صحيفة الاتحاد:
2025-02-23@00:05:48 GMT

دبي.. جوهرة الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

إسلام العبادي(الاتحاد)

تعد إمارة دبي الثانية في الإمارات السبع من حيث المساحة، والتي تقدر ب4.114 كيلومتراً مربعاً والتي تشكل 5% من مساحة الدولة من دون الجزر، تحدّ دبي غرباً إمارة أبوظبي وشرقاً إمارة الشارقة،  وتتميز دبي بتنوعها الثقافي وتعرف بكونها مجتمعاً عالمي التكوين يتعايش بأسلوب حياة يألفه الجميع.


وتحظى دبي بمكانة خاصة كإحدى أسرع مدن العالم نمواً وتطوراً، وأهلها لتلك المكانة رصيد وافر من المشاريع العملاقة التي رسخت موقعها كمركز عالمي للمال والأعمال وتميز موقعها الجغرافي الاستراتيجي بكونها همزة وصل للحركة التجارية التي تربط شرق العالم بغربه.
دبي.. الأصالة تعانق الحداثة
شكل خور دبي في الماضي ميناء طبيعياً للمنطقة، مما أدى لاحقاً إلى بروز دبي كمركز لصيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة.
ومع بداية القرن العشرين، أصبحت دبي ميناء شهيراً، وكانت السوق الواقعة في جهة ديرة هي الأكبر في المنطقة الساحلية، ومع اكتشاف النفط في عام 1966، شهدت دبي نمواً متسارعاً وتغيرات في نمط الحياة.
وبدأت دبي بتصدير النفط في عام 1969، حيث تبع ذلك تطورات اقتصادية جذرية خلال العقود الثلاثة التالية، حيث أصبحت دبي وجهة استثمارية عالمية.

الفعاليات والمعارض العالمية المتنوعة
رسخت دبي مكانتها وجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض العالمية، لاسيما بعد فوزها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع تريب أدفايزر لثلاثة أعوام متتالية، وذلك بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة وبنية تحتية متطورة وما تقدمه من تجارب فريدة وخدمات راقية، بما في ذلك مطار دبي الدولي، الذي حافظ على موقعه في صدارة مطارات العالم، فضلاً عن رصيد الإمارة الحافل باستضافة وتنظيم العديد من الأحداث الكبرى ذات التأثير العالمي واسع النطاق، وفي مقدمتها «إكسبو 2020 دبي»، و«القمة العالمية للحكومات»، ومعرض «جيتكس غلوبال»، وغيرها من الفعاليات ذات السمعة الدولية الواسعة التي عزّزت مكانة دبي مركزاً رئيساً للمؤتمرات والمعارض والفعاليات العالمية الكبرى.

وجهة سياحية عالمية 
نجحت دبي في أن تفرض نفسها كواجهة سياحية مهمة في خريطة السياحة العالمية وأصبحت مركزاً لجذب الزوار من رجال الأعمال والسياح ومحبي التسوق، وذلك بما تمتلكه من الإمكانات كافة والمقومات التي تجعلها وجهة سياحية متعددة. 
معالم سياحية ساحرة
برج خليفة 
يعد برج خليفة في دبي أطول ناطحة سحاب في العالم بارتفاع 882 متراً، وأعلى مبنى شيده الإنسان على مر التاريخ، ويقع تحديداً في قلب مدينة دبي.
ويتألف برج خليفة من 163 طابقاً، وفيه 57 مصعداً كهربائياً، ويضم البرج منصّتي مشاهدة، هما «آت ذا توب» بالطابقين 124 و125، و«آت ذا توب سكاي» التي تقع في الطابق 148، أي على ارتفاع 555 متراً. 
ويتصدر برج خليفة قائمة أهم الإبداعات المعمارية، تطلب بناؤه أكثر من 22 مليون ساعة عمل، وانتهى عام 2010، وبلغت تكلفته 1.5 مليار دولار.

متحف المستقبل 
أجمل مبنى على وجه الأرض.. المبنى الأكثر انسيابية والأكثر إبداعاً والأجمل على مستوى العالم، حيث دفع حدود الهندسة المعمارية والمدنية لآفاق جديدة غير مسبوقة عبر استخدام تقنيات هندسية جديدة تماماً، حيث يرتفع 77 متراً دون وجود أعمدة داخله، وواجهته مصنعة بالكامل عن طريق الروبوتات ومنفذة بشكل فريد من نوعه، وتمتد واجهة المتحف على مساحة 17.600 متر مربع، وهي مصنوعة من الفولاذ البراق اللامع.
نُقشت على واجهة المتحف عبارات ملهمة من مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تبدأ معها أول لبنة في بناء غدٍ جديد، ومستقبل مشرق. وهذه العبارات هي «لن نعيش مئات السنين، ولكن يمكن أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه. المستقبل لا ينتظر، المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم»، «سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار». تلك العبارات الثلاث الملهمة نُقشت على واجهة متحف المستقبل باستخدام خط عربي مميز، لتُبين للعالم ما ترسمه الإمارات من إنجازات توثق تاريخها وحاضرها ومستقبلها.

عين دبي
عين دبي
.. عجلة المشاهدة الأعلى والأكبر من نوعها في العالم بارتفاع يزيد على 250 متراً، إذ يُتيح لضيوفه تجارب مفعمة وسط إطلالات بانورامية ساحرة على أفق المدينة، يضم 48 مقصورة فاخرة تحملها عجلة عملاقة، تتّسع مجتمعة لنحو 1.750 زائراً في الرحلة الواحدة، فيما يسجِّل طول المحور وحلقة الدوران التي يبلغ قطرها 6.25 متر، نحو 40 متراً، بوزن 1.805 أطنان، أي ما يعادل وزن 4 طائرات إيرباص A380.

أخبار ذات صلة «دبي للشطرنج» ترفض المفاجآت «بطل السلام» قصيدة مهداة إلى محمد بن زايد من محمد بن راشد

برواز دبي
يعد برواز دبي من أجمل الوجهات السياحية، وصرحاً بارزاً يؤطر مشاهد وإطلالاتٍ ساحرة لمدينة دبي القديمة والحديثة ضمن «بروازٍ واحد». حيث يتيح للزوار التعرف إلى دبي قديماً وحديثاً ومستقبلها، ومن خلاله يستطيع الزوار ‏المرور على مسار تعليمي تثقيفي عند الصعود على الجسر على ارتفاع 150 متراً‏، ويحصل الزوار على إطلالة بانورامية للمدينة، ويطلع على أهم المباني والمعالم الموجودة في الإمارة.

وجهات عائلية للترفيه والثقافة والتسوّق
القرية العالمية
إحدى أهم الوجهات الثقافية في العالم والوجهة العائلية الأولى للترفيه والثقافة والتسوّق في المنطقة.
وتمثل أحد أهم الأنشطة السنوية التي تؤكد مكانة دبي كقبلة سياحية رئيسية في المنطقة، بما تضمه من تنوع كبير كمحفل يجمع بين التفاعل الثقافي والمتعة لأفراد العائلة كافة.
فعبر بوابتها الثلاث.. العالم والثقافة والسعادة.. ينطلق الزائر في رحلة استثنائية لا تتطلب تأشيرات وحجوزات مسبقة، يجول الزائر خلالها عبر المكان ويتعرف على حضارات وثقافات مختلفة في أجواء من المتعة والبهجة يزداد ألقاً كلما تجول الزائر بين أروقة المكان ملامساً مقتنياته القادمة من قارات العالم المختلفة، فضلاً عن تذوق أشهى الأكلات والتعرف على تاريخ شعوب ممتدة لآلاف السنين.
وتتيح القرية العالمية للعائلات وزوار القرية، فرصة لاستكشاف عالمها الأكثر روعة الذي يضم أكثر من 250 من منافذ المأكولات والمشروبات، وعروض التسوق الفريدة من نوعها في أجنحتها الـ 27 التي تمثل 90 ثقافة من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أكثر من 200 من ألعاب الركوب والوجهات الترفيهية الغامرة بمنطقة كرنفال، والتي توفر جميعها لضيوف القرية العالمية تجارب لا تنسى وأوقاتاً حافلة بالمتعة والمرح.

دبي مول
يقع دبي مول بالقرب من برج خليفة، أحد أكبر مراكز التسوق والترفيه في العالم، حيث يغطّي مساحة مليون متر مربّع، ويضمّ أكثر من 1200 متجر، وعدداً كبيراً من المطاعم.
وإلى جانب تجربة التسوق، يعتبر دبي مول وجهة ترفيهية مثالية للعائلات، حيث يضم أهم مواقع الترفيه، مثل «دبي أكواريوم»، وحديقة الحيوانات المائية وحلبة التزلج ذات الحجم الأولمبي ومركز «كيدزانيا» للأطفال وصالات السينما، إضافة إلى أنه يمكن مشاهدة عروض نافورة دبي من داخل المول.

نافورة دبي
أطول نافورة راقصة في العالم.. تعد نافورة دبي من أهم وأشهر الوجهات الترفيهية والسياحية والإبداعية الفريدة في العالم، وتقدم عروضاً مائيّة وموسيقيّة وضوئيّة حية، وتجذب النافورة عشاق الجمال والإبداع الذين يستمتعون بانعكاس الأضواء المثيرة على مياه البحيرة، والتناغم بين حركة المياه المندفعة، وألحان الأغاني المصاحبة.

دبي أكواريوم
حصد «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية»، لقب أفضل أكواريوم في العالم، ويمتاز «دبي أكواريوم» بموقعه الحيوي في «دبي مول»
ويمنح الأكواريوم الزوار تجربة تتكامل فيها القيمة الترفيهية والتعليمية في آن واحد، باعتباره واحداً من أكبر أحواض الأكواريوم وأكثرها تنوعاً في العالم، مقدماً لزواره فرصة الاستمتاع بتجربة استثنائية بكل المقاييس، ومشاهدة عدد من أروع الحيوانات المائية في العالم عن قرب.
كما يوفر النفق المصنوع من الأكريليك في «دبي أكواريوم» فرصة التجول والمشاهدة بزاوية قدرها 270 درجة ما يتيح للزائرين مشاهدة الأسماك والكائنات المائية المختلفة عن كثب.. إذ يمتد الممر بطول 48 متراً ويغوص 11 متراً تحت سطح الماء الأمر الذي يضمن للزائرين تجربة مذهلة في التعرف وجها لوجه على أسماك القرش والشفنين، وغيرها من الحيوانات المائية الفريدة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دبي مول متحف المستقبل برج خليفة القرية العالمية دبي برواز دبي الحیوانات المائیة برج خلیفة فی العالم أکثر من

إقرأ أيضاً:

هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟

عادة ما يتلذذ نتنياهو بترديد، ما يشير إلى أنه مبعوث قوة "روحية/ خفية" مؤيدة وداعمة له لإنجاز مشروعه عن "الشرق الأوسط الجديد" ـ وهو المصطلح "الناعم" لمعنى إسرائيل الكبرى ـ وأن "رسالته" إلى العالم، كانت مرهونة بمآلات الحرب على الجبهة اللبنانية، فيما كان واثقًا وكأن "بطاقة ضمان" دسّتها تلك القوةُ الخفية في جيبه، مُرفقًا بها خريطة هذا "الشرق المزعوم" الذي يستخدمه نتنياهو كـ"مرهم" و"مُلطف" للجرح الإسرائيلي النازف منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، فيما يعتقد آخرون من حاضنته السياسية، الأكثر اعتدالًا ورصانةً، بأنه "يوتوبيا" ومثل من يطلب "لبن العصفور" كما يقول المثل الشعبي العربي.

إسرائيل ـ منذ هزيمتها في حرب "أكتوبر/ رمضان" 1973 ـ لم تحقق أي انتصارٍ إلا على المدنيين والمخيمات، وظلت عالقة بعد أكثر من 15 شهرًا من بربريتها في مخيم بحجم "جباليا" وبضعة أمتار في قرى جنوب لبنان، ومع ذلك ما انفكت تتكلم بوقاحة عن عدم رضاها بـ"إسرائيل الصغرى"، وأنها في سبيلها لإنجاز "نسختها الكبرى" تحت لافتة الشرق الأوسط الجديد.

وكما يقولون "الزَّنُّ على الوِدان/الأُذُن" أمرُّ من السحر، تصدَّرَ المشهدَ داخل الكيان، صحفيون ومعلقون، لإسالة هذه الديماغوجية إلى حقيقة متوهّمة، تجري في شرايين اليمين الشعبوي المتطرف مجرى الدم، ويتحدثون في صلف بأنَّ مرحلة ما "بعد حزب الله" ستكون مُدخلًا لتل أبيب، نحو إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وإحالته إلى "منطقة سلمية" قادرة على إدارة المصالح المتضاربة طوعًا أو بعصا إسرائيل الغليظة.

