قالت وزيرة الاستيطان والمهام الوطنية الإسرائيلية أوريت ستروك إن بلادها "غير ملزمة بالامتثال لأوامر محكمة العدل الدولية" بوقف القتال في رفح، في حين شدد مسؤولان أوروبيان على أن قرارات المحكمة الدولية ملزمة ويجب تنفيذها.

ووصفت الوزيرة الإسرائيلية في مقابلة أجرتها معها الإذاعة العامة التابعة لهيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد المحكمة الدولية بـ"مسرح عبث معاد للسامية".

ودعت ستروك -وهي من حزب "الصهيونية الدينية"- إلى "الامتناع عن الانصياع لأوامر وقف القتال" في رفح، والتي صدرت أول أمس الجمعة في محكمة العدل الدولية بلاهاي.

واعتبرت أن "المعايير التي تغض الطرف عن معاداة السامية المؤسسية والمنظمة والممولة كما هو الحال في كل من رام الله وغزة لا يمكن أن تكون هي المعايير التي تملي علينا كيف نتصرف"، على حد قولها.

وأضافت "لم يكن ينبغي أن ننجر إلى وضع حيث تُتخذ قراراتنا الأمنية من قبل محكمة بهذه المعايير الأخلاقية، هذه ليست محكمة قانونية، بل مسرح عبث معاد للسامية".

وقضت محكمة العدل الدولية في لاهاي أول أمس الجمعة بضرورة انسحاب إسرائيل من رفح ووقف أنشطتها العسكرية هناك، بناء على طلب جنوب أفريقيا، وبأغلبية 13 قاضيا مقابل اثنين.

قرارات ملزمة وواجبة التنفيذ

في الاتجاه الآخر، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن قرارات محكمة العدل الدولية إلزامية ويجب تنفيذها.

وطالب ألباريس بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات من خلال المعابر البرية، مؤكدا أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة ضروري لتفادي وقوع كارثة إنسانية.

وقال إن مدريد ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء المقبل 28 مايو/أيار.

بدوره، قال مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن قرار محكمة العدل الدولية الذي طلب من إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة حكم واجب التنفيذ.

وذكر أنه رغم صدور قرار من محكمة العدل الدولية فإن معابر غزة البرية مغلقة، ولا توجد منافذ لدخول المساعدات الإنسانية، والوضع الغذائي بغزة في أسوأ حال، في حين تستمر العمليات الإسرائيلية بالقطاع.

وقضت محكمة العدل الدولية في لاهاي أول أمس الجمعة بضرورة انسحاب إسرائيل من رفح ووقف أنشطتها العسكرية هناك بناء على طلب من جنوب أفريقيا، وبأغلبية 13 قاضيا مقابل اثنين.

التوغل في رفح

من جهة أخرى، زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم الأحد أن الجيش الإسرائيلي قلص قواته المتوغلة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وسحب قوات لواء غفعاتي العاملة هناك.

وادعت الصحيفة أنه بعد أن قضت محكمة العدل الدولية في لاهاي بوجوب قيام إسرائيل بفتح معبر رفح قلص الجيش قواته في شرق المدينة.

وقالت إن لواء غفعاتي غادر من شرقي رفح إلى إسرائيل الليلة بعد أن دخلها منذ الليلة الأولى للعملية قبل نحو 3 أسابيع، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي أرجع تقليص قواته في رفح إلى الرغبة في إنعاشها.

ولا تزال 4 ألوية قتالية تعمل في رفح وهي ناحال، واللواء 401، و12، ولواء الكوماندوز تحت قيادة الفرقة 162، بحسب المصدر ذاته.

وأوضحت الصحيفة أن مغادرة غفعاتي رفح تأتي وسط تقارير تفيد بأن إسرائيل ستسمح بإعادة فتح معبر رفح من قبل الجيش المصري من الجانب الجنوبي للمعبر لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية، وبناء على ذلك سيتم إخراج القوات الإسرائيلية من المنطقة.

