وقفتنا هذا الأسبوع حضراتكم أراها من وجهة نظري المتواضعة مهمة للغاية، وذلك بعد أن سمعنا عن إنشاء مركز جديد يدعو للا دينية ويحاول إسقاط هيبة السنة، وسيرة النبي سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا- ما هذا يا سادة؟ وإلى أي زمن وصلنا؟ ويا ترى كم تبقى على قيام قيامة الكون، بعد الذى نشاهده ونسمعه؟ وسوف أترك أئمتنا الكبار وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ليردوا عليهم بأبلغ الرد اللائق والمناسب على تلك الفئة.
ولكن ردي الذي يتناسب معي بحكم أنني لست عالما فقيها في الدين، ولكن يا سادة سوف أذكر نقاطا أيضا مهمة جدا لو لم تكن الرسالة التي كلف بها سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وسنته صحيحة، وإحنا بنتكلم على عهود كانت مظلمة في زمن يعبد فيه العرب الأصنام، والصنم أظن كان لا يُعبد لذاته ولكن لأن الكفار المتولين حراسة تلك الأصنام كانوا يستفيدون منه ماديا أعظم استفادة، ومن إيهام الناس بأن رضا الصنم اللي هو كان بالنسبة لهم إله يتطلب تقديم القرابين من ذهب وفضة وشاة وإبل وطعام، كانت تجعل الكهنة وحراس الأصنام على درجة كبيرة من الثراء.
فعندما ظهر الإسلام في هذا التوقيت ليبين للناس الحق من الباطل وأن العبادة والصلاة لرب واحد صمد، كان أهم ما ورد على بال الكهنة وحراس الأصنام هو ضياع السلطة وسخرة الصنم والناس لتحقيق ثروات طائلة وقيادة الناس من خلال استغلال جهلهم وكفرهم، كل هذا ضاع منهم بين يوم وليلة وأظن أن الناس فى ذلك الوقت لو لم تكن الحجة التي أمامهم من القوة قرآنا وسنة، لما اقتنعوا وتركوا عبادة الأصنام والكفر وذهبوا لدين الحق وخاصة الأشخاص القاسية قلوبهم الأشداء، وعلى رأسهم سيدنا عمر بن الخطاب، والكل يعلم وقتها من هو عمر بن الخطاب، الذي كان من الصعب تماما أن يتم إقناع شخصية مثل شخصية عمر بن الخطاب بدين الإسلام وما تضمنه القرآن الكريم وما ورد على لسان نبينا الحبيب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- فشخصية مثل شخصية سيدنا عمر بن الخطاب ليس من السهل إقناعه بهذا الدين الجديد وقتها إلا إذا كان قد أدرك مدى صدق وصحة ما نزل من الوحى على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وهو ما أدركه الكثيرون أيضا وقتها، ودخلوا بناء على اقتناع تام بما نزل على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وإلا ما اقتنعوا أو اقتنعت غالبيتهم بما دعا إليه نبينا الكريم، وما انتقل إلينا بالتواتر على مدار التاريخ الإسلامي وحتى الآن، لنرى كمّ الآلاف الذين يدخلون الإسلام عن اقتناع سنويا على مستوى العالم، في زمن زادت فيه الثقافة الحديثة للأفراد من العالم المختلف في اللغة والثقافة والهوية، ولكن بمجرد أن يتوغل أي شخص في رحاب الإسلام إلا وتأثر وآمن به وبرسالة الإسلام التي هبطت على سيد الأنام.
أما أمثال هؤلاء فهم لديهم مشكلة بشكل مؤكد في هذا العصر أظن وراءها استغلال مخابرات العالم المتقدم والماسونية للتكنولوجيا الحديثة من تسجيل صوتي ومرئي في تسجيل أخطاء البشر المختلفة للشخصيات العامة والمسؤولين، واستغلال النساء والجنس في الإيقاع بالكثير في الخطأ وتسجيله ثم مساومة المخطئ على تنفيذ أجندات الماسونية والإلحاد، لا أظنها غير ذلك، أو النقطة الأخيرة ألا وهي الإغراء بالأموال التي قد تصل لمليارات الدولارات.
إلى هنا انتهت وقفتنا، أدعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع المقبل إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسلام النبي محمد عمر بن الخطاب تكوين صلى الله علیه وسلم عمر بن الخطاب سیدنا محمد
إقرأ أيضاً:
الإعلام بين التنوير والتضليل
مع بداية كل عام جديد، تتنافس بعض البرامج الفضائية على جذب المشاهدين عبر استضافة المنجمين والفلكيين الذين يقدمون توقعاتهم لما سيحدث فى العام المقبل، وعلى الرغم من أن هذا النوع من المحتوى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، إلا أنه يثير جدلاً واسعًا فى الأوساط الدينية والثقافية، خاصة مع الهجوم الواضح الذى يشنه علماء الأزهر على مثل هذه الممارسات التى تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى.
لقد أكد علماء الأزهر مرارًا أن التنجيم ليس علمًا، بل خرافة مبنية على استغلال عقول الناس واهتمامهم بمعرفة المستقبل، وهو أمر محرم شرعًا ، والعبارة الشهيرة «كذب المنجمون ولو صدقوا» أصبحت شعارًا يتردد فى كل مرة يظهر فيها هؤلاء على الشاشات، حيث يشدد الأزهر على أن علم الغيب هو من اختصاص الله وحده، ولا يمكن لأى إنسان، مهما كانت ادعاءاته، أن يعرف ما سيحدث فى المستقبل.
ما يثير الاستغراب هو إصرار بعض الإعلاميين على تقديم هذا النوع من المحتوى، رغم أن الرسالة الإعلامية يجب أن تكون مسئولة وتهدف إلى تثقيف وتنوير المشاهدين، وليس تضليلهم.. هذه البرامج بدلًا من التركيز على تقديم محتوى هادف يُثرى العقول ويشجع على التفكير العلمي، أصبحت وسيلة لإثارة الفضول وزيادة نسب المشاهدة على حساب وعى الجمهور.
إن استضافة المنجمين والفلكيين لا تقتصر على تقديم توقعات شخصية أو عامة فحسب، بل تتعداها أحيانًا إلى استغلال الأزمات الاجتماعية والسياسية لزيادة تأثيرهم، فهم يقدمون وعودًا براقة أو تحذيرات مخيفة، مما قد يؤثر على نفسية الجمهور، خاصة فى أوقات الأزمات.
الإعلام باعتباره أحد أهم أدوات تشكيل الرأى العام، يجب أن يتحمل مسئوليته تجاه المجتمع فبدلاً من استضافة المنجمين، يمكن توجيه الجهود إلى استضافة خبراء حقيقيين فى مجالات العلوم والاجتماع والاقتصاد لمناقشة التحديات الحقيقية التى تواجه الناس وكيفية الاستعداد لها بطرق علمية وعملية.
ومما لا شك فيه يجب أن تكون هناك ضوابط واضحة تمنع استغلال الشاشات لنشر الخرافات، خاصة تلك التى تتعارض مع القيم الدينية والثقافية للمجتمع، كما يجب تعزيز وعى المشاهدين بخطورة الانسياق وراء هذه الادعاءات التى تفتقر إلى أى دليل علمي.
وفى النهاية.. الإعلام ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو شريك فى بناء وعى المجتمع ،وإذا اختار الإعلاميون التركيز على التفاهات والخرافات بدلاً من تقديم الحقائق، فإنهم يسهمون فى تجهيل الجمهور بدلاً من تثقيفه.
ولذلك دائما ما اؤكد ان المستقبل لا يُعرف بالتنجيم، بل بالعمل والعلم والإيمان تحية لقرار الأستاذ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقراره المحترم بمنع استضافة العرافين والمنجمين.