تزيد روسيا محاولاتها لإحكام السيطرة على صناعة الحبوب الحيوية لديها، مما قد يمنحها قوة أكبر في مجال الصادرات، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف بشأن العرض العالمي وفق ما ذكرت وكالة بلومبيرغ في تقرير اليوم الأحد.

وانسحب من روسيا -العام الماضي- كبار اللاعبين الغربيين، بما في ذلك شركة كارغيل وفيتيرا، بعد ضغوط حكومية لإفساح المجال أمام الشركات المحلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تحت ضغط شعبي.. شركة تركية للطاقة تسحب استثماراتها من إسرائيلتحت ضغط شعبي.. شركة تركية ...list 2 of 2خطة إيرانية لرفع إنتاج النفط إلى 4 ملايين برميل يومياخطة إيرانية لرفع إنتاج النفط ...end of list

والآن، حتى أكبر شركة عاملة في مجال الحبوب في البلاد يجد صعوبة في العمل وسط خلاف مع الدولة، مما يضع السوق في أيدي عدد أقل من الشركات، وبعضها لديه أو كان له ارتباطات بالكرملين.

نفوذ أكبر

وبدأت عملية الدمج بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، مما يترك 4 شركات فقط مسؤولة عن 3 أرباع صادرات الحبوب من محطات البحر الأسود الروسية.

ووفق بلومبيرغ، يمنح ذلك روسيا المزيد من النفوذ على إمدادات القمح التي كانت أساسية لترويض التضخم بأسعار الغذاء العالمية، كما أنه يجعل من الصعب على المتعاملين الأجانب الإلمام بتدفقات الحبوب هناك، في الوقت الذي يضر فيه سوء الأحوال الجوية بمحصول القمح في البلاد ويثير قلق السوق.

ونقلت الوكالة الاقتصادية -عن رئيس شركة أغريسوريس الاستشارية ومقرها شيكاغو بالولايات المتحدة- أن لدى روسيا رغبات في السيطرة على السلع الأساسية حقيقية، وتأثيرها على الحبوب آخذ في التزايد.

وكانت صناعة الغاز الطبيعي في روسيا دائما تحت سيطرة الحكومة، في حين تمكنت الدولة وأقرب حلفاء بوتين من السيطرة على جزء كبير من إنتاج النفط منذ وصوله السلطة، والآن تحكم البلاد سيطرتها على الحبوب.

وتوقفت كارغيل وفيتيرا ولويس دريفوس عن توريد الحبوب من روسيا لتصديرها العام الماضي، وهي الشركات التي كانت في السابق من بين أكبر 10 مصدرين.

لكن النزاع مع شركة "تي دي ريف" يسلط الضوء على مدى تعرض المصدرين الروس من القطاع الخاص لضغوط من الحكومة. وقد ساعدت الشركة، التي غيرت اسمها مؤخرا إلى رودني بوليا، موسكو على ترسيخ نفسها كقوة زراعية، لكنها تواجه الآن تهديدًا لأعمالها.

ويقول بيتر خوديكين، المالك منذ فترة طويلة، لموقع "لينتا ري" (Lenta.ru) -في مارس/آذار- إن شحنات الشركة تم حظرها بشكل غير عادل من قبل الهيئة التنظيمية الزراعية لعدم استيفائها لمتطلبات السلامة، وإنه تعرض لضغوط لبيع الشركة.

وقال العديد من الأشخاص الذين اعتادوا الشراء من شركاء التصدير للشركة إنهم لم ينشطوا بالسوق منذ مارس/ آذار، وانخفض ما قامت الشركة بتحميله للتصدير في أبريل/نيسان 40% تقريبا عن العام السابق، وفقًا لبيانات الشحن من "لوجستك أو إس" Logistic OS، وقد يستغرق الأمر من أسبوعين إلى بضعة أشهر بعد توقيع اتفاق لتحميل الحبوب على السفن.

روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم (رويترز) أهداف الحكومة

منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، استهدفت موسكو بشكل متزايد الأصول المملوكة لأقطاب الأعمال المحليين وبعض وحدات الشركات الأجنبية، من منتج المعكرونة إلى الشركة الروسية التابعة لشركة دانون الفرنسية لصناعة الزبادي، إما للتأميم أو البيع المحتمل لشركة يفضلها الكرملين. كما سيطرت على أصول شركة زراعية قابضة لأنها تستهدف الدول "غير الصديقة" وفق التعبير الرسمي الروسي.

ونقلت بلومبيرغ عن أندريه كولسنيكوف، وهو زميل بارز بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في موسكو "الاتجاه نحو سياسات أكثر تشدداً وأيديولوجية محافظة يصاحبه حتماً تعزيز تدخل الدولة في الاقتصاد.. والدولة أصبحت لا يمكن المساس بها سياسيا واللاعب الرئيسي في الاقتصاد".

وبينما لا يزال التجار الغربيون يشترون البضائع من الموانئ الروسية، فإن الحصول على معلومات حول أشياء مثل أحجام المحاصيل وظروفها والمخزونات والصادرات أمر أكثر صعوبة منذ قيامهم بتقييد الأعمال هناك.

وقد يصبح هذا مصدر قلق أكبر لأن انتكاسات الحصاد تترك روسيا مع كميات أقل من القمح للتصدير.

ودفعت مشكلات تتراوح بين الجفاف والصقيع محللين إلى خفض تقديرات الإنتاج الروسي بصورة كبيرة، مما ساعد العقود الآجلة للقمح على الوصول إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو/تموز 2023، وأذكى المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويتوقع مجلس الحبوب الدولي أن ينخفض إنتاج روسيا من القمح بنحو 6% هذا العام.

ويمثل تقييم أشياء مثل تأثير الصقيع أحد التحديات التي تواجه وزارة الزراعة الأميركية التي تصدر توقعات للمحاصيل العالمية ولم يعد لديها موظفون على الأرض في روسيا، وهذا يعني أنها تعتمد بشكل أكبر على صور الأقمار الصناعية والتي قد لا تلتقط الضرر.

عدم اليقين

وقال مارك جيكانوفسكي رئيس مجلس التوقعات الزراعية العالمية التابع لوزارة الزراعة الأميركية إن عدم وجود الناس هناك "يضيف شيئا من عدم اليقين".

وتنشر الحكومة الروسية من حين لآخر توقعات الحصاد، في حين يقوم المستشارون المحليون المستقلون بجولات المحاصيل وينشرون بانتظام تقديرات الإنتاج التي تراقبها السوق عن كثب.

وفي حين ارتفعت أسعار القمح القياسية خلال الشهرين الماضيين، إلا أنها لا تزال أقل بنحو 50% عن المستوى القياسي المسجل عام 2022 عندما عطلت الحرب التدفقات عبر البحر الأسود.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحد الآفاق الأفضل للمحاصيل الأميركية من المخاوف المتعلقة بالإمدادات.

والسؤال الرئيسي -وفق بلومبيرغ- كيف سيؤثر إحكام السيطرة الروسية على الحبوب على السوق العالمية، وهي تحاول بالفعل تطبيق حد أدنى غير رسمي لسعر محاصيلها، كما أن السيطرة الأقوى على قطاع الحبوب ستسهل على الحكومة التأثير على الإمدادات.

ووفق الوكالة، لا دلائل على أن روسيا تعطل إمداداتها بشكل ملحوظ، ويذهب جزء كبير من صادرات حبوبها إلى الدول التي تربطها بها علاقات سياسية جيدة.

ويسيطر أكبر 4 تجار روس الآن على 75% من الصادرات من محطات البحر الأسود، ارتفاعا من 45% قبل 6 أعوام، وفق ديميتري ريلكو مدير شركة إيكار الاستشارية ومقرها موسكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسواق

إقرأ أيضاً:

