صناعة «الزير» في قرية النزلة بالفيوم.. مهنة متوارثة منذ 200 عام
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
«مية الزير أحلى من الكولدير» تلك العبارة التي تنعش صناعة «الزير» في قرية النزلة بمحافظة الفيوم، إذ تحرص آلاف الأسر في القرى الريفية خصوصا بصعيد مصر وأكثرها بني سويف والمنيا، على شرائه خلال الصيف للارتواء من مياهه العذبة التي تم تنقيتها بفعل الطمي المصنوع منه الزير، فيما يتسابق عشرات صُنّاع الفخار على صناعة أكبر كمية منه لتلبية الاحتياجات.
40 عاماً قضاها عم حمدي في تحويل الطين إلى زير و«بوكلة»، يقضي وقته منذ شروق الشمس وحتى غروبها في أحضان الطين ليحوله إلى زير بمختلف الأحجام، منه الكبير والصغير، ويضعها في صفوف أمام ورشته لتجف بفعل حرارة الشمس تمهيداً لحرقها في الأفران قبل أن يتم بيعه للتجار الذين ينقلونه إلى مختلف القرى في محافظات الصعيد.
يحكي «حمدي» أنّ الطلب على شراء الزير ازداد كثيرا بحلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وهو بمثابة «الكولدير» في المنازل منذ أيام الفراعنة، إذ تعتمد الأسر المصرية على ملئه بالمياه النقية، ليزيد من تنقيتها وتحليتها، ويرتوي منه أفراد الأسرة طوال النهار.
صناعة الزير متوارثة منذ 200 عام
وورث حمدي محمد، 63 عاما، حرفة صناعة الزير وأشكال أخرى متعددة من الأواني الفخارية الضخمة أبا عن جد، إذ عُرفت قريته النزلة بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، بصناعة الفخار وخصوصا الزير منذ أكثر من 200 عام، وهناك من يؤكد أنّها ممتدة في القرية منذ عصر الفراعنة، إذ إنّهم يصنعون نفس الأواني الفخارية التي وُجدت في المعابد والمقابر الفرعونية بنفس طريقة تصنيعها في عهد الفراعنة.
ويروي «حمدي» أنّه عشق صناعة الزير منذ نعومة أظافره، إذ فتح عينيه ليجد والده وجده يعملان بها، وكانا يصطحبانه معهما ليلهو في الطين بجوارهما، كما أنّه حضر تصوير فيلم «البوسطجي» حينما كان في السابعة من عمره، كما حضر تصوير كليب بنت أكابر للفنانة أصالة والذي تم تصويره قبل سنوات قليلة أمام باب ورشته ووسط الزير والأواني الفخارية التي صنعها بيديه، موضحا أنّه يفتخر برواية تلك الأشياء لأحفاده ولا يمل من روايتها.
وذكر أنّه يصنع أشكالاً كثيرة من الأواني الفخارية الكبرى أهمها الزير، يليه الكانون والبوكلة والمنقد والدفاية، مشيرا إلى أنّ الطلب يزداد على الزير في الصيف، إذ يحرص الكثيرون على اقتنائه رافعين شعار: «مية الزير أحلى من الكولدير»، لذلك فهو يصنع منه 10 قطع يوميا، ورغم المجهود الكبير لكنه يعشق عمله إذ يعتبره فناً وهواية أكثر منه مصدر رزق.
وأشار إلى أنّه عشق صناعة الزير منذ طفولته، وترك مدرسته واحترف العمل به وهو في سن الـ18، وظل يعمل فيه طيلة 45 عامًا وأكثر، وما يزال يعمل بها، إذ يستيقظ من نومه ويأتي للعمل ويظل به طوال النهار مهما كانت حالة الجو، سواء حرارة شديدة أم برودة أو حتى أمطار غزيرة.
وعلى بعد 5 أمتار يجلس الشاب الثلاثيني علاء خشبة، يرافقه أبناؤه الأربعة، ينظر إلى مياه المصرف الجارية أمامه ويستمع إلى زقزقة العصافير، وحفيف أوراق الأشجار الضخمة أمامه، بينما يغلي الشاي بجواره على المنقد الذي صنعه بيديه، ليتقن عمله في تصنيع الزير في أجواء مبهجة، تاركا أبناءه يلهون بالطين الذي صنعه ليحوّله إلى زير.
وأشار «علاء» إلى أنّ حاله مثل الباقين، فقد توارث تلك المهنة أباً عن جد، ولكنه عشقها ورفض أن يسافر للقاهرة للعمل في أي حرفة أخرى كما فعل معظم شباب القرية، موضحاً أنّ الإقبال على شراء الزير يكون أكثر طوال الصيف، بينما يزداد الإقبال على شراء المدفأة والكانون والمنقد في الشتاء، إذ ينتعش تصديرها لعدة دول أوروبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قرية النزلة بالفيوم صناعة الفخار على شراء
إقرأ أيضاً:
مصرع شاب وإصابة 2 آخرين فى حادث تصادم بالفيوم
شهد الطريق الواقع بين قريتى دمشقين واللاهون الريان الزراعى، بدائرة قسم شرطة مركز الفيوم، اليوم حادث تصادم دراجة نارية موتسكل وسيارة ملاكى، أسفر عن وفاة شاب وإصابة 2 آخرين.
تلقى اللواء أحمد عزت، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، إخطارًا من مأمور مركز شرطة مركز الفيوم، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، بوقوع حادث تصادم دراجة نارية وسيارة ملاكى، على الطريق بين قريتى دمشقين واللاهون الزراعى، ووجود متوفى ومصابين.
وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث وتبين تصادم دراجة نارية وسيارة ملاكى على طريق قرية دمشقين واللاهون الزراعى، مما أسفر عن مصرع قائد الدراجه النارية، وإصابة اثنين آخرين بإصابات تراوحت بين بسيطة ومتوسطة.
ودفع مرفق إسعاف الفيوم، بسيارتين إسعاف إلى مكان الحادث على الفور، وتم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، والمصابين إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.
مشاركة