هل الوقت متأخر للبدء في أي شيء؟!
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
هناك العديد من الأشخاص الذين يفنون حياتهم في وظائفهم سواء الحكومية أو الشركات ويعتقدون أنَّ تلك هي حياتهم ونجاحهم وصورتهم في المجتمع ولكن يتفاجأوا بالتقاعد وكأنهم لم يكونوا يعلمون أنه آتٍ! لذلك تصبح حياتهم بلا هدف لأن الهدف كان مربوطاً بالوظيفة.
ولكل هؤلاء أقدم مقالي هذا؛ إذ بعد استقالتي وخروجي من عملي السابق في الحكومة والذي استمر 22 سنة بين عدة وزارات حكومية، سألني الكثيرون: لماذا استقلت وقد وصلتُ إلى مرحلة مُتقدمة من الإنجاز وأمامي الكثير لأقدمه وما زال هناك أكثر من 10 سنوات تفصلني عن التقاعد؟! وكنت أُجيب كل واحد على حدة، إلّا أنني اليوم وبعد أن أمضيت 4 سنوات بعد خروجي من العمل الحكومي، وبدء حياة جديدة في عملي الخاص، ورغم أنني لم اختر قطاعًا بسيطًا، وإنما توجهت إلى الاستثمار في الشركات الناشئة والتطوير العقاري؛ بما فيه من تحديات، معتمدةً على خبرتي الإدارية في القطاع الحكومي، إلّا أن العمل في القطاع الخاص مختلفٌ، ويتطلب مهارات أخرى تعلمتُها في كل موقف جديد يمُر بي، ومع كل شخص أتعامل معه.
ورغم كل ذلك فقد وفقني الله لتحقيق أهداف كثيرة، وهناك المزيد في المستقبل، كما إن العثرات لا تتوقف، لكني وجدت نفسي أكثر في القطاع الخاص، لأنه وبكل بساطة قراراتي كلها بيدي واختياراتي نابعة من قناعتي الشخصية؛ لذلك قررت أن أشارك تجربتي مع كل من لديه رغبة في معرفة النتيجة!
في حياتنا كثيرًا ما نشعر أنَّ الفرصة قد فاتت، وأننا تجاوزنا الوقت المناسب للبدء في شيء جديد، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد وقت متأخر لبدء تحقيق أحلامنا وطموحاتنا. وفي هذا المقال سأتحدثُ عن أهمية عدم الاستسلام للشعور بأنَّ الفرصة قد فاتت، وهناك أمثلة كثيرة عن أشخاص بدأوا مشوار النجاح بعد سن الأربعين وحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه في السنوات السابقة؛ فالحياة مليئة بالتحديات والفرص، وكل يوم جديد هو فرصة لبدء شيء جديد؛ سواء كنت ترغب في تعلم مهارة جديدة، أو بدء مشروع تجاري، أو متابعة تعليمك.. يمكنك القيام بذلك في أي وقت!
الخبرة الحياتية والنضج اللذان يأتيان مع التقدم في السن يمكن أن يكونا من أعظم الأدوات لتحقيق النجاح، ومن الأمثلة على الأشخاص الذين بدأوا رحلتهم نحو النجاح في مراحل متأخرة من حياتهم، فيرا وانج مصممة الأزياء.
وفيرا وانج لم تبدأ حياتها المهنية في تصميم الأزياء إلا بعدما بلغت الأربعين من عمرها، ورغم أنها بدأت متأخرة، فإن تصميماتها أصبحت مفضلة لدى الكثيرين في عالم الموضة، وهي الآن واحدة من أشهر مصممي الأزياء في العالم.
وهناك تشارلز داروين، عالم الطبيعة الشهير، الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" عندما كان في الخمسين من عمره. هذا الكتاب كان حجر الزاوية في نظرية "التطور والنشوء"، وقد غيّر نظرتنا إلى الحياة والعلوم البيولوجية بشكل كبير.
وكذلك ستان لي، الذي يُعرف بأنه القوة الدافعة وراء العديد من شخصيات "مارفل كوميكس" السينمائية، لم يصبح مشهورًا حتى بلغ الأربعينيات من عمره، ومنذ ذلك الحين، أبدع العديد من الشخصيات والقصص التي أصبحت أساسية في ثقافة البوب.
وأيضًا آنا ماري روبرتسون، المعروفة بـ"Grandma Moses"، بدأت الرسم في سِن 78 عامًا. ولم تكن تمتلك خبرة سابقة في الفن، لكنها أصبحت واحدة من أشهر الرسّامين في الولايات المتحدة. وبدأت في بيع لوحاتها في المعارض، وسرعان ما اشتهرت في عالم الفن.
فليتشر، رجل أعمال وكاتب، كتب أول كتاب له عندما كان في السبعينيات من عمره. رغم أنَّه لم يكن لديه خبرة في الكتابة، إلّا أنه أصبح كاتبًا شهيرًا وتلقى جوائز عن أعماله.
