استمرار موجة النزوح نحو المحافظات المحررة وتسجيل نزوح 41 أسرة يمنية خلال أسبوع
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تستمر موجة النزوح في اليمن بشكل يومي، نحو المحافظات اليمنية المحررة هرباً من مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، بفعل الأوضاع المعيشية المتدهورة وسياسة التضييق الحوثية التي تستخدمها ضد المواطنين، وقد سجلت منظمة أممية حالات نزوح جديدة خلال الأسبوع الفائت، لتضاف إلى سجلات نزوح سابقة.
منظمة الهجرة الدولية (IOM) قالت في تقريرها الأسبوعي حول تتبع النزوح، الذي أصدرته اليوم الأحد 26 مايو/أيار 2024م، إنها رصدت نزوح 41 أسرة تتكون من (246 شخصاً)، نزحت مرة واحدة على الأقل، في الفترة بين (19 - 25) مايو 2024م، لتضاف إلى 48 أسرة يمنية نزحت داخلياً خلال الفترة بين 12 و18 مايو الجاري، وهي مكونة من (288 شخصاً)، وبهذه الحصيلة يصل إجمالي حالات النزوح المسجلة خلال الفترة من 1 يناير وحتى 25 مايو 2024م، إلى (1.
التقرير كشف عن الأسباب التي أدت إلى النزوح والتي هي الأبرز لمجموع حالات النزوح، منها المخاوف والتهديدات الأمنية الناجمة عن الصراع، وهي سبب رئيس لنزوح 29 أسرة، وبنسبة 71% من إجمالي الحالات المسجلة الأسبوع الماضي، فيما كانت العوامل الاقتصادية وراء مغادرة 12 أسرة وبنسبة 29% لمناطقها الأصلية.
مصفوفة النزوح (DTM) التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، أوضحت أن 44% من الأسر النازحة المسجلة الأسبوع الماضي كانت في مأرب التي احتضنت 18 أسرة، نزحت معظمها من محافظتي الجوف والحديدة، فيما سجلت الحديدة 14 أسرة نازحة (أغلبها داخلية ومن تعز)، إضافة إلى 8 أسر نزحت بين مديريات محافظة تعز، وأسرة واحدة في الضالع.
وبينت الهجرة الدولية (IOM)، أنها رصدت 17 أسرة نازحة إضافية لم يشملها تقرير الأسبوع قبل الماضي (12 - 18 مايو الجاري)، 8 منها في الحديدة، و5 في مأرب، و4 في تعز، وقد "أضيفت هذه الأرقام إلى إجمالي النزوح التراكمي المسجل منذ بداية العام الجاري 2024م".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
سعر صرف الدولار الواحد تجاوز حاجز الـ 2563 ريالً
الثورة / يحيى الربيعي
بينما يئن الاقتصاد اليمني تحت وطأة الفوضى المستمرة في المحافظات المحتلة منذ عقد من الزمان، يسجل الريال اليمني فصولًا جديدة من التدهور المريع أمام العملات الأجنبية. ففي مشهد اقتصادي قاتم، تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حاجز الـ2563 ريالاً في محلات الصرافة بعدن والمحافظات المحتلة الأخرى يوم الأربعاء الماضي، ليثير موجة جديدة من التساؤلات الحادة حول الأسباب الجذرية لهذا الانهيار المتواصل، وتأثيراته الكارثية على حياة المواطنين.
أرقام مفزعة
كشفت مصادر مصرفية عن بلوغ سعر صرف الدولار مستويات قياسية تجاوزت الـ2563 ريال للبيع، بفارق ملحوظ عن سعر الشراء، ولم يكن حال الريال السعودي، العملة الأجنبية الأكثر تداولًا، بأفضل حال، حيث قفز سعر بيعه إلى 656 ريالًا. هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الصرف جاء عقب إعلان البنك المركزي اليمني في عدن عن مزاد إلكتروني بسعر صرف رسمي بلغ 2409 ريالات للدولار، ليؤجج علامات الاستفهام حول جدوى هذه المزادات في ظل استمرار التدهور.
