مكالمة “الفرصة الأخيرة” بين بلير والقذافي
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
كشفت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني عن نص محادثة هاتفية جرت بين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومعمر القذافي في الـ25 من فبراير 2011.
وذكرت اللجنة أن بلير نصح القذافي بالتنحي عن الحكم والبحث عن مكان آمن، أو إجراء عملية إصلاح سياسي واقتصادي عاجلة.
وتظهر المحادثة محاولة بلير لإقناع القذافي بإنهاء العنف، مع التأكيد على رغبة بريطانيا في حل الأزمة سلميا، لكن القذافي نفى وجود احتجاجات، واتهم الدول الغربية بمؤامرة استعمارية جديدة، مهددا بتسليح الشعب الليبي واللجوء إلى القتال.
وقال بلير للقذافي: “الشيء الرئيس المطلوب هو وقف سفك الدماء والعنف”، فيما رد القذافي “لا يوجد قتال على الإطلاق في ليبيا، من قال ذلك؟ إنهم يريدون شيئاً آخر، إنها حملة استعمارية، وعلينا أن نتحدى الاستعمار”.
وتابع بلير “إذا كان لديك مكان آمن تذهب إليه فيجب عليك الذهاب إلى هناك، لأن هذا لن ينتهي بسلام ويجب أن تكون هناك عملية تغيير، ويمكن إدارة عملية التغيير هذه وعلينا إيجاد طريقة لإدارتها”.
في المقابل أصر القذافي على نفي وجود أي احتجاجات قائلا “ليس لدينا مشكلة، فقط اتركونا وشأننا، وإذا كنت جاداً حقاً وتبحث عن الحقيقة فاركب طائرة وتعال لرؤيتنا”.
وكرر بلير نصيحته للقذافي بالتنحي، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى حل سلمي للأزمة، بينما هدد القذافي بتسليح الشعب الليبي في حال استمر التدخل الغربي، ليختتم بلير المحادثة بقوله “ابق الخطوط مفتوحة”.
نص المحادثة الهاتفية: توني بلير: تحدث ووجه رسالة إلى الشعب، الشيء الرئيس المطلوب هو وقف سفك الدماء والعنف.القذافي: من قال ذلك؟ 100 في المئة لا شيء يحدث.
بلير: هذه هي التقارير الموجودة في الأخبار، دعني أشرح لك لأنني تحدثت إلى الناس والجميع يريد نهاية سلمية لهذا الوضع.
القذافي: لا يوجد قتال على الإطلاق في ليبيا، من قال ذلك؟ إنهم يريدون شيئاً آخر، إنها حملة استعمارية، وعلينا أن نتحدى الاستعمار، لا يوجد شيء هنا ولا قتال ولا دم، تعال إلى طرابلس وشاهد كل شيء هنا.
بلير يطلب من القذافي الحديث إلى الشعب ووقف العنف والأخير يرد بأنه لا يوجد قتال
بلير: الاعتقاد هو أن هناك قتالاً مستمراً، إذا كان لديك مكان آمن تذهب إليه فيجب عليك الذهاب إلى هناك، لأن هذا لن ينتهي بسلام ويجب أن تكون هناك عملية تغيير، ويمكن إدارة عملية التغيير هذه وعلينا إيجاد طريقة لإدارتها.
القذافي: يبدو أن هذه هي هجمة استعمارية، وسأضطر إلى تسليح الناس استعداداً للقتال.
بلير: إذا قال الزعيم إنه يريد إنهاء العنف فعليك أن تفهم كيف يكون تأثير هذا بالنسبة إلى العالم الخارجي، وما يقلقني هو كيف أن يحدث هذا بأكثر الطرق سلمية، ويجب أن تجد طريقة لذلك، وأفضل شيء هو البدء والدخول في عملية تغيير سلمية.
القذافي: سيقتل الشعب الليبي وستلحق الأضرار بالشرق الأوسط وأوروبا والعالم بأسره، وتستغل الجماعات المسلحة هذا الوضع كمبرر وعلينا محاربتهم.
بلير: عليك أن تحاول القيام بشيء للسماح لهذه العملية (التغيير) وجعلها تحدث بسلام، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي أن تقولوا للشعب إنكم ستدخلون في عملية تغيير، وإنكم تطلبون من قواتكم عدم استخدام العنف ضد الناس، وأن هذا ستتم إدارته الآن بشكل سلمي وصحيح، ويجب أن تكونوا في وضع تكون فيه ليبيا مستعدة للقيام بذلك سلمياً. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في موقف صعب في الوقت الحالي، وأحتاج إلى أن أعود لهما بشيء يضمن أن ينتهي هذا الأمر بسلام، وليس لدي صلاحيات أو تفويض، أنا لست الرئيس وليس لدي ما أتخلى عنه، وهذا هو دور الشعب الليبي الذي يريدون تغييره.
