الجديد برس:
2025-01-31@16:52:44 GMT

تجارة الحروب ..!!

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

تجارة الحروب ..!!

الجديد برس: بقلم/ إبراهيم ناصر الجرفي

قد يستغرب البعض من العنوان لكن لا داعي للاستغراب ، فتجارة الحروب تجارة رائجة ومكاسبها كبيرة جداً وإن كان المستفيد منها هم قلة من البشر ( تجار الحروب ) ، يكفي ان نعرف حجم صفقات الأسلحة التي تتم كل عام لنعرف حجم المساحة الواسعة التي تشكلها هذه التجارة في خريطة الاقتصاد العالمي ، كما لا يخفى على أحد الميزانيات الكبيرة التي تخصصها حكومات الدول لوزارات الدفاع والحرب ، ومن المؤكد بأن الكثير منا قد سمع عن سباق التسلح بين الدول الكبرى ، ذلك السباق الذي سخرت له كل الامكانيات وفتحت له كل الحسابات المالية بدون حساب ، والذي يكلف البشرية مبالغ وثروات مالية خيالية ، لو تصرف على شعوب العالم لأغنتهم ، ولقضت على الفقر في كل بقاع المعمورة ، وللأسف الشديد بفضل ذلك السباق المحموم في مجال التسلح ، تم انتاج أسلحة فتاكة منها على سبيل المثال القنابل الهيدروجينية ، والتي لها قدرة تدميرية هائلة تعادل مئات المرات القدرة التدميرية للقنابل النووية ، بمعنى ان البشر ينفقون الثروات والأموال الطائلة لصناعة أسلحة قد تنهي وجودهم على كوكب الأرض ، وهل هناك جنون اكثر من هذا الجنون .

.!!

وكم أشعل تجار الحروب الدوليين من الحروب بين الدول لبيع أسلحتهم ومنتجاتهم العسكرية والقتالية ، وكم أثار تجار الحروب المحليين من الحروب داخل بلدانهم لاستثمارها وجني المكاسب والثروات الكبيرة منها ، فبمقدار ما تتجرع الشعوب من مصائب وكوارث ، يحصد تجار الحروب الثروات والفوائد ويبنون الامبراطوريات المالية ، ففي زمن الحروب يظهر الاستغلال في أبشع صوره ، ويكشر تجار الحروب عن أنيابهم لنهب وسلب ما في أيدي المواطنين ، فبمبرر الحرب ترتفع الأسعار أضعاف أضعاف ، وبمبرر الحرب تختفي المواد الضرورية من الأسواق وتباع في الأسواق السوداء بأسعار مضاعفة ، وهكذا يتم التجارة بالحروب على المستوى الدولي والمحلى ، ومن اجل ذلك وحتى لا تتوقف هذه التجارة الرائجة ذات الأرباح الخيالية ، يقف تجار الحروب الدوليين والمحليين ومن خلفهم أمراء الحروب الداعمين لهم او المشاركين لهم حجر عثرة أمام أي تسويات أو مبادرات يمكن ان تسهم في وقف الحروب وتحقيق السلام في المناطق المشتعلة حول العالم ، فتراهم وهم يبادرون إلى إفشال كل مساعي السلام ، تارةً من باب الحرص على الوطن وتارةً من باب الدفاع عن الدين وهكذا ..!!

رغم أن لا دين ولا وطن يهمهم بقدر حرصهم على استمرار تجارتهم واستمرار جنيهم للأموال والثروات الطائلة التي تدرها عليهم تجارة بيع الأسلحة خلال فترات الحروب ، وهناك نوع آخر من تجارة الحرب وهي متاجرة السلطات الحاكمة بالحرب ، فقد تستثمرها لتمرير سياساتها وفرض أجنداتها وأفكارها بالقوة ، وقد تستثمرها لقمع وكبت المعارضين لها والبطش والتنكيل بهم ، ولمصادرة الحقوق والحريات وتغيير وتبديل القوانين واللوائح المتعارضة مع سياساتها ، فليس هناك من فرصة أفضل من فرصة الحرب لتنفيذ السلطات الحاكمة لمخططاتها وبرامجها ومشاريعها ، وما لا تستطيع السلطات الحاكمة القيام به في زمن السلم يمكنها القيام به في زمن الحروب ، كيف لا وفي زمن الحروب تتعطل القوانين والأنظمة واللوائح لتسري بدلاً عنها الأحكام والقوانين العرفية والمزاجية ، ليصبح المسئول هو النظام وهو القانون ، لا سلطة فوق سلطته ولا احد يستطيع ان يحاسبه أو يعاقبه ، لذلك كانت وستظل تجارة الحروب هي التجارة الأكثر ربحية والأكثر رواجاً والأكبر استثماراً عند تجار الحروب سواء الدوليين أو المحليين أو عند السلطات الحاكمة ، كل ذلك رغم نتائجها المأساوية والكارثية على الشعوب ، وهكذا هو حال الدنيا فمصائب قومِ عند قومِ فوائد ..!!

