجود في كل مكان، ويغير بالفعل شكل ساحات المعارك".
ما هي المناطق التي تغير فيها المسيرات معادلة الحرب
في أوكرانيا، تمتلئ السماء بأنظمة جوية بدون طيار يمكنها توجيه القصف أو العمل كقنابل. وبحسب ما ورد، سحبت القوات الأوكرانية دبابات M1A1 Abrams المقدمة من الولايات المتحدة من الخطوط الأمامية بسبب هذا التهديد.
أما مسيرات "شاهد" الإيرانية، فكانت في مقدمة الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل الماضي.
وعبرت طائرات بدون طيار كورية شمالية الحدود، وهددت عاصمة كوريا الجنوبية. وتعهدت سول بتعزيز الإجراءات المضادة وأنشأت قيادة مركزية للطائرات بدون طيار.
ويطلق المتمردون الحوثيون مسيرات مفخخة لتوسيع نطاق وصولهم إلى البحر قبالة اليمن، بينما ترد الولايات المتحدة وحلفاؤها الهجوم بأسلحة باهظة الثمن.
كيف تغير المسيرات معادلة الحرب العصرية
يمكن أن تتراوح هذه المسيرات، من أجهزة تشبه الألعاب والتي يتم إنتاجها بكميات كبيرة، إلى الأنظمة عالية التقنية والثمينة.
ويمكن استخدامها للمراقبة ونقل المعلومات والخداع والهجوم، كل ذلك مع إبقاء المستخدم بعيدا عن الأذى.
ويمكن أيضاً أن تكلف الطائرات بدون طيار التي تمنح "منظور الشخص الأول" المشهورة في أوروبا الشرقية، حوالي 500 دولار. هي مجهزة بمكونات رخيصة الثمن ويمكنها تدمير أهداف ضخمة، مثل الدبابات.
وتقوم إيران مثلا بتسليح الجماعات المتطرفة القريبة والمقاتلات الروسية البعيدة بطائرات بدون طيار، شبهها أحد الخبراء بـ "صاروخ كروز للرجل الفقير"، تؤدي القذائف المستمرة من هذه المسيرات إلى شل حركة العدو على الأرض وإنهاك الدفاعات الجوية.
أفضلية صغيرة
وقال صامويل بينديت، الخبير في مركز الأمن الأمريكي الجديد ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن استخدام الطائرات بدون طيار التجارية "بلغ سن الرشد" في الحرب الأهلية السورية، وقد تم التأكيد بشكل أكبر على إمكانية تطبيقها من خلال القتال في ناغورنو كاراباخ.
وقال بينديت: "يتمتع الجيش الأمريكي بريادة تكنولوجية غير مسبوقة، لكن الدول الأخرى تتحرك بسرعة كبيرة، فيما يتعلق بتبني القدرات التكتيكية، التي تتفوق الآن بمراحل على أي شيء يمتلكه حلف شمال الأطلسي أو حتى الولايات المتحدة".
ربع قرن من التحول السريع
قبل عام 2001، كانت الولايات المتحدة تعتمد على الأسلحة باهظة الثمن المذهلة والتي يتم قيادتها من قبل محاربين، مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات.
من عام 2001 إلى عام 2020، تعلمت الولايات المتحدة القتال بالطائرات دون طيار.
ثم من عام 2020 إلى الآن، وعلى مدى السنوات العشرين المقبلة، نتحرك نحو عالم من الطائرات الذكية بدون طيار وبأسعار معقولة، تمكن المنافسين التسليح بكفاءة ضد أمريكا، وفقا لأكسيوس.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة بدون طیار
إقرأ أيضاً:
ألف قناص في السماء.. هذه هي الحرب الجديدة في أوكرانيا
عندما انفجرت قذيفة هاون فوق مركبتهم القتالية المدرعة "برادلي" الأمريكية الصنع، شعر الجنود الأوكرانيون داخلها بالاهتزاز، لكنهم لم يكونوا قلقين كثيراً، إذ اعتادوا على قصف المدفعية على مدار 3 سنوات من الحرب. لكن سرعان ما بدأت الطائرات المسيّرة الصغيرة بالهجوم.
استهدفت هذه الطائرات أضعف نقاط المدرعة "برادلي" بدقة قاتلة تتجاوز ما تمتلكه قذائف الهاون. أصابت إحدى الطائرات الانتحارية المتفجرة الفتحة العلوية فوق مكان جلوس القائد. "مزقت ذراعي"، قال الرقيب تاراس، القائد البالغ من العمر 31 عاماً، الذي فضل استخدام اسمه الأول وفقاً لبروتوكولات الجيش الأوكراني.
أثناء محاولته العثور على عاصبة لإيقاف النزيف، لاحظ أن سائق المركبة أصيب أيضاً، إذ فقئت عينه من الانفجار.
Astonishing and grim statistic: Drones now cause about 70 percent of deaths and injuries in the Ukraine war.
https://t.co/eS0xD2MaX8
نجا كلا الجنديين، لكن الهجوم كشف كيف أصبحت الطائرات المسيّرة، وهي في الغالب تقنيات متاحة تجارياً تُحول إلى آلات قتل، عاملاً يجعل السنة الثالثة من الحرب أكثر دموية من السنتين السابقتين وفقاً للتقديرات الغربية، بحسب تقرير تحليلي في صحيفة "نيويورك تايمز".