هاري بيرنشتاين بدأ كتابة الكتب في سن 93، ونشر أول كتاب له بعنوان "الجدار" عن حياته وتجربته مع الحرب العالمية الثانية. ورغم تقدمه في السن، إلّا أنه استمر في الكتابة ونشر عدة كتب حتى وفاته.
هذه الأمثلة وغيرها الكثير، تُظهر أنَّه لا يوجد وقت محدد للبدء في تحقيق أحلامك وكما يقال "العمر مجرد رقم"، لكن الروح والطموح يمكن أن يكونا المحرك الأساسي لتحقيق النجاح. لذا.. إذا كنت تشعر أن الوقت قد فات، تذكَّر أن كل يوم هو فرصة جديدة للبدء.. تابع شغفك ولا تدع العمر يكون حاجزًا أمام تحقيق طموحاتك، ومهما كانت خلفيتك أو خبرتك، يمكنك دائمًا البدء من جديد وإيجاد شغف أو هواية لم تكن تعلم أنك تملكها لانشغالك بعملك ووظيفتك، ويمكن أن ترى نفسك الجديدة في أي مرحلة من مراحل الحياة، والأمر يعتمد على الإرادة والالتزام.
إذا كان لديك حلم، لا تنتظر؛ بل ابدأ اليوم؛ فالحياة عامرة بالفرص، وأنت قادر على تحقيق ما تريد، وإنني متأكدة أن هناك الكثير ممن يقرؤون هذا المقال لديهم قصة نجاح بعد سن الأربعين، وإذا كنت منهم شاركها مع الآخرين. قصصك قد تكون مصدر إلهام للعديد ممن يبحثون عن دفعة إيجابية، وكن جزءًا من مجتمع يُشجِّع على التغيير والنمو في أي مرحلة من مراحل الحياة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دعاء قبل الامتحان لتحقيق النجاح.. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا
بالتزامن مع امتحانات منتصف العام، تتزايد مشاعر القلق والترقب بين الطلاب، بحثا عن النجاح وتحقيق الأحلام، وفي خضم التحضير والاجتهاد، يلجأ العديد من الطلاب إلى الدعاء كوسيلة لطلب التوفيق من الله، وهو ليس فقط تعبيرًا عن الإيمان، بل أيضًا وسيلة لتهدئة النفس وتعزيز الثقة.
دعاء قبل الامتحانوحول دعاء قبل الامتحان فقد قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وقال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) {البقرة:186}.
وخلال السطور التالية نستعرض بعض الأدعية التي يمكن الاستعانة بها على سبيل المثال، إذ لا توجد صيغة ثابته للدعاء، بحسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية:
اللَّهمَّ لا سَهْلَ إلَّا ما جعَلْتَه سَهلًا وأنتَ تجعَلُ الحَزْنَ سَهلًا إذا شِئْتَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وعَنْ يَمِينِي نُورًا، وعَنْ يَسارِي نُورًا، وفَوْقِي نُورًا، وتَحْتي نُورًا، وأَمامِي نُورًا، وخَلْفِي نُورًا، واجْعَلْ لي نُورًا
اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
اللهمّ يا ملاذ الخائفين، ويا مجيب السائلين، ويا غياث المستغيثين، إنّي أتوجّه إليك بهذه الساعة المباركة من الليل أنْ تجعل صباحها توفيقاً وتيسيراً، ولطفاً وتسهيلاً.
أدعية الامتحاناتاللهمّ اجعل عاقبة أمري في الامتحان نوراً وسروراً، وبهجة وحبوراً.
اللهم إنك تعلم أنني مُقبلٌ على امتحانٍ ثقيلٍ، فخفّف عنّي حِمله، وأعنّي على أدائه، واجعله هيّناً ليّناً كما أرجو وأُحبّ.
اللهمّ يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدّعوات، سدّت الطُرق إلا إليك، وأغلِقتْ الأبواب إلا بابك؛ فلا تكلْني إلى نفسي ولا إلى أحد من خلقك يا رب العالمين.
اللهم إنّي أستودعك ما علمتنيه، وأسألك أن تذكرني به عند حاجتي إليه، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
اللهم وكلت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوّضت أمري إليك، لا رادّ لفضلك، ولا مانع لعطائك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهمّ نامت العيون، وأغمضت الجفون، وأنت حيّ قيوم، لا تأخذك سِنة ولا نوم، أسألك يا من لا يؤوده حفظ السموات والأرض أن تحفظني بحفظك، وتتولّني برعايتك يا أرحم الراحمين.
اللهمّ بارك لي في وقتي، اللهمّ بارك لي في سرعة إنجازي، اللهمّ بارك لي في جهدي وقوّتي. اللهمّ اجعل هذه اللية من الأعمال الصالحة التي تقرّبني إليك، واجعل اللهمّ من طلبي للعلم سببًا في غفرانك.