تنفيسة | «تكوين».. هل رضيتم بالله ربًا وبالإسلام دينًا؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
يوم السبت الموافق الرابع من هذا الشهر القائم، انطلقت أعمال المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة تكوين الفكر العربي تحت عنوان «خمسون عامًا على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟»، وذلك بالمتحف المصري الكبير، وبمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب.
إلا أنه مع انطلاق أولى جلسات المؤتمر وعلى مدار يومان هما الرابع والخامس من هذا الشهر، تحول اسم المؤسسة من «تكوين» إلى «تعتيم»، وذلك لِمَا آلت به هذه الجلسات من سقطات دينية وفكرية.
ببساطة شديدة حاولت هذه المؤسسة بفريقها التعرض للدين الإسلامي، بطريقة لا تمت للثقافة أو البحث العلمي الرصين بصلة، ولنا هنا أن نقول «ثقافة بلا وعي كالرأس بلا عقل»، فهي ثقافة فقاعية عقيمة الناتج. فجاءت محاولات هؤلاء من أشباه الباحثين والمفكرين، بشن حملة عدائية ضد الدين، بل والمساس بثواب العقيدة الإسلامية. فوجدنا أن أحد المؤسسين وهو الذي اثار ضجة عارمة ليست ببعيدة بإنكاره رحلة الإسراء والمعراج، ليعود هذا الشخص من جديد بإحداث ضجة أخرى تثبت مدى عقم فكره وجاهليته، بتشككه في صحة السنة النبوية الشريفة، وهناك آخر ممن يُنكر صحيح البخاري، كما أُثيرت مجموعة من التساؤلات منها، هل الخمر حرام؟ لماذا لا تتزوج الأنثى من أربعة؟ هل عمر بن الخطاب مسلم؟ هل القرآن الموجود في المصحف اليوم حقيقي؟ هل هناك أهمية لعبادة الله والإيمان به، وهل هو موجود من الأساس؟ وغيرها من السقطات والخزعبلات غير المنطقية بالمرة، فنحن أمام ترف فكري وسفسطة.
وقد تداعي إلى ذهني وانا أسمع هذه التساؤلات قول الزعيم مصطفى كامل – رحمة الله عليه – ولكن بتصرّف بسيط «لو لم أكن مُلحدًا لوددت أن أكون ملحدًا»، ليصبح هذا القول هو الشعار الرسمي لهذه المؤسسة، فإذا كان الهدف من وراء هذه التساؤلات هو إحداث ضجة دعائية، للفت الانتباه واستقطاب عددًا كبيرًا من الجمهور، فهذا بمثابة فعل إنسان اهوج حاول أن يسبح مع القروش، رغم معرفته بخطورة الأمر إلا أنه لازال يُكابر، حتى طالته هجمات القروش وأودت بحياته. نحن أمام كارثة بالمعنى الحرفي للكملة، فلا بد لمؤسسات الدولة أن تجتمع وتتكاتف لتقف سدًا منيعًا أمام هذا الانحراف الفكري والعقائدي، الذي بموجبه قد تتعرض أمتنا إلى نكبه دينية وأخلاقية، تمثل هذه المؤسسة الراعي الرسمي لها.
ما فعلته هذه المؤسسة من تلاسن وأفكار مغلوطة غير مدروسة، هو جريمة مكتملة الأركان تمس عموم الناس، لأنها تحاول بهذه الصورة أن تتلاعب بالعقول، بل واغتصابها. فنحن بحاجه إلى ترسيخ وتقريب الدين من عقول الشباب، وسط ما يعيشوه من تشتت وانهيار القيم والمبادئ الأخلاقية القويمة، لا إلى ما يزعزع ويوتر الفهم بثواب الدين، هذا التشتت والانهيار الأخلاقي الذي أصبح نهجًا تنتهجه كثيرًا من دول الغرب في حربها.
إن كان الهدف هو التنوير كما يدعون – إلا أن الأمر في حقيقته بعيد كل البعد عن التنوير، فهو تعتيم – فكان من الأولى إسناد مهمه البحث في الدين لأهله من ذوي الخبرة، من رجال الأزهر الشريف وغيرهم من المتخصصين في هذا الشأن، وأُكررها دومًا ولا كلمة إلا للمتخصص، هذا إن كان الهدف الرئيس لهذا الكيان الغامض هو المُباحثة، ولكن الظاهر في الأمر أن منهجهم هو «إعطاء من لا يملك، لمن لا يستحق»، فهؤلاء الأشخاص لديهم أجندة مفعمة بالأكاذيب والاعتقادات الواهية. وسؤالي الآن لهؤلاء، هل رضيتم بالله ربًا وبالإسلام دينًا؟ فمتى وجدت الإجابة، بطل ادعائهم، لأنه ببساطة شديدة ما بُنى على باطل فهو باطل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد جاد الله تكوين هذه المؤسسة
إقرأ أيضاً:
مستشفيات فرنسية عامة توفر أطباقا دينية إلا للمسلمين
قال موقع ميديا بارت إن العديد من المستشفيات العامة الفرنسية الكبيرة لا تقدم وجبات حلال للمرضى رغم أنها تقدم أطباقا دينية أخرى، مما يعني اختلافا في المعاملة قد يكون تمييزيا، بحسب المدافع عن الحقوق، وهو سلطة إدارية دستورية مستقلة.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم ماري توركان- أن عدة شهادات ووثائق حصل عليها، تثبت أن هناك اختلافا في المعاملة في توزيع الأطباق الدينية في مستشفيات ليون المدنية التي تضم 13 مستشفى وتوظف 24 ألف شخص.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست: أوروبا تتعهد بالدفاع عن أوكرانيا ولكنها تستجدي دعم ترامبlist 2 of 2هآرتس: وقف إطلاق النار الكردي قد يغير ديناميات القوة بسورياend of listوقالت لطيفة، وهي مقدمة رعاية إنها عملت لمدة 35 عاما في مستشفيات ليون وإنها أحست بما يشبه "صفعة على الوجه"، عندما اكتشفت "هذا الظلم"، إذ علمت أن دُور الرعاية المدنية العامة في ليون تقدم منذ فترة طويلة وجبات "كوشير" (الحلال) للمرضى اليهود الذين يطلبونه، لكنها لا تقدم حلالا للمرضى المسلمين الذين "عليهم الاكتفاء بخيارات خالية من اللحوم كالبيض والوجبات النباتية".
