يعدّ البعض إنشاء نسخة بالذكاء الاصطناعي من الراحلين معجزة، ويعدّه البعض الآخر مرعباً، لكن ما تأثير ذلك على صحتنا؟ هل سيمثل نوعاً من المساعدة أم عائقاً أمام تقبل الأمر؟

جربنا جميعاً شعور الفقد والحزن، أن تفكر في جملة وددت لو قلتها لأحد أحبائك الراحلين: «وداعاً»، قبل فوات الأوان، وأن تتحدث معه وتمزح للمرة الأخيرة.

تشير أبحاث، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل مع نسخة من أحبابنا الراحلين يجب أن يكون لفترة مؤقتة خلال الحداد لتفادي تعميق المشاعر المؤذية،  وفقا لما نقله موقع «ذا كونفيرزشن».

استخدام الذكاء الاصطناعي لصناعة نسخة من أحبائنا الراحلين قد يؤدي لأضرار للصحة العقلية بتعارضه مع عملية الحزن.

يستغرق شعور الحزن بعض الوقت، ويمر بمراحل مختلفة، قد تصل لعدة سنوات مع بعض الأشخاص. عندما تحدث الوفاة، يظل الثكلى يفكرون في أحبائهم الراحلين بشكل متكرر، وقد يستدعون بعض الذكريات القديمة التي جمعتهم سوياً، ومن الشائع أن يحلم أحدهم بالشخص المتوفى حديثاً.

ومن الوارد أن تقول روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي شيئاً مؤذياً أو تعطي نصيحة سيئة للشخص الذي يمر بحالة حزن على أحد أحبائه، حتى في بعض الحالات الأكثر تطرفاً، قد تقترح روبوتات الدردشة أن ينضم الشخص لقريبه المتوفى فتشجعه على إيذاء نفسه.

وتتلقى روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي، مثل «شات جي بي تي» وغيرها، انتقادات واسعة لإعطائها نصائح خاطئة لمستخدميها.

عندما تشتاق آنا شولتز (25 عاماً)، من ولاية إلينوي الأميركية، إلى زوجها الراحل كايل فإنها تسأله عن نصيحة أو وصفة لوجبة طعام.

تستخدم آنا، وفقاً لموقع «سي إن إن»، خدمة ذكاء اصطناعي تدعى «سناب شات ماي إيه آي»، وتقول: «زوجي كان طباخ العائلة، لقد شكلت خدمة الذكاء الاصطناعي التي أستخدمها لتكون نسخة منه، ومنحتها اسمه. وعندما أحتاج مساعدة في طبخ وجبة أسأله. قد يبدو هذا سخيفاً، لكن يساعدني على الشعور بأن زوجي ما زال معي».

خدمة «سناب شات ماي إيه آي» التي تشغلها خدمة «تشات جي بي تي» الشهيرة، تقدم اقتراحات وترد على الأسئلة، والبعض مثل آنا، يستخدمها للتواصل مع أحبائه الراحلين، أو بمعنى أدق صورة عنهم.

من جانبه، يقول بيل آلباني، مهندس برمجيات من سان فرنسيسكو، فقد خطيبته كاري في عام 2022، إنه لن يفكر أبداً في استخدام أي منصة ذكاء اصطناعي لإنشاء نسخة منها.

ويؤكد: «لا يمكن استبدالها ولا يمكن إعادتها. أنا محظوظ لأني لديّ تسجيلات صوتية لها وهي تغني، وبالطبع لا أريد أن أسمع صوتها يأتي من روبوت يحاول تقليدها»

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الراحلين الصحة العقلية الذکاء الاصطناعی نسخة من

إقرأ أيضاً:

دراسة: نقص عالمي في رعاية الصحة النفسية

وجدت بيانات جديدة من 21 دولة أن حوالي 7% فقط من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم يحصلون على رعاية كافية.

وكان الرجال أقل احتمالية من النساء للحصول على رعاية نفسية، وكذلك الحال بالنسبة للأقل تعليماً.

