سودانايل:
2025-04-15@06:50:56 GMT

مايو …….. ام الكوارث

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

امس كانت الذكري ال ٥٥ لانقلاب مايو عام ١٩٦٩.
اعتقد ان اكبر كارثة مرت علي السودان الحديث هي نظام مايو و بالتحديد جعفر النميري.
فبسبب مايو و جعفر نميري حدث انقلاب الجبهة الاسلامية في يونيو ١٩٨٩، و بسبب ذلك الانقلاب ظهر في الساحة السياسية السودانية محمد حمدان دقلو و دعمه السًريع الذي ادخلنا فيما نحن فيه الان.



مرت مايو بثلاثة مراحل ،
المرحلة الاولي من ١٩٦٩ الي ١٩٧١، و هي مرحلة مايو اليسارية و التي تحالفت فيها مع الحزب الشيوعي و انتهت باعدام قادة الحزب الشيوعي و اعتقال و فصل و تشريد منسوبيه.
المرحلة الثانية من ١٩٧٢ الي ١٩٧٦، مرحلة مايو الليبرالية و التي كان راس الرمح فيها د. منصور خالد و انتهت باستبعاده من السلطة و من ثم خروجه من السًودان ليهاجم مايو بمقالاته و كتبه الشهيرة و انتهت به الي الانضمام الي الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق في حربها ضد مايو .
و المرحلة الثالثة من ١٩٧٧ الي ١٩٨٥ مرحلة مايو الاسلامية و عرابها د. حسن الترابي ، و هذه المرحلة الثالثة هي قطعا اخطر المراحل و اكثرها كارثية.
لقد تكونت الجبهة الوطنية من احزاب الاتحادي بقيادة الشريف الهندي ، حزب الامة بقيادة الصادق المهدي و الذي جعله الشريف رئيسا للجبهة الوطنية و حزب جبهة الميثاق (تنظيم الاسلاميين) بقيادة الترابي و الذي كآن لفترة طويلة في سجن مايو.
اتفقت مكونات الجبهة الوطنية علي اسقاط مايو و توجت عملها بمحاولة ٢ يوليو ١٩٧٦ المساحة حين دخلت قواتهم العاصمة و كادت ان تستولي علي السلطة الا انها فشلت و انتهت المحاولة بالقضاء علي القوات التي دخلت العاصمة.
فاجاً الصادق المهدي شريكه الهندي بان عقد لقاءا مع نميري في ديسمبر ١٩٧٦ في بورتسودان و تمت بموجبه المصالحة بين الصادق و النميري و التي اعلنت في ١٩٧٧. انضم الترابي لهذه المصالحة و هو ما اثار غضب الهندي فاتصل به مستنكرا و مذكرا له بالاتفاق الذي تم معه لاسقاط مايو، ذكر الشريف الهندي ان رد الترابي له كإن كالاتي: "انني خرجت من السجن و لم اجد احدا من التنظيم الذي كونته في فترة الديمقراطية الثانية و بالتالي لن افيدك بشيء الان فاعطيني فرصة ١٠ الي ١٢ سنة عندها ساكون قادرا علي عمل شيء يفيدك! " قال الشريف انه اقتنع بكلام الترابي!
و توفي الشريف في عام ١٩٨١ و لم يشهد ما حدث بعد ذلك .
ما فعله الترابي عند انضمامه للمصالحة هو الكارثة الحقيقية التي ادخلت السًودان في النفق المظلم ، كما ذكر الترابي في حلقات تلفزيون الجزيرة انه دخل المصالحة لتكوين تنظيم قادر علي استلام السلطة ! فقد استغل نقطة ضعف نميري بحبه للسلطة و التسلط فاظهر له الولاء الكامل و احدث له القوانين التي تعطيه السيطرة الكاملة علي الدولة بل ذهب الي ابعد من ذلك بان اعلن نميري اميرا للمسلمين ! كل ذلك لكي يعمل من خلف نميري علي تكوين تنظيمه بهدف استلام السلطة لاحقا، فارسل شبابه الي البعثات للغرب و أمريكا و كون تنظيماته في معظم انحاء السودان و ادخل بعض شبابه في سلطة مايو للتدريب علي العمل القيادي مثالا جعل علي عثمان محمد طه رائدا لمجلس شعب نميري ، كما انه خلق علاقات مع دول السعودية و الخليج و قوي من روابط افراد تنظيمه في الخارج مع تلك الدول حتي اصبح الترابي دولة داخل نظام مايو و نميري لا يدري بما يدور من حوله و عندما افاق الي الواقع بعد زيارة جورج بوش نائب الرئيس الامريكي وقتها و الذي اخطره بها ( و كان هذا عمل استخباراتي ذكي من بوش عندما احس بان نظام مايو علي وشك الانهيار و ان تصلب شرايين نميري تجعله غير قادر علي الاستمرار ، اراد ان يحافظ علي الاسلاميين الذين تورطوا كثيرا مع مايو و بالتالي اي تغيير و هم في السلطة سيجعل قوي اليسار تسيطر علي الموقف، فكان اعتقال الترابي و عدد من قيادات الاخوان قبل شهر من سقوط النظام حفاظا عليهم)
لولا مايو و جهل النميري و حبه للسلطة الذي عماه بما يفعله الترابي لما كانت الانقاذ التي ادخلت السًودان في هذا الدمار الذي نحن فيه الان.
اذن مايو و جعفر النميري هما الكارثة الحقيقية التي اصابت السودان الحديث!
د. احمد عزالدين ابوالقاسم

