السقوط في بئر العُزلة
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
محمد رامس الرواس
"إن إسرائيل أصبحت أكثر عزلة وإن الضغط يزداد عليها ولا أحد يقدم حلًا واقعيًا لمشكلاتها" روني لوشينار كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين السابقين لدى الأمم المتحدة.
*********
السلطات القضائية بالعالم تعمل بصورة مُتزايدة لاستخراج إدانات دولية ضد دولة الكيان الإسرائيلي، وذلك من خلال ما ورد في التقارير الأممية؛ منها على سبيل المثال تقرير فرانشيسكا ألبانيز مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالأراضي الفلسطينية المُحتلة، ويحدث ذلك تزامنًا مع تزايد الانتقادات الشديدة والغضب في المجتمع الدولي لما ترتكبه إسرائيل من أبشع جرائم الحرب والإبادة في قطاع غزة.
ورغم أن هذه الإجراءات تجري ببطء، لكنها تزداد يومًا بعد يوم، يستمر جيش الاحتلال في ارتكاب المجازر المروعة وإبادة الشعب الفلسطيني غير آبهٍ بالقانون الدولي. ويأتي أمر محكمة العدل الدولية بوقف إسرائيل عملياتها في رفح ليزيد من عدد الضربات التي تتلقاها إسرائيل وتنال من مكانتها الدبلوماسية في المجتمع الدولي، ولا شك أن إسرائيل أصبحت اليوم أكثر عزلة من ذي قبل، وأن الضغط الأممي يزداد عليها بوتيرة متسارعة، ولم تعد تجد المساندة المعتادة التي كانت تتمتع بها في بداية حربها على غزة أو في أي حرب سابقة؛ بل على العكس تمامًا؛ حيث إنَّ العديد من دول العالم- وخاصة الدول الأوروبية- بدأت تُغيِّر مواقفها، وأكثر من ذلك تعلن اعترافها بدولة فلسطين وعلى رأسها ثلاث دول أوروبية (إسبانيا وأيرلندا والنرويج) بينما يُنتظر أن تلحق بها العديد من الدول الأوروبية لاحقًا.
وعلى ذات الصعيد، فإنَّ المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية تعملان حاليًا على الكشف عمَّا يجري في غزة ونقله إلى مجلس الأمن الدولي، ومنه إلى العالم أجمع. فبعد عقود من الزمن يسعى المجتمع الدولي ليكشف عن حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي ظل أسير هيمنة السردية الإسرائيلية التي اتضح للعالم اليوم عدم صحتها، بينما كانت في السابق تفلت من العقاب. وتزداد هذه العزلة وتتعاظم يومًا بعد يوم، خاصة بعد طلب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه.
من جهة أخرى، فإنَّ حرب غزة أضعفت معنويات ونفسيات الشارع الإسرائيلي والجنود والقادة الإسرائيليين من خلال مجموعة أسباب؛ أولًا: ما يُعانيه جيش الاحتلال من تردٍ في معنوياته وزيادة حالات الانتحار بين جنوده، بشكل جعل القيادة الإسرائيلية تُخفي عددهم، بينما زملاؤهم يتكبدون خسائر في الأرواح والعتاد على الأرض في معاركهم الدائرة حاليًا في مخيم جبالبا ورفح وغيرها. ثانيًا: أن الشارع الإسرائيلي لا يتوقف عن استمرار مطالبته بإبرام صفقة تبادل للأسرى ووقف الحرب وإسقاط الحكومة الحالية، التي باتت الخلافات تعصف بأعضائها، بينما قلوبهم تتنافر عن بعضها البعض بشكل ينبئ عن حالة انقسام كبرى وشيكة بينهم.