والأكثر إثارة للقلق هو التناقض الصارخ بين منطق السوق وآليات العرض والطلب وبين الواقع المرير الذي يشهده سوق العملات في اليمن، فبحسب خبراء الاقتصاد، يبدو أن تحركات سعر الصرف قد انفلتت من عقال السياسات الاقتصادية التقليدية، لتشير بوضوح إلى وجود قوى خفية، ربما ذات طبيعة غير اقتصادية، هي من تعبث بالسوق وتدفع بالريال نحو القاع.
الريال كأداة لتعميق المعاناة وتحقيق المكاسب
في خضم هذا المشهد الضبابي، وجه محللون اقتصاديون سهام النقد الحاد نحو السياسات النقدية لحكومة المرتزقة، محملين السلطات النقدية المسؤولية المباشرة عن هذا الانحدار الكارثي. وعبر منصات التواصل الاجتماعي، عبّروا عن استغرابهم ودهشتهم إزاء استمرار ما وصفوه بـ «المقامرة والإصرار على الفشل» من قبل البنك المركزي في عدن، متسائلين عن المدى الذي سيبلغه هذا التدهور.
وفي تحليلات معمقة، أكد خبراء اقتصاديون على إخفاق البنك المركزي في عدن في تحقيق الاستقرار النقدي، منتقدين ابتعاده عن أولويات البنوك المركزية حول العالم، التي تضع استقرار الأسعار ومكافحة التضخم في صدارة اهتماماتها. في المقابل، أشادوا بالجهود التي يبذلها البنك المركزي في صنعاء في الحفاظ على استقرار نسبي للعملة المحلية في مناطق سيطرة حكومة البناء والتغيير، رغم الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي الذي يرزح تحته اليمن منذ عام 2015م.
ذهب الخبراء إلى أبعد من ذلك، مؤكدين أن تراجع قيمة الريال اليمني بات يُستخدم كأداة لتعميق معاناة الشعب اليمني، خاصة في المحافظات المحررة، وتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. وأشاروا إلى أن المواطنين يدفعون الثمن باهظًا لهذا الانهيار المتواصل، حيث تتصاعد أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل جنوني مع كل انخفاض جديد في قيمة العملة.
أداة
وأكد الخبراء أن تراجع قيمة الريال اليمني أصبح أداة في يد البعض لتعميق معاناة الشعب اليمني، في المحافظات المحتلة وتحقيق مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة. مشيرين إلى أن المواطنين يواجهون نتيجة لذلك تداعيات مباشرة وقاسية جراء هذا الانهيار المتواصل للعملة المحلية.
فمع كل انخفاض في قيمة الريال، ترتفع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بشكل فوري، مما يفاقم من حدة الأزمة المعيشية التي يعاني منها السكان.
هذا الارتفاع المتسارع في الأسعار يأتي في ظل انعدام الأمن الغذائي الذي يضرب البلاد بشدة، ونقص في فرص الدخل والعمل، خاصة مع استمرار الفوضى الأمنية التي تسود عموم المحافظات المحتلة والتي تدخل عامها الحادي عشر.
وتتزايد المخاوف يومًا بعد يوم من تفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المحافظات، حيث يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية. ومع استمرار تدهور قيمة العملة، تتآكل القدرة الشرائية للمواطنين بشكل متسارع، مما يجعل الحصول على الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء تحديًا يوميًا.
حافة المجاعة
هذا الوضع المأساوي لا شك يهدد إن لم يدفع المزيد من اليمنيين في تلك المحافظات إلى حافة المجاعة، خصوصًا في ظل محدودية الموارد وضعف الاستجابة الإنسانية الدولية. ويبدو أن الحل لهذه الأزمة المتفاقمة يتطلب إعادة نظر جذرية في السياسات النقدية المتبعة، والعمل على إيجاد آليات فعالة لضبط سوق الصرف بعيدًا عن المصالح الشخصية والمكاسب الفردية، بعيداً عن استمرار ربط ما يحدث من الانهيار الاقتصادي بمبررات وذرائع متطلبات التدخل الدولي العاجل لوقف نزيف الاقتصاد اليمني، ودعم الجهود الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية المتزايدة في مناطق سيطرة حكومة الفنادق والتي تمزقها الفوضى تنهكها الأزمات المتلاحقة والمفتعلة على أيدي أرباب تلك المصالح والمكاسب.