كيف تسهم نماذج الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية؟
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تشهد قطاعات الاقتصاد العالمي الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي زيادة ملحوظة في الإنتاجية، مما يعزز الآمال في أن الـ AI قد يسهم بشكل أو بآخر في انتشال الاقتصاد العالمي من أدنى مستويات النمو المنخفض منذ 15 عاماً.
بحسب دراسة أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبرز، فإن نمو الإنتاجية كان أسرع بخمس مرات تقريباً في أجزاء من الاقتصاد حيث كان انتشار الذكاء الاصطناعي أعلى منه في القطاعات الأقل تعرضاً.
ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن الشركة، قولها إنه في المملكة المتحدة، وهي واحدة من 15 دولة تغطيها الدراسة، كانت إعلانات الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي تنمو بشكل أسرع بمقدار 3.6 مرة مقارنة بجميع قوائم الوظائف.
في المتوسط، كان أصحاب العمل في المملكة المتحدة على استعداد لدفع علاوة أجور بنسبة 14 بالمئة للوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي. شهدت القطاعات القانونية وقطاع تكنولوجيا المعلومات أعلى العلاوات. كان الارتفاع في الإنتاجية في القطاعات الأكثر تعرضاً للذكاء الاصطناعي ــ مثل الخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات، والخدمات المهنية ــ أعلى بشكل هامشي في المملكة المتحدة من المتوسط العالمي.ويشار إلى أنه منذ إطلاق ChatGPT في أواخر العام 2022، كان هناك الكثير من الجدل حول الآثار المترتبة على التوظيف في العصر الجديد للآلات الذكية، لكن شركة برايس ووترهاوس كوبرز قالت إن الذكاء الاصطناعي كان له تأثير على سوق العمل لأكثر من عقد من الزمن.
كانت الوظائف المعلنة عن وظائف الذكاء الاصطناعي المتخصصة أعلى سبع مرات مما كانت عليه في عام 2012، مقارنة بمضاعفة جميع الوظائف الأخرى.
وجد مقياس وظائف الذكاء الاصطناعي العالمي للعام 2024 الصادر عن الشركة أن الشركات تستخدم حاليًا الذكاء الاصطناعي كحل لنقص العمال المتاحين.
وأضافت: "قد تكون هذه أخباراً جيدة لعديد من الدول التي تواجه تقلصاً في عدد السكان في سن العمل واحتياجات كبيرة من العمالة غير ملباة في عديد من القطاعات.. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في ضمان توفر العمالة للاقتصاد للوصول إلى إمكاناته الكاملة".
فقدان الوظائف
وقالت الدراسة إن حقيقة أن التوظيف في المهن المعرضة للذكاء الاصطناعي لا يزال ينمو تشير إلى أن وصول الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يبشر بعصر من فقدان الوظائف.
توقعت إحدى الدراسات، التي أجراها معهد أبحاث السياسة العامة الذي ينتمي إلى يسار الوسط، أن ما يصل إلى ثمانية ملايين وظيفة يمكن أن تختفي في المملكة المتحدة في "نهاية العالم" للوظائف خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وقال باريت كوبيليان، كبير الاقتصاديين في شركة برايس ووترهاوس كوبرز في المملكة المتحدة:
تُظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إنشاء صناعات جديدة، وتحويل سوق العمل، وربما رفع معدلات نمو الإنتاجية. فيما يتعلق بالأثر الاقتصادي، فإننا لا نرى سوى قمة جبل الجليد. في الوقت الحالي، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي يتركز في عدد قليل من قطاعات الاقتصاد، ولكن بمجرد تحسن التكنولوجيا وانتشارها عبر قطاعات أخرى من الاقتصاد ، فإن الإمكانات المستقبلية يمكن أن تكون تحويلية.القطاعات الاقتصادية
الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، الدكتور أحمد بانافع، يحدد لدى حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، بعضاً من العوامل الرئيسية التي تدعم فكرة إمكانية زيادة الإنتاجية في قطاعات الاقتصاد العالمي الأكثر تعرضًا للذكاء الاصطناعي (AI):
القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة وكفاءة، إذ يستطيع الذكاء الاصطناعي معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات في وقت قصير مقارنة بالجهود البشرية. وتسمح هذه القدرة باتخاذ قرارات أكثر استنارة ودقة من خلال تحديد الأنماط والرؤى والتحسينات التي قد لا تكون واضحة للبشر. تحسين عمليات التصنيع والإنتاج، بحيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين عمليات التصنيع من خلال ضبط العمليات وتحديد أوجه القصور وتقليل الهدر والأخطاء. ويمكن للصيانة التنبؤية باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً تقليل فترات التوقف عن العمل. يسمح هذا كله للتصنيع بزيادة الإنتاج بنفس المدخلات أو أقل. تعزيز كفاءات العمليات والأنظمة: يمكن لأتمتة المهام الروتينية باستخدام الذكاء الاصطناعي وتحسينات سير العمل أن تزيد بشكل كبير من الكفاءات التشغيلية عبر الصناعات، مما يؤدي إلى مكاسب في الإنتاجية. اكتشاف أنماط وتنبؤات جديدة: تتيح قدرات الذكاء الاصطناعي للتعرف إلى الأنماط والتحليلات التنبؤية العثور على رؤى وعلاقات وتنبؤات جديدة في البيانات التي قد يفوتها البشر. وهذا يمكن أن يكشف عن فرص جديدة لتحسين المنتجات والخدمات والعمليات. تحسين جودة المنتج والخدمة: يمكن أن تعمل مراقبة وتحليلات الذكاء الاصطناعي على تعزيز مراقبة الجودة من خلال تحديد العيوب أو الحالات الشاذة أو مجالات التحسين في السلع والخدمات بسرعة قبل أن تؤثر المشكلات على العملاء. تمكين نماذج أعمال جديدة: يفتح الذكاء الاصطناعي إمكانيات لنماذج أعمال مبتكرة تستفيد من قدراته - على سبيل المثال، نماذج الصيانة التنبؤية كخدمة للمعدات الصناعية.ومع ذلك، يمكن أن يختلف تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنتاجية بناءً على القطاع، وكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي، وما إذا كان بإمكان القوى العاملة البشرية العمل بفعالية جنباً إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي، وفق بانافع، الذي يشير إلى أنه قد تكون هناك حاجة للاستثمار في تدريب القوى العاملة وإعادة هندسة العمليات لتحقيق فوائد الإنتاجية للذكاء الاصطناعي بشكل كامل.
التدريب على نماذج الـ AI
وفي سياق متصل، يتحدث أخصائي التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عن عامل التدريب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتوظيفها في عمليات الإنتاج.
ويشير إلى أن ثمة كثيراً من العوامل التي تساعد في تعلم الذكاء الاصطناعي، منها استمرار تطوير تقنيات تعليمية أفضل وأكثر فاعلية وجاذبية، مما تجعل من منصات التعلم الإلكتروني والتطبيقات أكثر تفاعلية، مشيراً إلى أن دمج تعلم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية الأساسية، يضمن المعرفة الجيدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويرى أن تلك العوامل سوف تسهم في سد فجوة المهارات، وتوفير فرص عمل أفضل للعمال والعاملين بالمؤسسات الحكومية والخاصة وخدمة الجمهور، وبما يدعم الإنتاجية في العمل بشكل أفضل، موضحاً أن التقديرات تشير إلى زيادة تعلم الذكاء الاصطناعي في الشركات والقطاعات العامة، وإدخالها في حياة المواطن اليومية والعمليات الإنتاجية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا أميركا المملكة المتحدة الذكاء الاصطناعي اقتصاد فی المملکة المتحدة للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی قطاعات الاقتصاد یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
يقوم فريق من علماء الحشرات في مونتريال بدعم من مهندسين، لتوثيق الانخفاض غير المسبوق لهذه الأنواع المنتشرة بالملايين حول العالم وتحسين سبل مواجهته بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
تحت قبة شفافة كبيرة، تعيش حشرات من شتى الأنواع، بينها آلاف الفراشات من مختلف الألوان، ونمل وشرانق... ففي هذا الموقع المسمى "إنسيكتاريوم مونتريال"، انطلقت هذه المبادرة، ولا سيما من جانب مكسيم لاريفيه مدير المنشأة.
يشرح لاريفيه أنه بالمقارنة مع "كل حالات الانقراض الجماعي التي شهدناها في الماضي، فإن ما يصيب الحشرات يحدث أسرع بألف مرة".
ويضيف عالم الحشرات أنه حتى بهذه السرعة في الزوال "نعجز عن متابعتها بشكل مناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإبطائها".
ومن المعلوم أن المبيدات الحشرية اختفاء الموائل وتغير المناخ هي الأسباب وراء هذا الزوال المتسارع، لكن ثمة قليل من البيانات حول الحجم الدقيق لهذه المأساة البيئية.
هذه الفجوة يرغب في سدها مشروع "أنتينا" Antenna الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي عبر خوارزمية تحدد الحشرات باستخدام الصور.
يتم تشغيل كل شيء بواسطة محطات الطاقة الشمسية الموجودة في أقصى الشمال الكندي ولكن أيضا في الغابات الاستوائية في بنما. وهي مصممة لالتقاط صورة كل عشر ثوانٍ للحشرات التي تنجذب إلى الأشعة فوق البنفسجية.
ويقدّر الباحثون أن هذا الابتكار سيضاعف كمية المعلومات عن التنوع البيولوجي التي جُمعت على مدى السنوات الـ150 الماضية في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
ويقول مكسيم لاريفيه باسما "حتى بالنسبة لنا، يبدو الأمر مثل الخيال العلمي".
في نهاية المطاف، يُتوقع أن تتيح هذه البيانات إنشاء "أدوات دعم لمساعدة الحكومات وعلماء البيئة في اتخاذ القرارات"، بغية تحديد أفضل برامج الحفاظ على البيئة التي يمكن اعتمادها و"استعادة التنوع البيولوجي".
- تقدم كبير
تمثل الحشرات، التي تنقص المعلومات عنها في كثير من الأحيان، نصف التنوع البيولوجي في العالم وتؤدي دورا حاسما في توازن الطبيعة، سواء من خلال التلقيح أو تحويل النفايات إلى أسمدة أو من خلال تشكيل أساس السلسلة الغذائية للعديد من الحيوانات.
ويقول دافيد رولنيك، الباحث في معهد "ميلا" للذكاء الاصطناعي في كيبيك "هذا هو التقدم الكبير التالي في مجال مراقبة التنوع البيولوجي".
يخضع هذا الابتكار للاختبار منذ أسابيع، والنموذج "مفتوح المصدر" ويركز حاليا فقط على حشرات العث.
مع وجود أكثر من 160 ألف نوع مختلف، فإن هذه الحشرات تمثل مجموعة "متنوعة للغاية"، "يسهل التعرف عليها بصريا" وتشكل "قاعدة السلسلة الغذائية"، وفق دافيد رولنيك، الخبير في الذكاء الاصطناعي والمولع منذ صغره بالحشرات.
في نهاية المطاف، يرمي المشروع إلى السماح للجميع بالمساهمة في إثراء المنصة، ولكن أيضا في تدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على أنواع جديدة من الحشرات. ففي حين ثمة أكثر من مليون نوع معروف بالفعل، قد يكون العدد الفعلي عشرة أضعاف ذلك.
يوضح الباحث أن "التقديرات تشير إلى أن 90% من الحشرات لم يتم التعرف عليها بعد من جانب العلماء".
في أسبوع واحد، اكتشفت محطة مقامة في غابة بنما "ثلاثمئة نوع جديد"، وفق دافيد رولنيك الذي يوضح أن "هذا ليس سوى غيض من فيض".
يأمل الباحثون أيضا أن يتمكنوا من استخدام هذا النموذج الحاسوبي لتحديد الأنواع الجديدة في أعماق البحار، أو حتى الأنواع الضارة في الزراعة.
في مونتريال، يستخدم "إنسكتاريوم" Insectarium التكنولوجيا بالفعل للأغراض التعليمية.
يمكن لزوار هذا المتحف، المخصص للحشرات، التقاط صور للفراشات التي تتجول بحرية في الحظيرة ومعرفة أنواعها عبر التطبيق.