يمانيون:
2025-04-08@14:05:21 GMT

المظلة الأممية المخروقة!

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

المظلة الأممية المخروقة!

يمانيون- بقلم – وديع العبسي|

 

حتى وهي تدعي الحرص على مصلحة اليمن، ودعوتها إلى إخضاع القضايا الوطنية اليمنية للنقاش بين جميع الأطراف أو ترويجها لمصطلح خارطة طريق، فإنها تدس السم في العسل، حين تتعمد تجاهل طرف بذاته، كانت حتى وقت قريب تدفع به لإرباك أي مشاورات سلام.

الانتقالي بتركيبته ومنطلقاته، فصيل لا يمكن بأي حال الاستخفاف بوجوده والقول أنه بالإمكان الذهاب إلى أي خارطة طريق دون أن يكون له حضور فيه، حتى وهو يتبنى رؤى بشأن الوحدة لا تنسجم مع طموحات أبناء الوطن، فإن الذهاب مع الرغبة الأمريكية في إثارة النعرات من خلال التهميش لا يمكن أن تضع حدا للمخاوف التي تكونت منذ مؤتمر موفمبيك، وليست وليدة الانتقالي وحسب.

ينادي هذا الفصيل إلى حل لا يبدو مقبولا للكثير للقضية الجنوبية، إنما إثارة هذا الحل المتمثل بشعارات الانفصال، للتداول والنقاش مع ما يعنيه للحاضر والمستقبل اليمني، كفيل بلا شك بتكوين رؤية واضحة أمامه تكشف له فداحة هذه الفكرة التي لا تبدو موضوعية ولا منطقية.

عدا ذلك فإن اتخاذ أي موقف عنيف ضد هذا الفصيل بعزله مثلا، إنما يندرج ضمن  دائرة المؤامرة الأمريكية وإن عن غير قصد، والتي تؤسس لمرحلة لاحقة دموية سيبقى معها اليمن في دوامة الصراعات لعشرات السنين، كبديل تضعه واشنطن لفشل مخططها بتقسيم اليمن.

ثم من باب أولى، اليوم، أن يتم وضع مقترحات التسويات للمشاكل التي يعيشها اليمن من قبل الأطراف اليمنية فقط، ولا شأن لأمريكا بهذا الأمر، واذا كان لهذه الدولة الدكتاتورية حشر أنفها في قضايا البلد بفعل المظلة المخروقة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فينبغي ألا يتجاوز هذا التدخل حدود الإحاطة والاطلاع، أو بمعنى أدق وأوضح أن تكون شاهدا فقط على ما يجري دون أن يكون لها أي حق في التدخل في أي من التفاصيل.

فأمريكا من واقع فشلها بأن تكون دولة سويّة المنهج والسلوك- والدولة المنحرفة في تركيبتها وفي تفسيرها لقيم التعايش- ظلت ولا زالت تلعب على ورقة التباينات بين القوى والمكونات داخل المجتمعات، في محاولة لاستثمار هذه التباينات لصالحها، لذلك لا يذكر التاريخ أي فعل نبيل قامت به أمريكا لصالح إنهاء الخلافات حول العالم، بقدر ما كانت دائما حاضرة في مناطق التوتر كطرف مُعزز لهذه الخلافات، وكثيرا ما ذهبت لصناعة هذه التباينات في بعض البلدان، خصوصا تلك التي تتمتع بموارد يسيل لها لعاب العصابة الأمريكية.

ربما تكون واشنطن نجحت في فترة من الفترات بابتزاز اليمن بالاستناد إلى إثارة الأطراف ضد بعضها، إنما لا يبدو الأمر متاحا اليوم، حتى وهي تحاول ممارسة الضغط أو مداعبة عواطف بعض المغلوب على أمرهم، فنتائج الرؤية الأمريكية لحاضر ومستقبل البلد قد أظهر سوء نواياها ليمن مشتت غير مستقر، وهذه القناعة أخذت طريقها فعلا إلى عقلية ونفسية الكثير ممن كانوا مخدوعين بشعاراتها، وانعكس ذلك في سلوكهم.

ويكفي النظر إلى إحياء ذكرى إعادة تحقيق الوحدة في المحافظات الجنوبية لإدراك أن مخطط التحزيئ، قد فشل.

يبقى التأكيد على أن التفاف اليمنيين جميعهم حول الثوابت، بإمكانه كسر حِدة التباينات التي تصل غالبا إلى الصدام، فلا يقترب بأي فصيل من هدفه، ولا يحمي الوطن من استمرار تدخل الآخرين في شؤونه.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بين فضيحة سيغنال وصمود اليمن.. التحقيقات الأمريكية لن تؤثر على إرادة اليمنيين

 

 

في خطوة تكشف عن تصاعد القلق داخل الأوساط السياسية والعسكرية في واشنطن، فتح المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحقيقًا رسميًا حول استخدام وزير الدفاع الأمريكي تطبيق “سيغنال” للرسائل النصية في تنسيق العمليات العسكرية في اليمن.. هذه الخطوة تأتي في وقت يتزايد فيه تساؤل الشارع الأمريكي بشأن مدى التزام الإدارة الأمريكية بالشفافية والمساءلة في الملف اليمني.
هذه الحادثة ليست مجرد فضيحة تتعلق بتسريب معلومات حساسة، بل هي انعكاس لفشل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحفاظ على سرية المعلومات العسكرية وضمان تأمين القنوات الرسمية.. استخدام وزير الدفاع تطبيق “سيغنال” للمراسلة حول ضربات جوية على أهداف في اليمن يثير تساؤلات حول قدرة الإدارة الأمريكية على حماية المعلومات الحساسة، ويعكس فشلًا في تطبيق معايير الأمن القومي.
على الرغم من محاولات القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، فرض نفوذها عبر تحالفاتها العسكرية، فإن اليمن قد أثبت مرارًا قدرته على المقاومة.. الحرب المستمرة منذ سنوات لم تؤدِ إلا إلى مزيد من التماسك الشعبي، حيث تمكنت القوى الوطنية من التصدي لمحاولات فرض الوصاية الخارجية، وهذا يجعل أي رهان على الحسم العسكري أو التدخلات السرية مجرد أوهام.
اليمن ليس مجرد ساحة صراع عسكرية، بل هو رمز لإرادة شعبه في رفض الهيمنة والاستقلال عن التدخلات الأجنبية.. الشعب اليمني، بجميع أطيافه، أظهر صمودًا غير عادي في وجه العدوان، متمسكًا بحقوقه المشروعة في تقرير مصيره.
التسريب الأخير للمعلومات عبر “سيغنال” يعكس خللاً كبيرًا في إدارة المعلومات داخل دوائر الحكومة الأمريكية.. إضافة الصحفي جيفري غولدبرغ.. رئيس تحرير مجلة “ذا أتلانتيك”، إلى المحادثة عن طريق الخطأ، أتاح له الاطلاع على معلومات سرية بشكل غير مقصود. هذا التسريب يعكس عدم اكتراث الإدارة الأمريكية بحماية العمليات العسكرية الحساسة.
ومهما كانت نتائج التحقيقات الأمريكية في هذه الفضيحة، فإن اليمن سيظل عصيًا على محاولات تقويض إرادته، وهذه الفضيحة، رغم محاولاتها لتشويه صورة اليمن، لن تكون سوى محاولات يائسة للتأثير على عزيمة الشعب اليمني الذي أثبت مرارًا أنه لا يقبل إلا بالحريّة والاستقلال، ورغم الضغوط العسكرية والتدخلات السرية، سيظل اليمن ثابتًا في دعمه القوي لقضية فلسطين، وفي صموده ضد محاولات الهيمنة.
إن التسريب الأخير لا يقتصر على كونه فضيحة أمنية فحسب، بل هو أيضًا دليل على فشل الإدارة الأمريكية في إدارة معلوماتها الحساسة، ويكشف عن التخبط الذي يميز سياساتها. أمريكا العجوز، التي اعتادت على فرض إرادتها عبر قوى عسكرية وتقنيات حديثة، باتت عاجزة عن إخفاء ضعفها الداخلي وتناقضاتها. هذا الحادث يبرز تراجع قدرتها على حماية سياساتها العسكرية والاستراتيجية.
وفي النهاية، وستظل صامدة كما كانت دائمًا، بفضل مقاومتها الباسلة التي لا تنكسر، وستبقى رمزًا للمقاومة ضد كل محاولات التدخل والهيمنة. كما أن شعبنا اليمني سيظل ثابتًا في مواجهة كل التحديات، مُصرًا على الحفاظ على حريته واستقلاله، ولن تكون أي قوة خارجية قادرة على كسر إرادته أو تقويض عزمه.. اليمن ستكون دائمًا قلعة الصمود والمقاومة، وستظل تقف شامخة أمام كل المحاولات الهادفة إلى إضعافها.

مقالات مشابهة

  • برلمانية: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب نقلة استراتيجية في فلسفة التجارة الأمريكية
  • صحيفة أمريكية: “الضربات الأمريكية في اليمن ستعزز شرعية الحوثيين بدلاً من إضعافهم” 
  • عبد الملك الحوثي يهدد: أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
  • الحوثي يهدد.. أي استخدام للقواعد الأمريكية في المنطقة ضد اليمن سيقابل برد
  • بين فضيحة سيغنال وصمود اليمن.. التحقيقات الأمريكية لن تؤثر على إرادة اليمنيين
  • منظمة دولية تتحدث عن أبرز تحدي يواجه محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • تلغراف: إيران تسحب عناصرها من اليمن بعد تصعيد الضربات الأمريكية
  • أول رد إيراني حول مقتل خبراء عسكريين لها في الغارات الأمريكية على اليمن
  • إيران تنفي مقتل خبراء عسكريين لها في الغارات الأمريكية على اليمن