مع بداية رمضان.. ارتفاع في أسعار الخضراوات والفواكه بأسواق الدمام

شهدت أسواق الخضار والفواكه في الدمام ارتفاعًا حادًا في الأسعار مع إطلالة أول أيام شهر رمضان المبارك، ما أثار موجة من الاستياء بين المستهلكين، ودفعهم إلى تقليص مشترياتهم والاكتفاء بالضروريات.
ويُرجع عاملون في السوق هذا الارتفاع إلى التغيرات الموسمية في طلب المستهلكين، حيث يزداد الإقبال على أصناف معينة خلال الشهر الفضيل.
أخبار متعلقة أوقات عمل البنوك في رمضان وإجازة عيدي الفطر والأضحى.. اعرفهاخادم الحرمين: أهنئكم بشهر رمضان المبارك شهر التراحم والبذل والعطاءالمحكمة العليا تدعو إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان مساء الجمعةعاشور عبد الحبيب
وأوضح عاشور عبد الحبيب، صاحب أحد المباسط، أن الارتفاع شمل مجموعة من الأصناف بشكل لافت، إذ وصل سعر الفلينة الواحدة من الخيار والفلفل البارد إلى 25 ريالًا، وشهد الباذنجان ارتفاعًا ملحوظًا، أما الكوسا، فقد سجلت قفزة قياسية، حيث ارتفع سعر السلة من 40 ريالًا إلى 180 ريالًا.أسعار الخضروات في رمضانوبينما حافظت أسعار الطماطم على استقرار نسبي، مع زيادة طفيفة متوقعة في رمضان، لكنها لا تزال تعتبر مقبولة مقارنة ببقية الأصناف، وتوقع عبد الحبيب أن تعاود الأسعار استقرارها في غضون أسبوع إلى عشرة أيام.
وعبّر عدد من المواطنين عن امتعاضهم من هذا الارتفاع الكبير، وقال المواطن عيسى العيد إنه ”من غير المعقول أن يصل سعر الخيار إلى 25 ريال“، مُضيفًا أنه يتفهم زيادة الطلب، لكن ليس إلى هذا الحد.
عيسى العيد
وطالب العيد الجهات المختصة بالتدخل لمراقبة الأسعار ووضع حد لجشع بعض التجار، مؤكدًا أن هذا الوضع يُجبر المستهلكين على تغيير عاداتهم الغذائية وتقليل استهلاك الخضار والفواكه، وهو أمر غير صحي.الورقيات الخضراءمن جانبه، أشار المواطن عباس الأبيض إلى أن الارتفاع السنوي معتاد، لكنه فاق كل التوقعات هذا العام، خاصة مع قفزة سعر الكوسا، وأضاف أن المشكلة لا تقتصر على الغلاء، بل تمتد إلى جودة بعض الخضار المتدنية، مطالبًا برقابة على الجودة أيضًا.
عباس الأبيض
وأشار المواطن فتحي البنعلي إلى ارتفاع أسعار الورقيات الخضراء، حيث وصل سعر الحبتين من بعض الأصناف إلى خمسة ريالات، وكذلك الحال بالنسبة للكزبرة والبقدونس.ترشيد الاستهلاكفي المقابل، حمّل صالح العمير المستهلكين جزءًا من المسؤولية، مشيرًا إلى أن تهافت الناس على الشراء بكميات كبيرة يُشجع التجار على استغلال الفرصة، داعيًا إلى ترشيد الاستهلاك وشراء ما يكفي الحاجة فقط.
فتحي البنعلي
وأضاف: "المشكلة أن التجار يستغلون حاجة الناس في رمضان، ويجب أن تكون هناك حملات تفتيش مكثفة لردع هؤلاء التجار وضمان أسعار معقولة للجميع".

مقالات مشابهة

  • خام برنت يلامس 73,57 دولارا.. ارتفاع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار الذهب إلى 2866.76 دولار للأوقية
  • ارتفاع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 73.57 دولارًا للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط مع بيانات اقتصادية ايجابية من الصين
  • أسعار الحديد ومواد البناء اليوم الإثنين 3-3-2025
  • مع بداية رمضان.. ارتفاع في أسعار الخضراوات والفواكه بأسواق الدمام
  • أسواق السليمانية.. ارتفاع أسعار وتراجع إقبال خلال رمضان (صور)
  • جولد بيليون: الذهب يسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ 3 أشهر
  • متراجعا 0.5%.. الذهب يسجل أكبر انخفاض أسبوعي من 3 أشهر