الصرصور الألماني.. غازٍ كريه استوطن منازلنا فكيف تسلل إليها؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
من بين 4500 نوع من الصراصير، ربما يكون الصرصور الألماني هو المصدر الرئيسي للإزعاج، فهو يخرج من مخبئه ليلا وينطلق عبر المنزل بحثا عن فتات النشويات على الأرض، أو بقعة سكرية لزجة على المنضدة، أو حتى قضمة من معجون الأسنان أو الصابون.
ولم يكن من المعروف كيف تطورت هذه الآفة واستوطنت بيوتنا، ليصبح من النادر جدا رصدها في الطبيعة، وهو اللغز الذي ساهم فريق بحثي دولي في حله، ووصفوا في دراسة نشرت بدورية "بروسينغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، الدور الذي لعبه البشر بأنفسهم في تطور وانتشار واحدة من أكثر الآفات التي نكرهها.
وسُلطت الأضواء على بطل هذا اللغز في أوروبا الشرقية عندما رُصد في متاجر المواد الغذائية العسكرية إبان حرب السنوات السبع (1756-1763)، إذ أطلقت كل من القوات المتعارضة اسم الصرصور على الآخر، فأطلق عليه الروس اسم "الصرصور البروسي"، وأطلق عليه الجنود البريطانيون والبروسيون اسم "الصرصور الروسي".
وبعد نحو أربع سنوات من انتهاء تلك الحرب، وتحديدا في عام 1767، صنف عالم الأحياء السويدي كارل لينيوس هذا النوع، وأعطاه اسما علميا هو "بلاتا جيرمانيكا"، وتعني كلمة "بلاتا" باللاتينية "يتجنب الضوء"، وهي واحدة من سمات هذا الصرصور الليلي، وتشير "جرمانيكا" إلى مكان جمع العينات التي فحصها لينيوس من ألمانيا، ثم غُيّر الجنس لاحقا إلى "بلاتيلا"، لتجميع الأصناف الأصغر من الصراصير معا.
وكانت سيطرة هذا الصرصور الألماني وانتشاره عالميا محيرة للعلماء الذين اكتشفوا في الدراسة الجديدة أنواعا ذات صلة في آسيا، واقترحوا أن الصرصور الألماني يمكن أن يكون قد تطور في آسيا قبل أن يواصل السيطرة على العالم.
عينات من 17 دولةوفي الدراسة، أخذ الباحثون عينات من الحمض النووي لـ281 صرصورا في 17 دولة حول العالم، ثم قارنوا تسلسل الحمض النووي لمنطقة جينية معينة تسمى "سي أو1″، أو ما تعرف باسم "التشفير الشريطي للحمض النووي".
ووجد الباحثون تقاربا بين الصرصور الألماني وأنواعا مماثلة من آسيا، وكان تسلسل الصرصور الألماني مطابقا تقريبا لتسلسل نوع يسمى "بلاتيلا أساهيناي" من خليج البنغال.
وكان أكثر من 80% من عينات الصراصير الألمانية متطابقة تماما مع هذا النوع، أما الـ20% المتبقية فلم تختلف كثيرا، وحددوا أن النوعين انفصلا عن بعضهما البعض منذ 2100 عام فقط، وهو ما يمثل طَرفة عين من الناحية التطورية.
ويقول الأستاذ بقسم العلوم البيولوجية بجامعة سنغافورة الوطنية والباحث الرئيسي بالدراسة تشيان تانغ، في حديث عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت: "نعتقد أن بلاتيلا أساهيناي الآسيوي -وهو أصل الصرصور الألماني- تكيّف على العيش جنبا إلى جنب مع البشر بعد أن أزال المزارعون بيئتهه الطبيعية، لذلك انتقل من الحقول الهندية إلى المباني، وأصبح يعتمد على البشر".
ويضيف: "لم يكن الاستيطان مع البشر خيارا مفضلا لأسلاف الصراصير الألمانية من الصراصير الآسيوية، لكن البشر عندما غزوا بيئاتها الطبيعية، وربما تسبب ذلك بموت 90% منها، فإن الـ10% المتبقية نجت وقبلت الطعام الذي أدخله الإنسان".
لكن كيف انتشرت في جميع أنحاء العالم؟للإجابة على هذا السؤال، حلل تانغ ورفاقه مجموعة أخرى من تسلسلات الحمض النووي من جينوم الصرصور، وهذه المرة درسوا تسلسلات الحمض النووي المعروفة باسم "إس إن بي إس" أو "تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة".