وبذلك فإن كل من يشجع على الحروب والصراعات على كل المستويات ، وكل من يشارك في نشر ثقافة القتل والقتال والعنف والكراهية بين البشر ، ليس أكثر من مروج يستخدمه تجار الحروب للترويج لتجارتهم ، فكما أن لكل تجارة ولكل سلعة مروجين يروجون لها ويشجعون الناس على شرائها واقتنائها واستهلاكها ، فإن دعاة الحروب والصراعات في كل مجتمع وفي كل زمان ومكان ليسوا أكثر من مروجين عند تجار الحروب ، يعملون في خدمتهم ويروجون لتجارتهم ، ونظراً للميزانيات الضخمة التي يخصصها تجار الحروب للدعاية والاعلان والترويج لتجارتهم ، ها هي ثقافة الكراهية والقتل والقتال هي من تسيطر على ثقافة معظم المجتمعات البشرية ، بل لقد وصل الحال في بعض تلك المجتمعات إلى التفاخر بالقتل والقتال وسفك الدماء وانتهاك الأعراض ومصادرة الحقوق والحريات ، وتحويل تلك الجرائم البشعة والانتهاكات الفظيعة إلى بطولات ، إنه الترويج لتجارة الحروب والتشجيع عليها ، فلا تكن أخي المسلم ، أخي في الإنسانية مروج لتجارة الموت والقتل والقتال وسفك الدماء ، وكن داعية للسلام والتعايش السلمي في مجتمعك المحلي والوطني ، وكن من دعاة السلام في مجتمعك الإنساني ، كن من دعاة السلام والخير لكل البشر ، كن من دعاة حقن الدماء وصيانة الأعراض وحماية الحقوق والحريات الإنسانية ، كن مصدر للخير ولا تكن مصدر للشر ..!!

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: تجار الحروب من الحروب فی زمن

إقرأ أيضاً:

من سيدة الأرض إلى “إسرائيل” والمطبعين وتجار الحروب..!

يمانيون../
بفرحة غامرة وأصوات التكبيرات، عاد سكان سيدة الأرض حاملين رايات النصر بهيئة طوفان بشري مُرعب إلى شمال قطاع غزة حيث ركام الدمار مشياً على الأقدام، جارفين رهان الكيان وأوهام التهجير وأحلام كسر إرادة الغزيين.

النصر، ذلك الحلم الذي طال انتظاره، تحقق بعد 15 شهر من حرب الإبادة الدمار وعاد الغزيون من خيام النزوح في جنوب القطاع إلى الديار بالشمال بأقوى رسالة إلى “إسرائيل” والمطبِّعين وتجار الحروب ومجرمي العالم، مفادها: “لا بديل للوطن، الفشل لخطة “الجنرالات” ومخططات التهجير، والموت لحيلة ترامب، والخزي للمستعربين”.

وعبَّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، على لسان القيادي عزت الرشق، بالقول: “هنيئاً لشعبنا في غزة هذه العودة الميمونة، هذا يوم عظيم، ومشهد عودة النازحين إلى الشمال تتحطم أمامه كل أحلام وأوهام الاحتلال في تهجير شعبنا الفلسطيني”.

صورة الاستسلام المطلق

الهزيمة البيِّنة لـ”إسرائيل” في قول آخر جندي صهيوني غادر محور نتساريم في غزة: “للمرة الثانية تؤلمنا قلوبنا”، وفي اعتراف وزير الأمن “الإسرائيلي”، المستقيل من حكومة نتنياهو، إيتمار بن غفير: “هذا انتصار واضح لحماس، هذه ليست ملامح نصر مطلق، بل استسلام مطلق”.
يضيف: “فتح طريق نتساريم لمئات الآف الغزيي العائدين إلى الشمال جزء مهين من الصفقة المتهورة، هذا هو الاستسلام الكامل، لم يقاتل جنودنا، ويضحوا بأرواحهم في غزة لجعل هذه الصور ممكنة”.

هُزِمنا على يد حماس
تستمر اعترافات ساسة وعساكر وأبواق إعلام الكيان الموقت، بقول رئيس حزب “زيهوت” الصهيوني، موشيه فيغلين: “هُزِمنا على يد حماس، وعدنا إلى السادس من أكتوبر”.
وأكد مصدر عسكري صهيوني -لم يذكر اسمه – لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “إسرائيل” دفعت ثمن صفقة كاملة بفتحها محور نتساريم دون أن تحصل على المقابل.. كان يجب الحفاظ على محور نتساريم كورقة تفاوض؛ من خلال أهميته لحماس”.
وقال الصحفي “الإسرائيلي”، أريئيل كهانا: “نتنياهو أظهر اليوم لنا، ولكل العالم، كيف هو الخضوع أمام المقاومة، وكيف لم يتعلم من أخطاء الماضي، وكيف أعطى يحيى السنوار حتى بعد استشهاده كل ما كان يريد تحقيقه”.

