احتفاء بمخرج إيراني وحظر الرموز الفلسطينية.. هل جاء مهرجان كان خاليا من السياسة؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
دفع التناقض في التصريحات والمواقف الذي أظهرته إدارة الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي بعض الفنانين إلى تحدي القواعد التي حددتها المدينة ورئيس المهرجان العالمي، خاصة بعد الدعم السياسي الواضح للمخرج الإيراني محمد رسولوف على السجادة الحمراء، في مقابل منع الرموز الفلسطينية وحظر التظاهر.
وقد جاءت جائزة لجنة التحكيم متوقعة تماما، بل ومنتظرة، إذ مُنحت للمخرج الإيراني عن فيلمه "بذرة التين المقدس" (The Seed of the Sacred Fig)، وذلك بعد استقبال حافل حظي به عند وصوله.
ومنح رسولوف الفرصة خلال المؤتمر الصحفي، الذي عقد مساء يوم الجمعة الماضي، ليحكي قصته وينتقد السلطات الإيرانية التي حكمت عليه بالسجن 8 أعوام، كما استعرض قصة هروبه من طهران للتقدم بفيلمه في المهرجان.
وجاء الاحتفاء بالمخرج البالغ من العمر 52 عاما لافتا للنظر، لكنه معتاد مع الفنانين الإيرانيين وبينهم المخرج جعفر بناهي الذي شارك من قبل بفيلم لم يصنعه واضطر إلى شرح ما كان يود تنفيذه في الفيلم على شاشة خصصت له.
تناقض في المواقفوكانت إدارة المهرجان -تحت رئاسة تيري فريمو أيضا- تبنت موقفا مغايرا في نسخة العام 2022 إبان اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، حين ظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو في حفل الافتتاح، ووعد بأن بلاده ستنتصر وسط تصفيق الجمهور.
إلا أن تزامن عقد الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، أبدى تناقضات واضحة لمواقف القائمين عليه بين تبني بعض المواقف السياسية وحظر تناول قضايا أخرى.
وكانت الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من 200 يوم على قطاع غزة، أثارت ردود فعل غاضبة بين فئات مختلفة من المجتمع الدولي، أشهرها اعتصامات الطلاب في الجامعات الأميركية، وما أحدثه ترشيح مطربة اسرائيلية في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" من احتجاجات ومظاهرات.
وتجنبا لمظاهر مشابهة لما شهدته مدينة مالمو السويدية التي استضافت "يوروفيجن"، حظرت مدينة كان المظاهر السياسية على طول شاطئ كروازيت، حيث يقام المهرجان.
وجاء تصريح رئيس المهرجان تييري فريمو في ليلة الافتتاح واضحا، إذا قال: "قررنا هذا العام أن يكون المهرجان بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسي لنا جميعا هو السينما، فإذا كانت هناك جدليات أخرى فهذا لا يعنينا".
لكن في المقابل، عام 2018، سُمح بمظاهرة ضمت أكثر من 80 امرأة بينهن النجمات كيث بلانشيت وكريستين ستيوارت وسلمى حايك وغيرهن، للمطالبة بالمساواة بين الرجال والنساء في صناعة السينما.
سياسة على السجادة الحمراءوبالعودة إلى نسخة العام 2024 من مهرجان كان، نقل موقع "هوليود ريبورتر" أن المخرج الإيراني محمد رسولوف هرب من بلاده سيرا على الأقدام قبل بضعة أسابيع، بعد أن حُكم عليه بالسجن 8 سنوات. وأثناء سيره على السجادة الحمراء في مهرجان كان لحضور العرض العالمي الأول لفيلم "بذرة التين المقدس" مساء الجمعة، رفع رسولوف صور الممثلتين الرئيسيتين في الفيلم، ميساغ زاره وسهيلة كلستاني اللتين منعتهما السلطات من مغادرة بلادهما.
وبحسب الموقع الأميركي، فإن المخرج الإيراني بدا "متحديا، لكنه كان مرتاحا وواثقا في الوقت نفسه". وفي مؤتمره الصحفي، قال مازحا إن طاقم فيلمه وصفوا أنفسهم بأنهم "رجال العصابات السينمائية" لانتهاكهم كل قواعد الرقابة الحكومية الإيرانية في صناعة العمل.
ويخالف فيلم "بذرة التين المقدس" كل القوانين الرسمية الإيرانية بانتقاده الصريح للنظام، وتصويره نساء وفتيات لا يرتدين الحجاب، وإظهار عنف الشرطة ضد المتظاهرين.
