الأسبوع:
2024-12-23@03:17:26 GMT

القضاء والقدر..

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

القضاء والقدر..

خرجت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية فى التاسع عشر من مايو الجارى لتتحدث عن المأساة المروعة التي حدثت لطائرة الهليكوبتر التي تقل الرئيس الايراني "ابراهيم رئيسى"، ووزير خارجيته "حسين أمير عبد اللهيان"، والطاقم المرافق، حيث تعرضت لهبوط عنيف. كان الرئيس الإيرانى عائدا من زيارة رسمية لمحافظة أذربيجان الشرقية الايرانية.

وقال التلفزيون الرسمي إن الحادث وقع بالقرب من مدينة "الجلفة" الواقعة على الحدود مع دولة أذربيجان، على بعد حوالى 600 كيلومتر ( 375 ميلا) شمال غرب العاصمة الإيرانية طهران.

بيد أن علامات استفهام ارتسمت أمام الفاجعة التى حلت بإيران مع سقوط الطائرة التي كانت تقل الرئيس الايرانى والطاقم المصاحب له، لا سيما وأنه كانت هناك طائرتان تحلقان بجوارها. ومع ذلك هى التى حلت بها الكارثة، ولم تكن هناك آية مساع لانقاذها. ومع ذلك يظل ما حل بالطائرة أمرا مكتوبا يستدعى للمرء الإيمان بالقضاء والقدر. حتى إذا رضي الإنسان وسلم أمره لحكمة الله في قضائه ظفر براحة البال وطمأنينة النفس وثبات القلب وزيادة الإيمان بالله والقناعة بما قسم، ولهذا كان من المستحب الصبر والثبات عند الشدائد، والعزوف عن الاعتراض والمعارضة، حتى إذا سلم المرء بالقضاء والقدر نال ثمراته، وبالتالي يتعين على الانسان ألا يجزع، وأن يصبر وأن يحتسب.

إنه الرضا بقضاء الله، وهو مقام رفيع من مقامات الإيمان التي ينبغي للمسلم الحرص عليها والالتحاق بها. وهو مقام فوق الصبر، ولذا رأى كثير من العلماء أن الرضا مستحب والصبر واجب، ولعل أحد الأسباب التى تدعو المرء إلى التشبث بهما أن يتذكر الإنسان الجزاء والثواب، وأن يتذكر أن المصائب يكفر الله تعالى بها السيئات، وأن يتذكر أن هذا قدر سابق، وأنه قد كتب فى أم الكتاب قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض، وبالتالى يتعين على الإنسان أن يرضى بقضاء الله وقدره ولا يجزع.

الرضا بقضاء الله وقدره أمر واجب، فعبر الرضا بقضاء الله يتذكر الإنسان الثواب والعقاب، وأن المصائب قد حلت به بسبب ذنوبه، وعلى الإنسان أن يعلم يقينا بأن المصيبة التى تنزل به هى دواء نافع ساقه الله تعالى إليه وهو أعلم بمصلحته فليصبر على تجرع هذا الدواء، فإذا صبر ورضى بهذا الدواء نفعه بإذن الله تعالى، فهو كما لو أن الخبير العليم قد وصفه له، دواء يصلح للمرض الذي يعاني منه، فإذا صبر ورضى بهذا الدواء كان فيه الشفاء، وكان خير نفع بإذن الله تعالى.

يتعين على الإنسان أن يؤمن بأنه بعد هذا الدواء سيتم الشفاء ويزول الألم. وقبل ذلك على الإنسان أن يتجرع الألم، وعليه الصبر والاحتساب والرضا والشكر والحمد، فإذا تذكر المرء ذلك أمكنه الرضى بقضاء الله تعالى وقدره. حتى إذا نزل به مكروه كان ذلك سببا لكى يلتحف بالرضا والصبر على ما نزل به.. إنها روشتة إيمانية بالنسبة لكل مؤمن بقضاء الله وقدره.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: على الإنسان أن بقضاء الله الله تعالى

إقرأ أيضاً:

حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قيام العامل بما كلف به من مهام بموجب العقد المبرم بينه وبين جهة العمل أمر واجبٌ شرعًا، وأما تعمُّد تأجيل بعض الأعمال  المطلوبة منه في وقت العمل الرسمي إلى وقت الساعات الإضافية من أجل حصوله على مقابلٍ لذلك دون عذر تقرره الجهات المختصَّة فحرام شرعًا؛ لما فيه من التحايل وخيانة الأمانة التي اؤتمن عليها، وأكل الأموال بالباطل.

