«إيجاد» مشروع بحثي يقلل من النمو البكتيري ويرفع كفاءة التبريد
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
«عُمان»: احتفلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة بمعهد تكامل التقنيات المتقدمة «إيجاد»، باختتام المشروع البحثي الصناعي-الأكاديمي المشترك «التقليل والقضاء على النمو البكتيري في برج تبريد الدائرة المغلقة» بتمويل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وذلك بالجامعة الألمانية للتكنولوجيا.
يعد المشروع أحد المشروعات البحثية المشتركة بين القطاعين الصناعي والأكاديمي التي نتجت عن التحدي الصناعي الذي طرحته الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في منصة إيجاد الإلكترونية، ويتمحور الهدف من التحدي الصناعي هو إيجاد حلول عملية لتقليل النمو البكتيري وتخفيف مشاكل الأمونيا في برج تبريد الدائرة المغلقة، حيث إن الأمونيا الناتجة عن البكتيريا المختزلة للنيترات تسببت في ظاهرة التآكل للأنابيب الناقلة، التي تؤثر سلبا على كفاءة عمل الأنظمة.
قدّمت الباحثة الدكتورة ياسمينة سويسي مديرة مكتب البحث والاستشارات وفريقها البحثي من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا مقترحها البحثي لحل التحدي الصناعي للشركة، والذي اعتمد على تطوير منهجية مبتكرة تتيح القضاء على النمو البكتيري، وليس فقط التقليل، والتخلص من ظاهرة التآكل الناتجة، وتعتمد الاستراتيجية المعتمدة على نهج متكامل يجمع بين إزالة البكتيريا، ومعالجة الأسطح لمنع التصاق الأغشية الحيوية، وقد حققت نتائج المشروع تقليلًا كبيرًا في النمو البكتيري ومشاكل الأمونيا في برج تبريد الدائرة المغلقة، مما ساهم في تحسين كفاءة التبريد وتقليل مخاطر التآكل المرتبط بالأمونيا.
وقد أتاح المشروع فرصة كبيرة لتدريب وبناء القدرات، حيث تم توظيف كوادر عمانية بعقود مؤقتة للعمل كمساعد باحث وفني مختبرات، كما ساهم في اكتساب المعرفة وتبادل الخبرات في هذا المجال بالتعاون مع مستشارين دوليين، والتعاون بين الجامعات المحلية في استخدام الأجهزة البحثية المتاحة في المختبرات، والتي ساهمت في تنفيذ المشروع.
ونظرًا للنتائج الإيجابية التي حققها المشروع، يسعى الفريق البحثي من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا لتطبيق نتائج المشروع في الواقع الميداني للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، والذي بدوره سيساهم في زيادة كفاءة تبريد الأجهزة في المواسم الحارة، وتقليل عدد مرات الصيانة الدورية للأنظمة، وبالتالي توفير مبالغ مالية.
وحثت الدكتورة شمسة بنت مسعود السعدية مديرة قطاع المياه والطاقة في «إيجاد» المؤسسات الصناعية لتفعيل المنصة والاستفادة من خدماتها عبر طرح التحديات التي تواجهها، لإشراك الباحثين من مؤسسات البحث العلمي والابتكار، في وضع الحلول المناسبة لها عن طريق أساليب بحثية مبتكرة، تسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني، فضلًا عن أهمية المنصة في تمكين منتسبي القطاعات المختلفة من الوصول إلى قواعد بيانات الباحثين والخبراء والأجهزة العلمية والمخبرية، وذلك للاستفادة منها وفق الضوابط والإجراءات المتبعة.
وأضافت: تتيح المنصة إمكانية التعاون والاستفادة من الخبراء من المؤسسات الصناعية، أو الباحثين من مؤسسات البحث العلمي والابتكار أو العكس، والاطلاع على موارد تمويل البحوث الصناعية وتعظيم الاستفادة منها بناء على تقديم مقترحات بحثية تتناول تحديات البحث الصناعي أو طلبات الاستشارات، وإمكانية الاستفادة من التمويل المشترك مع الشركاء الصناعيين لدعم البحث العلمي والابتكار، وتسهيل استغلال مرافق ومعدات المؤسسات الصناعية ومؤسسات البحث العلمي والابتكار لغرض إجراء التجارب العلمية والتحاليل المخبرية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: البحث العلمی والابتکار
إقرأ أيضاً:
البيئة: دمج البحث العلمي في مواجهة آثار تغير المناخ خطوة هامة لصحة الأجيال القادمة
شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في احتفالية إطلاق الخطة التنفيذية القومية للصحة الواحدة ٢٠٢٤ - ٢٠٢٧، والإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع التغيرات المناخية ٢٠٢٤ - ٢٠٣٠، تحت رعاية الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة، وبمشاركة عدد من نواب ومساعدى الوزراء وقيادات الوزارات المعنية، وممثلى المنظمات العالمية ومنها منطمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، وذلك في إطار تعزيز سبل وآليات دعم تفعيل مفهوم الصحة الواحدة الذي خرج خلال رئاسة مصر لمؤتمر المناخ COP27.
