الجزيرة:
2025-02-02@00:32:37 GMT

درس شاؤول.. عندما لا تتعلم إسرائيل من أخطائها

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

درس شاؤول.. عندما لا تتعلم إسرائيل من أخطائها

لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يخرج أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في خطاب غير عادي بتوقيته وبما احتوى عليه من معلومات.

فبعد منتصف الليل ظهر أبو عبيدة في خطاب صوتي أعلن فيه أسر وقتل عدد من جنود الاحتلال في جباليا، ليسارع الناطق باسم جيش الاحتلال وعلى غير العادة ليصدر بيانا بعد نحو دقيقتين قال فيه "ليس هناك أي حادث اختطاف لأي جندي".

ومما زاد غموض الأمر على الجانب الإسرائيلي أن وسائل الإعلام العبرية وصفت الحدث بـ"الاستثنائي".

وكان أبو عبيدة أعلن بعد منتصف الليل أن مقاتلي القسام في مخيم جباليا تمنكوا من استدراج قوة خاصة للاحتلال إلى أحد الأنفاق وتفجير عبوات ناسفة بها والاشتباك معها، وإيقاع أفرادها بين قتلى وأسرى، مكتفيا بنشر مقطع مصور قصير لجثة أحد الجنود القتلى نتيجة الكمين خلال سحبه في أحد الأنفاق.

ليختتم الفيديو بجملة "هذا ما سمح بنشره.. وللحديث بقية"، مما يشير إلى أن كتائب القسام تنتظر إعلان الاحتلال عن العملية، لتكشف القسام أن ما لديها من معلومات قد تتسبب في إحراج جيش الاحتلال وإظهار عدم مصداقيته.

تاريخ يتكرر

رغم الطبيعة غير الاستثنائية للإعلان عن الأسر والنفي الإسرائيلي فإن الحدث قد سبق له أن تكرر بشكل مقارب قبل 10 سنوات عندما أعلنت كتائب القسام أسر الجندي شاؤول آرون، وهو أول جندي تأسره المقاومة الفلسطينية منذ عام 2006 بعد الجندي جلعاد شاليط، ففي 20 يوليو/تموز 2014 وخلال معركة العصف المأكول أعلن الاحتلال أن 11 جنديا قتلوا خلال المعارك في قطاع غزة، ولم يذكر أي تفاصيل أو خسائر أخرى.

ليخرج أبو عبيدة فجر 20 يوليو/تموز قبيل الفجر بتسجيل مصور على غير المعتاد في الرسائل المرئية له وتحدى الاحتلال بالكشف عن خسائره الحقيقية، وقال "إن هذا الجندي شاؤول آرون هو أسير لدى كتائب القسام في هذه العملية، فإذا استطاعت قيادة العدو أن تكذب في أعداد القتلى والجرحى فعليها أن تجيب جمهورها عن مصير هذا الجندي الآن" ونشر رقمه العسكري.

وكان آرون ضمن قوة للاحتلال في حي التفاح شرق قطاع غزة تم استدراجها إلى حقل ألغام معد مسبقا وفجروه بالآليات الإسرائيلية قبل تقدمهم نحو ناقلتي الجند والإجهاز على كل من فيها من الجنود.

وأسفرت هذه العملية عن مقتل 14 جنديا إسرائيليا تم قتلهم من مسافة صفر.

اعتراف إسرائيلي

على الجانب الإسرائيلي، ما إن صدر إعلان القسام حتى تصدى سفير إسرائيل في الأمم المتحدة للأمر ونفى اختطاف أي من جنود الاحتلال، زاعما أن الخبر مجرد "شائعات"، فيما رفض الناطق باسم الجيش الإسرائيلي التعقيب على الحادثة.

كما اكتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بنقل بيان كتائب عز الدين القسام حول أسر جندي إسرائيلي في غزة يدعى آرون شاؤول، مكتفية بنقل رد الجيش بأنه يفحص "المزاعم" التي ذكرها أبو عبيدة.

