أعلنت ثلاث دول أوروبية قبل أيام، الاعتراف بدولة فلسطين في قرار أثار ردود فعل عالمية، وأغضب الاحتلال الإسرائيلي بشدة.

اعتراف إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج بدولة فلسطين، والذي يبدأ سريانه بعد غد الثلاثاء، رافقته حملة سعودية منظمة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، تدّعي أن هذه الخطوة لم تكن لتتم "لولا الضغط السعودي".



ونشرت وسائل إعلام شبه رسمية، وحسابات شهيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جملة من الأخبار، تشير إلى أن "الضغط السعودي" هو السبب في كل انتصار دبلوماسي حققته فلسطين منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبرغم ذلك، لم تعلن أيا من الدول الثلاث، ولا وزارة الخارجية السعودية نفسها، أن جهودها أو "ضغوطاتها" هي من دفعت إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

وثمّنت الخارجية السعودية قرار الاعتراف "الذي يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتدعو بقية الدول للمسارعة في اتخاذ نفس القرار". 
#بيان | تعرب وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كلاً من مملكة النرويج ومملكة إسبانيا وجمهورية أيرلندا باعترافها بدولة فلسطين الشقيقة. pic.twitter.com/bgvkSRFLQD — وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) May 22, 2024
وتجاهل الإعلام السعودي التركيز على بيان وزارة الخارجية، أو البيانات الرسمية للدول التي لم تتطرق إلى أي دور للرياض في اعترافها بدولة فلسطين، باستثناء بيان النرويج.

وأطلقت وسائل إعلام سعودية حملة بعنوان "الضغط السعودي"، لم تقتصر على ربطها باعتراف الدول الثلاث، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بربط اعتراف عشرات الدول الأخرى بفلسطين بضغط الرياض عليها.


"بعد الضغط السعودي"
تضمنت الحملة السعودية عدة أخبار مغلوطة، أبرزها نشر قوائم دولة على أنها "اعترفت بفلسطين بعد الضغط السعودي"، رغم أن بعضها لم يعترف بفلسطين بالأصل، أو اعترف منذ سنوات طويلة.

ونشر حساب "الأحداث الأمريكية" السعودي، والمتابع من قبل 2 مليون شخص عبر "إكس"، عدة أخبار حول اعتراف دول بفلسطين، ونية أخرى الحذو حذوها، مرفقا ذلك بعبارة "بعد ضغط سعودي".
من عاصمة القرار العربي والاسلامي الرياض #السعودية_تنتصر_لفلسطين
دول اوروبية تعترف بدولة فلسطين وهذا كله من فضل الله ثم نتائج #الضغط_السعودي قالها وفعلها pic.twitter.com/9yTGtJD7Zx — SaMeeR al-sofyani (@SLsofyani) May 22, 2024
بدوره، قال حساب "الردع السعودي" المتابع من قبل 1.4 مليونا عبر "إكس": "بفضل الله ثم الضغط السعودي على دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة".

ونشر الحساب قائمة ضمت 43 دولة أجنبية قال إنها اعترفت بفلسطين بعد الضغط السعودي، ومن بينها الأرجنتين والتي اعترفت بالسلطة الفلسطينية عام 1995، وبدولة فلسطين عام 2010، إلا أنها صوتت بالرفض على طلب عضوية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، بسبب موقف رئيسها الجديد خافيير مايلي المنحاز للاحتلال.

وضمت القائمة دول معترفة في فلسطين منذ سنوات طويلة، على غرار ماليزيا، اندونيسيا، كوبا، وغيرها، والتي لم يكن للسعودية أي دور في قرارتها حينها.

في حين ضمت القائمة دولا لم تعترف بفلسطين، ولا تربطها علاقة بها، على غرار كوسوفو التي اشترطت فلسطين نقل سفارتها من القدس المحتلة إلى تل أبيب، كشرط لتبادل العلاقات الثنائية بينهما.

من عاصمة القرار العربي والاسلامي الرياض #السعودية_تنتصر_لفلسطين
دول اوروبية تعترف بدولة فلسطين وهذا كله من فضل الله ثم نتائج #الضغط_السعودي قالها وفعلها pic.twitter.com/9yTGtJD7Zx — SaMeeR al-sofyani (@SLsofyani) May 22, 2024 بفضل الله ثم بفضل الضغط السعودي .. هذه قائمة الدول الأجنبية "الغير عربية" التي تعترف بدولة فلسطين: ????????

???????? اسبانيا
???????? ايرلندا
???????? النرويج
???????? كوبا
???????? نيكاراغوا
???????? بوليفيا
???????? فنزويلا
???????? مالي
???????? غينيا
???????? النيجر
???????? تشاد
???????? أفغانستان
???????? باكستان
???????? بوتان
???????? بنجلاديش
???????? كوريا الشمالية
????????… pic.twitter.com/gqjrE67Lrf — الردع السعودي ١٧٢٧م ???????? (@s_hm2030) May 22, 2024


الحكومة النرويجية
النرويج كانت الدولة الوحيدة المعترفة بفلسطين، التي أشارت ضمنا إلى دور سعودي غير مباشر، ساهم في التوصل إلى هذا القرار.