وبينما لم يصدر تعقيب رسمي من الجيش الإسرائيلي بهذا الخصوص حتى الساعة أفاد مراسل الأناضول بأن القوات الإسرائيلية ما زالت تتمركز في مواقعها شرقي ووسط مدينة رفح، وتواصل قصفها المدفعي والجوي لمناطق متفرقة من المدينة، مما أسفر عن وقوع 11 قتيلا وعدد من الجرحى خلال الساعات الماضية.

ومنذ 6 مايو/أيار الجاري تشن إسرائيل هجوما بريا في رفح (جنوب)، واستولت في اليوم التالي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، مما تسبب في إغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية المحدودة بالأساس.

وتشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفت أكثر من 116 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محکمة العدل الدولیة فی رفح

إقرأ أيضاً:

أزمة حليب وأغذية تكميلية.. حصار إسرائيل يهدد حياة رُضّع غزة

 

الثورة / متابعات

داخل قسم حديثي الولادة بمستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، تستقر أجساد صغيرة في حضّانات بالكاد تتحرك، مغطاة بأقمشة طبية خفيفة، بينما تكافح أجهزة الإنعاش لإبقاء هذه الأرواح الصغيرة على قيد الحياة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة للشهر التاسع عشر.
لا تُسمع هناك صرخات أو بكاء كما هو مألوف من الأطفال حديثي الولادة، بل يخيّم صمت ثقيل وأنين خافت يعبّران عن وهن شديد وحالة صحية حرجة، في مشهد يجعل ذويهم في حالة ترقب وقلق دائمين، أمام واقع صحي وغذائي منهار تماماً نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
فمنذ سبعة أسابيع، لم تدخل أي شحنات غذائية أو طبية مخصصة لحديثي الولادة، وهي أطول فترة انقطاع منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، بحسب مصادر طبية.
وقد أدى هذا الحصار إلى تدهور حاد في الخدمات الطبية وتهديد مباشر لحياة عشرات الأطفال في الحضّانات وأقسام الولادة، كما تؤكد أخصائية طب الأطفال فداء النادي.
وتقول النادي، إن المستشفى يواجه أزمة خانقة في توفير الحليب المناسب للأطفال، خاصة الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، إضافة إلى نقص حاد في الحفاضات والمستلزمات الأساسية.
وتضيف: “هذه الاحتياجات منعدمة تماماً، ولا يمكن تعويضها بسهولة، كما أن سوء تغذية الأمهات خلال الحمل يؤثر بشكل مباشر على صحة المواليد”.
وشددت على أن الحصار الإسرائيلي المستمر يهدد حياة الأطفال بشكل مباشر، موضحة أن من نجا من القصف بات اليوم محاصراً بسياسات التجويع التي تنفذها إسرائيل ضمن حرب الإبادة، بدعم أمريكي.
ووجهت الدكتورة النادي نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بضرورة فتح المعابر فوراً، مؤكدة أن ذلك وحده يمكن أن ينقذ حياة الأطفال. وأضافت: “كل يوم تأخير يزيد من الخطر على حياتهم، ولا نملك أي بدائل أو وقت إضافي”.
ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر غزة بشكل كامل، ما يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية والبضائع.
منع الأغذية التكميلية
وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن مستشفيات الأطفال وحديثي الولادة في قطاع غزة “تفتقر إلى معدات طبية كافية، وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة”، في ظل جرائم الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وفي تصريح على حسابها عبر منصة إكس، قالت اليونيسف، إن “بقاء أطفال غزة على قيد الحياة يعتمد على إعادة فرض وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات إلى القطاع”. وشددت على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة مجدداً.
وتوضح اليونيسف، أن “مستشفيات غزة، التي تعالج حديثي الولادة والأطفال تفتقر إلى معدات طبية كافية، وتعمل في ظروف بالغة الصعوبة”.
