لجريدة عمان:
2025-01-05@08:35:12 GMT

صرتُ أخاف من أصدقائي

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

(1)

أنتِ ما لن يتبقَّى، وأنتِ ما لن يذهب، وأنتِ التي ما هكذا: أنتِ عند الفجر في صلاة الفَلَج الذي ما كان أبدا هكذا.

(2)

لا مجد، ولا نصر، ولا هزيمة، ولا مساومة للطَّلقة الأخيرة إلا بحضور الأعداء (كلُّهم وقاطبة من دون تقصير، أو تفويضات، أو إقصاء، أو تأخير، من النُّطفة، والرّحم، والإخوة، والأخوات، والأهل، والأقارب، وكل الذين زُجَّ بهم في هذه المعركة الغادرة، وصولا إلى خَلاص لن يتأتَّى).

(3)

كلُّهم قبضوا تعويضات مُجزِية (أما الكرامة والحقيقة فهما من شأن الرِّوائيين المحليِّين المنسيِّين، والمؤرِّخين والعسكريِّين الأجانب فحسب).

(4)

في غزَّة (الحاليَّة)، وبعد غزَّة (التالية)، يعني الموت تعلُّم الإغريقيَّة القديمة، واللاتينيَّة الجديدة، وما تشعَّب منهما في اللغات الهندو-أوروبيَّة، وإحصاء ما فعلته بنا الحضارات.

(5)

يا هذا: النسيان أقوى المسوِّغات. النِّسيان أوهى المخازن والمستودعات. النِّسيان لن يأتيك، فلا تذهبنَّ إلى المخزن.

اصنِع النسيان بالطريقة نفسها التي صنعتَ بها الكلمات (كلماتك، أنت وحدك، لنسيانك أنت وحده).

(6)

قديمةٌ هي الحمامة التي حطَّت على ذاكرتك في هذا الضُّحى العتيق مثل نافذتك التي من ماء والتياعات.

والحمامة بلاد.

(7)

مشكلة كبيرة: الذَّات أكبر من الموضوع.

(8)

لا تعلن عن نفسك إلا أمام الوجه الأخير (وعليك أن تدرك مجدَّدَا أن هذا تطلَّب نضال العمر بأكمله).

(9)

أيها الإنسان الذي هنا والذي هناك: في طبيعتي الكثير من الأسماك، والشُّهداء، والقطط، والطِّين، والكلاب، والنَّار، وذكريات الغد، وبنات نعش.

أيها الإنسان الذي هنا والذي هناك: أنا لستُ أنت.

(10)

تكمن الشجاعة في تعلُّمها الطفولي، الأولي، الأخرق، الناتئ، الصَّامت، المشاكس، المُكابر، وفي النَّزق، وفي ممارستها باعتبارها عنادا عُضويَّا تقريبا.

أما ما ندعوه «أشياء جليلة» من قبيل الانتحار، أو الكتابة، أو الإبداع، إلخ، فإنها ستأتي فيما بعد لمن يستحق ذلك، فقط.

(11)

لا أحد يزور الغَسَق.

(12)

نَسلُ اهتمامٍ لن يجيء.

(13)

صار مستقبل العالم يعتمد على عدالة توزيع ثروة الغباء والتَّفاهة (النفط في آخر أنفاسه، والغاز بعده).

(14)

تكمن الحقيقة في مبالغات الشِّعر.

(15)

العطاء حجب اللغة.

(16)

لا يتمنى شيئا، لا يعرف النقمة.

(17)

لا تُصَوِّبُه الآثام، لا تَرقُنُه الفيافي، ولا تتورَّع عنه الخطايا.

(18)

كارثة كبيرة: من بقايا جيل لا يستطيع أن ينقل تجربته إلى جيلٍ آخر (كارثته أكبر من كارثة الجيل القديم والجيل الجديد).