ختامًا.. إنَّ حروب الجيوش النظامية مع حركات المقاومة على مر التاريخ سجلت أنَّ السلاح والتدمير لا يؤدي الى انتصارات حقيقية، والوصول إلى أهداف مرتكبيها؛ بل إن صمود المقاومة والتأثيرات النفسية التي تتبع ذلك، تزيد من تدني المعنويات لدى الجيوش النظامية، وتوثر بشكل كبير في النتائج، التي غالبًا ما تكون لصالح المقاومة صاحبة الحق؛ مما يُغيِّر سلوكيات الخصم ويدفعه إلى مزيد من الإحباط والفشل.. ولقد نجحت حركة حماس من خلال إعلامها العسكري في أن تؤثر بشكل كبير على الشارع الإسرائيلي والرأي العام العالمي، وتُعرِّفُهُ بالواقع، من خلال ما تنشره من تفاصيل حول أوضاع الأسرى صحيًا ونفسيًا وكذلك معاركها المباشرة مع الاحتلال، وهي أمور بلا شك ستُحسب نتائجها باعتبارها نقاط قوة لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.. وللحديث بقية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
غزة تحب الحياة.. أطفال يلعبون على أرجوحة بينما تغيب الشمس فوق الخيام (شاهد)
عرضت وكالة “وفا” الفلسطينية، مساء الاثنين، مقطع فيديو لأطفال فلسطينيين يلعبون على أرجوحة أثناء غروب الشمس فوق خيام النازحين في مخيم خان يونس للاجئين، جنوب قطاع غزة.
وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن مقاتليها قنصوا 5 جنود إسرائيليين في منطقة الجواني وسط مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، فيما استشهد 46 فلسطينيا في قصف إسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين، 30 منهم شمالي القطاع، بالتزامن مع استمرار الاحتلال بعمليات نسف وتدمير للمباني السكنية وحصار مشدد.
نتنياهو: حماس هي العائق أمام إتمام صفقة التبادل لإعادة المحتجزين من غزة احتجاج لعائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة أثناء إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكنيستوقال مراسل الجزيرة 17 شهيدا سقطوا في غارة إسرائيلية على منزل قرب مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، كما ارتفع إلى 29 عدد الشهداء الذين سقطوا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بسقوط 7 شهداء وعدد من المصابين في قصف إسرائيلي على منزل في محيط شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
كما أفاد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان، باستشهاد 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في منطقة العطار بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي تزعم إسرائيل أنها منطقة "إنسانية آمنة".
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن الطائرات الإسرائيلية قصفت خيمة في منطقة المواصي الساحلية غربي مدينة خان يونس، مما أدى إلى احتراقها وعدد من الخيام المحيطة بها.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن مدفعية الاحتلال قصفت أيضا حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة وسط القطاع، كما استهدف الاحتلال بالقصف المدفعي المكثف المناطق الشمالية والغربية لمدينة رفح جنوبي القطاع، إلى جانب استهداف وسط المدينة بالغارات الجوية.
كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين أغلبهم أطفال، في قصف استهدف منزلا في محيط شارع الجلاء غرب مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما قالت زارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 76 شهيدا و158 مصابا خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 43,922 شهيدا و103,898 مصابا منذ ٧ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
واستشهد أمس الأحد أكثر من 111 فلسطينيا جراء سلسلة من المجازر ارتكبها جيش الاحتلال، معظمها في شمال القطاع.
فقد ارتكب الاحتلال أمس 4 مجازر في بيت لاهيا وحدها، حيث قصف عمارات سكنية ومنازل مدنية، استشهد على إثرها أكثر من 72 شهيدا من عائلات غباين وغنيم وصافي وعيادة وعبد العاطي والتلولي، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأضاف المكتب -في بيان- أن الاحتلال "ارتكب مجزرتين في مخيمي النصيرات والبريج بقصف منازل مدنية، واستشهد على إثر المجزرتين 24 شخصا من عائلات أبو عرمانة وصيدم وعقل والمصري والحملاوي وأمُّوم".
وأكد البيان أن جيش الاحتلال "كان يعلم أن هذه المنازل والعمارات السكنية فيها عشرات من المدنيين النازحين، وأن أغلبهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من أحيائهم المدنية السكنية، ولاحقتهم الطائرات بأطنان من الصواريخ".