بلير: في ضوء ما حدث لا أعتقد أن هذا يمكن أن يحدث، افعل شيئاً يسمح بحدوث العملية ويجب أن يتوقف العنف، ويجب أن يتشكل دستور جديد، والشيء الأكثر أهمية هو أن تبدأ عملية التغيير هذه، ولا يمكنها فعل ذلك إلا إذا سمح القائد بحدوث ذلك، وإضافة إلى كونه حريصاً على توقف العنف يجب أن يشير إلى أنه يريد هذا التغيير، وأكرر المطلب الذي قاله لي الناس، إذا كانت هناك طريقة يمكنه من خلالها المغادرة، فعليه أن يفعل ذلك الآن، وأعتقد أن هذا يمكن أن يحدث بسلام، لكن عليه أن يتصرف الآن ويشير إلى أنه يريد أن يحدث هذا.
القذافي: إلى أين من المفترض أن يذهب؟ ليس لديه تفويض.
بلير: موقف الزعيم الليبي أمر بالغ الأهمية، إذا أشار إلى أنه يريد أن يحدث هذا الآن، وأنه سيقف جانباً ويذهب إلى مكان آمن، وأعتقد أن هذا سيحل الأمر سلمياً، وإذا كان يرغب في حدوث ذلك فيمكنني إعادة هذه الرسالة إلى الأشخاص الذين كنت أتحدث إليهم، وهناك عملية تغيير ستحدث، وقد أوضحها الزعيم بنفسه. إنه بحاجة إلى الإشارة إلى قبول هذا التغيير ويحتاج إلى الوقوف جانباً للسماح بحدوث التغيير بسلام.
القذافي: لا يوجد إراقة دماء هنا والوضع هادئ جداً، لكن إذا كنتم تريدون أن تدمر ليبيا فنحن مستعدون للقتال، وسيكون مثل العراق. لماذا لا تأتي وترى طرابلس؟
بلير: دعني أخبرك عزيزي، لا أحد يريد إعادة استعمار ليبيا، ليبيا لشعبها.
بلير يؤكد للقذافي أنه لا أحد يريد استعمار ليبيا والأخير يرد اتركونا وشأننا (الأرشيف البريطاني)
القذافي: اتركونا وشأننا، بإمكانكم مشاهدة التلفزيون الليبي وهو يعرض حجم التظاهرات المؤيدة، وحجم البرامج التلفزيونية الداعمة، ونحن نعرف كيفية فرزها. (يضع القذافي الهاتف قرب التلفزيون)، لا يوجد قتال ولا توجد تظاهرات، وكان هناك طفل يصرح: (عاش القذافي).
القذافي: تعال إلى طرابلس وشاهد بنفسك.
بلير: دعني أرى ذلك، أنا في الكويت الآن لكن قلقي هو أن هذا يحدث بسرعة كبيرة، وإذا لم نجد مخرجاً في الساعات القليلة المقبلة فلا أعرف ماذا سيحدث. يمكن للزعيم أن يتنازل، وإذا لم يفعل ذلك ينتهي بنا الأمر بسفك دماء كثير من الشعب الليبي، ولا أريد أن يحدث ذلك.
القذافي: لا يوجد إراقة دماء ولا يوجد قتال، تعال وانظر بنفسك، وينشر الناس الإشاعات عبر محطات التلفزيون. هؤلاء الناس من غوانتانامو ونحن نعرفهم بالاسم، وهم يدعمون “القاعدة”، هل تدعمون “القاعدة”؟
بلير: بالتأكيد لا، الشيء المهم هو كيف نصل إلى نقطة يمكن أن تنتهي فيها الأمور بطريقة سلمية، وإذا رأى الناس الزعيم يقف جانباً فسيكونون راضين عن ذلك، وإذا استمر هذا ليوم يومين آخرين فسنتجاوز النقطة، وأقول هذا لأنني أعتقد بقوة، وإذا لم نتمكن من الحصول على طريقة للخروج بسرعة كبيرة فستتجاوز الأحداث نقطة اللاعودة.
القذافي: هناك قتال في الجزائر وأفغانستان وباكستان وما إلى ذلك، هل تدعمون الإرهاب؟
بلير: نحن نعارض تماماً الإرهاب و”القاعدة”، والسبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو السماح بإجراء عملية تغيير دستوري الآن.
القذافي: عناصر “القاعدة” ليسوا للتغيير، هذا ليس مطلبهم، وهؤلاء أطفال لا أحد يتحدث عن الدستور أو التغيير.