في بيانها الذي أعلنت فيه الاعتراف بدولة فلسطين، قالت النرويج في تصريحات لرئيس وزرائها جوناس جار ستور، إن قرارها جاء بسبب العدوان الإسرائيلي الذي أدلى إلى استشهاد الآلاف، وأن بلاده تدعم حل الدولتين ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بـ"أمان وسلام".

ولفت إلى أن من بين الأسباب التي أوجدت بيئة مناسبة للاعتراف بفلسطين، هي اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا ينص على أن فلسطين مؤهلة تماما لعضوية دائمة، بأغلبية 143 دولة. 

وتابع أن الجهود جارية لصياغة رؤية عربية شاملة للسلام، وتشارك عدد من الدول العربية في هذا الأمر، و"تتعاون النرويج بشكل وثيق مع السعودية وتتخذ خطوات نشطة لحشد الدعم الأوروبي لرؤية المبادرة العربية للسلام".

شكر فلسطيني
"عربي21" تتبعت التصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين المعنيين في هذا الملف، ووجدت أن مندوب فلسطين لدى مجلس الأمن رياض منصور أشار إلى دور سعودي عربي إسلامي ساهم ضمن جهود أخرى بها الاعتراف.

وقال منصور لبرنامج "هنا الرياض" على قناة "الإخبارية" الرسمية إن الاعترافات "جاءت بعد جهد متواصل على مستويات عديدة، بما فيها اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي يقودها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في التأثير على مجموعة من الدول الأوروبية".

ولم يشر رياض منصور إلى دور سعودي منفصل، أو وحيد في التأثير على الدول الأوروبية، ورغم ذلك عنون الحساب الرسمي لبرنامج "هنا الرياض": "رياض منصور: الاعتراف بفلسطين نتيجة جهود سعودية".
"الاعتراف بفلسطين نتيجة جهود سعودية".. تصريحات مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة لـ #الإخبارية#هنا_الرياض pic.twitter.com/bxYToR8XtT — هنا الرياض (@herealriyadh) May 23, 2024
ولاحقا، قالت الحكومة الفلسطينية في بيان إن "رئيس الوزراء محمد مصطفى بحث مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان جهود وقف العدوان على شعبنا، وثمّن جهود المملكة العربية السعودية في حشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطين".


استشهاد بسفراء دول أخرى
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية تقريرا تحت عنوان "الجهود السعودية تقود للاعتراف بفلسطين"، استشهدت فيه على الدور السعودي بتصريحات لسفراء دول أفريقية ومسؤول فلسطيني.

واستدلت "الشرق الأوسط" على الدور السعودي في اعتراف إسبانيا، وإيرلندا، والنرويج بفلسطين، بتصريحات حصلت عليها من سفير جيبوتي لدى المملكة ضياء الدين بامخرمة، والذي قال إن الرياض قامت بدور فاعل في الآونة الأخيرة، لا سيما منذ القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في العاصمة السعودية بتشرين ثاني/ نوفمبر الماضي.

ونقلت عن السفير الموريتاني لدى السعودية محمد النبوت، قوله إن الاعتراف الدولي بفلسطين مرتبط بـ"الدور السعودي في دعم القضية الفلسطينية، والذي يعد مهما ورياديا".

كما نقلت "الشرق الأوسط" عن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، قوله إن "الرياض توظف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب، والأصدقاء في العالم لتجنيد كل هذا التحرك من أجل عزلة إسرائيل، وإدانة سلوكها ومواقفها من جهة، ودعم الحق الفلسطيني من جهة أخرى".

محصلة
اعترفت 7 دول بفلسطين منذ نيسان/ أبريل الماضي، وهي باربادوس، جامايكا، ترينداد وتوباغو، وباهامس، إضافة إلى إسبانيا، وإيرلندا والنرويج.

في البيانات السبع لهذه الدول، لم يتم التطرق إلى الدور السعودي أو دور أي دولة أخرى، باستثناء النرويج التي أشارت بشكل غير مباشر إلى أن الجهود المشتركة مع المملكة هي أحد دوافع القرار.

يشار إلى أن عدد الدول التي تعترف بفلسطين رسميا ارتفع إلى 146، ومن المتوقع أن يزداد بانضمام دول أخرى قريبا.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطين الاحتلال غزة السعودية النرويج اسبانيا اسبانيا فلسطين السعودية غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة السعودی وزارة الخارجیة الضغط السعودی الدور السعودی بدولة فلسطین هنا الریاض pic twitter com الله ثم إلى أن

إقرأ أيضاً:

نائبة التنسيقية عن اتفاقية تشجيع الاستثمارات المصرية السعودية: تساهم في توفير العملة الصعبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت النائبة غادة على ،عضو مجلس النواب،  عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن إتفاقية تشجيع الاستثمارات بين مصر والسعودية جاءت فى توقيتها ،وترسل رسالة تؤكد على إهتمام الدولتين بالمصالح الإقتصادية والإستراتيجية المشتركة بينهما فهي بمثابة تحديث للأواصر الاقتصادية بينهم بتقديم ضمانات حمائية مفصلة من خلال ٣٣ مادة محكمة ، خاصة وان السعودية حتى عام ٢٠٢٣ كان أكبر مستثمر في مصر وأصبحت الثانية بعد الإمارات في ٢٠٢٤ باجمالي استثمارات ٢٥ مليار دولار ومن المتوقع أن تضخ ما يقرب من ١٥ مليار دولار خلال الثلاث سنوات التالية. 


