ندوة تسوية منازعات العمل توصي باستخدام الذكاء الاصطناعي في توجيه العامل بالوساطة الإلكترونية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
- القرني: قانون العمل الجديد سهل عملية تسريع تسوية النزاعات العمالية بين كافة الأطراف
- اللواتي: تخلف أصحاب الأعمال عن الحضور أحد التحديات
ناقشت ندوة "آليات تسوية منازعات العمل بين الواقع والمأمول" آلية تطوير المنظومة والتحديات التي تواجهها، واستهدفت حضور عدد من أصحاب الأعمال والعاملين والقضاة والمحامين والموظفين المختصين في وزارة العمل.
وقال سعادة فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان: الندوة تسعى لتطوير منظومة تسوية النزاعات بين أصحاب العمل والعمال، ونسعى من خلالها إلى توعية أطراف الإنتاج من أجل تقليل النزاعات ومعرفة كل الأطراف بحقوقهم والتزاماتهم، مشيرا أنه لا بد من إصدار لوائح جديدة في ظل وجود قانون العمل الجديد التي من خلالها تعزز رقي منظومة العمل وتسريع تسوية النزاعات.
من جهته قال نايف بن خالد القرني، محامي متخصص في قانون العمل: إن قانون العمل الجديد جاء بتطور واضح لتسوية النزاعات العمالية سواء الفردية منها أو الجماعية، مشيرا إلى استحداثه نصوصا لم تكن موجودة سابقا كالتشريعات المتعلقة بالنزاعات الجماعية، لافتا أن أبرز النزاعات المعروضة نتيجة الفصل التي كان سببها الظروف الاقتصادية في السنوات الأخيرة التي أدت إلى تسريح جماعي وقضايا فصل كبيرة، وفي هذا الشأن جاء قانون العمل الجديد بنصوص تتعلق بالتسريح لأسباب اقتصادية ونظمها من أجل معالجتها، وأن القانون سهل عملية تسريع تسوية النزاعات العمالية بين كافة الأطراف.
كما قال الدكتور حسين بن علي اللواتي مدير عام الرعاية العمالية: إن اقتصادات الدول لا تقوم إلا بثلاثة ركائز وهي رؤوس الأموال "أصحاب الأعمال" والموارد البشرية والبيئة الخصبة الحاضنة لهذين العنصرين، موضحا أن أصحاب الأعمال يبحثون عن البيئة الآمنة المحفزة التي تضمن لهم حفظ وسلامة أموالهم وتنميتها، في حين أن الموارد البشرية يحرصون على أن يكون مكان عملهم مصدر استقرار واطمئنان لهم وأسرهم، مشيرا إلى أن هناك تحديات تؤدي في بعض الأحيان دون معالجتها كتخلف أصحاب الأعمال عن الحضور في موعد الجلسة، أو أن الكثير من طلبات الشاكين ليس لها سند من الواقع والقانون الأمر الذي يستدعي البحث عن حلول لمواجهة هذه التحديات.
توصيات
وأوصت الندوة إلى إعادة النظر في جزئية موافقة الوزارة على اتفاقية العمل الجماعية، بحيث ينحصر دورها في قيد الاتفاقية في سجلات الوزارة دون صلاحية رفضها، وذلك لإعطاء الحرية لطرفي النزاع للاتفاق على ما يخدم مصالحهم بحرية أكبر.
كما أوصت إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في توجيه العامل بالوساطة الإلكترونية وفي حالة عدم نجاحها تقوم وزارة العمل بإجراء تحقيق في الأمر، ويشمل التحقيق جمع الأدلة، وإجراء مقابلات مع الشهود، وتقييم الامتثال لقوانين ولوائح العمل ذات الصلة، إلى جانب توصية تفعيل نظام صحائف الدعوى ومذكرات الرد المتبادلة من الطرفين، وإعداد تقرير فني من مختصين في المحاسبة أو الموارد البشرية بحيث تكون الإحالة للمحكمة مكتملة، ودعت إلى إيجاد نظام فعّال في منشآت القطاع الخاص على مستوى كل قطاع يتولى معالجة النزاعات قبل تقديم العمال للشكاوى، إلى جانب إبراز دور النقابات العمالية في تسوية النزاعات التي قد تنشأ بين العمال وأصحاب العمل، وتكثيف الجهود لتوعية العمال بحقوقهم، وبناء قناعة بأهمية تسوية النزاعات العمالية لتحقيق القدر الأكبر من الاستقرار في القطاع الخاص بسلطنة عُمان.
واستعرضت الندوة الدور الذي تقوم به دائرة تسوية منازعات العمل فيما يتعلق بمجال تسوية المنازعات، كما تخللتها عدد من أوراق العمل المتعلقة بآلية تسوية منازعات العمل التي ذكرها المشرع العماني في قانون العمل العماني الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (53 / 2023) والقرارات المنفذة له.
