الأسبوع:
2024-07-04@04:13:59 GMT

مصر الأعلى هدرًا للغذاء

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

مصر الأعلى هدرًا للغذاء

في إحدى محاضرات مادة التسويق التي كنا ندرسها مع أستاذنا الدكتور سامي عبد العزيز (عميد كلية الإعلام الأسبق)- طرح علينا مفهوم البيئة التسويقية التي يُعتبر المستهلك أحد مكوناتها الرئيسية، حيث إن التسويق التجاري في حد ذاته يهدف بالأساس إلى تلبية حاجات ورغبات هذا المستهلك من أجل دفعه لاتخاذ قرار شراء منتَج أو خدمة بعينها من بين العديد من السلع والخدمات المتنافسة فيما بينها داخل البيئة التسويقية.

وهو ما استدعى طرح مفهوم آخر هو «الديمقراطية الاستهلاكية»، وهو المفهوم الذي يشير إلى أن المستهلك في البيئة التسويقية يتمتع بحرية تامة في اتخاذ القرار الشرائي دون أي إجبار، وأن هذا المستهلك منذ أن يستيقظ من نومه في الصباح حتى يذهب إلى نومه مرة أخرى ليلًا إنَّما يمارس تصويتًا انتخابيًّا تسويقيًّا مستمرًّا خلال يومه. فهو مَن يقرر البرنامج التليفزيوني الذي سيشاهده، ونوع فرشة الأسنان والمعجون الذي يستخدمه، والمنتَج الذي سيتناوله مع كوب الشاي، وماركة الملابس التي يرتديها.. إلى آخره من العديد من القرارات الشرائية التي يتخذها سواء لنفسه أو لغيره. وتتوهج عملية الديمقراطية التسويقية للمستهلك عندما تكتمل أركان العوامل المساعدة على اتخاذ القرار الشرائي، وهي: الشعور بالحاجة للشراء، الإرادة، المال، والسلطة في اتخاذ قرار الشراء. ولما كان المستهلك يتمتع بحرية تامة في جميع قراراته الشرائية، لذا صار من حقه -طالما يمتلك كل المقومات- أن يحصل على ما يريد من منتجات. ومن هنا بات السلوك الاستهلاكي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالعوامل الذاتية النفسية والشخصية والاجتماعية للفرد.وعندما يتعلق الأمر بندرة الموارد الاقتصادية كالطعام مثلًا، بات مفهوم ترشيد الاستهلاك مطروحًا بشدة للحفاظ على الموارد الاقتصادية التي هي من حق الجميع، وضرورة الحدِّ من إهدار تلك الموارد لضمان توافرها للجميع خاصة الموارد الأساسية وهي الطعام. وأظهرتِ الإحصاءات الصادرة عن مؤشر هدر الغذاء التابع لبرنامج الأمم المتحدة مؤخرًا أن مصر تُعَد من أعلى دول العالم هدرًا للطعام، إذ وصل معدل إهدار الطعام فيها عام 2023 إلى 9، 1 مليون طن، سواء كان الإهدار متمثلًا في التخلص من بواقي الطعام الصالح للاستخدام، أو شراء كميات طعام صالحة وانتهاء صلاحيتها ومن ثم التخلص منها. ويُعَد شهر رمضان أعلى شهور السنة هدرًا للطعام، إذ يزيد معدل الإهدار إلى ٦٠% على باقي العام. والحقيقة أيضًا أن هناك دولًا عربية أخرى تندرج ضمن مؤشر الأعلى هدرًا للغذاء، وهي على الترتيب: العراق، السودان، الجزائر، السعودية، المغرب، اليمن، سوريا، الصومال، وتونس. وبالعودة للشأن المصري فيما يخص هدر الطعام تم تدشين برامج توعية للحثِّ على ترشيد استهلاك الغذاء، ومنها المبادرة التي أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة الـ(فاو) بالتعاون مع بنك الطعام المصري. ولكن هل يحتاج الأمر لتدخلات أشد صرامة للحدِّ من إهدار موارد الغذاء في مصر، مثل سن قوانين لضبط هذا الأمر، خاصة مع وجود مؤشرات لدخول مصر في تحديات توفير الغذاء مع دخول مصر حزام الفقر المائي؟ لا بد من دق ناقوس الخطر للحدِّ من هدر الطعام في مصر، لأنه أمر معيب اقتصاديًّا واجتماعيًّا ودينيًّا.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

«الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي

قالت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، إن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي، في ظل حملة ممنهجة لمحو التراث العربي، مؤكدة أن اللجنة الوطنية المصرية نجحت في تسجيل عدد من العناصر، وتعمل على تسجيل عدد آخر في أقرب وقت ممكن.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لورش العمل الدولية، التي نظمتها اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمجلس الأعلى للثقافة، تحت عنوان «حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه وتوظيفه في التنمية المستدامة في الدول العربية… تقاليد الطعام نموذجًا»، وأدارتها الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي.

