من بين 4500 نوع من الصراصير، ربما يكون الصرصور الألماني هو المصدر الرئيسي للإزعاج، فهو يخرج من مخبئه ليلا وينطلق عبر المنزل بحثا عن فتات النشويات على الأرض، أو بقعة سكرية لزجة على المنضدة، أو حتى قضمة من معجون الأسنان أو الصابون.

ولم يكن من المعروف كيف تطورت هذه الآفة واستوطنت بيوتنا، ليصبح من النادر جدا رصدها في الطبيعة، وهو اللغز الذي ساهم فريق بحثي دولي في حله، ووصفوا في دراسة نشرت بدورية "بروسينغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، الدور الذي لعبه البشر بأنفسهم في تطور وانتشار واحدة من أكثر الآفات التي نكرهها.

التحليل الجينومي لـ281 صرصورا جُمعت من 17 دولة يشير إلى أن الصرصور الألماني نشأ في الهند منذ نحو 2100 عام (شترستوك) الصرصور وحرب السنوات السبع

وسُلطت الأضواء على بطل هذا اللغز في أوروبا الشرقية عندما رُصد في متاجر المواد الغذائية العسكرية إبان حرب السنوات السبع (1756-1763)، إذ أطلقت كل من القوات المتعارضة اسم الصرصور على الآخر، فأطلق عليه الروس اسم "الصرصور البروسي"، وأطلق عليه الجنود البريطانيون والبروسيون اسم "الصرصور الروسي".

وبعد نحو أربع سنوات من انتهاء تلك الحرب، وتحديدا في عام 1767، صنف عالم الأحياء السويدي كارل لينيوس هذا النوع، وأعطاه اسما علميا هو "بلاتا جيرمانيكا"، وتعني كلمة "بلاتا" باللاتينية "يتجنب الضوء"، وهي واحدة من سمات هذا الصرصور الليلي، وتشير "جرمانيكا" إلى مكان جمع العينات التي فحصها لينيوس من ألمانيا، ثم غُيّر الجنس لاحقا إلى "بلاتيلا"، لتجميع الأصناف الأصغر من الصراصير معا.

وكانت سيطرة هذا الصرصور الألماني وانتشاره عالميا محيرة للعلماء الذين اكتشفوا في الدراسة الجديدة أنواعا ذات صلة في آسيا، واقترحوا أن الصرصور الألماني يمكن أن يكون قد تطور في آسيا قبل أن يواصل السيطرة على العالم.

عينات من 17 دولة

وفي الدراسة، أخذ الباحثون عينات من الحمض النووي لـ281 صرصورا في 17 دولة حول العالم، ثم قارنوا تسلسل الحمض النووي لمنطقة جينية معينة تسمى "سي أو1″، أو ما تعرف باسم "التشفير الشريطي للحمض النووي".

ووجد الباحثون تقاربا بين الصرصور الألماني وأنواعا مماثلة من آسيا، وكان تسلسل الصرصور الألماني مطابقا تقريبا لتسلسل نوع يسمى "بلاتيلا أساهيناي" من خليج البنغال.

وكان أكثر من 80% من عينات الصراصير الألمانية متطابقة تماما مع هذا النوع، أما الـ20% المتبقية فلم تختلف كثيرا، وحددوا أن النوعين انفصلا عن بعضهما البعض منذ 2100 عام فقط، وهو ما يمثل طَرفة عين من الناحية التطورية.

عينات من متحف هارفارد لعلم الحيوان للصرصور الألماني (يمين) والآسيوي (أسوشيتد برس) من خليج البنغال إلى العالم

ويقول الأستاذ بقسم العلوم البيولوجية بجامعة سنغافورة الوطنية والباحث الرئيسي بالدراسة تشيان تانغ، في حديث عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت: "نعتقد أن بلاتيلا أساهيناي الآسيوي -وهو أصل الصرصور الألماني- تكيّف على العيش جنبا إلى جنب مع البشر بعد أن أزال المزارعون بيئتهه الطبيعية، لذلك انتقل من الحقول الهندية إلى المباني، وأصبح يعتمد على البشر".

ويضيف: "لم يكن الاستيطان مع البشر خيارا مفضلا لأسلاف الصراصير الألمانية من الصراصير الآسيوية، لكن البشر عندما غزوا بيئاتها الطبيعية، وربما تسبب ذلك بموت 90% منها، فإن الـ10% المتبقية نجت وقبلت الطعام الذي أدخله الإنسان".