وبعد يومين من الحادثة -أي يوم الثلاثاء 22 يوليو/تموز وعلى وقع فضيحة محاولة التكتم على ما جرى- اضطر الناطق باسم جيش الاحتلال للاعتراف بوجود جندي مجهول المصير بعد الاشتباك العنيف الذي دار قبل يومين بين المقاومة وجنود من لواء غولاني في حي الشجاعية، وقال إنه يعتقد أنه قتل رغم عدم العثور على جثته.

وأذاعت القناة العاشرة الإسرائيلية في اليوم نفسه أن الرقم العسكري للجندي الإسرائيلي المفقود شاؤول آرون الذي أعلنته كتائب القسام صحيح.

وقالت القناة إن آلية مدرعة للجيش تعرضت لهجوم قتل فيه شاؤون آرون مع 6 جنود آخرين، ونتيجة الحريق الكبير الذي شب في الآلية عثر على جثث 6 جنود فقط، دون تقديم أدلة على موت آرون.

ومنذ ذلك الوقت احتفظت القسام بآرون الذي انضم إليه 3 آخرون لاحقا وهم هدار غولدن وهشام السيد وأفيرا منغستو الذين رفض الاحتلال التفاوض بشأنهم، لتعلن القسام أنها فقدت الاتصال بالخلية المسؤولة عن هؤلاء الأسرى في 13 يناير/كانون الثاني الماضي.

جنود ووحدات خاصة

إعلان أبو عبيدة المقتضب والنفي الإسرائيلي والتكتم بعد ذلك أثار موجه من التكهنات بشأن طبيعة القوة العسكرية التي وقعت في كمين القسام، فقد أشار الكثير من المحللين إلى أن الوحدة قد تكون من الوحدات الخاصة، فملابس الجندي الذي ظهر في فيديو القسام ليست ملابس عسكرية، كما أن الحذاء الذي ينتعله ليس حذاء لواء المظليين (البني ذو الرقبة الطويلة)، وليس حذاء يتبع لمقاتلين من لواء آخر.

ورجح البعض أن تكون وحدة تتبع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أو وحدة خاصة أخرى.

ولجأ آخرون إلى تحليل السلاح الذي ظهر في فيديو القسام بأنه سلاح تشيكي من نوع "سي زد سكبروين"، مشيرين إلى أن هذا السلاح لا تستعمله إلا الوحدات الخاصة النخبوية والبحرية خصوصا، مرجحين أن تكون من وحدة مغاوير شايطيت 13.

وسواء صدقت هذه التكهنات أم لا يبقى الخبر اليقين لدى كتائب القسام التي تدير معركة إعلامية باحترافية عالية كما يصفها المراقبون بذات المقدرة والاحترافية التي تدير فيها معركتها العسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کتائب القسام أبو عبیدة

إقرأ أيضاً:

من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس 30 يناير 2025، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، بعد مسيرة طويلة، توجها بعمليتي "سيف القدس" (2021) و"طوفان الأقصى" (2023).

ولم توضح القسام، في كلمة مصورة لمتحدثها أبو عبيدة، ظروف استشهاد الضيف الملقب بـ"أبو خالد"، واكتفت بالإشارة إلى أنه ارتقى في ساحات القتال بقطاع غزة ضد إسرائيل "مقبلا غير مدبر".

ونعاه أبو عبيدة قائلا إنه "استشهد هو وثلة من الرجال العظماء أعضاء المجلس العسكري العام للكتائب في خضم معركة طوفان الأقصى حيث مواطن الشرف والبطولة والعطاء".

وأضاف أن هؤلاء القادة "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم".

وشدد على أن "هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟".

وعلى مدى سنوات، نفذت إسرائيل محاولات عديدة لاغتيال الضيف، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، رغم إصابته في إحدى تلك المحاولات.

آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 يوليو/ تموز 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.

لكن "القسام" نفت آنذاك صحة اغتياله، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".

** فمن محمد الضيف؟

ولد محمد دياب إبراهيم الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية آلام اللجوء عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وفي سن مبكرة، عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "للتنجيد".

درس الضيف في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي.

وبدأ نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".

وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.

في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.

** مدافع عن القدس والأقصى

وعلى مدار حياته وقيادته في القسام، انشغل الضيف بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في مواجهة اعتداءات إسرائيل.

هذا الأمر جعل اسمه يترد في الهتاف الشهير "إحنا رجال محمد ضيف" الذي بات يردده الفلسطينيون بالمسجد الأقصى في مواجهة الاقتحامات الإسرائيلية له، رغم أنهم لا يهتفون عادة لأي شخصية سياسية سواء كانت فلسطينية أو عربية أو إسلامية.

وبدأ الشبان الفلسطينيون في ترديد هذا الهتاف بمنطقة باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، في بداية شهر رمضان عام 2021 الذي وافق آنذاك 13 أبريل/ نيسان، حينما كانوا يحتجون على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المنطقة أمامهم.

وبعد احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها إطلاق أكثر من 45 صاروخا من غزة، على تجمعات إسرائيلية محاذية له، تراجعت إسرائيل وأزالت حواجزها من باب العامود.

وآنذاك، حذر الضيف إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس.

ولاحقًا، تكرر اسم الضيف في مظاهرات تم تنظيمها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، احتجاجا على قرارات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي لصالح مستوطنين.

وعلى إثر ذلك، خصّ الضيف، في بيان صدر في 4 مايو/ أيار 2021، سكان الشيخ جراح بأول إطلالة بعد سنوات من الاختفاء الإعلامي.

إذ قال إنه يحيي "أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”.

ووجه "تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا”.

وبعد أكثر من عامين من ذلك التاريخ، عاد الضيف للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي يُعتبر من مهندسيها.

إذ كان من أبرز مبررات إقدام "القسام"، على تلك العملية، تمادي إسرائيل في العدوان على القدس والمسجد الأقصى.

وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، جاء الضيف على رأس قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم، حيث تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.

ويفتخر جل الفلسطينيين بالضيف وبما حققه من أسطورة في التخفي عن أعين إسرائيل عقودا من الزمن، ودوره الكبير في تطوير الأداء العسكري اللافت لكتائب القسام، وخاصة على صعيد الأنفاق والقوة الصاروخية.

ويعزو جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فشله لسنوات طويلة في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن تفكير، وقدرة على التخفي عن الأنظار، لدرجة أنه سماه "ابن الموت".

** "كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا"

وسابقا، نجا الضيف من عدة محاولات اغتيال منها في أغسطس/ آب 2014، حيث قصفت إسرائيل منزلا شمالي مدينة غزة بخمسة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي.

كذلك، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف عام 2006، وهو ما تسبب، وفق مصادر إسرائيلية، في خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.

وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى عام 2001، لكنه نجا، وبعدها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.

وكان آخر المشاهد المسجلة للضيف ظهوره ضمن وثائقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة لعملية "طوفان الأقصى".

وحينها ردد كلمات لخصت مسيرته وهو يشير إلى خريطة فلسطين، جاء فيها:

كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا

ولِي في هذه الأرض آلافُ البُذُور

ومهما حاوَل الطُّغاةُ قلعَنَا ستُنبِتُ البُذُور

أنا هنا في أرضِي الحبيبة الكثيرة العطاء

ومثلُها عطاؤُنا نواصِلُ الطَّريق لا نوقفُ المَسير

مقالات مشابهة

  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • عاجل | أبو عبيدة: كتائب القسام ستفرج غدا السبت عن الأسرى الصهاينة عوفر كالدرون وكيث شمونسل سيغال وياردن بيباس
  • أبو عبيدة يكشف أسماء أسرى الاحتلال الذين سيُفرج عنهم غدا
  • كتائب القسام تعلن أسماء أسرى إسرائيل المقرر الإفراج عنهم غداً
  • محمد الضيف.. الشبح الذي قاد كتائب القسام إلى طوفان الأقصى
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • عاجل.. “أبو عبيدة” يعلن استشهاد قائد كتائب القسام الشهيد المجاهد “محمد الضيف” وعدد من القادة (صور + فيديو)
  • "أبو عبيدة" يعلن استشهاد محمد الضيف رئيس أركان كتائب "القسام"
  • عاجل.. أبو عبيدة يعلن مقتل قائد "كتائب القسام" محمد الضيف
  • ما السلاح الإسرائيلي الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها أسيرة بجباليا؟