(19)

ينبغي توسيع اللحد بحيث يستطيع المرء أن يتقلَّب بارتياح (أعرف بول سيلان الذي قال: «يمدُّون قبورهم في السماء كي يتمدد المرء من غير ضيق»، والذي، ليس من باب المفارقة الكبيرة، تمدَّد تمدّده الأخير اختيارا في مياه نهر السين الحالكة، سماؤه الخاصَّة)، وعدم السماح لأكثر من شخص واحد فقط، بمعيَّة القبَّار، من حضور الدَّفن. وينبغي أن يتم ذلك في الواحدة أو الثانية صباحا (وعلى وجه العموم، كل الأوقات مناسبة تقريبا، لكن قبل شروق الشمس). ويشترطُ، أيضا، أن يُعزف ما أمكن من «قُدَّاس» موتزارت في أثناء ذلك.

في اليوم التالي، تنبغي قراءة سورة «مريم» بشرط عدم حضور أي أحد غير المقرئ الذي عليه أن يعيد التالي عشر مرَّات: «وَسَلامٌ عَلَيهِ يَومَ وُلِدَ وَيَومَ يَمُوتُ وَيَومَ يُبعَثُ حَيّا».

وفي اليوم الثالث لن يتقبَّل زيارة أي أحد.

أما في اليوم الرابع فلا يستطيع أحد أن ينصح أي أحد بما عليه أن يفعله.

(20)

ما أعنيه حين أقول «الموت» لا يتعدَّى الجنازة (إلا بعد ذلك).

(21)

لا عليك من كل هؤلاء الفرسان. انتبه للغبار (فقط).

(22)

في الموت، سيقع العتاب على الجميع.

(23)

ما تبقَّى يتحيَّن الفُرص.

(24)

النَّوم مزرعة أخرى.

(25)

جاء الانتظار بعد ذلك.

(26)

أريدكِ في المَنِّ، أبغيكِ في السُّلوان.

(27)

يستسيغون الوسائل التي يقترحها البّبغاء.

(28)

هذا فؤادي، وتلك مشاربهم.

(29)

هؤلاء الناس مثل كل البشر، والوجبات السَّريعة، والمواعيد الهاتفيَّة، والمقابر (وقد أعتذرُ عن صلاة العيد أو الغائب).

(30)

أنتِ مَحَجُّ العقابيل.

(31)

أضع ثقتي الكاملة بين منقاري الغُراب (فقط).

(32)

أؤمن بكل ما يقول الذين لم يعودوا من هناك.

(33)

مهمتي الوجوديَّة الأولى هي النّوم (وغاياتي الأخرى ستحدث أو لا تحدث في أثناء ذلك، أو بعده).

(34)

الذكريات امرأة دخلت إلى البحر بساقين نصف عاريتين، ثم اختفت.

(35)

الاستغفار ليس استدعاء الجريمة فحسب، بل هو الحافز على مزيد من الارتكاب أيضا (تذهب الخطيئة إلى الأعالي بعد أن ترفس كل الصُّخور).

(36)

الطيور والقواقع أهم من التاريخ (كما نعرفه).

(37)

الحُبُّ هديَّة من الرُّكام (وفي النهاية، سيتعذب شخص واحد فقط).

(38)

من سيقتلك إذا كنت قادرا على الغُراب؟

(39)

الحُبُّ أصل كل الشُّرور (كالمقت، والبذل، والتَّضحية، والماركسيَّة، مثلا).

(40)

بالنسبة لي، نموذج انتحار تشَزري بَفيسي (الذي يعرفه أناس ليسوا كثيرين جدَّا)، تصفيته المُمَنهَجة لأوراقه الشخصيَّة قبل الاضطجاع الأخير بتأثير عبوَّة كاملة من الأقراص المُنَوِّمة، أكثر صدقا من وصيَّة فرانز كافكا (الذي صار لا بد أن يعرفه الجميع لأنه أوكل مهمة التَّصفية المستحيلة لغيره).

(41)

لا أحد يستطيع ترميم هذا الهواء (وذلك القصر).

(42)

هذا الموت إشارة.

(43)

أنا رُبَّان هذه السَّفينة الصَّغيرة (أمَّا البحر، والعواصف، فذلك من شؤون الشِّعر، والنَّثر، والكائنات التي في الذَّاكرة أو التي ستأتي، والأحلام، والكوابيس).

(44)

يتخندقون في الخنجر. يهلكون في أثناء السَّيف. لا يسهون عنك.

(45)

صرتُ أخاف من أصدقائي فأصدقائي نسوا أصدقائي الذين ماتوا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

البابا فرنسيس: الرجاء هو المحرك الذي يعضد المربي في التزامه اليومي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل قداسة البابا فرنسيس، صباح اليوم السبت، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان أعضاء الجمعية الإيطالية للمعلمين الكاثوليك؛ والاتحاد الكاثوليكي الإيطالي للمعلمين والقادة والمربين والمنشئين؛ وجمعية أولياء أمور المدارس الكاثوليكية. 

ووجّه البابا فرنسيس كلمة رحّب فيها بضيوفه وقال: يسعدني أن ألتقي بكم بمناسبة الذكرى السنوية لجمعياتكم: الذكرى السنوية الثمانين للجمعية الإيطالية للمعلمين الكاثوليك وللاتحاد الكاثوليكي الإيطالي للمعلمين والقادة والمربين والمنشئين، والذكرى السنوية الخمسين لجمعية أولياء أمور المدارس الكاثوليكية. إنها مناسبة جميلة للاحتفال معًا وتذكر تاريخكم والتطلع إلى المستقبل. هذه الممارسة، هذه الحركة بين الجذور والثمار، هي مفتاح الالتزام في المجال التربوي.  

وأضاف البابا فرنسيس يقول: يتمُّ لقاؤنا في الزمن الليتورجي لعيد الميلاد، زمن يُظهر لنا أسلوب الله التربوي. وما هو "أسلوبه التربوي"؟ إنه أسلوب القرب. مثل المعلّم الذي يدخل عالم تلاميذه، يختار الله أن يعيش بين البشر لكي يعلّمهم بلغة الحياة والمحبة. وُلِد يسوع في حالة من الفقر والبساطة، وهذا الأمر يذكّرنا بأسلوب تربوي يُقدّر ما هو جوهري، ويضع في المحور التواضع، المجانية، والاستقبال. يعلّمنا الميلاد أن العظمة لا تتجلى في النجاح أو في الغنى، بل في المحبة وخدمة الآخرين.

وتابع: إن أسلوب الله تربوي هو تربية على العطاء، ودعوة إلى العيش في شركة معه ومع الآخرين، ضمن مشروع أخوّة عالمية، وهو مشروع تحتل فيه العائلة مكانة مركزية لا بديل لها. كذلك، يشكل هذا الأسلوب التربوي أيضًا دعوة للاعتراف بكرامة كل شخص، بدءًا من الذين يُستَبعَدون ويعيشون على الهامش، كما كان يتمُّ التعامل مع الرعاة لألفي سنة خلت، ولتقدير قيمة كل مرحلة من مراحل الحياة، بما في ذلك الطفولة.

وأوضح البابا: يتزامن لقاؤنا اليوم أيضًا مع بداية مسيرة اليوبيل، التي انطلقت قبل أيام قليلة عبر الاحتفال بالحدث الذي دخل من خلاله الرجاء إلى العالم بتجسّد ابن الله. إن اليوبيل لديه الكثير ليقوله لعالم التربية والمدرسة. في الواقع، إنَّ "حجاج الرجاء" هم جميع الأشخاص الذين يبحثون عن معنى لحياتهم، وكذلك الذين يساعدون الصغار على السير على هذا الدرب. فالمعلم الجيد هو رجل أو امرأة رجاء، لأنه يكرّس نفسه بثقة وصبر لمشروع النمو الإنساني. ورجاؤه ليس ساذجًا، بل هو متجذر في الواقع، تعضده القناعة بأن كل جهد تربوي له قيمته، وأن لكل شخص كرامة ودعوة تستحقان الاهتمام.

وأردف الأب الأقدس يقول: الرجاء هو المحرك الذي يعضد المربي في التزامه اليومي، حتى في الصعوبات والإخفاقات. ولكن ماذا علينا أن نفعل لكي لا نفقد الرجاء ولكي نغذيه كل يوم؟ علينا أن نبقي أنظارنا ثابتة على يسوع، المعلم ورفيق الدرب: هذا ما يسمح لنا بأن نكون حقًا حجاج رجاء. فكّروا في الأشخاص الذين تلتقون بهم في المدرسة، من شباب وبالغين: "جميعهم يرجون. في قلب كل إنسان يكمن الرجاء كرغبة وانتظار للخير، حتى وإن لم يكن يعرف ما سيحمل الغد معه". هذه الآمال البشريّة، من خلال كل واحد منكم، يمكنها أن تلتقي بالرجاء المسيحي، الرجاء الذي يولد من الإيمان ويعيش في المحبة. رجاء يتخطّى كل رغبة بشرية، لأنه يفتح العقول والقلوب على الحياة وعلى الجمال الأبدي.