هيمنة الطائرات المسيّرةوتقول الصحيفة إن المدفعية الثقيلة لم تعد هي السلاح الأكثر فتكاً في هذه الحرب، إذ إن الطائرات المسيّرة تسبب الآن حوالي 70% من الإصابات بين القوات الروسية والأوكرانية، وفقاً لرومان كوستنكو، رئيس لجنة الدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني. في بعض المعارك، تصل النسبة إلى 80%، كما يقول القادة العسكريون.
عندما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قواته إلى أوكرانيا قبل 3 سنوات، سارعت الدول الغربية إلى تزويد كييف بأسلحة تقليدية بمليارات الدولارات، مثل المدافع والدبابات، على أمل صد الغزو الروسي. لكن الحاجة الميدانية الهائلة استنفدت مخزون حلف الناتو تقريباً.
في عام 2022، كانت المعارك تعتمد على المدفعية والخنادق والدبابات، لكن بحلول 2025، باتت الطائرات المسيّرة العنصر الحاسم في ساحة المعركة.
وتشمل الأدوات الحربية الحديثة الطائرات الانتحارية، والأنظمة المضادة للطائرات المسيرة، والطائرات المسيرة المجهزة برؤية الشخص الأول (FPV)، والطائرات البرية المسلحة.
وبحسب التقرير، فقد أصبحت المعارك عبارة عن سباق بين روسيا والغرب لتوريد الأسلحة التقليدية، مما حول شرق أوكرانيا إلى ميدان نيران مدفعية. لكن الآن، الطائرات المسيّرة تسيطر على الميدان، متجاوزة الأسلحة التقليدية في فعاليتها القاتلة.
We are grateful to our partners for strengthening Ukraine's defense capabilities. ???????? warriors and western-made weapons are the best combination to drive the enemy out of our land.
????: UA Land Forces pic.twitter.com/uX1Q7HBqLZ
تسببت الحرب في مقتل وإصابة أكثر من مليون جندي، وفقاً للتقديرات الأوكرانية والغربية. لكن الطائرات المسيّرة أصبحت الآن مسؤولة عن قتل عدد أكبر من الجنود وتدمير عدد أكبر من المركبات المدرعة مقارنة بجميع الأسلحة التقليدية الأخرى مجتمعة، بما في ذلك القناصة والدبابات ومدافع الهاوتزر وقذائف الهاون.
كان دوي المدفعية المتواصلة في السابق السمة المميزة للقتال، لكن اليوم أصبح الخطر شخصياً للغاية، حيث تطارد الطائرات المسيّرة الجنود وتستهدف المركبات بسرعة فائقة، مما أجبر القوات على المشي لمسافات طويلة والاختباء من هذه الأجهزة القاتلة. "يمكنك الاختباء من المدفعية"، يقول القائد الميداني الأوكراني بوهدان، "لكن الطائرات المسيّرة كابوس مختلف تماماً".
⚡️ Zelenskyy: F-16s arrived too late, but they are extremely effective.
???? "We have a very little number of F-16s. What they do now? Destroyed 7 ballistic [cruise missiles] missiles two nights ago." pic.twitter.com/gXXfQRhqRZ
ووفقاً للصحيفة، أنتجت أوكرانيا أكثر من مليون طائرة مسيّرة من طراز FPV في عام 2024، بينما تدعي روسيا أنها تصنع 4.000 طائرة يومياً، وتسعى كلتا الدولتين إلى إنتاج ما بين 3 إلى 4 ملايين طائرة في 2025.
ومع زيادة الهجمات بالطائرات المسيرة، تصاعدت أيضاً المواجهات الإلكترونية، حيث تنتشر أنظمة التشويش التي تعطل إشارات التحكم بالطائرات المسيرة، مما يجعل عمليات الاستهداف أكثر صعوبة.
للتعامل مع هذه التطورات، طورت أوكرانيا وروسيا تقنيات مضادة للطائرات المسيّرة، مثل الطائرات المسيّرة المزودة ببنادق لإسقاط الطائرات الأخرى، والليزر المضاد للطائرات منخفضة الارتفاع، والدروع الواقية المصنوعة من الشباك المعدنية لحماية المركبات من الهجمات الجوية.
⚡️BREAKING: Ukraine has stated that it wants 40-50 F-16 fighter jets.
If new F-16’s are provided, it would cost ~$11 Billion USD. If used F-16’s are provided instead, then it would cost ~$2 Billion USD. https://t.co/7rceufZUZF pic.twitter.com/F3AasWNxMJ
وتقول الصحيفة إن ظهور الطائرات المسيّرة كالسلاح الرئيسي في الحرب الأوكرانية يعيد تشكيل الاستراتيجيات العسكرية حول العالم. وتسعى دول مثل إيران وكوريا الشمالية والصين إلى استيعاب الدروس المستفادة من هذه الحرب.
يقول الأدميرال بيير فاندير، قائد التحول العسكري في الناتو: "الحرب في أوكرانيا تمزج بين تكتيكات الحرب العالمية الأولى والثالثة، ما يحدث قد يكون نموذجاً لحروب المستقبل".