وأضافت " على " خلال كلمتها جاء ذلك في الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم الاثنين، أثناء مناقشة تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الاقتصادية ومكاتب لجان الشئون العربية والخطة والموازنة والشئون الدستورية والتشريعية والدفاع والأمن القومي، عن  قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم ٦٠٧ لسنة ٢٠٢٤ بشأن الموافقة على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة المملكة العربية السعودية. 

وأكدت أن منهجية الدولة المصرية حالياً داعمة لجذب للإستثمار من القطاع الخاص الاجنبي وتعظيم الموارد من العملة الاجنبية ،ولن يتأتي تطبيق هذه المنهجية على أرض الواقع إلا بتوافر اليقين الذي هو حجر الزاوية لتحفيز الإستثمار سواء المحلي او الاجنبي سواء اليقين في البيئة التشريعية او مناخ الاستثمار ليس فقط وقت بدء الاستثمار بل الاهم اليقين حين التخارج. 

 

وتابعت " نائبة التنسيقية " الإتفاقية المعروضة علينا تحت مسمى" إتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة بين الدولتين " وهي احد أنواع الاتفاقيات الثنائية المشتركة بين الدول Bileatral investment treaties ومن ملامحها انها تعقد لما يطلق عليه " الدول الاولى بالرعاية " وهي الدول التي ترتبط فيما بينها بالعديد من المصالح والأواصر الاقتصادية والاستراتيجية بين الدولتين كما هو الحال متوفر بين مصر والسعودية. 

 

كذلك فهي تهدف في الأساس إلى تشجيع وحماية الاستثمار وتقديم المزيد من الضمانات الحمائية للمستثمرين من البلدين. 

وأشارت " على " لا شك أن قانون الاستثمار هو التشريع العام الذي يقدم الحماية الشاملة اما مثل هذه الاتفاقيات فهي تقدم طريقة مختصرة لمستثمري الدول اطرافها لتعبر عن الضمانات الحمائية لمستثمريها فيما بينها 
،كما أن الفسل الثاني من الاتفاقية تحت عنوان " التزامات الدولتين" وهو في الحقيقة يتناول اوجه الحماية التي يلتزم بها الطرفين لتشجيع الاستثمار على أراضيهم ،
ومن الجدير بالذكر والإشارة هنا هي المادة ١٢ في الفصل الثاني من الاتفاقية والتي تقدم حماية لبند " تحويلات المستثمرين " الذي كثيراً ما أذاع بلبلة في عالم الاستثمار عندما لا يستطيع المستثمر الاجنبي من البلدين أن يحول ارباحه او إيراداته خارج الدولة المستضيفة حينما يشاء. 

فجاءت هذه المادة منظمة لتحويلات المستثمرين من أرباح ومكاسب رأس مال وتوزيعات الارباح واي إيرادات محققة نتيجة تصفية او بيع كلي او جزئي وهذا هو احد اهم اركان اليقين الذي كنا ننادي به للمستثمر وقت التخارج وذلك بصفة متبادلة ومتساوية بين طرفي الاتفاقية. 

وأشادت "على" بجهود وزير الاستثمار وجولاته في الدول المختلفة وما ينتج عنها من اتفاقيات ثنائية ،مطالبه   بسرعة تنفيذ ما جاء في برنامج الحكومة من تقديم استراتيجية متكاملة لجذب الاستثمار المباشر في صورة قطاعية تتناسب مع مصر.

مقالات مشابهة

  • نائبة التنسيقية عن اتفاقية تشجيع الاستثمارات المصرية السعودية: تساهم في توفير العملة الصعبة
  • ماذا وراء التأخير والتكاليف الخيالية لمشروع نيوم السعودي؟
  • مسؤولة في “هيومن رايتس ووتش”: اليمنيون في طليعة المدافعين عن فلسطين
  • تحذير إيراني من دعوة ترامب للتفاوض تحت الضغط.. خدعة لنزع السلاح
  • العالم على موعد مع نسخة استثنائية.. السعودية تسلم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» للمكتب الدولي
  • الرياض يفوز على نظيره الأخدود بهدف وحيد في الجولة الـ 24 من الدوري السعودي للمحترفين
  • أربع دول أوروبية تعلن دعمها للخطة العربية لإعادة إعمار غزة ورفض خطط التهجير
  • ما وراء إعادة تفعيل السعودية للمفاوضات مع الحوثيين؟
  • رجل يتسلق برج بيغ بن رافعا علم فلسطين .. صور
  • 4 دول أوروبية: ندعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة