لماذا لا نطبق التوقيت الصيفي؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
إسماعيل بن شهاب البلوشي
يبقى الإنسان رهينًا بين الفكر والتطبيق الفعلي بين مرحلة وأخرى من عمر الزمن، فليست فروق العقل بين مجموعة من البشر وأخرى تصل إلى تلك المساحة الشاسعة التي يمكن أن تحدد نوعًا من الحياة بعينها لفئة تاركةً فئة أخرى بنمط آخر، ومع ذلك إنه لا يخفى على أحد أن العالم متباين الثقافات والسلوك والطبيعة؛ مما جعل انعكاسها هو المصنع لذلك الفارق الكبير وفي كل شيء من سمات الحضارة كالعلم والقوة والصحة والقانون وحتى المال.
في بعض من تلك المفارقات هو ثقافة أي مجتمع في تقبل نمط الحياة الصارم نوعًا ما وتلك الصرامة تتبع أنظمة وقوانين تطبق بالتساوي على الجميع ومنها يخرج كل شيء بصفة واضحة فمن خلال تلك التطبيقات والحقوق يعيش البشر في وئام تحت ظل القانون الصارم والتوقيت الدقيق لأنَّ الوقت سيد الحزم في الحياة ولأنَّ تطبيق اللوائح في كل شيء هو أمر مزعج كما يراه البعض؛ بل إنَّ البعض سيصل بوصفه تعسفًا وقوة لا تناسب منظوره ونمط الحياة التي يريد وفي الحقيقة العميقة هو أنَّه لا يُدرك أنَّ النظم والقوانين عزة وحماية له مهما كان اعتقاده .
قد يرى البعض أني خرجت كثيرًا عن عنوان مقالي اليوم، ولكن في الحقيقة أنني لم أخرج مطلقًا عن هدفي، غير أني تتبعت بعض الدول التي كانت تطبق التوقيت الصيفي وتراجعت عنه ووجدت أن ذلك كان متزامنًا مع مستوى تلك الدول من التطور والتحضر؛ حيث إنها كانت في القمة وعندما تراجعت كان أول التراجع هو بالتنازل عن هذا التوقيت الذي رأت فيه المجموعات التي تقود المشهد أنه مزعج ومتعب ويحتاج إلى جهد ولم نعد قادرين على الاستمرار في ذلك.
في مناطقنا التي نعيش فيها سيصل آذان الفجر إلى الساعة الثالثة وخمسين دقيقة وتشرق الشمس في الساعة الخامسة وعشرين دقيقة، وسيكون الحر إلى الدرجة التي قد لا تكون في أي بقعة من العالم، في حين أن أعمالنا الرسمية تبدأ قريبًا من الساعة الثامنة؛ ولذلك أصبح الفارق ما بين صلاة الفجر وبداية العمل حوالي 4 ساعات والتي أرى شخصيًا، أنها من أفضل الأوقات للعمل هذا إذا كانت الأولوية للعمل والإنجاز والمتابعة، وكذلك إيجاد تطور وتجربة جديدة؛ حيث إنه لم يسجل التاريخ رسميًا وبشكل شامل استخدام التوقيت الصيفي.
وأخيرًا.. وإننا في حالة تقديم التوقيت ساعة واحدة على الأقل، فإننا سنكسب الكثير وأقلها تنظيم العمل والدراسة واستغلال الطقس المناسب؛ بل إننا سنجد مناسبة جديدة ننتظرها بشغف وقد تكون إضافة ولمسة جميلة في مسيرة الحياة التي لا شك أن الإنسان يحتاجها كثيرًا في عصر أوجد الإنسان لنفسه مساحة واسعة من الانغماس في العالم الافتراضي.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً: