أحمد الجوهري يكتب: كل ما تريد أن تعرفه عن الحج
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
يعدّ الحج أحد أهم الشعائر الدينية التي يجب على المسلمين القيام بها، والتي تحمل معاني عظيمة، في هذا المقال، نتناول فضل الحج وثوابه، ونوضح أهمية هذا الركن العظيم في حياة المسلم، كما نستعرض بعض النصائح التي يجب اتباعها لإتمام هذه الفريضة.
فريضة الحج هي إحدى أركان الإسلام الخمسة، وتعتبر من أفضل الأعمال التي يقدمها المسلمون إلى ربهم، أمر الله بأداء الحج لكل مسلم يستطيع ذلك، وتأتي السنة النبوية لتوضح فضل الحج والعمرة.
فضل الحج وأثره على النفس
فريضة الحج بيت الله الحرام من أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلمون، وهو واجب على كل مسلم قادر على أدائه. فمن أدى الحج بشكل صحيح وكامل، فإن له ثواباً كبيراً عند الله، وذلك لأن الحج هو عبادة من عبادات الله الخاصة، وهو سبب لحصول المغفرة والعتق من النار.
يعمل الحاج خلال فترة الحج على تصفية نفسه، وإرجاعها إلى مبدأ البساطة والتواضع، وإيمان بأمر الله والطاعة له، متغلِّباً على المخاوف والتحديات، ويرتدي الإحرام تذكيراً لنفسه بضرورة قصر الفخامة والزخرفة والتصوير الشخصي، والعودة لحالة العبودية والخضوع لله تعالى.
تعاليم الشريعة حول الحج
تعد فريضة الحج من الأركان الخمسة للإسلام، ولذلك تأتي تعاليم الشريعة حولها بأهمية بالغة. فمن خلال أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ندرك فضل الحج وثوابه العظيم. فالحاج المتقي الذي يؤدي فريضة الحج بما يحصل منها من تهيئة للروحانية وتقريب للعبد من ربه، يحصل على المغفرة والرضا من الله تعالى.
يتضمن فضل الحج العديد من المنافع للمسلمين، بالإضافة إلى المنافع التي تحصل لأهل مكة المكرمة ومن بينها: تكريم الضيوف واستقبال الحجاج من بقاع العالم، مما يؤدي إلى نمو الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى الخدمات المقدمة في المكان. وتستمر المنافع إذ أن الحج يحفز على الدعوة إلى الله ونشر الإسلام حول العالم.
مكانة الحج في الإسلام
يحتل الحج مكانة عظيمة في الإسلام، حيث يعد الركن الخامس من أركان الإسلام ويمثل مدرسة للمسلمين في التجرد والطاعة لله. ويساهم في تعليم الأمة الترابط والاتحاد والتناصر. كما يأتي تشريع الحج كتعليم للمسلمين خروجهم من شهوات النفس والتأثر بالدنيا وزخارفها. تشريع الحج يأتي من قبل الله سبحانه وتعالى تعبيرًا عن رحمته ورغبته في تقوية صلة المسلمين بخالقهم.
فضل الحج كبير في الكتاب والسنة، حيث يظهر في بيان حكمة المشروعية التي أمر الله بها، ومن المنافع التي يحصل عليها المسلمون من الحج: تقوية صلة العبد بربه، وذكر الله في المشاعر، وتقبيل الحجر الذي هو يمين الله. كما يستفيد من المنافع أيضًا أهل مكة ويستجيبون لدعاء إبراهيم في تقديم الفوائد الدينية والدنيوية لهم.
تأثير الحج على حياة المسلمين
الحج فريضة من فروض الإسلام المقدسة، ولقد جاءت السنة النبوية لتوضح فضل الحج وعمرته. يختلف تأثير الحج على حياة المسلمين بشكل شخصي واجتماعي، فهي فرصة للتقرب إلى الله والحصول على الغفران والثواب، كما أنها فرصة للتعارف بين المسلمين من مختلف دول العالم وتبادل الخبرات. كما يعد الحج أيضًا فرصة للتأمل والتفكر في معاني الحياة وغايتها، وطرح الأسئلة الروحية والفكرية، وهو عنصر أساسي لترسيخ القيم الإسلامية في نفوس المسلمين.
ركن الإسلام الخامس: الحجأمر الله عباده المسلمين المستطيعين بأداء فريضة الحج، فهو الركن الخامس من أركان الإسلام. وقد جاءت السنة النبوية لتوضيح فضل الحج والعمرة، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" و"العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما".
ترغب الشريعة الإسلامية بأن يؤدي المسلمون فريضة الحج، وذلك لأن خير الأعمال الذي يتقرب به الإنسان إلى الله هو الحج، بعد الإيمان والجهاد في سبيل الله. فالحج هو طريق لغفران الذنوب، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق يرجع كيوم ولدته أمه".
أهمية الحج في تحقيق الوحدة الإسلامية
يأمر الله عباده المسلمين المستطيعين بأداء فريضة الحج، وهذا واحد من أركان الإسلام الخمسة. الحج يمثل واجبًا دينيًا مهمًا ومناسك إسلامية لكل مسلم بالغ قادر، فريضة الحج هي ركن ومبادئ الدين الإسلامي، وهي من الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.
الحج يعتبر جزءًا هامًا لتحقيق الوحدة الإسلامية على المستوى العالمي. تقوم المسلمين بالحج من مختلف دول العالم، ويشعرون بالانتماء لبعضهم البعض. يتجمعون في مكة المكرمة ويؤدون المناسك معًا، ويشعرون بأنهم إخوة في الإسلام.
توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم بشأن الحجتوجد الكثير من التوجيهات النبوية التي تهدف لتوضيح فضل الحج وأهميته في دين المسلمين. فقد أمر الله عباده المستطيعين بأداء فريضة الحج، وذلك بقوله تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا". وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحج المبرور يعود بالفائدة والثواب الكبير على المؤمنين، فقال: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". كما شدد الرسول على أهمية الحج والعمرة كقربانٍ إلى الله، حيث قال: "ثم حج مبرور أو عمرة".
منافع الحج على الفرد والمجتمع
فوائد الحج الهائلة لا تقتصر على الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع بشكل عام، حيث يساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية بين المسلمين من جميع أنحاء العالم. يقوم المسلمون خلال الحج بالتفاعل والتواصل مع بعضهم البعض والتعرف على ثقافاتهم وتقاليدهم، مما يؤدي إلى تعزيز روح الأخوة والتعاون بين المسلمين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحج الشعائر الدينية فريضة الحج أركان الإسلام فضل الحج مكانة الحج تأثير الحج حياة المسلمين تحقيق الوحدة الوحدة الإسلامية صلى الله علیه وسلم من أرکان الإسلام الحج والعمرة فریضة الحج الحج على فضل الحج إلى الله
إقرأ أيضاً:
(احترام الآخر وحرية ممارسة الشعائر)
لا يُوجد دين احترم للآخر حرية ممارسة شعائره الدينية، وحافظ على دور العبادة لغير أتباعه كما فعل الإسلام، بل وأعطاهم حق تحكيم شرائعهم فيما يتعلق بأحوالهم الشخصية، فقد رُوِيَ أن رجلًا يقال له: الحصين كان له ولدان على غير دين الإسلام وهو مسلم، فسأل النبى صلى الله عليه وسلم عما إذا كان يجوز له إكراههما على أن يتركا دينهما ويعتنقا دين الإسلام، فنهاه النبى صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
وروى ابن إسحاق فى «السيرة» واللفظ له، والبيهقى فى «دلائل النبوة» عن محمد بن جعفر بن الزبير: «أن وفد نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فدخلوا عليه فى مسجده حين صلى العصر،.. وقد حانت صلاتهم، فقاموا يُصلون فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم – فأراد الناس منعهم – فقال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: دَعُوهُم. فصلَّوْا إلى المشرق»، وعندما حضر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى إيلياء لعقد الصُلْحِ مع أهلِها نظر - ووراءه جيشه - إلى بناء بارز قد ظهر أعلاه وطمس أكثره، فسأل: ما هذا؟ قالوا: هيكل لليهود قد طمسه الرومان بالتراب، فأخذ من التراب بفضل ثوبه، وألقاه بعيدًا، فصنع الجيش صنيعه، ولم يلبثوا إلا قليلًا حتى بدا الهيكلُ وظهر ليتعبد فيه اليهودُ»، وذكر الكاتب المسيحى الدكتور وليم سليمان قلادة فى كتابه: «المسيحية والإسلام فى مصر ودراسات أخرى»: أن والى مصر «عباس الأول» كان يُبغض النصارى؛ فأخرج منهم من كان يتولى منصبًا حكوميًّا، ونالهم أذى واضطهاد شديد، ولما ثار غضبه عليهم أمر بإخراج جميع المسيحيين من الأراضى المصرية، ونفيهم إلى السودان، وأرسل إلى شيخ الإسلام وشيخ الأزهر يومئذ الشيخ إبراهيم الباجورى يسأله فى ذلك، فلما جلس الشيخ قال له: «أسألك أمرًا لا تنكره علي»، قال: «ما هو يا أمير؟»، قال:«إنى أقصد تَبعيد – طرد – النصارى كافة عن بلادى، ومقر حكومتى إلى أقصى السودان، وقد دبرت لذلك تدبيرًا – فما قولك؟»، فقطَّب الشيخ وجهه وقال:«الحمد لله الذى لم يطرأ على ذمة الإسلام طارئ، ولم يستولِ عليه خلل حتى تغدر بمن هم فى ذمته إلى اليوم الآخر، فلماذا هذا الأمر الذى أصدرته بنفيهم، فغضب عباس وقال لأتباعه: خذوه عنى.
وذكر على باشا مبارك فى «خططه»: أنه حدث خلاف بين بطريق الكنيسة القبطية «بطرس السادس» والذى كان يتمسك بتطبيق القوانين الكنسية على أبناء الكنيسة فى مسائل الزواج والطلاق- مع كبير الأمراء فى ذلك الوقت الأمير «ابن إيواظ» على أمر من هذه الأمور، وناصر ابنَ إيواظ كثيرٌ من أهل الرأى والمكانة، ومع شدة الخلاف لم يجد الأمير والبطريق غير الأزهر الشريف ليفصل فى الأمر، فعرضوا النزاع على علماء الأزهر؛ فأفتوا بحق «بطرس السادس» فيما يطلب، ونصروه على ابن إيواظ، وكان هذا الأخير رجلًا عادلًا حكيمًا، فرضى حكمَ العلماء، واستصدر من الوالى أمرًا بتمكين البطريق مما يطلب، وألا يتعرض له أحد بذلك، هذا هو الإسلام وهذا هو شرعه الحكيم ومبادئه السامية.
من علماء الأزهر والأوقاف