وتطرقت أوراق العمل إلى دور لجان التسوية الودية ومحاضر الصلح بين الطرفين والنتائج وآثارها، ومنازعات العمل الجماعية والآلية المتبعة لتسويتها وفقًا للقرار الوزاري المنظم، كما تطرقت الندوة إلى التحكيم كوسيلة لتسوية المنازعات العمالية وفقًا لما نص عليه قانون العمل العماني والقرار المنفذ له، وللاستفادة من تجارب بعض الدول في مجال تسوية منازعات العمل والنظر في إمكانية الأخذ بها وتطبيقها على أرض الواقع.
ويأتي دور دائرة تسوية منازعات العمل بالمديرية العامة للرعاية العمالية في فضّ النزاع الواقع بين الطرفين سواء كانت مُقدمة من فرد أو عدد من الأفراد ضد المؤسسة، ومن ثم التقليل من اللجوء لساحات المحاكم ومحاولة تفادي الخوض في الإجراءات ذات التعقيد المُطول.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قانون العمل الجدید أصحاب الأعمال
إقرأ أيضاً:
المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في ندوة بعنوان " تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية والازدهار: رؤي وتصورات للمستقبل" بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وذلك في إطار سلسلة الندوات التي أطلقها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ومكتبة الإسكندرية.
وحضر الندوة الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ومريم الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى مصر، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.
وفي مستهل كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يُمثل أهمية كبرى على المستوى الوطني كما يعد أحد المحاور الرئيسية التي تشغل اهتمام الحكومات وصناع القرار على الصعيد العالمي، خاصة في السنوات الأخيرة بشكل متزايد، مشيرة إلى مشاركتها مؤخرًا في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس لعام 2025 والتي كان الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجيا قضية رئيسية للمناقشات في هذا المحفل العالمي الهام.
وأكدت أنه إذا كان العالم يتحدث عن التنمية المستدامة التي تحقق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات الأجيال القادمة، في ظل تحديات متزايدة ومتشابكة على الصعيد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة لتسريع النمو وتحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات وطرح حلولًا للتحديات التنموية المعقدة.
وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على المستوى الدولي، أكدت الأمم المتحدة مرارًا على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث يشير تقرير PriceWaterhouseCoopers إلى وصول حجم مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030.
كما أكدت المشاط، أن مصر وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز استخدام هذه التكنولوجيا في جميع القطاعات، مشيرة إلى كلمة فخامة رئيس الجمهورية خلال إطلاق الإصدار الثاني من استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي 2025-2030، على أهمية استكمال المسيرة نحو بناء مجتمع رقمي يتبنى أحدث التكنولوجيات العالمية ويشكل فيه الذكاء الاصطناعي محوراً اساسياً لجهود التنمية، حيث أصبح تأثيره واضحاً في جميع مناحي الحياة مما يتيح لنا فرصا غير مسبوقة للتقدم والنمو المستدام.
وتطرقت «المشاط»، إلي مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة الإنتاجية في مختلف القطاعات، من الصناعة إلى الزراعة إلى الخدمات، ويدعم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية بفضل قدرته على تحليل البيانات الضخمة، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهنا في كافة مجالات، ولكن قدرة استفادة أي اقتصاد من هذا التطور التكنولوجي مرتبط بقدرته الاستيعابية لتلك التكنولوجيا.
وأوضحت أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير بنيتها التحتية الرقمية لتهيئة البيئة المناسبة لنمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، ويأتي ذلك من خلال الاستثمار في شبكات الاتصالات، ومراكز البيانات، والحوسبة السحابية، ورفع كفاءة العنصر البشري.
وأضافت «المشاط»، أنه في ظل احتياج التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي إلى قدرات حوسبة هائلة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، فإن مصر تعمل على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي بما يجعلها مركزًا لعبور البيانات حول العالم، إضافة إلى كونها وجهة مثالية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يمنحها مزايا تنافسية فريدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية هائلة تحمل في طياتها فرصًا غير مسبوقة، ولكنه أيضًا لا يخلو من التحديات، فالاعتماد المتزايد عليه قد يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية تحتاج إلى التعامل معها بحكمة ومسؤولية، فمن فقدان بعض الوظائف التقليدية، إلى تعميق الفجوات الاجتماعية، وصولاً إلى التساؤلات المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات، تبرز هذه التحديات كعناصر يجب التصدي لها لضمان تحقيق التوازن بين الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا والحد من آثارها السلبية، ولذلك، فإن الحوار المفتوح والمستمر والتعاون البناء بين جميع الجهات المعنية يُعد أمراً حيوياً لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي يخدم التنمية المستدامة ويحقق العدالة الاجتماعية.