ahmed.gassim@hotmail.co.uk  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الغارديان: وحدة إسرائيلية قتلت 15 مسعفا في غزة بقيادة جنرال يحتقر الحياة البشرية

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، السبت، أن وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي متورطة في قتل 15 مسعفا وعامل إنقاذ فلسطينيا خلال هجوم على رفح جنوب قطاع غزة الشهر الماضي، كانت تخضع لقيادة جنرال متهم من جنوده بـ"احتقار الحياة البشرية".

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن قوات من لواء غولاني، التابع للواء الاحتياطي الرابع عشر المدرع ضمن فرقة يقودها العميد يهودا فاخ في جيش الاحتلال، أطلقت النار في 23 آذار /مارس على قافلتين لسيارات إسعاف، ثم قامت بحفر مقبرة جماعية ودفن الجثث، قبل أن يُعثر عليها بعد ستة أيام على يد فريق تابع للأمم المتحدة.

وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر استخباراتي عسكري رفيع، أن عناصر ميدانيين من الوحدة 504، وهي وحدة استخبارات عسكرية إسرائيلية معروفة بـ"قسوتها وتهورها" وتورطها في التعذيب، كانوا حاضرين خلال الهجوم.

وأشارت إلى أن نتائج تشريح الجثث وشهادات من أخرجوا الجثث من المقبرة الجماعية أظهرت أن الضحايا أصيبوا بطلقات نارية من مسافة قريبة في الرأس والصدر، وعُثر على بعضهم مقيدي الأيدي أو الأرجل، ما ينفي رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن طبيعة الهجوم.


ولفتت الصحيفة إلى أن العميد يهودا فاخ سبق أن عيّن "منطقة قتل" غير رسمية في إحدى مناطق غزة، ما أدى إلى عمليات قتل تعسفية بحق مدنيين فلسطينيين، وفقا لضباط سابقين اتهموه أيضا بـ"تعريض حياة الجنود للخطر بسبب افتقاره للانضباط العملياتي".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت إلى أن فاخ قال لجنوده: "لا يوجد أبرياء في غزة”".

وفي سياق متصل، بثت القناة "14" الإسرائيلية مقطع فيديو يُظهر أحد قادة كتائب غولاني الإسرائيلية وهو يخاطب الجنود قبل إعادة الانتشار في غزة، قائلا "أي شخص تواجهونه هناك هو عدو. إذا حددتم أي شخص، فستقضون عليه".

وأضافت الصحيفة البريطانية أن جنود غولاني سبق أن اتُهموا بارتكاب جرائم حرب، بينها قتل مدنيين، وإهانة جثث، وتدمير بنى تحتية مدنية دون مبرر، فضلا عن التحريض على الإبادة الجماعية.

وأكدت أن أغنية كتبها أحد أفراد الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني تحوّلت إلى "نشيد غير رسمي" للجنود بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتضمنت كلماتها: "على ما فعلتموه بدولة إسرائيل، غولاني قادم بالبنزين… ستحترق غزة".

وبيّنت الصحيفة أن صورا ومقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل من قبل جنود غولاني أنفسهم، شُكّلت منها أدلة استخدمت في ملفات قانونية قدمتها منظمة "هند رجب"، وهي مؤسسة بلجيكية غير ربحية تسعى لمحاسبة جنود الاحتلال الإسرائيلي على جرائم الحرب.

وشددت الصحيفة على أن وجود الوحدة 504 تأكد أيضا من خلال رواية الناجي الوحيد من المجزرة، منذر عابد، المتطوع في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي قال إن "قوات خاصة مسلحة ببنادق وأشعة ليزر خضراء ونظارات للرؤية الليلية" أخرجته من سيارة الإسعاف بعد إطلاق نار استمر خمس دقائق.

وأكد عابد، البالغ من العمر 27 عاما، أنه تعرض للتجريد من ملابسه وتقييد يديه وتهديده وضربه وخنقه خلال ساعات من الاستجواب.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد تراجع الأسبوع الماضي عن روايته الأولية بشأن الحادثة، بعدما ظهرت لقطات تُظهر أن سيارات الهلال الأحمر كانت تحمل علامات الطوارئ وتستخدم الأضواء الوامضة، على خلاف ادعاءات الجيش.


وقال جيش الاحتلال إن ما بين ستة وتسعة من المسعفين القتلى كانوا على صلة بحماس، دون تقديم أدلة، فيما لم يكن أي من الضحايا - وعددهم 15، بينهم ثمانية من الهلال الأحمر، وستة من الدفاع المدني، وموظف في وكالة الأونروا يحمل سلاحا. ولا يزال أحد موظفي الهلال الأحمر مفقودًا.

وأمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، بإجراء تحقيق ثانٍ أكثر تعمقًا في الهجوم.

وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت، على مدار الحرب التي تجاوزت 18 شهرا، مئات العاملين في المجال الطبي ووكالات الإغاثة ومنظمات الأمم المتحدة في غزة، مشيرة إلى مقتل سبعة من موظفي "وورلد سنترال كيتشن" في نيسان /أبريل الماضي، رغم وضوح علامات الطوارئ على مركباتهم.

وأكدت "الغارديان" أن منظمات حقوقية تتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"ثقافة الإفلات من العقاب"، لافتة إلى أن أقل من 1 بالمئة من الشكاوى المقدمة ضد ممارسات الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتهت بإدانات، وفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2023.

مقالات مشابهة

  • دعم الصناعات الريفية.. صندوق بقيادة وزيرة التضامن لتمكين الأسر للخروج من الفقر
  • غزل المحلة يكرم الطلبة المتفوقين من الأيتام بالأزهر الشريف.. صور
  • كوردستان.. ملتقى أدبي يستعرض الكوارث التاريخية عبر الأدب (صور وفيديوهات)
  • الشريف: الحل في إعطاء الشعب فرصة لإبداء رأيه
  • سوريا.. "اللواء الثامن" بقيادة العودة يحل نفسه ويسلم سلاحه
  • لافروف يجتمع مع نظيره السوداني علي الشريف على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي
  • بقيادة رونالدو.. تشكيل النصر ضد الرياض في الدوري السعودي
  • أبرز الكوارث الجوية: خمسة من أكثر حوادث تحطم المروحيات دموية في العصر الحديث
  • الغارديان: وحدة إسرائيلية قتلت 15 مسعفا في غزة بقيادة جنرال يحتقر الحياة البشرية
  • باراك يتهم نتنياهو بقيادة إسرائيل نحو الهاوية.. دعا إلى عصيان مدني لإزاحته