لكن كيف انتشرت في جميع أنحاء العالم؟

للإجابة على هذا السؤال، حلل تانغ ورفاقه مجموعة أخرى من تسلسلات الحمض النووي من جينوم الصرصور، وهذه المرة درسوا تسلسلات الحمض النووي المعروفة باسم "إس إن بي إس" أو "تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة".

وباستخدام العينات التي جُمعت من 17 دولة عبر القارات الست، تمكنوا من معرفة كيفية انتشار الصرصور الألماني من أراضيه الأصلية وحول العالم، حيث انطلقت موجة الهجرة الأولى من خليج البنغال منذ نحو 1200 عام واتجهت غربا، ومن المحتمل أن الصراصير رافقت التجار وجيوش الخلافة الأموية والعباسية الإسلامية المتوسعة.

وتحركت الموجة التالية شرقا منذ نحو 390 عاما إلى إندونيسيا، ومن المحتمل أنها سافرت مع شركات تجارية أوروبية مثل شركة الهند الشرقية البريطانية أو شركة الهند الشرقية الهولندية، وعملت هذه الشركات عبر جنوب شرق آسيا قبل أن تعود إلى أوروبا منذ بداية القرن السابع عشر.

ويوضح البحث أن الصراصير الألمانية وصلت أوروبا منذ نحو 270 عاما، وهو ما يطابق السجلات التاريخية من حرب السنوات السبع. ثم انتشر الصرصور الألماني من أوروبا إلى بقية أنحاء العالم منذ نحو 120 عاما، ويتوافق هذا التوسع العالمي مع السجلات التاريخية لهذا النوع الجديد في مختلف البلدان.

عالِم أحياء يعرض أمثلة على الصراصير الأميركية (يسار) والألمانية في مختبر بمونهايم في ألمانيا (أسوشيتد برس) التجارة العالمية والانتشار الواسع

ويعتقد تانغ أن التجارة العالمية سهّلت هذا الانتشار، لأن السكان الأكثر ارتباطا يوجدون في البلدان التي تتمتع بروابط ثقافية بدلا من البلدان القريبة من بعضها البعض، وتمشيا مع ذلك وجدوا توسعا آخر في آسيا  شمالا، وشرقا إلى الصين وكوريا، منذ نحو 170 عاما.

وعندما حلت السفن البخارية محل السفن الشراعية، نُقل المسافرون بسرعة أكبر، وكانت أوقات الرحلة الأقصر تعني أنه من المرجح أن يصلوا أحياء ويغزوا بلدانا جديدة.

ثم أدت التحسينات في الإسكان، مثل السباكة والتدفئة الداخلية، إلى خلق ظروف مواتية للبقاء والازدهار في المباني في جميع أنحاء العالم، كما يكشف تانغ. ويقول: "تُعتبر المنازل البشرية أماكن رائعة لعيش الحيوانات الصغيرة مثل الصرصور إذا تمكنت من النجاة من سحقها، إذ يوفر البشر الطعام والماء بشكل مدروس في نفس الموقع، مما يعني جهدا ووقتا أقل في البحث عن الطعام والشراب، وهذا نتيجته وقت أطول في الأكل والتكاثر".

الأستاذ بكلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا ثيودور إيفانز يدرس الصرصور الألماني بما يساعد في التعامل مع هذه الآفة المقاومة للمبيدات (ثيودور إيفانز) سباق التسلح بين الإنسان والصرصور

وبطبيعة الحال فإن الناس لا يحبون الصراصير، وبالتالي فإن بقاءها يعتمد على قدرتها على الاختباء.

ويقول الأستاذ بكلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا والباحث الرئيسي المشارك بالدراسة ثيودور إيفانز، في حديث هاتفي مع الجزيرة نت: "تطوَّر الصرصور الألماني ليصبح ليلياً كما يوحي اسمه، ويتجنب الأماكن المفتوحة، وتوقف عن الطيران، لكن احتفظ بجناحيه".

وتشتهر هذه الصراصير بقدرتها على التطور السريع لمقاومة العديد من المبيدات الحشرية المستخدمة في الرش السطحي، ويمكن أن تظهر المقاومة في غضون بضع سنين.

ويوضح إيفانز أنه "بينما يجري العمل على تطوير إستراتيجيات جديدة للسيطرة على الصراصير الألمانية، فإن هناك حاجة إلى النظر في كيفية تطورها لتجنب الهجوم، وإذا حدث الفهم لكيفية إظهارها المقاومة، فيمكن حينها إيجاد طرق أفضل للهجوم المضاد، ويمكننا تحديد نقاط الضعف لاستغلالها".

ويضيف: "الآن بعد أن عرفنا شجرة العائلة للأنواع، يمكننا الوصول إلى الجينات الطبيعية لهذا النوع ومعرفة آلية التطور في مقاومة المبيدات الحشرية".

ولن يكون هذا الفهم هو نهاية المطاف، لأن الصرصور الألماني مثله مثل أي كائن حي سيستمر في التطور والتكيف للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن سباق التسلح بيننا وبينه سيستمر لسنوات قادمة.

لذلك فإن إيفانز يؤكد أن دراستهم للصرصور الألماني مستمرة، ويقول: "بالنظر إلى أنه طوّر العديد من الميزات الجديدة في التكيف مع البيئة البشرية في وقت قصير، فإننا مهتمون بالتحقيق في بيئة وتطور جنس الصرصور لمعرفة الميزات الجديدة وأيها تحسن من السمات القديمة، وهذا يساعدنا على فهم تطور الميزات التكيفية بشكل أفضل في العالم السريع التغير".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحمض النووی هذا النوع منذ نحو

إقرأ أيضاً:

لماذا يتهم الإعلام الألماني سوقا لعيد الميلاد بالعداء للسامية؟

برلين- قصة مبادرة "درامشتات من أجل فلسطين" (مدينة في جنوب وسط ألمانيا) مع اتهامات العداء للسامية لا تختلف كثيرا عن قصص جميع المبادرات التضامنية مع غزة والفلسطينيين، سواء كانت مظاهرات أو معارض وحلقات نقاش أو أنشطة طلابية في الجامعات.

جميع هذه الفعاليات تبدأ بالتسجيل عند السلطات المختصة وينتهي معظمها بحملات إعلامية ممنهجة ضدها وباتهامات متبادلة تُحسم في المحاكم، وبفض مسيرات، واعتقالات، وبمفاجأة المنظمين بتهمة "العداء للسامية".

لم يخرج السوق الخيري الذي نظمته هذه المبادرة، بالتعاون مع إحدى الكنائس البروتستانتية بمناسبة عيد الميلاد، عن هذا الترتيب وتم التعامل معه كغيره وفق قاعدة تتكون من 3 جهات هي:

السياسة أو السلطات المعنية. الإعلام. جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل. كنيسة ميشائيل التي استضافت السوق الخيري (إي بي دي) تحريض

وتضمن هذا التعامل المراحل التالية:

مرحلة لفت الانتباه عبر النشر حول قضية ما في صحف محلية صغيرة. مرحلة وصول الخبر إلى الصحف ("بيلد" مثالا) التي تبدأ من خلال عناوين تحريضية ملونة بممارسة الضغط على الحكومات. مرحلة اتخاذ القرارات مثل المنع أو الحظر أو اتخاذ قوانين جديدة، وفي بعض الأحيان الاستقالات الطوعية أو الإقالات كما حدث مع مبادرة (دارمشتات من أجل فلسطين) ومع (اتحاد دارمشتات للسلام) الذي دخل في معركة كلامية مع عمدة المدينة ويعتبر ما حدث مثالا على "حملة فضائحية ممنهجة"، وفق تصريح مسؤول العلاقات العامة في الاتحاد أولي فرانكه للجزيرة نت. كعكة الزنجبيل التقليدية التي تم بيعها وعرضها في السوق الخيري (هيسن شاو)

بعد ساعات من افتتاح السوق، بدأت تظهر في الإنترنت صور لحلوى كعكة الزنجبيل التقليدية مكتوب عليها "حياة الفلسطينيين مهمة" أو "أوقفوا إطلاق النار"، أو هدايا على شكل ميداليات مفاتيح بشعار "فلسطين حرة" أو المثلث الأحمر وملصقات بشعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".

إعلان

وبدأت صحف محلية في دارمشتات بتداول قصة "السوق المعادي للسامية". لتتلقفها الصحافة الألمانية المؤثرة وتحديدا صحافة الناشر أكسل شبرينغر التي تجهر بدعم إسرائيل. وتستند دار النشر إلى 5 ركائز أهمها الركيزة الثانية التي تنص على "ندعم الشعب اليهودي وحق دولة إسرائيل في الوجود".

ولا يعفي أولي فرانكه صحفا أخرى من تحمل مسؤولية "المشاركة في تحريم انتقاد السياسة الإسرائيلية وتهميش المواقف الفلسطينية". ويتهمها باللجوء فورا إلى "التضخيم" و"المغالاة" في نقل الخبر بدلا من الاستماع لوجهات نظر منظمي السوق والإبقاء على فضاءات مهمة جدا من أجل الحوار.

ففي 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عنونت صحيفة "بيلد" صفحتها الأولى بالقول "عداء للسامية في دارمشتات: كراهية اليهود في سوق كنسي لأعياد الميلاد". وفي 19 من الشهر ذاته، نشرت تقريرا عن السوق بعنوان: "الشرطة الجنائية تلاحق كارهي اليهود في سوق عيد الميلاد".

بدورها، نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ"، في 29 من الشهر نفسه، مقالا بعنوان "بوباغاندا حمساوية في دارمشتات.. عمدة المدينة يتهم اتحاد السلام بنشر العنف والكراهية".

دور السياسة

في حديث مع الجزيرة نت، يتهم فلوريان فارفيغ مراسل موقع "ناخدنك زايتن"، وأحد أفضل الراصدين لأداء الصحافة الألمانية حيال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صحافة شبرينغر بالدفاع عن جرائم الاحتلال في غزة "بغض النظر عن عدد المجازر المثبتة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في القطاع ورغم قصف مرافق مدنية مثل المدارس والمساجد والمستشفيات".

ولكن الخطورة تكمن ـوفق فارفيغ- في أن صحف هذا الناشر "تخاطب شريحة مليونية وتحاول، من خلال كونها من أكثر الصحف مبيعا في ألمانيا، وصم أي انتقاد للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، بتهمة العداء للسامية".

ووفقا له، فإن "ولاء صحيفة بيلد لإسرائيل دفعها لحد تشويه سمعة أساتذة جامعيين على صفحتها الأولى فقط لأنهم انتقدوا -في رسالة مفتوحة- السياسة الإسرائيلية في القطاع، وخولها لأن تكون في الصفوف الأولى للمدافعين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ألمانيا".

إعلان

بهذا تكون القضية قد وصلت إلى مرحلتها الثالثة والأخيرة وهي دخول السياسة على خط الأزمة واتخاذ القرارات. فأي عمدة مدينة ألمانية سيتحمل وقع وتبعات مثل هذه العناوين على مستقبله السياسي؟ بالتأكيد ليس عمدة مدينة دارمشتات، هانو بنز الذي رد فورا بالإيعاز بتحرير شكوى جنائية ضد الضالعين في سوق عيد الميلاد.

كما اتخذت الكنيسة البروتستانتية في هيسن وناسوا قرارا بإعفاء القسيس المسؤول عن السوق مانفريد فيرنر من منصبه، الذي أكد تعرضه وعائلته أكثر من مرة "لتهديدات بالقتل".

وفور اتخاذ مكتب عمدة المدينة قرار تحرير الشكوى، توجه مسؤول العلاقات العامة في "اتحاد السلام في دارمشتات"، أولي فرانكه، برسالة مفتوحة إلى الرأي العام، متهما العمدة بـ"الوشاية بالكنيسة" و"بالتضخيم". ويقول للجزيرة نت إنه "لا يتهم العمدة فحسب، بل أيضا الإعلام الألماني ومنظمة (Honestly Concerned) بشن حملة ممنهجة ضد السوق".

وتُعرّف هذه المنظمة نفسها كالتالي:" نحن مبادرة تأسست في عام 2002 بسبب القلق من التقارير الإعلامية المعادية لإسرائيل وتصريحات السياسيين والشخصيات العامة في ألمانيا وأوروبا المعادية لليهود، وقررنا أن نتصرف".