واكتفت إدارة الاتصالات في المؤسسة بنفي الأمر، وقالت "نحن نقدم الأطباق على أساس الاحتياجات الغذائية لمرضانا وأمراضهم. لا يوجد أي جانب طائفي لهذه الخدمة"، ولكن مساعدة تمريض أخرى قالت "بالطبع رأيت الوجبات الكوشير. نحن نستخدمها منذ 25 عاما"، وأضافت "يتعين القيام بذلك للجميع".
إعلان
تقديم الكوشير منتشر
وقد تلقى موقع الأخبار ميدياسيتي تأكيدا بتوزيع وجبات كوشير على دور الرعاية المدنية في ليون، يتم شراؤها من مقاول من الباطن، يشير موقعه الرسمي إلى أن الشركة المتخصصة في ما يسمى بالأطباق "المعلبة" قادرة على "الاستجابة لأسواق محددة، مثل أسواق التغذية والأسواق العامة والأطباق الدينية كالحلال والكوشير".
وقد تم تحذير إدارة دار الرعاية المدنية في ليون في عدة مناسبات من المعاملة غير المتكافئة الناجمة عن توفير بعض الأطباق الطائفية، وقال أحد مسؤوليها التنفيذيين، في مقابلة مع موقع ميدياسيتي عام 2024، إن المؤسسة تخشى تلقي الكثير من الطلبات إذا كان هذا الخيار موجودا، مما يمثل تكلفة تنظيمية ومالية باهظة للغاية.
وهذا الوضع -حسب الموقع- يرفضه المدافع عن الحقوق، الذي أصدر قرارا عام 2019 في قضية مماثلة تماما، تتعلق "ببعض المستشفيات العامة"، ورأت الهيئة الإدارية المستقلة أن "الاختلاف في المعاملة بين المرضى المسلمين والمرضى اليهود من المرجح أن يشكل تمييزا على أساس الدين في إطار مواد من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والمادة 1 من قانون 27 مايو/أيار 2008".
لا مؤسسة تقدم الحلالولذلك، أوصى المدافع عن الحقوق بأن يتخذ المستشفى المعني "الإجراء الأكثر ملاءمة لإعادة إرساء المساواة في المعاملة بين المرضى من ديانات مختلفة"، ولكن التقارير أفادت بأن المستشفى استفسر من "مستشفيات جامعية أخرى لمعرفة المزيد عن ممارساتها في تقديم الطعام"، وعلم منها أن "بعض هذه المؤسسات لا تقدم أطباق كوشير ولا حلال، وبعضها يقدم أطباق كوشير دون أطباق حلال، ولا يقدم أي منها كلا الوجبتين، ولا يقدم أي منها قوائم حلال فقط".
ولذلك طرح موقع ميديابارت أسئلة على عدد من المستشفيات العامة الفرنسية بشأن هذه القضية، فوجد أن "المساعدة العامة للمستشفيات في باريس"، واحدة من تلك المستشفيات التي تقدم أطباق كوشير، ولكنها لا تقدم أطباق حلال، وتكتفي بتقديم أطباق بدون لحم خنزير أو أطباقا نباتية.
إعلانوأشارت المؤسسة عبر البريد الإلكتروني إلى أن "اللوائح لا تلزم المستشفى بتقديم وجبات دينية"، لكن "التعميم الصادر في 6 مايو/أيار 1995 المتعلق بحقوق المرضى المقيمين في المستشفى يؤكد على قدرة المؤسسة على تقديم بدائل فيما يتعلق بالطعام، من أجل السماح للمريض باتباع تعاليم دينه.
وفي مستشفيات ستراسبورغ أيضا -حسب الموقع- يمكن للمرضى الحصول على وجبات كوشير، ولكن لا يوجد خيار للوجبات الحلال، وتقول لطيفة "في المدرسة نتعلم أن الوجبات شكل من أشكال الرعاية، ونتحدث عن اللطف والترحيب بالمريض ثم نضع ذلك جانبا، ونتجاهل قطاعا كاملا من السكان المسلمين".
وخلص الموقع إلى أنه لا توجد حتى الآن أرقام رسمية بشأن توزيع الوجبات الدينية من قبل المستشفيات العامة الفرنسية، ولا بشأن عدد الطلبات التي يقدمها المرضى، وتقول الممرضة "أعتقد أن قلة من المسلمين يجرؤون على طرح هذا السؤال"، مشيرة إلى المناخ السياسي المتوتر في فرنسا.