وأفاد يقول: إنَّ المدرسة تحتاج إلى ذلك! اشعروا بأنكم مدعوون إلى بلورة ونقل ثقافة جديدة، تقوم على اللقاء بين الأجيال، وعلى الإدماج، وعلى التمييز بين الحق والخير والجمال؛ ثقافة مسؤولية، شخصية وجماعية، لمواجهة التحديات العالمية مثل الأزمات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، والتحدي الكبير للسلام. في المدرسة، يمكنكم أن "تتخيّلوا السلام"، أي أن تضعوا أسس عالم أكثر عدالة وأخوّة، بمساهمة جميع التخصصات وبإبداع الأطفال والشباب.

ونوه قائلا: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أنتم هنا اليوم للاحتفال بمناسبات مهمة لجمعياتكم، التي ولدت لكي تقدّم مساهمة للمدرسة، من أجل تحقيق أهدافها التربوية بأفضل طريقة ممكنة. وليس للمدرسة كمجرد وعاء، وإنما للأشخاص الذين يعيشون ويعملون فيها: الطلاب، المعلمون، الأهل، الإداريون، وجميع أفراد الطاقم. في بداية مسيرتكم، كانت هناك البصيرة بأن المدرسة، بطبيعتها، هي مجتمع يحتاج إلى مساهمة الجميع، وأنه لا يمكن تحسينها إلا من خلال الاتحاد والسير معًا. لقد عاش مؤسسوكم في أزمنة كان فيها من الضروري الشهادة لقيم الشخص البشري والمواطنة الديمقراطية وتعزيزها، من أجل الخير العام؛ وكذلك قيمة الحرية التربوية.

ولا تنسوا أبدًا من أين أتيتم، ولكن لا تسيروا ورؤوسكم ملتفتة إلى الوراء، متحسرين على "الأيام الجميلة الماضية"! بل فكّروا في حاضر المدرسة، التي هي مستقبل المجتمع، وهي تواجه تحوّلاً تاريخيًا عميقًا. فكّروا في المعلمين الشباب الذين يخطون أولى خطواتهم في عالم التعليم، وفي العائلات التي تشعر بالوحدة في مهمتها التربوية. قدّموا لكل واحد منهم، بتواضع وحداثة، أسلوبكم التربوي والتشاركي.

واختتم البابا فرنسيس حديثه: أشجّعكم على القيام بكل هذا معًا، من خلال نوع من "الميثاق بين الجمعيات"، لأنكم بهذه الطريقة يمكنكم أن تشهدوا بشكل أفضل لوجه الكنيسة داخل المدرسة ومن أجل المدرسة. إنَّ الرجاء لا يخيِّب أبدًا والرجاء لا يبقى ساكنًا أبدًا، الرجاء هو في مسيرة على الدوام، وهو الذي يجعلنا نسير. سيروا إذًا قدمًا بثقة! أبارككم من كل قلبي، وأبارك جميع الذين يشكّلون شبكة جمعياتكم. ومن فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يحدث مع Meta Quest؟.. مشكلة برمجية تؤثر على سماعات VR الشهيرة
  • مفتي سوريا الذي انتقد الأسد يعود إلى دمشق بعد نفي 13 عاما
  • الصهاينة.. من الجيش الذي “لا يُقهَر” إلى الجيش الذي لا يجد مخرجًا
  • فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه
  • البابا فرنسيس: الرجاء هو المحرك الذي يعضد المربي في التزامه اليومي
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟
  • فك لغز البركان الذي غير خريطة المناخ على الأرض
  • عزرائيل صيدنايا.. قصة الوحش البشري الذي أخاف السجناء في سوريا
  • الجزائر تدين الهجوم المأساوي الذي نفذ في مدينة نيو اورليانز الأمريكية
  • أبرز ما تتضمن استمارة التعداد السكاني الذي سيجري في 19-20 من الشهر (فيديو)