الشرطة الألمانية تعتدي على مشجع اسكتلندي بسبب حمله علم #فلسطين أثناء مباراة سيلتك الاسكتلندي وبروسيا دورتموند الألماني pic.twitter.com/yk7aS6GWbI

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) October 2, 2024

قمع وتخويف

ويعزو فرانكه حملة التحريض هذه بالقول "يبدو أن الإعلام الألماني والعمدة مهتمان بالمغالاة وبتحويل ما حدث لسابقة قضائية من أجل مواصلة سياسة تحريم انتقاد السياسة الإسرائيلية، هذا يهدف إلى خلق أجواء من الخوف تؤدي إلى إيصال رسالة للجميع مفادها بأن انتقاد إسرائيل مرتبط بعقوبات وجودية من طرف الصحافة".

ووفقا له، "تواظب السلطات على إغلاق جميع الفضاءات المخصصة للحوار المجتمعي من أجل قمع أي حوار حول الظروف المأساوية التي يعيشها الناس في غزة"، معتبرا ذلك "خطرا على الديمقراطية وعلى منسوب ثقة المواطنين في الإعلام وقيمه".

إعلان

وبحسب دراسة أجراها المعهد المختص في رصد الرأي العام في ألمانيا (إنفرا تست ديماب)، فإن انحياز الإعلام الألماني لإسرائيل في حربها على الفلسطينيين كان سببا في زعزعة ثقة المواطنين في قيم إعلامهم.

كما أن 48% من المواطنين "لا يثقون" أو "يثقون قليلا"بهذا الإعلام عندما ينقل أخبار الحرب على غزة، فيما يقول 33% منهم إن التغطية الإعلامية في ألمانيا منحازة لإسرائيل على حساب الطرف الآخر.

من جانبه، قال المختص فارفيغ إن هذه الأرقام لم تفاجئه وأرجع عدم ثقة الناس إلى استطاعتهم تكوين تصور بديل وواضح عما يحدث في غزة عبر الحصول على المعلومة من منصة إكس وتليغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا "هذا التصور يصطدم بما تحاول صحافة شبرينغر وغيرها، مثل مجلة دير شبيغل، تسويقه في ألمانيا".

وحول اتهام العمدة له وللسوق بـ"العداء للسامية"، قال فرانكه "هذا ليس صحيحا. إذ إن العمدة نفسه يقلل من أهمية خطر العداء للسامية في ألمانيا عندما يتهم المنتقدين للتصعيد الإسرائيلي في غزة بذلك. ما يجلب الكراهية والعنف هي سياسة إسرائيل الاحتلالية للأراضي الفلسطينية والسياسة الاستيطانية وحصار غزة وحرب الإبادة وليس انتقاد هذه الممارسات".

وأكد "لا تُعد الرموز التي يستخدمها الفلسطينيون في نضالهم من أجل تحرير أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي معادية للسامية، فالقانون الدولي يمنح الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال حق النضال ضد هذا الاحتلال بشرط عدم الدعوة إلى تشريد المواطنين اليهود والإسرائيليين".

ويضيف فرانكه "ولا بأي حال من الأحوال تم إثبات أن مبادرة "دارمشتات من أجل فلسطين" عرضت ميداليات المفاتيح من أجل الترويج لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والمثلث الأحمر لا يشير بالضرورة إلى الرغبة في دعم حماس".

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة.. أم در تتعافى والحياة تعود إليها.. إزدحام مروري بمدينة أم درمان يسعد المتابعين ويبعث الأمل عند المواطنين
  • مؤتمرات عالمية تستضيفها الإمارات لأول مرة في 2025.. تعرف إليها
  • الأتراك يقودون العملاق الألماني مرسيدس
  • تعزيزات عسكرية إسرائيلية في «عقابا» بعد اكتشاف تسلل قوات خاصة
  • لماذا يتهم الإعلام الألماني سوقا لعيد الميلاد بالعداء للسامية؟
  • تعزيزات عسكرية إسرائيلية في عقابا بعد اكتشاف تسلل قوات خاصة
  • 100مليار يورو خسائر أوروبا في حال منعت أوكرانيا عبور الغاز الروسي إليها
  • دراسة ما يحيله إليها المجلس من تقارير الأبرز.. تعرف على مهام اللجنة العامة لمجلس النواب
  • الأمطار تضاعف معاناة الغزيين فكيف بدا المشهد بخيام النازحين؟
  • حركة العدل والمساواة السودانية ترحب انضمام الاعلامي وليد الزهراوي إليها