تناولت مرارًا التجربة التركية في توظيف الدراما واستغلالها كوسيلة دعاية سياحية جعلت تركيا تتصدر مركزًا متقدمًا في مصاف الدول الجاذبة للسياحة، وذلك بحرصها على إظهار جمال شوارعها ومبانيها والمناظر الطبيعية الخلابة، وكل ما يجعل المشاهد متشوقا لزيارتها، وقدرتها على أن تصنع من كل مكان واجهة سياحية، ونجاحها في تحويل أماكن تصوير مسلسلاتها الشهيرة إلى مزارات يقصدها السياح العرب من كل مكان، وخلقت من مشهد الجلوس أمام شاطئ البوسفور والتمتع بمذاق (ساندويتش) مع كوب من الشاي حلما لملايين المشاهدين، فالترويج السياحي يتم بطريقة ذكية غير مباشرة تتسلل إلى عقل المشاهد وقلبه لتؤثر في أفكاره ومشاعره، وهذا ما يُسمى القوة الناعمة، وكم تمنيت أن يسير صناع الدراما المصرية بالسير على هذا النهج بدلًا من إظهار العشوائيات والقبح بدعوى الواقعية!!
هل تتذكرون مسلسل جراند أوتيل الذي عرض منذ سنوات ونتج عنه رواج سياحي بأسوان مع الإقبال على الإقامة بنفس الفندق الذى صورت فيه مشاهد المسلسل، أيضا مسلسل ليالي أوجيني وأجواءه الكلاسيكية والذي سار على نفس الدرب، فصورت أحداثه في بورفؤاد، وابتعد تماما عن الأنماط المعتادة في تناول بورسعيد من نوعية أبو العربى وفهلوة التجار وأسلوب التطجين، وقدم بورفؤاد كمدينة من أجمل مدن بورسعيد، فأيقظ الاهتمام والرغبة لدى مشاهديه في زيارة تلك المدينة الساكنة على ضفاف القناة، المكونة من بيوت منظمة ذات طراز فرنسي، وميادين واسعة، وشوارع هادئة وأشجار على الجانبين، والتي ترجع بدايتها إلى عام 1920 حينما تقرر تخصيص حي لإقامة الأجانب العاملين بشركة قناة السويس، وتم افتتاحه عام 1926بحضور الملك فؤاد، ثم تحول الحى إلى مدينة عام 2010 بقرار من رئيس الوزراء، ومازالت حتى الآن تحتفظ إلى حد ما بمنازلها الباريسية ذات البلكونات الخشبية، والفيلات والمباني التراثية، والواجهات المعمارية المميزة، وتحارب ضد القضاء على تراثها، وتقاوم بشدة سطوة المال وبريقه وطمع شركات المقاولات لهدمها وتحويلها إلى أبراج قبيحة تزيد من أرباحها المادية وتدمر طابع المدينة وخصوصيتها.
بالرغم من أن كلا العملين قدما قصصا اجتماعية بسيطة ولكن رقي التمثيل، وبراعة اختيار أماكن التصوير جعل تأثيرهما السياحي غير محدود، وبرهنا على أن الدراما قادرة على التأثير الإيجابي في المشاهد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
25 مليار درهم و60 ألف ساكن.. مدينة أجمل مكان تُحدث نقلة نوعية في عقارات الشارقة
يشهد المشهد العقاري في إمارة الشارقة تحولًا نوعيًا بفضل مشروع "مدينة أجمل مكان - واجهة الشارقة المائية"، الذي يُعد من أضخم المشاريع التطويرية في الإمارة باستثمارات تصل إلى 25 مليار درهم (6.8 مليار دولار) ويمتد على مساحة تزيد عن 60 مليون قدم مربع. ويهدف المشروع إلى تقديم بيئة سكنية وتجارية وسياحية متكاملة تستوعب أكثر من 60 ألف ساكن عبر ثماني جزر، حيث يجمع بين الحياة الحضرية الحديثة والاستدامة البيئية.
وأكد سلطان الشكره، الرئيس التنفيذي لشركة أجمل مكان للتطوير العقاري، أن المشروع يسهم بشكل كبير في توسعة سوق العقارات في الشارقة ويوفر آلاف فرص العمل في قطاعات متنوعة تشمل العقارات والبنية التحتية وتجارة التجزئة والضيافة والتعليم والرعاية الصحية والترفيه. كما أشار إلى أن المشروع الذي يعمل بنظام التملك الحر نجح في جذب المستثمرين المحليين والدوليين، مما يجعله محركًا رئيسيًا لاستراتيجية التنويع الاقتصادي في الإمارة.
ضمن إطار التوسع والتطوير، أعلنت شركة أجمل مكان للتطوير العقاري عن إطلاق ثلاثة مشاريع جديدة داخل المدينة وهي جزيرة الثريا وذا فيو آيلاند وبلو بيتش ريزيدنس، في حين تم تسليم المرحلتين الأولى والثانية من جزيرة الشمس، كما تم تنفيذ مشروع بلو باي ووك على ثلاث مراحل حيث تم تسليم المرحلة الأولى والانتهاء من المرحلتين الثانية والثالثة قبل الموعد المحدد وهما قيد التسليم.
ويعد المشروع وجهة متكاملة تمتد على 36 كيلومترًا من الخط الساحلي للشارقة، ويضم مرسى يحتوي على 800 رصيف لليخوت، ومنتزه ترفيهي بمساحة 1.6 مليون قدم مربع، إلى جانب مركز تسوق بمساحة 3 ملايين قدم مربع، بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي والمنافذ الترفيهية المطلة مباشرة على الواجهة البحرية. كما يضم المشروع 1500 فيلا وعددًا من المباني متوسطة الارتفاع والفنادق والمؤسسات التعليمية والمرافق الترفيهية التي تساهم في تعزيز المشهد العقاري والسياحي والتجاري في الإمارة.
ويشكل مشروع "مدينة أجمل مكان - واجهة الشارقة المائية" نموذجًا للحياة الحضرية المستدامة، حيث سيتم تخصيص 60% من مساحته للمساحات الخضراء والشواطئ والمناطق العامة، بما يتماشى مع رؤية الشارقة في تعزيز التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن يصبح المشروع مركز جذب رئيسي للسكان والمستثمرين، حيث يجمع بين الحداثة والتصميم الصديق للبيئة ويوفر فرصًا استثمارية متعددة تسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام يعزز من مكانة الشارقة كمركز تنافسي على مستوى المنطقة.