الكيلاني: وزارة الثقافة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف التراث الثقافي غير المادي 

وجهت الكيلاني، الشكر للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على دعمها الدائم لكافة الملفات المصرية على قوائم التسجيل، كما وجهت الشكر للدكتورة نهلة إمام على ما تبذله من جهد ومساهمة جادة في هذا الملف مع كل الدول العربية.

وقال الدكتور حميد بن سيف النوفلي، مدير إدارة الثقافة بمنظمة «الألكسو»: «لم ينل مجال صون التراث الثقافي غير المادي من خلال تقاليد الطعام، ما يكفي من العناية بالمقارنة مع الأصناف الأخرى من التراث الحيّ، رغم ما ينطوي عنه من قيمة تراثية عميقة وأبعاد اقتصادية في سياق التنمية المستدامة على غرار ما تكشف عنه التجارب المقارنة في عالم اليوم».

وأوضح أن الطعام يُظهر للعالم بوصفه إحدى التعبيرات الخاصة جدًّا عن الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية، فهو يعكس الخصوصيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية، وخلف هذا التنوع والاختلاف تكمن مظاهر عديدة من التشابه إلى حدّ التماثل أحيانًا، بما يجعل تقاليد الطعام هي بحقّ ملتقى للتواصل والتفاعل يكرّس بعفوية ضربا من الوحدة الثقافية.

شريف صالح: مصر تفخر بإرثها

من جانبه قال الدكتور شريف صالح رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، أن لكل أمة إرثها الثقافي، والتراث غير المادي يمثل جانباً هاماً من التراث الحضاري للأمم، فيعبر عن الهوية الثقافية لكل مجتمع ويعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسات التي مرت بها المجتمعات المحلية في المراحل الزمنية المختلفة لكونه يتمثل في التقاليد وأشكال التعبير، والمعارف، والمهارات الموروثة كالتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والمعارف الاجتماعية والمناسبات، والاحتفالات، والممارسات، فالتراث معين لا ينضب من المعرفة، ومصدرا للهوية الإنسانية التي تكتمل بالتراث.

وأشار أن مصر تزخر بإرثها وتراثها الثقافي غير المادي والذي يعد في مجمله كنزا حضاريا يعكس الدور الذي قام به المصري القديم في بناء الحضارات التي تعاقبت على أرض الكنانة، وأصبحت الآن جزءاً مهماً من التراث الإنساني المسجل بعضه على قائمة التراث العالمي.

إدراج عناصر من التراث على قائمة التراث العالمي

وأوضح أن مصر نجحت في إدراج العديد من عناصر التراث الثقافي على قائمة التراث العالمي، وأصبح الآن ملف «الأغذية الشعبية والأطعمة التقليدية» من الملفات الملحة التي يجب العمل عليها بشكل عاجل ومكثف والتقاليد والعادات المتعلقة بها، حيث نادي الكثير من خبراء التراث والغذاء بأهمية البدء في تحقيق ذلك لافتين النظر إلى أنها خطوة تأخرت كثيراً باعتبار أن المطبخ المصري بل والعربي من أعرق مطابخ العالم وأن عدم توثيقه بشكل دولي، أو رسمي حتى الآن قد يؤدي إلى إدعاء بعض البلدان الأخرى نسب عدد من الأكلات المعروفة لنفسها.

مقالات مشابهة

  • «الرقابة النووية» تعرض إنجازاتها في بناء قدرات الموارد البشرية
  • “الرقابة النووية” تعرض إنجازاتها في بناء قدرات الموارد البشرية خلال مؤتمر بفيينا
  • ما هو رجيم الصيام المتقطع.. وكيف يساعد في خسارة الوزن؟
  • كيف تحمي فواتير الشراء من الوقوع في الاحتيال والمشكلات المالية ؟
  • بكتيريا الليستيريا القاتلة تتفشى في بريطانيا.. طرق العدوى والوقاية
  • لصحة أفضل لمرضى السكر .. بعض الأخطاء تؤثر على فاعلية الأنسلوين
  • بسبب سوء التغذية.. مستشفى أصدقاء المريض بغزة يدق ناقوس الخطر
  • برعاية مجلس الدولة.. انعقاد ورشة عمل حول مستقبل الدراسات العليا في ليبيا
  • «الثقافة»: نعمل على إدراج الأطعمة الشعبية في قائمة التراث العالمي
  • رشيد:القاضي زيدان ليس جندياً إيرانياً بل درع المنظومة السياسية العراقية