صحيفة صدى:
2024-12-18@02:14:31 GMT

رحمك الله يا أبي

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

رحمك الله يا أبي

كيف أبدأ مقالي وانتهي ، عندما أتحدث عن رجل عظيم في القلب والفؤاد، تحدث يا قلم واكتب ولا تخذلني عن من أحبه القلب وكان له قدوة ، ذلك الرجل الذي لو كتبت عنه المجلدات لم أوفه حقه؛ رجل ناهز التسعين وأقبل على ربه بقلب سليم .

عن ماذا أتكلم عن صلاته أم قراءته القرآن أم صلة رحمه أم سعيه للرزق الحلال أم خدمته للناس أم اهتمامه بأبنائه وإعانته لهم ، ذلك الرجل الذي لم يكن معه من التعليم إلا المرحلة الابتدائية ولكنه كان حريصاً على تعليمنا ودعمنا بما أعطاه الله حتى حصلنا على الشهادات الجامعية ، رجل مهاب في أسرته فالكل يحترمه ويخطب وده ويستمع لرأيه وحديثه ، لايحب النزاع والشقاق ولا النفاق مع أحد ، كان بيته مفتوحاً لأهله وأقاربه وأخواته اللاتي كن يجلسن عنده بالأشهر ويعولهن ويخدمهن ويقضي حاجاتهن ولم يتأفف بل كان من طبعه الوصل وصله الله ، في كل مناسبة تجده في المقدمة لم أسمعه يوماً ما يتكلم عن إخوانه وأخواته بسوء بل كان يحترمهم ويجلهم وغرس ذلك فينا ، كان يكدح في طلب الرزق ويحرص على أن لا نأكل إلا الحلال لم يمد يده على حرام وكان جل اهتمامه في تربية أبنائه التربية الحسنة .

عندما تصيبنا النكبات والحوادث نجده سنداً لنا ، رجل لاتجده إلا في الصف الأول محباً للصلاة والعبادة لا أتذكر يوماً أنه ترك الصلاة أو تأخر عنها ، لسانه يلهج بذكر الله في كل وقت وحين ، القرآن يتعاهده كل يوم في البيت والمسجد يقرأ ويرتل بما أعطاه الله ، غيور على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فيتابع الأخبار ويدعو على الظلمة والمفسدين ،محب لوطنه حباً شديداً مخلصاً لولاة الأمر فكان يسمي أبناءه على أسماء ملوك هذه البلاد حباً فيهم وفي والدهم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .

في صغره كان يكدح مع والده فهو أكبر أبنائه وقد رباه وجعل منه قدوة لغيره ، كان إذا رآنا زغنا عن طريق الهداية والتعليم شد وطأته علينا وعاتبنا حتى نستقيم، وإذا أخطأنا على أحد يوبخنا توبيخاً شديداً ، رجل على الفطرة السليمة لم تدنسها أعمال الفساد ولا الرؤى الشيطانية ولا الأحلام الكاذبة ، محبوباً في تعاملاته وأخلاقه ، ومما أغبطه عليه في آخر عمره نسي كل شي عدا القرآن والصلاة فتجده يقرأ ماحفظ ويصلي ، رجل حفظ الله في الصغر فحفظه في الكبر ، في آخر عمره أصبح لا يميز ولايعرف أبناءه فكنت أقول هذه قد تكون نعمة من الله عليه فتكون الحوادث في الدنيا من موت و مرض لأناس يعرفهم ومع ذلك كان لا يميز ذلك ولايلقي بالاً، فالله قد حفظ عقله للذكر والطاعة فكان ينام مستريحاً هادئ البال.