وباستخدام العينات التي جُمعت من 17 دولة عبر القارات الست، تمكنوا من معرفة كيفية انتشار الصرصور الألماني من أراضيه الأصلية وحول العالم، حيث انطلقت موجة الهجرة الأولى من خليج البنغال منذ نحو 1200 عام واتجهت غربا، ومن المحتمل أن الصراصير رافقت التجار وجيوش الخلافة الأموية والعباسية الإسلامية المتوسعة.
وتحركت الموجة التالية شرقا منذ نحو 390 عاما إلى إندونيسيا، ومن المحتمل أنها سافرت مع شركات تجارية أوروبية مثل شركة الهند الشرقية البريطانية أو شركة الهند الشرقية الهولندية، وعملت هذه الشركات عبر جنوب شرق آسيا قبل أن تعود إلى أوروبا منذ بداية القرن السابع عشر.
ويوضح البحث أن الصراصير الألمانية وصلت أوروبا منذ نحو 270 عاما، وهو ما يطابق السجلات التاريخية من حرب السنوات السبع. ثم انتشر الصرصور الألماني من أوروبا إلى بقية أنحاء العالم منذ نحو 120 عاما، ويتوافق هذا التوسع العالمي مع السجلات التاريخية لهذا النوع الجديد في مختلف البلدان.
ويعتقد تانغ أن التجارة العالمية سهّلت هذا الانتشار، لأن السكان الأكثر ارتباطا يوجدون في البلدان التي تتمتع بروابط ثقافية بدلا من البلدان القريبة من بعضها البعض، وتمشيا مع ذلك وجدوا توسعا آخر في آسيا شمالا، وشرقا إلى الصين وكوريا، منذ نحو 170 عاما.
وعندما حلت السفن البخارية محل السفن الشراعية، نُقل المسافرون بسرعة أكبر، وكانت أوقات الرحلة الأقصر تعني أنه من المرجح أن يصلوا أحياء ويغزوا بلدانا جديدة.
ثم أدت التحسينات في الإسكان، مثل السباكة والتدفئة الداخلية، إلى خلق ظروف مواتية للبقاء والازدهار في المباني في جميع أنحاء العالم، كما يكشف تانغ. ويقول: "تُعتبر المنازل البشرية أماكن رائعة لعيش الحيوانات الصغيرة مثل الصرصور إذا تمكنت من النجاة من سحقها، إذ يوفر البشر الطعام والماء بشكل مدروس في نفس الموقع، مما يعني جهدا ووقتا أقل في البحث عن الطعام والشراب، وهذا نتيجته وقت أطول في الأكل والتكاثر".
وبطبيعة الحال فإن الناس لا يحبون الصراصير، وبالتالي فإن بقاءها يعتمد على قدرتها على الاختباء.
ويقول الأستاذ بكلية العلوم البيولوجية بجامعة غرب أستراليا والباحث الرئيسي المشارك بالدراسة ثيودور إيفانز، في حديث هاتفي مع الجزيرة نت: "تطوَّر الصرصور الألماني ليصبح ليلياً كما يوحي اسمه، ويتجنب الأماكن المفتوحة، وتوقف عن الطيران، لكن احتفظ بجناحيه".
وتشتهر هذه الصراصير بقدرتها على التطور السريع لمقاومة العديد من المبيدات الحشرية المستخدمة في الرش السطحي، ويمكن أن تظهر المقاومة في غضون بضع سنين.
ويوضح إيفانز أنه "بينما يجري العمل على تطوير إستراتيجيات جديدة للسيطرة على الصراصير الألمانية، فإن هناك حاجة إلى النظر في كيفية تطورها لتجنب الهجوم، وإذا حدث الفهم لكيفية إظهارها المقاومة، فيمكن حينها إيجاد طرق أفضل للهجوم المضاد، ويمكننا تحديد نقاط الضعف لاستغلالها".
ويضيف: "الآن بعد أن عرفنا شجرة العائلة للأنواع، يمكننا الوصول إلى الجينات الطبيعية لهذا النوع ومعرفة آلية التطور في مقاومة المبيدات الحشرية".
ولن يكون هذا الفهم هو نهاية المطاف، لأن الصرصور الألماني مثله مثل أي كائن حي سيستمر في التطور والتكيف للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن سباق التسلح بيننا وبينه سيستمر لسنوات قادمة.
