صفة من الكبائر.. علي جمعة يُحذر منها
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن التلبيس صفة من الكبائر، وتهدم أساس من أسس الاجتماع البشري، حيث تمنع التفاهم المبني على أساس الفهم.
تعريف التلبيس في الإسلام
وتابع الدكتور علي جمعة، عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك: "أن الفهم حتى يكون صحيحا يجب أن يكون صورة صحيحة للواقع، فإذا قام أحدهم بموجب ظاهرة صوتية يتكلم كلاما يخلط فيه الحق بالباطل، فإن هذا هو التلبيس بعينه، الذي يعطل الفهم، فيعطل التفاهم، فيعطل بعد ذلك البحث عن مشترك بين البشر، فيعطل مع هذا الاتفاق والائتلاف، ويدعو إلى النفاق والاختلاف، قال تعالى : ﴿لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
مظاهر التلبيس
وأضاف جمعة، أنه من مظاهر تلبيس الحق بالباطل ذكر بعض الحقائق، وحذف بعضها الآخر بما يوجب أن يصل المعنى إلى السامع أو المتلقي على غير مراد المتكلم أو الكاتب، واجتزاء قبيح، له صور مختلفة، وضربوا له أمثالا منها اقتصار بعضهم وهو يتلو القرآن على وقف قبيح، كما لو قال : قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ﴾ والحقيقة أن النسبة لم تتم؛ حيث إن الله سبحانه وتعالى قال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾، أو يقول : ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ﴾ والحقيقة أن الله سبحانه وتعالى قال : ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ ففي الآية الأولى اكتفى بالنسبة الظاهرية، فحول الكلام إلى نهي عن الصلاة ولم ينظر إلى النسبة الحقيقية التي تنهى المصلي أن يصلي مع غياب عقله، والتي عللت لذلك بوجود علمه بما يقول حتى تحقق الصلاة غاياتها من كونها صلة بين العبد وربه، وفي الآية الثانية حذف الصفة التي هي قيد في المسألة، ومع كثرة القيود يقل الموجود، فالويل إنما هو لمصل خاص يستهين بالصلاة ويتركها، ويجعلها في هامش حياته، لا في أساسها ولا في برنامجه اليومي كما هو شأن المسلمين الملتزمين بالإسلام، وهذا نوع من أنواع تداعي التلبيس الذي نهينا عنه.
واشار فضيلته، أنه إذا صار التلبيس شهوة، وفخرا، وتفاخرا بين حملة الثقافة والكتاب دل ذلك على ظاهرة سيئة رديئة تحتاج من المفكرين جميعا أن يقفوا بإزائها، وتحتاج من مراكز البحث العلمي والاجتماعي أن يتدخل العلم بمناهجه الرصينة لدراسة هذه الظاهرة قبل أن تنتشر وتستفحل، وقبل أن تصير هي العرف السائد، والثقافة العامة؛ بحيث لا ينكر عليها منكر، بل إن من أنكر عليها فإنه يكون قد أنكر المعروف لدى هؤلاء، فيتحول المنكر في ذاته إلى معروف صوري، وسيظل ذلك أبدا منكرا عند الله وعند عقلاء البشر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور علي جمعة علی جمعة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الروسي: لن يكون هناك حل سهل للأزمة الأوكرانية
الجديد برس|
قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أنه لن يكون هناك حل سهل، للأزمة الأوكرانية.
وأكد، الوزير الروسي، أن الجميع يربط التغييرات، في الملف الأوكراني، بوصول ترامب، إلى السلطة، (لكننا نحن ليس لدينا أي أوهام) على حد تعبيره.
وأضاف، نحن لا نبتعد عن المفاوضات، بشأن القضايا الأوكرانية، لكننا بحاجة إلى رؤية مقترحات جادة وملموسة.