بلير: لكن هذا هو السبب في أنه من المهم أن يأخذ القائد زمام المبادرة ويتحدث عن التغيير، وأردت أن أنقل هذه الرسالة على وجه السرعة لأن هذه هي الفرصة الأخيرة لحل الأزمة سلمياً، ولا أعرف ما إذا كان من الممكن بالنسبة إليّ أن آتي إلى طرابلس.
القذافي: هل هذا يعني أنكم ستطلبون تدخلاً عسكرياً إذا لم نحل هذا سلمياً؟
بلير: بالتأكيد لا، لا أحد يريد ذلك، وليس في أذهان أي شخص وليس إعادة استعمار، وما لم تكن هناك عملية سلمية فإن الأزمة ستستمر، ورغبتي هي أن أضع موضع التنفيذ شيئاً سلمياً بدلاً من المواجهة العنيفة.
القذافي: هل هؤلاء الناس في نيجيريا في أفغانستان؟ “طالبان” لديهم دستور؟
بلير: الزعيم هو الشخص الوحيد الذي يمكنه معالجة ذلك بطريقة سلمية، وإذا لم يحدث ذلك بسرعة كبيرة فإن الشعب الليبي في الداخل سيجعل الأمور تأخذ منحى خطراً للغاية.
القذافي: هذا لن يحدث، وإذا لم تتدخلوا فسأقوم بتسليح الشعب الليبي الليلة.
بلير: لا نريد ذلك.
القذافي: ليس لدينا مشكلة، فقط اتركونا وشأننا، وإذا كنت جاداً حقاً وتبحث عن الحقيقة فاركب طائرة وتعال لرؤيتنا.
بلير يحذر القذافي: الشعب الليبي سيجعل الأمور تأخذ منحى خطراً للغاية (الأرشيف البريطاني)
بلير: سوف أستفسر عن ذلك، ولقد حاولت نقل الرسالة وآمل أن يتمكن القائد من التفكير فيما قلته ونحن بحاجة إليه لأخذ زمام المبادرة، وأود أن أقدم مخرجاً سلمياً.
القذافي: تعال إلى هنا وشاهد الواقع بنفسك.
بلير: ابق الخطوط مفتوحة.
المصدر: إندبندنت عربية
القذافيرئيسي Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0المصدر: ليبيا الأحرار
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف القذافي رئيسي
إقرأ أيضاً:
انسحاب المدمرة الإيطالية “أندريا دوريا” يعمّق أزمة عملية “أسبيدس” الأوروبية في البحر الأحمر
الجديد برس|
أعلنت عملية “أسبيدس” البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، هذا الأسبوع، عن مغادرة المدمرة الإيطالية “أندريا دوريا” البحر الأحمر، مما أدى إلى تقليص عدد السفن الحربية المشاركة في المهمة. وجاء ذلك في تغريدة نشرها حساب العملية على منصة “إكس”، حيث أعرب عن تقديره لطاقم المدمرة الإيطالية (أندريا دوريا) تقديراً لدعمهم ومساهمتهم الاستثنائية في عملية (أسبيدس)”، متمنياً لهم عودة آمنة إلى الوطن- وفق تعبيره.
وكانت المدمرة الإيطالية قد انضمت إلى العملية في يوليو الماضي، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمرافقة السفن في البحر الأحمر، وسط تصاعد الهجمات التي تشنها قوات صنعاء على السفن المرتبطة بـ الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة، وبريطانيا. وتهدف العملية الأوروبية كجهد مستقل عن “عملية حارس الرخاء” الأمريكية، وذلك لتجنب المواجهات المباشرة مع قوات صنعاء.
إلا أن المهمة الأوروبية واجهت تحديات كبيرة منذ انطلاقها، حيث انسحبت فرقاطات ألمانية ودنماركية وفرنسية وبلجيكية في وقت سابق، بعد تعرض بعضها لهجمات أو مواجهتها لأعطال فنية. ومع انسحاب المدمرة الإيطالية، تتفاقم متاعب عملية “أسبيدس”، التي عجزت عن حماية عدة سفن مستهدفة، كان من أبرزها السفينة “سونيون”، التي تعرضت لهجوم وتفجير من قبل قوات صنعاء في أغسطس الماضي.
ويعكس هذا الانسحاب المتواصل ضعف فعالية المهمة الأوروبية في البحر الأحمر، في ظل فشلها في التصدي للهجمات البحرية التي تنفذها قوات صنعاء ضد الاحتلال الإسرائيلي والسفن المرتبطة به في البحرين الأحمر والعربي، والتي تصاعدت حدتها خلال الأشهر الأخيرة، اسناداً للشعبين الفلسطيني واللبناني.