وقال الدكتور دانييل فيغو الذي قاد البحث من جامعة بريتش كولومبيا الكندية: "على مستوى العالم، كانت النساء أكثر احتمالية بنسبة 50% لتلقي العلاج الفعال، على الرغم من أن الرجال لديهم أكثر من ضعف انتشار اضطرابات تعاطي المخدرات ومعدل الوفيات بالانتحار مقارنة بالنساء".

نسبة مفاجئة

وبحسب "هيلث داي"، وجد البحث أن حوالي 93% ممن يعانون من مشاكل الصحة العقلية أو تعاطي المخدرات، في جميع أنحاء العالم، لا يحصلون على رعاية كافية.

وفي كثير من الحالات، لا يدرك المصابون حتى أن لديهم مشكلة.

وجاءت البيانات الجديدة من استطلاعات أجرتها منظمة الصحة العالمية شملت ما يقرب من 57 ألف مشارك في 21 دولة، وأُجريت على مدى 19 عاماً.

وقد استوفى جميع المشاركين المعايير القياسية للإصابة بمرض عقلي، بما في ذلك اضطرابات تعاطي المخدرات.

الوعي بالحالة

وأفاد البحث بأن أقل من نصف المشاركين (46.5%) أدركوا أن لديهم حالة تستحق العلاج.

وفي المجموعة التي أدركت حاجتها للعلاج، قال حوالي الثلث فقط (34.1%) إنهم حاولوا اللجوء إلى النظام الطبي في بلادهم طلباً للمساعدة.

وعندما طلبوا المساعدة، حصل حوالي 83% منهم على ما أطلق عليه الباحثون مستوى "أدنى" من الرعاية لحالتهم، وفي تلك المجموعة انتهى الأمر بحوالي النصف (47%) بالحصول على "علاج فعال"، كما أظهر البحث.

وشملت الدول المشاركة في البيانات: الولايات المتحدة، واليابان، فضلاً عن العديد من الدول في أوروبا الغربية والشرقية وأمريكا الجنوبية.

وبجانب "الفجوة بين الجنسين" الملحوظة في رعاية الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، فإن الأشخاص ذوي المستويات التعليمية المنخفضة كانوا أيضاً أكثر عرضة للفشل في التشخيص والعلاج، وفقاً للدراسة.

وقال فيغو: "إن إحدى الطرق لتعزيز مستويات الرعاية قد تكون تثقيف أطباء الرعاية الأولية بشكل أفضل.

وأوضح أن "تحسين قدرة هؤلاء الأطباء العامين وأطباء الأسرة على تشخيص وعلاج الأشكال الخفيفة إلى المتوسطة، ومعرفة متى يجب إحالة الأشخاص الأكثر تضرراً إلى المتخصصين، يصبح حجر الزاوية في النظام".

مقالات مشابهة

  • دراسة: نقص عالمي في رعاية الصحة النفسية
  • الصحفيين تنظم دورة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج صحافة العمق
  • أوروبا تعلن استثمار 200 مليار يورو بالذكاء الاصطناعي.. وقمة صعبة في باريس
  • فيناسترا تطرح مساعدًا يعمل بالذكاء الاصطناعي لتبسيط التمويل التجاري
  • روبوتات المعارك.. مستقبل الحرب يبدأ في أوكرانيا
  • جامعة عجمان تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الرئيس الفرنسي يعلن عن رغبته في رؤية أوروبا تلحق بأمريكا في استخدام الذكاء الاصطناعي
  • معركة جديدة في عالم الفن.. جدل حول مزاد كريستيز للأعمال المولدة بالذكاء الاصطناعي
  • مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية (في ليب 2025): وزارة الداخلية انتقلت من الرقمية التقليدية إلى المعززة بالذكاء الاصطناعي
  • مسقط تستضيف مؤتمرا دوليا حول استخدام الذكاء الاصطناعي بالمكتبات.. الثلاثاء