أسوشيتيد برس: الانقسامات تتعمق داخل إسرائيل بشأن كيفية تعامل نتنياهو وحكومته مع غزة
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
أكدت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية، اليوم الأحد، أن الانقسامات باتت تتعمق بشكل كبير داخل المجتمع الإسرائيلي بشأن كيفية تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته مع الحرب في قطاع غزة المنكوب من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر.
واستشهدت الوكالة على طرحها في هذا الشأن بالاشتباكات الأخيرة التي اندلعت، أمس السبت، بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، ودعوا إلى استقالة نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة.
وأوضحت الوكالة في سياق تقرير، أنه في أثناء ذلك، جرفت الأمواج سفينة عسكرية أمريكية صغيرة وما يبدو أنه جزء من الرصيف المؤقت في منطقة بالقرب من مدينة أشدود بجنوب إسرائيل، على مسافة ليست بعيدة عن الرصيف الذي شيدته الولايات المتحدة وقال الجيش الإسرائيلي إن المساعدات الإنسانية تتحرك عليه إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
وكذلك وردت أنباء، أمس السبت، عن قصف إسرائيلي جديد على شمال ووسط غزة.
وحمل بعض المتظاهرين في تل أبيب صورا للمجندات اللاتي ظهرن في مقطع فيديو في وقت سابق من الأسبوع بعد وقت قصير من اختطافهن خلال هجمات 7 أكتوبر، وحمل البعض لافتات كتب عليها «أوقفوا الحرب» و«أغيثونا»، وطالبوا الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح عشرات المحتجزين الذين ما زالوا محتجزين.
وقالت هيليت ساجي من مجموعة «نساء يحتجون من أجل عودة جميع الرهائن» في تصريح للوكالة الأمريكية، لقد شاهدنا جميعا الفيديو، لم نتمكن من البقاء في المنزل بعد أن تخلت الحكومة عن كل هؤلاء الأشخاص.
وأضافت: في الأساس، إنهم لا يفعلون ما يكفي من أجل عودة المحتجزين، سواء بالقوة العسكرية، أو من خلال الصفقة والتفاوض، وقال سنير دهان، عم الرهينة كرمل جات، الذي لا يزال محتجزا في غزة: لم يتم فعل أي شيء.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أمس الأول عن انتشال جثث ثلاثة رهائن قُتلوا في قطاع غزة، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، وقال إنهم قُتلوا يوم 7 أكتوبر بينما نُقلت جثثهم إلى غزة، وجاء هذا الإعلان بعد أقل من أسبوع من إعلان الجيش أنه عثر على جثث ثلاثة إسرائيليين آخرين قتلوا في 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت «أسوشيتيد برس» أن حكومة نتنياهو واجهت ضغوطا متزايدة، سواء في الداخل أو الخارج، لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، نزح منهم ما يقرب من 80% فيما أعلنت ثلاث دول أوروبية قبل أيام عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق القادة الإسرائيليين، إلى جانب مسئولي حماس.
كما أمرت محكمة العدل الدولية أمس الأول إسرائيل بإنهاء هجومها العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة وفتح المعبر الحدودي القريب أمام المساعدات الإنسانية الحيوية وقالت أيضًا إنه يتعين على إسرائيل أن تسمح للمحققين في جرائم الحرب بدخول غزة.
وفي الأسبوعين الماضيين، فر أكثر من مليون فلسطيني من رفح مع توغل القوات الإسرائيلية في عمق المدينة وتقول الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة إن سيطرة إسرائيل هذا الشهر على معبر رفح الحدودي، وهو نقطة عبور رئيسية للوقود والإمدادات لغزة، ساهم في جعل عمليات الإغاثة على وشك الانهيار.
اقرأ أيضاًإعلام عبري: مسؤولون بمجلس الحرب انتقدوا قرار بحث صفقة التبادل غدا بدلا من الليلة
التوتر سيد الموقف.. تصاعد حدة الخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي (فيديو)
«القاهرة الإخبارية»: تسريبات بموافقة مجلس الحرب الإسرائيلي على المقترح المصري وعرقلها نتنياهو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل حكومة نتنياهو غزة فلسطين مدينة رفح معبر رفح الحدودي نتنياهو وسط غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو ووقف إطلاق النار
أجمع، ويجمع، أغلب المتابعين لمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بأن الطبخة التي على النار، قد اقتربت من الاستواء.
