يحملن على عاتقهن مسئوليات كثيرة، تُشكل محاور أساسية لتهيئة البيئة والأسرة لحياة سوية، قائمة على المعرفة والوعى، ويناقشن قضايا كثيرة يصل عددها إلى 12 قضية، يوعين الأسر بها وأضرارها وكيفية تجنّبها، من أجل بناء مجتمع سوى، يكون قاعدة أساسية لجيل جديد من الشباب لديه المعرفة الكافية للتعامل مع أى تحديات، فلم يكن دور الرائدة الريفية منصبّاً على الزيارات الميدانية فقط، بل دورها تُناقش وتوعى وتُصحّح.

«هدى»: نحن همزة وصل بين القيادات والمسئولين والناس فى الشارع

هدى سميح جادو، من أبناء محافظة الغربية، تلعب دوراً مُهماً كرائدة ريفية، فى مسألة الوعى، خاصة أنها اختارت الانضمام إلى الرائدات لحبها خدمة الناس. وقالت: «إنى أكون سبب أنور لإنسان عقله فده شىء مهم»، موضحة أن العمل على أرض الواقع مؤثر للغاية، بتبنيها مجموعة من القضايا لمناقشتها مع الأسر.

يُعتبر دور «هدى»، وفق حديثها لـ«الوطن»، همزة وصل بين القيادات والمسئولين وبين الناس فى الشارع، فضلاً عن حرصها على نشر الوعى، وتابعت: «إحنا فى مجتمع ريفى، والست الريفية محتاجة إنها تنجح فى بيتها، وأنا باساعدها على ده».

اختارت هدى حمدى، من محافظة القليوبية، خريجة كلية الآداب قسم الإعلام، الانضمام إلى الرائدات لحبها للعمل التطوعى لزيادة مهاراتها، كالتواصل الفعّال مع الناس وتغيير وعى المجتمع للأفضل وقالت: «دورنا كرائدات تغيير الوعى الداخلى والخارجى للمجتمع وتثقيف الأسر ناحية الموضوعات المهمة».

تمارس «هدى» دورها، وفق برنامج مُحدّد من قِبل وزارة التضامن الاجتماعى «برنامج وعى» الذى يناقش 12 قضية هى التربية الإيجابية وعدم الزواج قبل 18 سنة ومنع ختان الإناث ومكافحة المخدرات ومنع العنف والتنمر، فضلاً عن النظافة والصحة للأم. وتابعت: «دورنا كرائدات نختار الأسر بعناية، وكل شهر نعمل لهم زيارة حسب البرنامج».

حققت «هدى» مجموعة مزايا من عملها كرائدة ريفية، تتمثل فى مساهمتها فى توعية الناس وزيادة ثقتها بنفسها: «بقيت فخورة باللى إحنا بنعمله وبقيت متأكدة إنى ممكن أساهم فى تخفيف المشكلات اللى ممكن تحصل لو مفيش وعى».

وشرحت هدى حمدى، طبيعة عمل الرائدة، قائلة: «شغل الرائدة سهل جداً، وبيتم تنظيم 5 زيارات يومياً، لذا استفاد المجتمع من خلال توعية الأسر بقضايا برنامج وعى، مشيدة بتعامل المواطنين مع الرائدات».

«شيماء»: نهتم بتمكين الأسر الأولى بالرعاية

تعمل شيماء محمد، فى محافظة بنى سويف، كحلقة وصل بين المجتمع والهيئات ومنظمة العمل المجتمعى لمساعدة أكبر عدد من المواطنين، إذ تقوم بدور توعوى يناقش قضايا مهمة لرفع وعى الأسر الأكثر احتياجاً، وعمل تمكين اقتصادى للسيدات والأسر الأولى بالرعاية، فضلاً عن تفعيل محاور التنمية المستدامة فى المجتمع ومساعدة الأسر من خلال الجمعيات الأهلية من تجهيز عرائس ووصلات مياه وتثقيف.

وحقّقت شيماء محمد، مزايا كثيرة من العمل كرائدة ريفية، تمثّلت فى اكتساب خبرات فى جميع المجالات، والحصول على تدريبات متنوعة، فضلاً عن عمل شبكة علاقات لكل قيادات المحافظة للمساهمة فى خدمة المجتمع: «تم ترشيحى للمشاركة فى المجلس الاستشارى فى المحور الاقتصادى».

«فى حُب الأوطان تُعمر البُلدان».. مقولة لعمر بن الخطاب، تسير عليها «شيماء» فى أداء دورها، وتحرص على التواصل مع جميع الجمعيات الأهلية والمنظمات الحكومية فى المحافظة، وما تقدّمه كل جمعية على حدة لتوفير المساعدات والخدمات للمواطنين.

وطور ملف الرائدات من قدرات «شيماء»، من خلال توفير تدريبات مكثّفة للسيدات والرجال والشباب وحبهم للعمل التطوعى وخدمة بلادهم وتوفير مدارس مجتمعية لعمل المشروعات الصغيرة، لتوفير استقلالية مالية، لافتة إلى أنها تقيس مدى استفادة المجتمع من دور الرائدات، من خلال تغيير وتعديل سلوك المجتمع وإيجاد حراك مجتمعى للأفضل ورصد الرائدة للمشكلات وتوفير حلول لها ونشر الوعى.

وتمارس آلاء الله صلاح الدين، العمل التطوعى منذ الصغر، فى محافظة أسوان، كما تقوم وزارة التضامن بتنمية مهاراتها لأداء دورها والقدرة على تغيير سلوكيات مُحدّدة على مستوى الأسرة والمجتمع، حيث تركز الوزارة على التواصل الاجتماعى بين الرائدات والأهالى فى المجتمع وكيفية تقديم المعلومة الصحيحة من خلال كوادر مُدرّبة للتوعية بكيفية النزول الميدانى للأسر.

تبدأ «آلاء الله» دورها من خلال الحصول على «بانرات» خاصة بأى حملة توعية، وقالت: «كل رائدة مسئولة عن 200 أسرة تقدّم لها حملة التوعية السليمة من خلال رسائل توعوية ومادة علمية»، مؤكدة أنها تعرّفت على كل أسرة وظروفها والعقبات التى تواجهها ومدى المساعدة المطلوبة، ومن ثم عملت على كل هذه المحاور.

«آلاء الله»: تلقينا مزايا كثيرة

وعن طبيعة عمل الرائدة الريفية، أوضحت «آلاء الله» أن الأسرة التى بها أطفال إناث دائماً ما نتحدث معها عن مناهضة الممارسات الضارة، كختان الإناث الذى يُعتبر جريمة، وبالنسبة للأسر التى يوجد بها أطفال أكبر سناً نتحدث معهم عن حملة «جوازها قبل الـ18 بيضيع حقوقها»، وحملة مناهضة العنف ضد الفتيات.

وتركز «آلاء الله» على مجموعة من الوسائل أثناء عملها، تتمثل فى تقديم المسرحيات التفاعلية حول القضايا المختلفة بمشاركة الأسر المستفيدة والقيام بالحوار المجتمعى التفاعلى، وهو أكثر تأثيراً، وذلك من طريقة توحيد البانرات وشعار حملة التوعية، وتبدأ فى حكى قصص حقيقية واقعية، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على حصر الرائدات اللاتى يرغبن فى التأمين الاجتماعى.

تلقت «آلاء الله» بطاقات البونات الخاصة بالسلع الغذائية، والرعاية الصحية، وبدل انتقالات لكل الدورات التدريبية، مؤكدة أن كل ذلك يأتى فى إطار مزايا عمل الرائدة، كما ساعدها العمل على تحقيق الذات وتعزيز الثقة بالنفس، وتطوير المهارات القيادية، فضلاً عن زيادة خبرة الفرد وإثراء التجارب. وتابعت: «فرصة للتخلى عن العادات والتقاليد الخاطئة والتخلص من الاكتئاب والمشاعر السلبية».

«نهلة»: نهتم بالحديث عن خطوات التربية الإيجابية للطفل فى حدود الأسرة لأنها البيئة الأولى له

أثناء النزول الميدانى لتوعية الأسر، عادة ما يكون هناك متخصّص فى التربية والصحة النفسية، حسب نهلة الشناوى، رائدة ريفية من محافظة المنوفية، فضلاً عن رجال الدين. قالت: «زى مثلاً ختان الإناث بنشرح خطورته وبيكون معانا جانب طبى وجانب دينى كمان».

وأكدت «نهلة» أنها تهتم بالحديث عن خطوات التربية الإيجابية فى حدود الأسرة، بما أنها البيئة الأولى للطفل، وضرورة وجود اهتمام بصحة الطفل، خاصة مرحلة «الألف يوم الأولى» من لحظة الحمل حتى سن عامين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الرائدات الريفيات التضامن الاجتماعى الرائدات الاجتماعيات الوعى المجتمعى آلاء الله من خلال

إقرأ أيضاً:

الهجرة تتخذ إجراءات عاجلة لاستيعاب العوائل النازحة الراغبة بالعودة الطوعية في دهوك

بغداد اليوم -  

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، اتخاذ إجراءات عاجلة لاستيعاب الأعداد الكبيرة للأسر النازحة المتواجدة في محافظة دهوك التي ترغب بالعودة الطوعية وتسهيل آلية العمل. 


وذكر المكتب الإعلامي للوزارة في بيان اليوم: "في الوقت الذي تستمر فيه كوادرنا المتواجدة في فرع الوزارة بمحافظة دهوك بتسجيل الأسر النازحة التي ترغب بالعودة الطوعية إلى مناطق سكناها الأصلية، لاحظت الوزارة وجود إقبال هائل من قبل تلك الأسر على فرعنا في دهوك خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي يسر الناظرين ويُريح قلوب جميع العراقيين بسبب ما عانته تلك العوائل خلال فترة النزوح وانتفاء الحاجة لوجود المخيمات". 


وأضاف البيان، أن "كوادر الوزارة كانت تتمنى زيارة المخيمات خيمة خيمة وتسجيل الأسر الراغبة بالعودة دون تحميلها عناء الذهاب إلى فرع الوزارة وإرهاقها تحت أشعة الشمس، لكن قرارات سلطة الإقليم التي رفضت دخولها إلى المخيمات لتسجيل العوائل حالت دون ذلك". 


وأكد البيان، أن "الوزارة سوف تتخذ جملة من الإجراءات العاجلة خلال يومين لاستيعاب تلك الاعداد الكبيرة وإعلانها على موقع الوزارة والصفحات الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي". 


وفي هذا الصدد، وجهت السيدة الوزيرة، "كوادر الوزارة المتواجدة في فرع محافظة دهوك بوضع آلية سريعة وتسهيل الإجراءات أمام أهلنا النازحين من خلال إضافة ساعات عمل مسائية (شفت مسائي) للسيطرة على تلك الأعداد وعدم تأخير معاملاتها، فضلا عن تعزيز الأعداد من كوادرنا في بقية المحافظات إلى فرع دهوك".

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: مصر من الدول الرائدة بمجال الهيدروجين الأخضر خلال 2021- 2023
  • شركة أمريكية داعمة لـ”إسرائيل” تسجل أكبر خسارة يومية بقيمة 27 مليار دولار
  • «بيت الخير» تقدم 22 مليون درهم دعماً غذائياً للأسر
  • اليكتي يرفض اتهامات البارتي بالوقوف وراء الحرائق: محاولة لخلق حرب أهلية
  • الهجرة الدولية: نزوح 115 أسرة يمنية خلال يونيو المنصرم
  • اجتماعية قريات تناقش مساعدة الأسر المعسرة
  • الهجرة تتخذ إجراءات عاجلة لاستيعاب العوائل النازحة الراغبة بالعودة الطوعية في دهوك
  • مدبولي: تمسكنا بتنفيذ برنامج الإصلاح بالرغم من الأزمات والتحديات العالمية
  • د. أحمد زايد: 30 يونيو.. تاريخ كتبه المصريون
  • طلاب "حاسبات دمنهور" يتألقون في مناقشة مشروعات تخرج الدفعة الثانية.. صور