وأكدت الإفتاء أنه ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

حثُّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال

 

وحثَّ الشرع الحنيف على العمل والسعي لكسب الرزق الحلال؛ لكي يكون المسلم عضوًا فعَّالًا مُنْتِجًا في مجتمعه، عاملًا على توفير حياة كريمة له ولأهل بيته، قال الله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾ [المزمل: 20].

قال الإمام النَّسَفِي في "مدارك التنزيل وحقائق التأويل" (3/ 560، ط. دار الكلم الطيب): [﴿يَضْرِبُونَ﴾: يسافرون، و﴿يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾: رزقه بالتجارة... فسوَّى بين المجاهد والمكتسب؛ لأنَّ كسب الحلال جهاد] اهـ.

وعن المِقْدَام بن مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".

كما جاء الحث على إتقان العمل في قوله تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: 8]، وهذا أمر بالإحسان في كل عمل، والرعاية والحفظ في كل أمانة، وأثنى سبحانه على ممتثل ذلك بوصفه بالإيمان والإحسان، فالعامل المتقن لعمله يثاب على إخلاصه وتفانيه واجتهاده، فهو سبيلٌ لمحبة الله تعالى له، ولذلك ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والبَيْهَقِي في "شُعب الإيمان"، واللفظ للطَّبَرَانِي.

حكم تأجيل العمل إلى وقت الساعات الإضافية ليكون عملًا إضافيا
وقالت الإفتاء إن العلاقة بين العامل وصاحب العمل تُكَيَّفُ شرعًا على أنها علاقة إجارة، سواء كان العمل عامًّا أي: حكوميًّا أو خاصًّا؛ حيث يقوم العامل بأداء عمل معين ومهام محددة للطرف الآخر في وقت محدد مقابل أجر محدد معلوم بينهما وهذه هي حقيقة الإجارة، إذ تُعرَّف بأنها: عقدٌ على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبَذْل والإباحة بعِوَضٍ مَعلوم.

والذي يضبط تلك العلاقة بين طرَفَيْهَا هو العقد المبرم بينهما وقانون العمل، فيجب على كلٍّ منهما الالتزام بما تضمنه من بنود، والتقيد بما فيه من شروط؛ وذلك لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، أي: ما عَقَدَه المرء على نفسه من بيع وشراء وإجارة... وغير ذلك من الأمور، ما كان ذلك غير خارجٍ عن الشريعة، كما جاء في "تفسير الإمام القُرْطُبِي" (6/ 32، ط. دار الكتب المصرية).

ولما ورد عن عمرو بن عَوف المُزَني رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» أخرجه التِّرْمِذِي في "سننه".

كما أَنَّ تأجيل الأعمال والإبطاء فيها؛ لأجل التحايل على أجرٍ مضاعف يُعدُّ من أكل المال بالباطل؛ ذلك أَنَّ الموظَّف أو العامل قد أهدر وقت الدوام الرسمي دون أن يُنجز عمله دون عذر، وقد ورد النهي عن أكل المال بالباطل في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 92].

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ، وَأَمْوَالَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا» متفق عليه.

 

مقالات مشابهة

  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • ماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شروره
  • مراتب الحزن في القرآن الكريم
  • وزير العدل يناقش مع اللجنة الدستورية بمجلس الشورى التعاون لتعزيز الاصلاحات القضائية
  • التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
  • من هو النبي الذي قتل جالوت؟.. تعرف على القصة كاملة
  • شرط قديم جديد..نتانياهو: لن أوقف الحرب في غزة قبل القضاء على حماس
  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • حكم تأجيل العمل وقت الدوام ليكون إضافيًّا.. الإفتاء توضح