ويؤكد إدوارد بيجبيدر، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن لدى المنظمة آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات المنقذة للحياة تنتظر دخول قطاع غزة.
وأضاف مستدركاً: “لكنها بدلا من إنقاذ الأرواح، تُخزن. يجب السماح بدخولها فورا.. هذا ليس خيارا أو صدقة، إنه التزام بموجب القانون الدولي”.
وتنبه اليونيسف إلى أن الأطفال الذين يتلقون علاج سوء التغذية يتعرضون لخطر جسيم، حيث أُغلق 21 مركزا للعلاج – أي ما يعادل 15 في المائة من إجمالي مرافق العيادات الخارجية – منذ 18 مارس 2025 بسبب أوامر النزوح أو القصف. فيما يواجه 350 طفلا – يعتمدون على هذه المراكز الآن – سوء تغذية متفاقما، قد يُهدد حياتهم.
وتشير المنظمة إلى أن الأغذية التكميلية للرضع الضرورية للنمو عند انخفاض مخزونات الغذاء، نفدت في وسط وجنوب غزة، ولم يتبقَّ من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام سوى ما يكفي لـ 400 طفل لمدة شهر.
وتُقدّر اليونيسف أن ما يقارب 10,000 رضيع دون سن ستة أشهر يحتاجون إلى تغذية تكميلية، لذا فبدون حليب الأطفال الجاهز للاستخدام، قد تُجبر العائلات على استخدام بدائل ممزوجة بمياه غير آمنة.
الأطفال ينامون جياعاً
وتؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ نحو 7 أسابيع، يعد الأشد مقارنة بالإغلاق الذي فرضته في الأشهر الأولى من بدء الحرب بعد 7 أكتوبر 2023.
وتوضح الأونروا في بيان نشرته الجمعة الفائتة، أن 420 ألف شخص نزحوا مجددا بقطاع غزة منذ استئناف حرب الإبادة الشهر الماضي.
وتقول جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل لدى الوكالة، إن الأطفال والرضع في غزة “ينامون جائعين”، في وقت توشك فيه الإمدادات الأساسية في القطاع على النفاد التام.
وتؤكد أن هذه المرحلة الجديدة من المجاعة تأتي في ظل عدم تعافي الفلسطينيين من موجات سابقة من الحرمان، حيث عمدت إسرائيل على مدى عام ونصف إلى تقنين دخول المساعدات، ما حرم مئات آلاف العائلات من الحصص الغذائية المجانية.
يأتي هذا التصعيد الإنساني في ظل الانهيار التام للمنظومة الصحية بقطاع غزة، الناتج عن استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي بيان صدر الثلاثاء، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا” أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الحصار الإسرائيلي الذي اشتد منذ 2 مارس قد شلّ حركة إدخال المساعدات تماماً، ما فاقم الأزمة.
ويعيش قطاع غزة تحت الحصار للعام الثامن عشر، فيما بات نحو 1.5 مليون من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، بلا مأوى بعد أن دُمّرت منازلهم خلال الحرب. وقد دخل القطاع فعليًا في مرحلة المجاعة نتيجة الإغلاق التام للمعابر.
وبدعم أمريكي، يواصل الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة أودت بحياة أكثر من 167 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدين منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ 50 يوما
  • “أونروا”: (إسرائيل) تستخدم المساعدات ورقة مساومة ضد غزة
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة
  • الأونروا: إسرائيل تستخدم المساعدات "ورقة مساومة" و"سلاح حرب" ضد قطاع غزة
  • الأمم المتحدة: (إسرائيل) تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوماً
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما
  • صحيفة إسرائيلية: "كمين بيت حانون" ضربة موجعة نفذتها حماس بخطة محكمة (فيديو)
  • أزمة حليب وأغذية تكميلية.. حصار إسرائيل يهدد حياة رُضّع غزة
  • البث الإسرائيلية: جمود في المفاوضات بين إسرائيل وحماس
  • خداع العدالة.. أستاذ قانون دولي يكشف حيل إسرائيل للإفلات من محكمة الجنايات الدولية