وتحدثت الدكتورة ياسمين فؤاد عن مفهوم صحة واحدة من منظور تحقيق صحة الكوكب الذي نحيا عليه، سواء بخفض أحمال التلوث وصون الموارد الطبيعية واستغلالها الاستغلال الأمثل لتفي بالاحتياجات المستقبلية في ظل التنمية المستدامة، بالتوازي مع مواجهة المشاكل الكوكبية مثل تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ففي عام ٢٠١٨ وخلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 تم العمل على ربط ملف التنوع البيولوجي بالصحة من خلال فكرة النظم البيئية الصحية healthy ecosystem في محوري الوقاية والعلاج.
وأضافت وزيرة البيئة ان تجربة جائحة فيروس كورونا وانتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان والعمل على إيجاد علاج لها، استلزم تغيير طريقة التفكير البيئي على مستوى العالم إلى اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة المرض بالحفاظ على الموارد والحد من التلوث.
واسترشدت وزيرة البيئة بالتعامل مع نباتات الفونا والفلورا والتي تعد من أنواع من النباتات التي تستغل في العلاجات وتدخل في صناعة الدواء، حيث وضعت وزارة البيئة برامج وطنية بناء على الاتفاقيات الدولية للحفاظ عليها، وايضاً تغيير طريقة التعامل مع النباتات الطبية في سانت كاترين، والتي كان يستغلها المجتمع المحلي منذ ١٠ سنوات كوقود للأفران، وتم تحويل النظرة لها كمصدر رزق بتوفير سوق لها، لتوفير نموذجا للتوافق بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية. هذا إلى جانب العمل على مصادر الجينات التي تعتمد عليها المحاصيل الزراعية، وتزداد أهميتها مع تحدي تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
كما اشارت سيادتها لملف تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة كمسبب لانتشار الأمراض المعدية، والنظر على الأسباب الجذرية لها، وتأثير ارتفاع الحرارة على أساس الحياة، ومنها التسبب في التصحر الذي يؤثر على الأمن الغذائي، كما تؤثر الحرارة على حموضة المحيطات وبالتالي تؤثر على الكائنات البحرية بها.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر من أوائل الدول التي أطلقت مدخل الصحة الواحدة في ٢٠٢٣ ورغم ان المفهوم جاءت بدايته مبكرا في مصر منذ ٢٠٠٨، ظهر دوليا في ٢٠٢٢ بعد مشكلات جائحة كورونا ، لذا تعمل الحكومة حاليا على خفض أحمال التلوث بمشاركة مجتمعية ، ففي مجال الحد من تلوث الهواء استطعنا خفض ٥٠٪ من احد أنواع الجسيمات العالقة، وأيضاً اشراك لقطاع الخاص مع جهود الدولة في مبادرة "صحتنا من صحة كوكبنا" والتي تتمثل في مسابقات جوائزها دراجات كوسيلة صديقة للبيئة.
ولفتت وزيرة البيئة أيضا إلى جهود الحفاظ على الأنواع المختلفة من النباتات والحيوانات سواء في داخل أو خارج المحميات الطبيعية، وإطلاق مبادرة التغذية وتغير المناخ ICAN خلال استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27، وايضاً دور مصر كلاعب قوي في تحقيق التكامل بين ملفات البيئة العالمية ومناحي التنمية في المنطقة العربية والأفريقية من خلال التأكيد على اهمية التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا كأساس في تحقيق الحفاظ على البيئة ومواجهة التحديات البيئية .
وشددت وزيرة البيئة على استكمال لاطار الاستراتيجي للتكيف الصحي مع تغير المناخ، خاصة من خلال إعداد مصر للخطة الوطنية للتكيف مع تغير المناخ في كافة القطاعات، ودمج البحث العلمي بوضع نموذج تقييم مخاطر تغير المناخ في القطاعات المختلفة ومنها الصحة، واعداد الخريطة التفاعلية لآثار تغير المناخ حتى عام ٢١٠٠ بنماذج رياضية معتمدة ، من اجل ضمان اجيال قادمة أصحاء قادرين على فهم التحديات المختلفة.
وكانت جمهورية مصر العربية قد أطلقت رسميًا «الإطار الاستراتيجي القومي للصحة الواحدة 2023 –2027» كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارت (الصحة والسكان، والزراعة واستصلاح الأراضي، والبيئة)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مصر، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر.