خبير لـ "صفا": أسر جنود في غزة يؤكد فشل حكومة الاحتلال ويؤجج الخلافات الداخلية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
الضفة الغربية - صفا
أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، أن إعلان كتائب القسام عن أسر عدد من جنود الاحتلال في غزة، يؤكدة على فشل الحكومة "الإسرائيلية"، ويزيد من النقاشات والخلافات الداخلية.
وقال في حديثٍ لوكالة "صفا"، إن العملية التي أعلن عنها أبو عبيدة أمس في جباليا، تأتي في سياق عمليات سابقة مبهرة نفذتها المقاومة بمختلف الأشكال، وتثبت أن المقاومة ما زال لديها القدرة الكاملة على توجيه ضربات قاسية لجيش الاحتلال في كل مناطق القطاع بلا استثناء.
وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام أعلن عن استدراج قوة إسرائيلية داخل نفق في مخيم جباليا، ضمن عملية عسكرية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى من جيش الاحتلال.
وجاء الإعلان دون تفاصيل موسعة عن العملية، تلاه فيديو قصير يظهر فيه مقاتل من كتائب القسام يجر جندياً داخل نفق، وختم بجملة "هذا ما سمح بنشره وللحديث بقية".
وأشار أبو غوش إلى أن الحديث عن وقوع أسرى جدد في يد القسام حساس جداً، لأنه الأساس الذي تتركز حوله النقاشات والخلافات داخل "إسرائيل"، وسيؤدي بكل تأكيد على تأجيج الاحتجاجات ضد الحكومة، التي اعتمدت على الضغط العسكري لاستعادة المحتجزين.
وأضاف أن العملية عززت من أزمة الثقة بين أهالي المحتجزين وحكومة الاحتلال، إذ إن من ذهب إلى غزة لاستعادة المحتجزين من يد المقاومة، أصبح بحاجة إلى من يستعيده.
وبيّن أبو غوش أن قرار نتنياهو بالعودة إلى استئناف المفاوضات، وما يتم تداوله بالانسحاب من معبر رفح، مرتبط بسلسلة من الإخفاقات والفشل على صعيد الساحة العسكرية والدولية أيضاً، التي تضع "إسرائيل" أما محاولات للخروج من هذا المأزق وإنهاء الحرب.
وأكد على أن عملية الأسر على صعيد الميدان، إلى جانب عوامل أخرى على صعيد دولي ستغير من شكل المفاوضات، وعلى الاحتلال أن يستجيب لجهود الوسطاء وإلا سيغرق في المزيد الوحل.
وأضاف أنه من المبكر الحديث عن نهاية للحرب، خاصة بعد فشل صيغة الاتفاق الأخير المجمع عليه من قبل المقاومة والوسطاء، وإن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو معني بالمماطلة واختراع المشكلات لإطالة أمد الحرب.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
خبير في الشأن الإسرائيلي: عرائض الاحتجاج أكثر إيلاما من حراك الشارع
قال الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى إن عرائض جنود جيش الاحتلال ومؤيديهم المطالبة بوقف الحرب على غزة تمثل مرحلة أشد إيلاما على الحكومة من الحراك الشعبي، لما لها من وقع مباشر على المؤسسة العسكرية وصانعي القرار داخل إسرائيل.
وأوضح -في حديث للجزيرة- أن الرهان الرئيسي الآن يتمثل في الضغط على الجيش من داخل صفوفه، عبر هذه العرائض التي تبرز أن السياسات المتبعة ليست أمنية بحتة، بل تُدار وفق أيديولوجيا الحكومة اليمينية بزعامة بنيامين نتنياهو، مما يستدعي تحركا أكثر صرامة من قادة الجيش.
ويأتي هذا التطور في وقت يتزايد فيه عدد الموقعين على عرائض تطالب بوقف الحرب، بينهم مئات من جنود وضباط الاحتياط في وحدات النخبة بسلاح الجو والسايبر والعمليات الخاصة، إضافة إلى جنود سابقين في لواء غولاني وسلاح البحرية، وهو ما عده مراقبون تصعيدا غير مسبوق في الضغط الداخلي على نتنياهو.
وأشار مصطفى إلى أن هذه العرائض قد تكون تمهيدا لمرحلة ثانية من العصيان العسكري، إذا تحولت الدعوات من التوقيع إلى الامتناع العلني عن الخدمة في الاحتياط، وهو ما قد يعمّق أزمة التجنيد التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي منذ أشهر.
إعلانوأضاف أن نسبة كبيرة من جنود الاحتياط لا يلتزمون حاليا بوحداتهم، وهي ظاهرة قائمة بصمت حتى الآن، لكن إذا تحولت إلى مواقف معلنة، فإنها ستُشكل ضربة قاصمة لمعنويات الجيش، خاصة أن الخدمة الاحتياطية في إسرائيل طوعية ولا يعاقب القانون على رفضها، بخلاف الخدمة النظامية.
وفي السياق ذاته، لفت مصطفى إلى أهمية انخراط شرائح نُخبوية في المجتمع الإسرائيلي في توقيع هذه العرائض، كالأكاديميين والمعلمين والمهندسين، وشدد على أن هذه الفئات تمثل القوة الاقتصادية والمعرفية التي تحمل إسرائيل على أكتافها، وليس المتدينين الذين يشكلون القاعدة الصلبة للحكومة ولا يشاركون في الخدمة العسكرية.
ووقّع نحو 3500 أكاديمي إسرائيلي وأكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال التعليم وما يزيد على ألف من أولياء الأمور -في وقت سابق أمس- على عرائض تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
خطوات تصعيديةوبيّن مصطفى أن هذه الشرائح لا تكتفي بالاحتجاج بل قد تتجه إلى خطوات تصعيدية، كالعزوف عن العمل في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، أو الهجرة من إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى هزة اقتصادية واجتماعية عميقة، خاصة أن هذه الفئات تمثل وجه إسرائيل الليبرالي والتقدمي أمام العالم.
واعتبر أن ما يجري يعكس انقساما اجتماعيا وطبقيا يتجاوز البعد السياسي التقليدي، إذ إن القوى التي تعارض الحرب هي التي تساهم فعليا في ازدهار الدولة، بينما تؤيدها فئات لا تساهم في إنتاجها أو الدفاع عنها، مما يضع الحكومة أمام تحدٍ داخلي متجذر ومعقّد.
ورأى أن هذا الحراك داخل الجيش وبين النخب لا يمكن فصله عن تحولات نتنياهو السياسية في الخارج، لا سيما محاولاته التفاوض بشأن اتفاقات تبادل أسرى أو وقف إطلاق النار، وأضاف أن دوافعه لذلك ليست إنسانية أو إستراتيجية بحتة، بل تنبع من الضغط الداخلي المتعاظم.
إعلانوأكد الخبير في الشأن الإسرائيلي على أن نتنياهو كان سيواصل الحرب دون تردد لولا هذه الاحتجاجات، التي بدأت تهز صورة التماسك الداخلي وتشكك في مدى الإجماع حول استمرار العدوان، وأن العرائض تؤثر مباشرة في القرارات السياسية للحكومة.
وقد جندت إسرائيل نحو 360 ألفا من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب التي تشنها على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.