وقال رسولوف مازحا: "لو أردنا أن نرى الكوكايين، لكان الأمر أسهل من صناعة هذا الفيلم".
كما أشار المخرج الذي يعيش في ألمانيا حاليا، إلى "إنه سيواصل انتقاد النظام الإيراني من خارج البلاد"، وأنه انضم إلى "إيران الثقافية الموجودة خارج حدودها".
رموز فلسطينية رغم المنعفي المقابل، دفع تناقض إدارة المهرجان بعض الفنانين لتحدي تصريحات فريمو، وبينهم الفرنسي عمر سي، ونجمة الأوسكار كيث بلانشيت وغيرهم ممن عبروا عن دعمهم للفلسطينيين كل على طريقته.
عضو لجنة التحكيم بالمسابقة الرسمية للمهرجان عمر سي، قال في منشور له على إنستغرام: "ليس هناك ما يبرر قتل الأطفال في غزة أو أي مكان آخر".
أما نجمة الأوسكار كيث بلانشيت، فهي صاحبة الضجة الأكبر، حيث أطلت بفستان قيل إنه يمثل 3 من ألوان العلم الفلسطيني الأخضر والأبيض والأسود، بينما استكملت السجادة الحمراء باقي ألوان العلم.
وأثناء تصويرها على السجادة الحمراء، رفعت بلانشيت الجزء الخلفي من فستانها لتكشف عن البطانة الخضراء، وبالنظر إلى لون السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي اعتبر البعض ألوان الفستان رسالة مبطنة للتضامن مع الفلسطينيين، وهو ما لفت الأنظار وأثار جدلا على منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان فستانها رسالة دعم خفية لفلسطين.
وارتدى الممثل الأسترالي رشاد ستريك، سفير النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الكوفية الفلسطينية في المهرجان، أما الممثلة الفرنسية الشابة باسكال كان، فتحدت القوانين الصارمة هذا العام حين ارتدت قميصا كتب عليه باللغة العربية "فلسطين".
كما أعلنت الممثلة الإيطالية جاسمين ترينكا والممثلة الفرنسية ليلى بختي دعمهما لفلسطين من قلب المهرجان، وظهر الممثل الأسترالي غي بيرس على السجادة الحمراء بسوار مصنوع من ألوان العلم الفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على السجادة الحمراء مهرجان کان
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يفتتح الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل
الشارقة - الوكالات
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "لتغمرك الكتب"، ويستمر حتى 4 مايو المقبل وذلك في مركز إكسبو الشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومعالي عبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية، وعدد من رؤساء ومديري العموم ومديري الدوائر والهيئات الحكومية والمؤسسات الثقافية والتربوية بالشارقة، والأدباء والمثقفين والمهتمين بأدب الطفل.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بقصّ الشريط التقليدي إيذاناً بافتتاح المهرجان، تابع بعدها سموه عرضاً فنياً قدّمه عدد من الأطفال المشاركين في المهرجان عبّروا فيه عن شكرهم لسموه على دعم الأطفال، وفرحتهم بالمهرجان ومختلف الفعاليات والأنشطة التي ظلّ يوفرها.
وتجوّل سموه في أروقة المهرجان الذي يجمع 122 دار نشر عربية وأجنبية من 22 دولة، ويقدّم ما يزيد عن 1024 فعالية تجمع بين الثقافة والفنون والترفيه، وتتوزع على ورش العمل، العروض المسرحية، الجلسات التفاعلية، والأنشطة القرائية المتخصصة، حيث يستضيف في دورته الجديدة أكثر من 133 ضيفاً من 70 دولة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من الأجنحة المشاركة في المهرجان، حيث تعرّف على برامجهم ومبادراتهم الرامية إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الأجيال الجديدة، وما يقدمونه من فرصٍ تعليمية وتدريبية وأنشطة تسهم في رفع مستويات الأطفال على مستويات حب القراءة والتعلّم.
وتوقف سموه لدى جناح أطفال الشارقة التابع لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، حيث أطلق سموه (منصة قارئ القرن) والتي تستهدف الأطفال والنشء، في الأعمار من 6 إلى 18عاماً، لتمكينهم في مجال الأدب والمعرفة وتعزيز دورهم الفاعل في المجتمع، وتشجعهم على الاستمتاع بقراءة الكتب والاستفادة من محتواها، مما يضمن تجربة ثقافية ممتعة ومفيدة.
وزار صاحب السمو حاكم الشارقة جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، التقى فيه بممثلي المجلس المصري لكتب اليافعين، ضيف شرف المجلس الإماراتي في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، مستمعاً سموه إلى رؤيتهم في تعزيز التعاون الثقافي بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية، وتبادل الخبرات في مجال تطوير أدب الطفل والمبادرات الخاصة به.
كما دشّن سموه الموقع الإلكتروني الجديد للجائزة الدولية لأدب الطفل العربي، الذي يعبّر عن هويتها الجديدة، ومطلقاً النسخة السابعة عشرة من الجائزة، التي بدأت باستقبال المشاركات من العاملين في إنتاج كتاب الطفل العربي من كافة أنحاء العالم.
واطّلع صاحب السمو حاكم الشارقة خلال جولته في المهرجان على أجنحة ومنصات دائرة الثقافة وجمعية الناشرين الإماراتيين ومنصة (اقرأ أنت في الشارقة) التابعة لشركة منصة للتوزيع، وبيت الحكمة، مستمعاً لشرح حول جهودهم الرامية لتعزيز النشر والثقافة وتشجيع الأطفال على حب القراءة والكتابة.
كما توقف سموه لدى أجنحة دائرة الخدمات الاجتماعية، والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، ومؤسسة كلمات، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ومجموعة كلمات، متعرفاً سموه على جهودهم كمؤسسات فاعلة في مجال النشر والمعرفة تعمل على تقديم العديد من الفعاليات في مجال تنشئة الطفل وتشجيعه على القراءة والمطالعة وممارسة الأنشطة التفاعلية والتعليمية والترفيهية بأساليبٍ مبتكرة ومتنوعة.
وعرج سموه على معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025 والذي ضمّ مجموعة كبيرة من اللوحات شملت رسومات الفائزين بجوائز المعرض، حيث استمع سموه إلى شرٍح مفصّل من الفنانين المشاركين فيه من داخل وخارج دولة الإمارات.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام جولته، بتكريم الفائزين بجائزة الشارقة لكتاب الطفل، حيث فازت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بجائزة كتاب الطفل باللغة الإنجليزية للفئة العمرية من 7-13 عاماً عن كتاب "بيت الحكمة"، الصادر عن مجموعة كلمات. وفاز بجائزة كتاب الطفل باللغة العربية للفئة العمرية من 4-12 عاماً، محمد كسبر من مصر عن كتاب "ششش... هذا سر"، الصادر عن دار أرجوحة للنشر والتوزيع. وفازت بجائزة كتاب اليافعين باللغة العربية للفئة العمرية من 13- 17عاماً، أسماء السكاف من البحرين، عن كتاب "على خط الاستواء"، الصادر عن مكتبة حِزاية، بينما فازت بجائزة الشارقة للكتاب الصوتي (اللغة العربية)، ناهد الشوا من الأردن عن كتاب "البقراتُ العزيزات" الصادر عن كتب نون - مؤسسة ناهد الشوا الثقافية.
وفي جوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل 2025، فاز بالمركز الأول لويس ميغيل سان في سينتي أولي فيروس من المكسيك، وفازت بالمركز الثاني: كريستينا بيرو بان من إيطاليا، بينما فازت بالمركز الثالث شين آمي من كوريا الجنوبية. وتقديرًا للمواهب الواعدة، تم منح جوائز تشجيعية لـكل من: هاني صالح من مصر، لورا ميرز من فنلندا، وعلي أصغر باقر زاده من إيران.
ويتضمن مهرجان الشارقة القرائي للطفل في دورته هذا العام باقة جديدة من الفعاليات المبتكرة مثل متحف صناع المستقبل ومعرض "شيرلوك هولمز"، إلى جانب مجموعة من الورش الإبداعية، كالرسم بالمانجا، وفن الحوارات المصوّرة، والرسم بالخيوط، والروبوتات الدوارة، والتجارب العلمية التي تجمع بين الترفيه والمعرفة.
ويمثّل المهرجان أحد أبرز المبادرات الثقافية والتعليمية المتخصصة التي تُكرّس وتُكمل جهود إمارة الشارقة في بناء جيل قارئ، يمتلك أدوات الإبداع، ووعياً معرفياً يمكّنه عبر التعلّم والتفاعل والتعليم والإعداد الصحيح من المساهمة في صناعة مستقبل أفضل للمجتمعات. ويقدم المهرجان أكثر من 50 جلسة ثقافية يشارك فيها نخبة الكتّاب والرسامين العالميين، إلى جانب 85 عرضاً مسرحياً وجوالاً يقدّمها مشاركون وفنانون متخصصون من عدد من الدول.