وذلك بمعنى اقتراب التوصل إلى اتفاق، أصبح قابلاً للتحقق، بعد أن مرّت أشهر على إفشاله، ومواصلة العدوان الصهيوني على غزة، بحربيه: الحرب البريّة التي استهدفت القضاء على المقاومة. ومن ثم احتلال القطاع عسكرياً. أما الحرب الثانية فكانت حرب الإبادة (القتل الجماعي لفلسطينيي غزة، وتدمير القسم الأكبر من عمرانها وبنيتها التحتية.
لقد توفرت في أغلب تلك المراحل التي مرت بالحربين، وسلسلة من المفاوضات، عوامل داخلية وإقليمية وعالمية، تفرض على نتنياهو، قبول التوصل إلى اتفاق، خصوصاً، بعد أن تأكد لأشهر، عبث مواصلة العدوان في مجاليه، الحرب البريّة وحرب الإبادة التدميرية.
وذلك بدليل الفشل، في القضاء العسكري، على قوات المقاومة التي تقودها كتائب عز الدين القسام، كما الفشل في أن ينتج عن حرب الإبادة، ما يعود على نتنياهو، بانتصار يحقق هدفه من العدوان.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.
ولكَم تجمعت ضغوط داخلية وخارجية على نتنياهو، ليوقف ذلك العدوان. ولكنه عاند عناد الخاسر الطفلي، أو المقامر العبثي، ليواصل الحرب بأي ثمن، وبالرغم من كل الضغوط.
أكثر من أربعة عشر شهراً، وحرب العدوان مستعرة في غزة، ويد المقاومة هي العليا، في كل الاشتباكات الصفرية، وأكثر من أربعة عشر شهراً، والرأي العام العالمي ينقلب، يوماً بعد يوم ضد الكيان الصهيوني، الذي أصبح يحمل لقب، قاتل الأطفال ومدمّر المستشفيات، ومرتكب جرائم الحرب على أنواعها كافة.مما يسمح بالقول، أنه غير قادر على عقد اتفاق، خشية الإقرار بانتصار المقاومة، وبسبب خوفه من انفراط تحالفه، كما خوفه من تحميله، مسؤولية الهزيمة أمام طوفان الأقصى، إلى جانب محاكمته بقضايا فساد.
وقد ساعد نتنياهو على هذا العناد العبثي، في حربه ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة، انجرار بايدن وراءه، وما أدّاه له من دعم عسكري وتغطية سياسية، كان هو وجيشه، لولاهما، ذاهبين إلى هزيمة عسكرية ميدانية. فمواصلة نتنياهو لحربه ضد غزة، لم تقم على أساس موازين قوى في مصلحته.
وهنا يطرح السؤال، ما الذي استجدّ في هذه الجولة من المفاوضات، إلى الاقتراب الجدّي، من وقف إطلاق النار، فيما نتنياهو هو نتنياهو، والموانع التي تفرض عليه أن يستمر بالحرب، ولو بالخسارة، وبالاستراتيجية الفاشلة عسكرياً، ما زالت كما هي؟
الجواب يكمن، في ما مارسه ترامب، من ضغط لوقف الحرب، كما يكمن في محاولة بايدن، إنهاء عهده بالوصول إلى اتفاق، بعد أن ألحق بحزبه الخسائر الفادحة، أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي.
ومع ذلك فإن استدعاء نتنياهو لوفده المفاوض، ليس له من تفسير، إلاّ محاولة أخيرة لعرقلة، التوصل إلى اتفاق. فنتنياهو، والحالة هذه، يواجه مأزقاً خانقاً، بالرغم مما يحاول ترويجه من "انتصارات" على المستوى العام. الأمر الذي سوف يكشف وهمية ما يدّعيه، من "انتصارات" على المستوى العام كذلك.