إعلان

لم يكن هذا التفكير المتفائل بالأمر الجديد، فبعد حرب الخليج عام 1991، واتفاقات أوسلو عام 1993، والربيع العربي عام 2011، روّج الخبراء الإسرائيليون لسيناريوهات وردية مماثلة، ولعلّ أشهرها كتاب شيمون بيريز صاحب الرؤية الذي ألفه في تسعينيات القرن العشرين حول "الشرق الأوسط الجديد"، وهي النبوءة التي قال عنها المفكر الإسرائيلي إفرايم أنبار: لقد تبين لاحقًا أنها "كلامٌ فارغ".

غاب لفترة ـ ليست بالقليلة ـ هذا الخطاب المتبجح، والمسلح بالحجج الدينية، وبغطرسة القوة على الأرض، ولعله قُمع وأحيل إلى "اللاوعي الإسرائيلي"، بفعل مرحلة الإحماء التدريجي والناعم التي شهدتها المنطقة ـ منذ سبعينيات القرن الماضي ـ تمهيدًا لإدماج إسرائيل كدولة طبيعية في المنطقة، وذلك إلى ما قبل طوفان الأقصى، الذي وضع العصا في عجلة التطبيع، فتعثر كلُّ شيء وتناثر المشروع مع بعثرة جثث الضحايا تحت أنقاض غزة المدمرة.

بيد أن صورةً لجندي إسرائيلي، التقطت له أثناء العمليات في غزة، في يونيو/ حزيران 2024 وهو يرتدي "شارة/ خريطة" إسرائيل الكبرى على زيّه العسكري ـ مطابقة لتصريح ثيودور هرتزل الذي مضى عليه أكثر من قرن من الزمان ـ أثارت غضبًا واسعًا في العالم العربي.

الخريطة ـ كما بدت على ذراع المقاتل الإسرائيلي ـ شملت مناطق من النيل إلى الفرات، ومن المدينة المنورة إلى لبنان، بما في ذلك أراضٍ من سوريا، والأردن بأكمله.

ومن المرجح أن ما أثار الغضب العربي هذه المرة، لم يكن وجود الخطة، بل ظهورها في الفضاء الأوسع لوسائل الإعلام الاجتماعي، إذ في مطلع العام 2024، وفي مقطع صوتي مسجل، قال السياسي الإسرائيلي آفي ليبكين: "… في النهاية، ستمتد حدودنا من لبنان إلى الصحراء الكبرى، ثم من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى نهر الفرات. وتساءل:

ومن الذي يقع على الجانب الآخر من الفرات؟ الأكراد! والأكراد أصدقاء. لذا، لدينا البحر الأبيض المتوسط ​​خلفنا، والأكراد أمامنا، ولبنان، الذي يحتاج حقًا إلى مظلة حماية إسرائيل، وبعد ذلك أعتقد أننا سنستولي على مكة والمدينة وجبل سيناء، ونطهر تلك الأماكن " بحسب أوهامه المريضة.

إعلان

ولم يلقَ هذا المقطع ـ آنذاك ـ ردود أفعال غاضبة، ولعل ذلك يرجع إلى أن الحرب كانت في مراحلها الغضة، بكل تجلياتها "المبهجة" من انهيار الأساطير المؤسسة لـ" الدولة التي لا تقهر"، وتنامي الانطباع المصاحب لـ"النصر الغزي"، بأن ثمة شرقًا أوسطَ، يتشكل في رحم الغيب قد يكون بدون "إسرائيل".

بيدَ أن مشروع "إسرائيل الكبرى/ الشرق الأوسط الجديد"، اكتسب زخمًا أكبر، واهتمامًا متجددًا، مع النجاح التكتيكي الذي حققه نتنياهو، في المراحل الأولى من حربه على حزب الله (تصفية غالبية قياداته السياسية والأمنية والميدانية).

