الضرائب وأثرها على المواطن
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
ضرائب متعددة ورسوم مرتفعة القيمة في عدد من الخدمات مع ضعف الأجور وتراجع القوة الشرائية وسط شح في الوظائف وأعداد كبيرة من الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من أعمالهم، يعيشون في كنف أُسر متوسطة الدخل، كل هذه عوامل تشكل معاناة يعيشها عدد من أبناء الوطن.
مشاهد يومية نعيشها من قلة ما باليد ونشاهد أثرها من خلال الادوار التي تقوم بها الجمعيات الخيرية وما يصل إليها من معاناة المواطنين في الكثير من متطلبات الحياة كفواتير الماء والكهرباء وتكاليف الحياة التي أثقلت كاهلهم وغيّرت طريقة معيشتهم.
وقد تسببت الرسوم المرتفعة وزيادة الضرائب في زيادة أعباء المصروفات على رب الأسرة، وتأثر بعض الأنشطة التجارية، وزيادة أسعار بعض السلع.
ومن خلال مشاهداتي اليومية أسُوق مشهدًا آلمني؛ ففي أحد مكاتب البريد كانت هناك امرأة خمسينية جاءت لتجديد ملكية منزلها ورسمه التخطيطي؛ حيث طُلِب منها مبلغ 750 ريالًا رسومًا للبريد ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، وهي لا تجد ذلك المبلغ، فانسحبت في هدوء، قائلة للموظف: "زوجي راتبه ضعيف وأنا ربة منزل وطُلب مني تجديد ملكيتي، وسأعود عندما أجد مبلغًا من المال".
المرأة انسحبت في تلك اللحظات ولم أعرف بقصتها إلّا بعد ذلك من موظف البريد، فلماذا هذه الرسوم وإلزام المواطن بضرورة الذهاب لمكاتب البريد ودفع مبالغ إضافية؟ بينما جُل الأمر بيد وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، والبريد فقط يحمل الطلب ولا يُرجعه إليك!! فأي خدمة يقدمها وهو على بعد أمتار من موقع إدارة الإسكان؟! هذا جانب من رسوم مركبة أثقلت كاهل المواطن.
كذلك هناك ضرائب عديده انعكس أثر تطبيقها على دخل المواطن فأصبحت تشكل عبئًا عليه مع ارتفاع الأسعار والخدمات الضرورية المطبقة، ولم يعد حاله يقوى على تلك المصروفات والالتزامات، بينما يتكفل هو بمصاريف أبنائه في توفير السكن الملائم والعيش الكريم ومصاريف الجامعات والمدارس وغيرها من متطلبات الأسر، وخاصة في هذا الزمن الذي زادت فيه المتطلبات الملحة، مثل دخول التقانة الحديثة وضرورة شراء أجهزتها والتي يتطلب توفيرها الكثير من المال على رب الأسرة.
لا شك أن تخفيف أو إلغاء بعض الرسوم والضرائب وخفض أسعار الخدمات المقدمة من كهرباء ومياه وغيرها ودراسة ما آل إليه حال كثير من الأسر منذ تطبيق خطة "التوازن المالي"، بات اليوم مطلبًا ضروريًا، يجب على جهات الاختصاص مراجعته وتقييم أسعار كل تلك الخدمات التي تقدمها والرسوم والضرائب التي تفرضها.
إن الوطن والمواطن وجهان لعملة واحدة ارتبطا ببعضهما البعض، في حياة كريمة؛ حيث يقدم المواطن من أجل وطنه التضحيات، ويبنيه بسواعده، بينما يقدم الوطن للمواطن خيراته ليحيا في كرامة وعزة، فعسى القادم أفضل بإذن الله، وعسى أن تُرفع عن كاهل المواطن أو تُخفف عنه كل تلك الضرائب والخدمات والرسوم في القريب العاجل.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والخير والرخاء.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مباحث الضرائب تضبط 454 قضية في 24 ساعة
أسفرت جهود الإدارة العامة لمباحث الضرائب والرسوم في وزارة الداخلية عن ضبط (454) قضية فى عدة مجالات أبرزها "الضرائب العامة ، مخالفات الجمارك ، تحرى مدين لمصلحة الضرائب".
اقرأ أيضاً.. أب يكتب كلمة النهاية في حياة طفله بسيناريو شيطاني
هذا وجارى مواصلة الحملات المكبرة على مستوى الجمهورية.. لإحكام السيطرة الأمنية ومواجهة الجريمة بشتى صورها.
جاء ذلك فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية بمواصلة الحملات الأمنية المُكبرة على مستوى الجمهورية لإحكام السيطرة الأمنية، ومواجهة كافة أشكال الجريمة بشتى صورها ، ومكافحة كافة الأنشطة الإجرامية.
الجدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطنى والحفاظ على المال العام.
تعتبر شرطة الضرائب في مصر إحدى الجهات المهمة التي تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز النظام الاقتصادي وضمان الامتثال الضريبي. تعمل هذه الهيئة على مكافحة التهرب الضريبي ومتابعة الالتزام بالقوانين المالية من قبل الأفراد والشركات، مما يساهم في زيادة الإيرادات العامة للدولة.
تُنفذ شرطة الضرائب حملات تفتيشية مكثفة في مختلف القطاعات الاقتصادية للكشف عن المخالفات الضريبية، إلى جانب توعية الجمهور بأهمية الالتزام بدفع الضرائب كجزء من مسؤولياتهم الوطنية. كما تستعين بأحدث تقنيات التحليل والرقمنة لتسهيل جمع البيانات ومعالجة المعلومات، مما يرفع من كفاءة الأداء ويساهم في تحقيق العدالة الضريبية.
تتبنى شرطة الضرائب في مصر نهجًا استباقيًا لمكافحة التهرب الضريبي عبر التعاون مع الهيئات الحكومية الأخرى لتعزيز التنسيق المشترك وتبادل المعلومات. وتقوم بتقديم الدعم اللازم لمصلحة الضرائب في تطبيق القوانين وتنفيذ الأحكام القضائية المتعلقة بالقضايا الضريبية. كما تعمل على تعزيز الشفافية والنزاهة من خلال تطوير نظم إلكترونية حديثة تتيح تسجيل المعاملات بشكل دقيق ومتابعتها بشكل فوري. تسعى شرطة الضرائب إلى ترسيخ ثقافة ضريبية إيجابية من خلال نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الضرائب في تمويل المشاريع القومية وتطوير الخدمات العامة، ما يعزز دورها في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية المستدامة في البلاد.