حماس حققت ما تريد
وصرَّح الرئيس السابق لشُعبة الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، أمان عاموس يادلين، بقوله: “حماس أثبتت بقاءها في السلطة، ومرافقتنا في القطاع لسنوات طويلة”.
وقال مراسل إذاعة الجيش دورون كدوش: “باختصار، حماس حققت ما تريد، استعادت السيطرة الكاملة على شمال القطاع، وسيعود كما كان مكتظاً بالسكان بأكثر من مليون ونصف شخص”.
وأضاف: “هذا يصعِّب على “إسرائيل” العودة للقتال في الشمال بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، المهمة ستكون شبه مستحيلة”.

حُسمت الحرب
من وجهة نظر المسؤول السابق بوحدة الاستخبارات، الباحث العسكري والأمني، جاك نيريا، الحرب في غزة حُسمت لصالح حماس بعد دخول السكان إلى منطقة الشمال من غزة، وهذا يشير إلى نهاية الحرب.
وفي طريق العودة أمس الأثنين 27 يناير 2025، كل مشاهد الطوفان الغزاوي، تعبر فقط عن لذة الإنتصار وعنفوان الإشتياق وتقبيل الحشود تراب الوطن فرحاً، وهكذا قال حال لسان إمراة مُسنة تغمرها الفرحة والحنين إلى الديار: “عائدون إلى بيوتنا وعبق ترابنا.. لقد كسرنا شوكة “إسرائيل”، والقادم أعظم”.

حيلة ترامب

يقول ثائر فلسطيني -من شمال القطاع- معلقاً على خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لترحيل أهل غزة إلى الأردن ومصر: “ترامب بده يهجِّرنا على مصر والأردن، مش عارف إننا شايفين جنوب غزة غربة”.
ويعتبر المحللالسياسي لصحيفة “هآرتس”، حاييم ليفينسون، حديث ترامب عن ترحيل الغزيين مجرد حديث رجل أعمال، لا خطة عمل فعلية.
وقال المحلل “الإسرائيلي”، يوني بن مناحم، على الخطة الترامبية: “ترامب يحلم، لقد مررنا بهذا السيناريو بعد الانسحاب من غزة، وانظروا إلى أين وصلنا!؟ الأبرياء في غزة لن يتخلوا عن الجهاد ضد “إسرائيل”!”.
ووصف ‏عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المعروف بمواقفه الداعمة للصهيونية والتحريض ضد الفلسطينيين، اقتراح ترامب بـ الخطة “غير العملية”.

ما تم الاتفاق عليه!
بعد عودة النازحين من جنوب إلى شمال غزة كواحد من بنود تنفيذ الاتفاق انتصاراً نفسياً وسياسياً وعسكرياً لأهل غزة ومقاومتها ولكل الشعب الفلسطيني، الذي عانى من التهجير القسري لفترات طويلة.

ويشمل الاتفاق وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، وانسحاب تدريجي لجيش الكيان من غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وإدخال 600 شاحنة مساعدات إلى غزة كل يوم؛ منها 50 شاحنة وقود، وتفرج حماس عن الأسرى تحت 19 عاماً، ومن فوق سن 50 عاما، وتفرج “إسرائيل” عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل أسير مدني، و50 مقابل كل جندية “إسرائيلية”، وتلتزم بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين؛ نساء وأطفالا، تحت سن 19 مُنذ7 أكتوبر 2023، خلال المرحلة الأولى.
ويتوقع بدء مفاوضات المرحلة الثانية بضمانة قطر ومصر والولايات المتحدة، اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، وتشمل إطلاق بقية الأسرى، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، وانسحاب كامل للجنود الصهاينة، كما ستعاد في المرحلة الثالثة جميع الجثث المتبقية، وبدء إعادة إعمار غزة بإشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.
ودخل اتفاق وقف العدوان على غزة بين الاحتلال و”حماس” حيز التنفيذ، صباح يوم الأحد 15 يناير 2025، بعد حرب إبادة صهيونية استمرت 15 شهراً، ارتقى فيها 47 ألفا و355 شهيدا، وأكثر من 111 ألفا و570 مصابا.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • أديبة تشيكية: الأدب أداة لتسليط الضوء على قضايا النساء
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • خالد عمر يوسف يؤكد معارضة حزبه للحكومة الموازية
  • الحرب في السودان: بعض تحديات الاستقرار والتعافي الاقتصادي واعادة الاعمار
  • سردية السلام لمناهضة الحرب وخطاب الكراهية
  • هل انتصرت “إسرائيل” في حربها على غزة؟ 
  • من سيدة الأرض إلى “إسرائيل” والمطبعين وتجار الحروب..!
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • بلينكن يستعد لإطلاق كتاب حول الحروب والأزمات في عهد جو بايدن