كيف نقرأ إعلان القسام أسر جنود؟ .. محللون يجيبون
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
#سواليف
للمرة الأولى منذ #معركة #طوفان_الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعلن #كتائب_القسام أسر #جنود_إسرائيليين في #غزة خلال المعارك.
وقال الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، إن مقاتلي “كتائب القسام”، أوقعوا أفراد قوة إسرائيلية بعد استدراجهم في #كمين داخل #النفق في #جباليا وعلى مدخله وتمكنوا من الاشتباك مع هذه القوة من مسافة صفر، موضحًا أن مقاتلي القسام هاجموا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت للمكان وأصابوها بشكل مباشر ومن ثم انسحبوا بعد تفجير النفق المستخدم في العملية.
وأكد أبو عبيدة أن مقاتلي القسام أوقعوا جميع أفراد القوة الإسرائيلية بين قتيل وجريح وأسير واستولوا على العتاد العسكري، وبينما ينفي الاحتلال هذا الحدث، ويكرر سيناريو شاؤول أرون عام 2014 بنفي الأسر في الدقيقة الأولى لإعلان المقاومة، ثم الاعتراف لاحقًا بعد يومين، تطفو أسئلة حول حدث الأسر، وهو الذي وقع في اليوم الـ 232 من طوفان الأقصى، ومن منطقة دخلها الاحتلال وجرفها بريًا ودمّرها تحت الأحزمة النارية.
مقالات ذات صلة “كشفتها ملابسه” .. مفاجأة عن القوة التي وقعت بكمين القسام في نفق مخيم جباليا 2024/05/26المقطع المصور: #الجندي_المسحول
في أعقاب كلمة أبو عبيدة، بثت كتائب القسام مقطع فيديو يُظهر ما يبدو أنه جندي إسرائيلي ملقى على الأرض وعليه آثار دماء ويقوم أحد مقاتلي القسام بسحبه داخل نفق وذلك بعد إيقاع قوة إسرائيلية بكمين محكم.
حول ذلك، يعلق الكاتب والمحلل السياسي سعيد زياد على المقطع أن بنطال الجندي المسحول ليس بنطالًا عسكري، وإنما بنطال شبه مدني، وأن الحذاء كذلك ليس حذاء لواء المظليين (البني ذو الرقبة الطويلة)، وليس حذاء يتبع لمقاتلين من لواء آخر.
ويؤكد عدم وجود وحدة عسكرية تضع كواتم صوت على أسلحة مقاتليها في قلب ميدان القتال، وأن سلاح القوة ليس سلاح ليس من طرازي تافور أو M4، وإنما سلاح خاص بالوحدات الخاصة مثل اليمام ووحدات الشاباك، وشيطط 13، وسيرت ميتكال، وغيرها.
وتوضح صورة الأسلحة التي سيطرت عليها القسام إلى ثلاث قطع أسلحة وجعبتي ذخيرة، ما يعني أن تعداد الأسرى لا يقل عن اثنين أو ثلاثة أسرى – دون تأكيد على حالتهم أحياء أو أموات -.
كل هذه الملاحظات، وفق زياد، تتزامن مع نفي المتحدث باسم جيش الاحتلال أن يكون أيّ من جنودهم مختطفين، ما يرجح أن الوحدة لا تتبع للجيش، وإنما وحدة تتبع للشاباك ربما، أو وحدة خاصة أخرى.
رصاصة الرحمة
يضيف زياد أن العملية جاءت في توقيت حساس جدا، في شهر ملتهب وأسبوع حافل بالأحداث، وأن الجنود الذين خرجوا لاستعادة رفاقهم وهزيمة #حماس، سُحلوا في #أنفاق_غزة، وفشلوا في تحقيق شيء بعد 232 يوم من القتال.
ويقول إن هذه العملية أطلق معسكر جباليا الرصاصة الأخيرة على رأس العملية العسكرية برمّتها، وليست حرب استنزاف فحسب، بل محرقة لجيش الاحتلال، وتهشيم لصورة جيش تدعمه كل قوى الأرض.
وفي ذات السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي أن إعلان كتائب القسام تنفيذ عملية أسر في جباليا بقطاع غزة ستكون له آثار على المؤسسة العسكرية وعلى النقاش داخل حكومة الاحتلال وعلى صانع القرار.
ويستدرك عرابي قوله في حديث لـ ”شبكة قدس“: ”ولكن أعتقد أن المفاعيل الكبرى لإعلان القسام حينما تؤكد الكتائب إعلانها هذا لا سيما وأن الاحتلال نفى أسر جنود له في قطاع غزة، ومن ثمة يمكن أن تردف القسام إعلانها هذا بإعلان آخر لتؤكد روايتها في ذلك الوقت حينما تثبت كذب اعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي.“
وبحسب عرابي، فيسكون لهذا الإعلام تأثير أكبر على المستوى الداخلي الإسرائيلي، لا سيما وأنه دخل القطاع لاستعادة الأسرى الإسرائيليين ثم فقد جنودًا جدد أسرى فستكون ضربة للجيش وللرواية الإسرائيلية وستعطي أفاقًا لوقف الحرب.
واختتم حديثه بالقول، إن الجميع بانتظار بيانات أخرى بخصوص هذا الأمر، والإعلان سيكون له تداعيات أكبر لا سيما مع مسارعة الاحتلال لنفي هذا الأمر.
كوابح إسرائيلية
إسرائيليًا، يرى للمختص في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة أن بيانات القسام وإعلاناتها تحدث فرقًا في الداخل الإسرائيلي، لكنه تأثير طفيف على حكومة الاحتلال وسط الحرب، في ظل مجموعة من الكوابح الإسرائيلية التي تمنع ظهور أصوات مخالفة.
ويوضح هلسة في حديثه لـ ”شبكة قدس“، أن سردية اليمين لا زالت هي الطاغية التي تمتلك الكوابح لظهور رأي يؤثر على سيرورة الحرب، فهذه المرة ظهرت صورة جندي ملثم يعلن التمرد تشكل تحول نوعي في إطار حرب اليميين في حربها ضد الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب، وهناك اصوات مساندة لنتنياهو وستبدد كل الاصوات الرافضة وهناك تفزيع في الداخل الاسرائيلي.
”صحيح أن ذلك يهز الداخل الاسرائيلي، وأن نتنياهو يستخدم أداة عودة حماس للسلطة لتفزيع الخصوم، وهناك جبن القيادات السياسية ولا أحد يريد أن يخرجوا من سردية القطيع فغانتس وأيزنكوت صدعوا رؤوسنا بالتهديد بالخروج من الحكومة دون فعلٍ حقيقي“، يقول هلسة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف معركة طوفان الأقصى كتائب القسام جنود إسرائيليين غزة كمين النفق جباليا حماس أنفاق غزة کتائب القسام
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
View this post on InstagramA post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA
— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024
كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".
عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.
من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR
— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.