“وصفة الرئيس الصيني لفرض السيطرة”.. جيش من العيون والآذان
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
قام الرئيس الصيني، شي جينبينغ، بتنفيذ إجراءات مشابهة لتلك التي اعتمدها الزعيم السابق ماو تسي تونغ، من خلال استخدام جيش من الآذان والعيون للمراقبة والمتابعة الدقيقة للمواطنين، بما في ذلك الأطفال في المدارس والعاملين في الشركات، بهدف منع أي اضطرابات محتملة.
وفقًا لتقرير من “نيويورك تايمز”، فإن مراكز الشرطة في بكين قد قامت بتغطية جدرانها بالورق، يحمل كل منها معلومات عن السكان، بما في ذلك الأسماء وأرقام الهواتف، وتم تصنيف السكان إلى ثلاثة فئات ملونة: الأخضر والأصفر والبرتقالي.
وتشير هذه الألوان إلى حالة كل شخص؛ حيث يعني اللون الأخضر أن الشخص جدير بالثقة، بينما يعني اللون الأصفر أن الشخص يحتاج إلى اهتمام، واللون البرتقالي يستدعي “رقابة صارمة”.
يتبع الرئيس الصيني نهج الحكم المحلي بشكل واضح، حيث يقوم ضباط الشرطة بدوريات داخل المجمعات السكنية للاستماع إلى شكاوى الجيران ومعالجة أي نزاعات. كما يتم توظيف المتقاعدين الذين يلعبون الشطرنج في الهواء الطلق كعيون وآذان إضافية.
وفي أماكن العمل، يتعين على أصحاب العمل تعيين “مستشاري سلامة” لتقديم تقارير دورية إلى الشرطة، تزامناً مع جهود السلطات لمراقبة النشاط العام وضمان الاستقرار الاجتماعي.
ولطالما استخدم الحزب الشيوعي الصيني جهاز المراقبة الأكثر شمولا في العالم ضد النشطاء وغيرهم ممن قد يعبرون عن استيائهم، وخلال جائحة فيروس كورونا، وصلت المراقبة إلى نطاق غير مسبوق، حيث تتبعت تقريبا كل السكان في المدن باسم الوقاية من العدوى.
ويسعى شي أن يجعل هذه السيطرة الموسعة دائمة، وأن يدفعها إلى أبعد من ذلك، إذ لم يعد الهدف هو مجرد معالجة تهديدات محددة، مثل الفيروس أو المنشقين، بل لترسيخ الحزب بعمق في الحياة اليومية بحيث لا يمكن لأي مشكلة، مهما بدت بسيطة أو غير سياسية أن تنشأ.
وقد وصف شي هذا الجهد بأنه “تجربة فنغتشياو لعصر جديد”. وتم الاعتراف مؤخرا بضاحية تشانغجياوان ببكين في فيديو دعائي باتباع هذا النهج من المراقبة.
وتشير “فنغتشياو” إلى بلدة حيث شجع الحزب في عهد ماو، السكان على “إعادة تثقيف” الأعداء السياسيين المزعومين، من خلال ما يسمى بجلسات النضال حيث تعرض الناس للإهانة والإذلال علنا حتى اعترفوا بجرائم مثل كتابة الشعر المناهض للشيوعية.
ولم يدع شي، الذي يستحضر فنغتشياو بانتظام في الخطب الرئيسية، إلى إحياء جلسات النضال، التي تعرض فيها الجناة المفترضون للضرب أو التعذيب في بعض الأحيان. لكن الفكرة هي نفسها: تسخير الناس العاديين إلى جانب الشرطة لقمع أي تحديات للحزب ودعم شرعية الحزب.
وهي أيضا محاولة لتأكيد إرثه السياسي. وقد أشاد كبار المسؤولين بفنغتشياو كمثال على قيادة شي الحكيمة، في حين وصفها العلماءالصينيون بأنها “نموذج لعرض الحكم الصيني للعالم”.
وتعزز الحملة قدرات بكين القمعية في وقت تتصاعد فيه التحديات، إذ مع تباطؤ الاقتصاد الصيني، تزايدت الاحتجاجات على الأجور غير المدفوعة والمنازل غير المكتملة. ودفعت التوترات مع الغرب بكين إلى التحذير من جواسيس أجانب منتشرين في كل مكان. كما شدد الحزب التدقيق في مجموعات مثل النسويات والطلاب ونشطاء حقوق المثليين.
وباسم فنغتشياو، زارت الشرطة التبتيين والأويغور والأقليات الأخرى في منازلهم، وروجت لسياسات الحزب. وطلب من الشركات تسجيل موظفيها في قواعد بيانات الشرطة. وألقى موظفو الحكومة محاضرات “مناهضة للعبادة” في الكنائس.
كما تنشر بكين أعدادا كبيرة من “المتطوعين الأمنيين”، معظمهم من المتقاعدين، خلال الاجتماعات السياسية المهمة أو العطلات. وهم مكلفون بضمان أن تبدو الشوارع منظمة: توجيه المشردين إلى الملاجئ، وتوبيخ أولئك الذين يلقون القمامة وتنبيه الشرطة إذا رأوا متظاهرين مشتبه بهم.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ترامب يحشد العالم لعزل الصين.. خطة جديدة من الرئيس الأمريكي لضرب بكين اقتصاديا
واشنطن - الوكالات
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تخطط لاستخدام مسار المفاوضات للضغط على شركائها الدوليين من أجل تقليص تعاونهم الاقتصادي مع الصين، وذلك ضمن استراتيجية أشمل للحد من النفوذ التجاري لبكين.
وبحسب الصحيفة، تسعى واشنطن إلى دفع أكثر من 70 دولة حول العالم إلى منع الصين من استخدام أراضيها كممر لشحن البضائع أو التوسع التجاري، في محاولة لتضييق الخناق على التجارة الصينية عالميًا.
وأشارت المصادر إلى أن وزير الخزانة الأمريكي قدم خطة "الضغط المنظم" على الصين خلال لقائه بالرئيس ترامب في منتجعه بمارالاغو يوم 6 أبريل، وأقنعه بإمكانية انتزاع تنازلات من الشركاء الدوليين لعزل بكين اقتصاديًا.
وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه حدة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، إذ أعلن البيت الأبيض اليوم أن الصين تواجه الآن رسوماً جمركية على الواردات الأمريكية تصل إلى 245%، نتيجة لإجراءاتها الانتقامية الأخيرة.
وكان الرئيس ترامب، في ولايته الثانية، قد فرض رسوماً جمركية على الواردات الصينية بلغت نسبتها 145%، وردت بكين بفرض رسوم جمركية مضادة على الواردات الأمريكية بنسبة 84%.