لذلك فإن إيفانز يؤكد أن دراستهم للصرصور الألماني مستمرة، ويقول: "بالنظر إلى أنه طوّر العديد من الميزات الجديدة في التكيف مع البيئة البشرية في وقت قصير، فإننا مهتمون بالتحقيق في بيئة وتطور جنس الصرصور لمعرفة الميزات الجديدة وأيها تحسن من السمات القديمة، وهذا يساعدنا على فهم تطور الميزات التكيفية بشكل أفضل في العالم السريع التغير".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحمض النووی هذا النوع منذ نحو
إقرأ أيضاً:
في ظلّ ما يجري في أمريكا: العالم إلى أين؟
أهي النهاية؟ سؤال يدوّي في أدمغة قاطِنِي المعمورة من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، فبمجرد أن انخرط "ترامب" في إصدار قراراته المستفزّة؛ انهمك كلّ من يسكنون الليل والنهار في حسابات معقدة مشحونة بالكآبة والتشاؤم، فهل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؛ تحتمها وتفرضها على الناس تدافعات اقتصادية كبرى، فرضتها وستفرضها قرارات ترامبية متشنجة؟ أم إنّها نهاية العالم التي بشّرت بها الأصولية الأمريكية من قبْلُ على يد جيمي سواغرت وجيري فلوليل وهول لندسي، وإن فارقت في أسلوبها التراجيديا الأصولية إلى تراجيديا اقتصادية أبطالها هم خريجو المدرسة اليمينية من أمثال "الرئيس!" ونائبه ووزير خارجيته ورئيس أركانه، وصُنَّاعها رأسماليون عنصريون من أمثال أيلون ماسك؟
نظرية التخريب المتعمد وشواهدها
لا أظنّها مجرد انعكاس لنظرية المؤامرة، ولا أحسبها إلا دراسة استشرافية اعتمدت الأحداث الجارية في أرض الواقع شاهدا أكيدا، وما فيها من غرابة وجنون ليس مصدره استنتاج غريب مجنون، وإنّما مصدره ما تتسم به الأحداث ذاتُها من شطط؛ مَن كان يتصور أنّ عدة أسابيع فقط كانت كافية في تقويض هرمٍ ضخم لَطَالَما تفاخرت به الإمبراطورية الأمريكية، وهو ما يسمى في عالم الحكم والسياسة بسيادة القانون؟! وفي سلب روح المؤسسة من جسد دولة عمّرت قرنا ونصف قائمة على المؤسسات؟ وفي إفراغ أجهزة الدولة الأمريكية من الكفاءات واستبدالها بموالين للحاكم؟
هل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!
لقد صار السؤال اليوم -في ظلّ اللايقين السياسيّ- هل سيكون في أمريكا بعد اليوم تداول للسلطة أو انتخابات يراقب العالم الحرّ نتائجها؟ فهل وقع ذلك كلّه فجأة؟ ثم من هذا الذي يظهر في الخلفيّة وكأنّه يلقن ترامب ما يقوله ويملي عليه ما يفعله؟ أليس هذا الزئبقيّ اللزج هو إيلون ماسك الذي يمتلك مئات المليارات ويتطلّع للمزيد؟ أليس هو ذلك العنصريّ الصهيونيّ المتآمر؟ وأخيرا، لماذا هذه الثورة العفوية على سيارات "تسلا"؟
لا بدّ أنّ الشارع الأمريكيّ الثائر (الذي سيظلُّ يثور إلى أن تُسْلِمه ثورته إلى استعادة سنة الآباء المؤسسين أو تردّه الترامبية إلى حرب أهلية تأتي على الإمبراطورية بالخراب واليباب) قد وعى -وللشارع وعي عفوي تلقائي يسبق وعي البُلَغاء- أنّها مؤامرة كبيرة وخطيرة، مؤامرة جماعات الضغط المنتفعة التي لَطالما حذّر منها كبار المفكرين طوال التاريخ الأمريكيّ، فهل يريد الرأسماليون الكبار تفكيك النظام الدوليّ وإنهاء دور أمريكا؛ ليحلّ محلّه نظام جديد يكونون فيه أكثر تسلطا على رقاب العباد وجيوبهم؟ ومَنْ يا ترى وراء هذه الألعاب المنغمسة في الفساد؟ من الذي وراء القرارات التي تخفض اليوم ما رفعته بالأمس وتلوِّح برموز غامضة؛ ليقع صغار المستثمرين في شِباك يخرجون منها وقد انحدرت أموالهم من جيوبهم إلى خزائن إيلون ماسك وأضرابه؟!
اللايقين الاقتصادي وآثاره المدمرة
على الرغم من تعليق ترامب إجراءات زيادة التعريفة الجمركية لثلاثة أشهر -بعد أن كان قد فاقمها بشكل مزعج- فإنّ تراجعه هذا لا يعطي الطمأنينة التي لا بدّ للاقتصاد الدولي أن يتزود بها لينطلق من جديد؛ وذلك لافتقاد اليقين بسبب التأرجح المزاجي للكينونة الترامبيّة.
يقول دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي: "يظهر أننا اخترنا الاستراتيجية الصحيحة: التركيز على المفاوضات، مع ممارسة الضغط للوصول إلى هذه النقطة"، وقال إن التحدي المستمر ينبني على التنبؤ بالتحركات التالية لرئيس لا يمكن التنبؤ بردة فعله، وأضاف: "نحن نوازن باستمرار بين الحزم وبين ترك مساحة لتسلق ترامب". ويقول "كارستن بريسكي"، الموظف المالي السابق في الاتحاد الأوروبي: "إن الخطر هو أن الأيام التسعين القادمة ستتميز بعدم اليقين، وعدم اليقين يعيق الاستثمارات والاستهلاك".
هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ
يحْدُث هذا كلُّه وسط أجواء ملبدة بالغيوم والشكوك الكبيرة بين الولايات المتحدة وبين الدول الأخرى بما في ذلك حلفاؤها؛ بسبب تحول ترامب ضد أوكرانيا في حربها مع روسيا، وبسبب تشكيكه في المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو المتعلقة بالدفاع المشترك، مما يضخم المخاوف من عدم استعداد الولايات المتحدة للوفاء بوعودها.
مستقبل الهيمنة الدولارية
من المؤكد أنّ استمرار الهيمنة الدولارية بات أمرا لا مسوغ له في حلق الزمن القادم، صحيح أنّ الدولار لا يزال يتمتع بالمقومات التي تؤهله لأن يكون العملة الاحتياطية الأولى في العالم، وصحيح كذلك أنّ البدائل الأخرى كالذهب والعملات الرقمية ومقترح مجموعة بريكس والمقترح الصيني لا تزال ضعيفة وغير قادرة على أن تحلّ بديلا عن الدولار؛ لأسباب كثيرة يتعلق أغلبها بظروف أصحاب المقترح وتضارب مصالحهم، وإذا كنت منطقة اليورو على تضامنها وتضامّها لم تنجح إلا قليلا في زحزحة الدولار عن عرشه؛ فكيف بمناطق ومكونات أضعف نفوذا وأقلّ تماسكا؟! لكن في ظلّ الإجراءات العاصفة التي تفاجئ العالم ولا يسلم منها عدو ولا صديق يتحتم البحث عن عملة احتياطية أخرى تواجه التحديات التي يخلقها باستمرار تقلب المزاج الترامبيّ، ومن هنا نرى أنّ المخاطر تحفّ بالدولار.
هل للمسلمين والعرب مخرج؟
هذا هو السؤال الأهم والأجدى: هل لنا نحن العرب والمسلمين مخرج مما هو آت؟ وحتى نجيب على السؤال إجابة صادقة وموضوعية لا بد من النظر إلى الروافع من جهة والمحاذير من جهة أخرى، فأمّا ما تتمتع به أمتنا العربية والإسلامية من الفرص والروافع فكثير وفير، فنحن أمّة -لو شاءت- لاكتفت ذاتيّا من الناحية الاقتصادية؛ فجميع المقومات مبثوثة في أنحائها، ولا يعوزها إلا اتخاذ القرار بالتكامل الاقتصاديّ، ونحن أمّة -لو شاءت- لتحصنت دفاعيّا؛ فجند الله الصادقون منتشرون في ربوعها، ولا ينقصها سوى الجرأة على إحداث تحالف عسكريٍّ حقيقيٍّ، وإذا حلمنا بسوق عربية مشتركة وحلف سُنّيٍّ مشترك فلن نحتاج لتحقيق ذلك إلا أن نشاء، فهل تفعلها الأنظمة في بلادنا؟ وإذا لم تفعلْها فهل تظنّ أنّ عروشها بمنأى عن الخطر؟ وإذن فستدرك أنّها لم تقرأ المشهد بشكل صحيح، وأمّا المحاذير فلا أراها خافية على أحد، وحسب كلّ باحث عن الحقيقة أن يعلم أنّ محور الصراع سيكون ممتدا في المساحة التي يقطنها خيار الأمة وسوادها الأعظم، هذا هو البلاء المنهمر؛ فهل من مدّكر؟!