والدي طيلة السنوات كان يحرص على الأضحية والوصايا التي تحملها وكانت من أجمل فعاليات السنة يذبح بيده إلى السنوات الأخيرة ، رجل محب لأبنائه وأحفاده وجيرانه وقرابته والناس أجمعين ، لا يمكن أن يحرضك على أحد أو يهزأ بأحد أو يكثر القيل والقال ، يقدر نعمة الله عليه فكان يعاتبنا عندما لا نكمل اللقمة أو نرميها ، كان لا يحب أن يجلس في المستشفى عند الحاجة لتنويمه في آخر حياته ويطالب بأن يذهب إلى بيته ويصر علينا ، إذا أصابته حمى بدأ يرتل من القرآن ويسرد ويتغنى به فنعرف أنه قد أصابته الحمى ، هو علم بذاته ومدرسة لغيره ، عندما أخذ الله أمانته كان إنهاء إجراءات دفنه وتغسيله والصلاة عليه من أيسر ما رأيت ولم نجد المشقة والتعب والنصب، أقدم إلى مولاه في يوم غائم صلت عليه الحشود ودعت له وترحمت عليه وأحسنت ذكراه ،توافد الناس من كل حدب وصوب للصلاة عليه رحمه الله ، كان في ليلة وفاته يسلم على والده ووالدته بصوت عال صاحب الفطرة السليمة والقلب النقي واللسان الذاكر .

سوف تفتقده زوايا منزلنا تفتقد دعاءه وصلاته وقراءته وتسبيحه، سوف تفتقد حبه للإنسانية وعطفه على أهل بيته وأبنائه وأحفاده، سوف يفتقده قرآنه الذي كان يقرأ منه وسجادته التي كان يصلي عليها ، في آخر عمره كانت والدتي تعتني به لاتخرج لمكان وعذرها من يقضي حاجات والدكم فتعاهدته بالخدمة، ويوم توفي دخلت عليه تتهادى بعد أن غُسل وبكت بكاءً شديداً حتى كاد أن يغمى عليها فهي افتقدت ركناً شديداً من أركان البيت ، ذهب إلى رب رحيم ابتلاه في آخر عمره بالمرض وهو ماحص للذنوب ورافع للدرجات ، فرحماك رحماك يا الله بمن أحبك ولجأ إليك وابتغاك وجعلك أنيساً له في السراء والضراء واجعله في جنات الخلد وأبدله بدار خيراً من داره ،اللهم إنا نشهد له بوصله لرحمه وهو من أسباب الغفران ودخول الجنة فاغفر له وأدخله جنات النعيم مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

وفي الختام أسأل الله أن يغفر لوالدتي وإخوتي الذين لم يتركوا والدي من الخدمة وقضاء حوائجه حتى أخذ الله أمانته نتعاهده إذا دخل المستشفى ونبيت معه وهو حق علينا، وأقول عليكم بالصبر فوالدنا ممن يرجى له الخير ولاننوح عليه بل نكثر الدعاء له حتى يرفعه الله في أعلى منازل الجنان ولا ننسى أن نصل من كان يصلهم من ذوي الرحم وأن ننفذ عهده وأن نوقف له من الأعمال الخيرية ماترفع درجاته بعد مماته ، والموت سنة الله الكونية في الحياة البشرية لكل بداية نهاية ولم تخلد الدنيا لأحد فهو طريق إلى الحياة الأبدية جنات النعيم ، فلنعمره بما أراد الله وبما أعطانا من أعمار ، نسأل الله أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير .

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: فی آخر عمره

إقرأ أيضاً:

يانيس تيما لاعب كرة السلة عثر عليه ميتًا بعد انفصاله عن زوجته| القصة الكاملة

في خبر صادم لعالم الرياضة والموسيقى، تم العثور على لاعب كرة السلة اللاتفي يانيس تيما ميتًا في ردهة فندق في وسط موسكو يوم الاثنين.

 وفقًا للتقارير الأولية من قناة تلغرام 112، تشير الأدلة إلى أن سبب الوفاة هو الانتحار، مما أثار تساؤلات عديدة حول الظروف التي أحاطت بوفاته.

 التفاصيل المؤلمة حول الحادث لاعب كرة السلة اللاتفي يانيس تيما و زوجته السابقة المغنية الأوكرانية الشهيرة آنا سيدوكوفا

تتسارع التفاصيل المؤلمة حول الحادث، حيث عُثر بجوار جثة يانيس على هاتفه الذي كانت تظهر على شاشته رسالة من زوجته السابقة، المغنية الأوكرانية الشهيرة آنا سيدوكوفا، تطلب منه الاتصال بها.

 هذه الرسالة تعكس ربما الحالة النفسية المتأزمة التي كان يمر بها اللاعب، خاصة بعد أن تم الإعلان عن انفصالهما قبل أسبوع واحد فقط.

على مدار أربع سنوات، كان يانيس وآنا يعتبران من أبرز الثنائيات في وسائل الإعلام، حيث ظهرا في العديد من البرامج التلفزيونية معًا، لكن خلف الأضواء، كانت هناك تفاصيل درامية لم تُروَ بعد.

لاعب كرة السلة اللاتفي يانيس تيما و زوجته السابقة المغنية الأوكرانية الشهيرة آنا سيدوكوفا

 في منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر يانيس عن معاناته وآلامه، مؤكدًا أن مشاعره تجاه آنا قد تلاشت في ظل ما وصفه بتفضيلها للمال على الحب، هذه التصريحات أضافت مزيدًا من التعقيد على صورة العلاقة بينهما، وبرزت كأحد الأسباب المحتملة لتدهور حالته النفسية.

تاريخ يانيس تيما الرياضي مليء بالإنجازات. في عام 2010، ساعد بلاده في الفوز بالميدالية البرونزية في بطولة أوروبا للشباب، مما جعله واحدًا من أبرز المواهب في كرة السلة اللاتفية. 

بدأ مسيرته في الأندية المحلية مثل ليباجاس لاوفاس وفينتسبيلز، قبل أن يُختار في عام 2013 في المركز 60 من قبل نادي ممفيس غريزليس في الدوري الأميركي للمحترفين. رغم عدم حصوله على فرصة للعب في الدوري الأميركي، إلا أنه أثبت نفسه في البطولات الأوروبية.

في عام 2015، انتقل إلى نادي زينيت سانت بطرسبرغ، حيث حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح محبوبًا لدى الجماهير. كما لعب في الدوري الأوروبي لأندية مرموقة مثل باسكونيا وأوليمبياكوس. لكن منذ عام 2022، كانت رحلة يانيس المهنية تتجه نحو الانحدار، حيث باءت محاولاته للحصول على موطئ قدم في دوريات بورتوريكو وإسبانيا وتركيا بالفشل.

تُعد وفاة يانيس تيما بمثابة تذكير مأساوي بأهمية الصحة النفسية في عالم الرياضة، حيث يتعرض اللاعبون لضغوطات كبيرة سواء من وسائل الإعلام أو من توقعات الجماهير. إن فقدانه يمثل خسارة كبيرة ليس فقط لعائلته وأصدقائه، ولكن أيضًا لعالم كرة السلة الذي شهد على موهبته وإبداعه.

لاعب كرة السلة اللاتفي يانيس تيما و زوجته السابقة المغنية الأوكرانية الشهيرة آنا سيدوكوفا

في نهاية المطاف، تظل حياة يانيس تيما مثالًا على كيف يمكن للضغوطات الشخصية والمهنية أن تؤثر بشكل عميق على الأفراد، مما يستدعي أهمية دعم الصحة النفسية وتوفير بيئة آمنة للاعبين للتعبير عن مشاعرهم ومشاكلهم.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: غزة لن تعود كما كانت عليه قبل عملية طوفان الأقصى
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • رضا عبد العال: الأهلي يتخاف عليه في وجود كولر
  • كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
  • يانيس تيما لاعب كرة السلة عثر عليه ميتًا بعد انفصاله عن زوجته| القصة الكاملة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مصرع شاب سقط عليه جدار حوش فى قنا
  • أهم المعلومات حول جبل الشيخ الذي سيطر عليه الاحتلال (إنفوغراف)
  • سر خطير سيجعلك تداوم على قراءة سورة الواقعة.. تعرف عليه