وفي حين ظل التوسع الإقليمي الإسرائيلي، بمسوغاته الدينية/ التاريخية، ومدى موضوعيته، يعيد ـ في العالم العربي ـ إنتاج خطابه الشعبوي كأداة للحشد والتعبئة والتخويف من التطبيع بدرجاته، أو كأداة بيد المعارضة السياسية، تستخدمها في إدانة أنظمة عربية تراها "متسامحة" مع المشروع، فإنه كان يخضع ـ مع كل أزمة ـ لاختبارات قاسية داخل دوائر النخبة الإسرائيلية، أو يُدرج على رأس أجندة مؤسسات بحثية، معنية بمستقبل منطقة الشرق الأوسط، وتبدأ من جذور المشكلة وأصولها، مثل التساؤل بشأن تحديد درجة علمية مطالبات هرتزل بالأرض، وخلص بعضها إلى أن هناك اتفاقًا واسع النطاق بين الباحثين على أن الكتاب المقدس لا يمثل مصدرًا تاريخيًا علميًا، وبالتالي فإن رواية العودة إلى إسرائيل، أو إسرائيل الكبرى يمكن ربطها بخطاب جدلي، وليس تاريخًا مفصلًا للمنطقة أو الحقائق الديمغرافية على الأرض.

لقد أخضعت البروفيسور إيكاترينا ماتوي ـ مديرة برنامج الشراكة مع الشرق الأوسط  MEPEI ـ مقولات "هرتزل" والأصول التي أقام عليها بنيانه التوسعي لنقاش أقرب إلى اختبار صحة الأسانيد التي يستقي منها الشرعية التي تملك القدرة على الإقناع أو قياس المسافة التي تفصلها عن المشروع كحتمية تاريخية ومؤجلة.

إعلان

وتساءلت: إذا كانت هذه الأرض إسرائيلية، فلماذا يتم شراؤها من ملاك قانونيين قائمين؟ وإذا كانت أطروحة الأرض "القاحلة" التي روجت لها وسائل الإعلام، أو "الأرض الشاغرة" بحسب "هرتزل" فلماذا يشتريها الإسرائيليون؟

ليخلص البرنامج إلى القول: يمكننا أن نؤكد أن طبيعة مطالب هرتزل المتعلقة بالأرض ليست علمية، فبينما كانت هناك أسباب دفعت الحركة الصهيونية إلى التفكير في تأسيس دولة يهودية مستقلة، فإن موقع وطريقة تنفيذ مثل هذا المشروع كانا خاضعين لمفاوضات أطول مع ضامني القوة في تلك الأوقات، أي القوى الاستعمارية السابقة، ألمانيا، ثم الولايات المتحدة في وقت لاحق، وكانت هذه اتفاقات ذاتية.

وإذا كان قد تم تحقيق أهداف الحكم الذاتي والحماية الذاتية التي ذكرها هرتزل، فإن هذه الحماية الذاتية تعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الأميركية والأوروبية حتى يومنا هذا، ما يعني أن "إسرائيل الكبرى/ الشرق الأوسط الجديد" يظل قرارًا دوليًا وليس إسرائيليًا محليًا، وهو القرار المستحيل، بسبب المصالح الجيوسياسية للقوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط.

في هذا السياق فإن معهد القدس للإستراتيجية والأمن الذي تأسس عام 2017 ويصر على أهمية القدس الموحدة كأساس لأمن الدولة والهوية الوطنية للشعب الذي يعيش في "صهيون" بحسب زعمه.. تهكم من فكرة "شرق أوسط جديد" ما بعد "حزب الله، وقال في لغة ساخرة: "من السذاجة الاعتقاد بأن حدثًا واحدًا قد يغير المشهد السياسي في منطقة بأكملها، فحتى النهاية الحاسمة للحرب الباردة والنصر الحاسم الذي حققته الولايات المتحدة على صدام حسين ـ وهما حدثان كان لهما تأثير دولي كبير ـ لم يحدثا إلا القليل لتغيير السياسة المحلية أو الدولية في الشرق الأوسط.

ويعتقد المعهد أن الشبكة المعقدة من الديناميكيات المحلية والدولية لا تشجع على التعايش السلمي، وإذا كان السعي إلى تحقيق شرق أوسط أكثر سلامًا يشكل مشروعًا نبيلًا، بحسب زعمه، فإنه يظل مهمة شاقة في الوقت الراهن.

إعلان

وينتهي إلى القول: " إن الدرس الذي يجب على إسرائيل أن تتعلمه هو أنها سوف تضطر إلى العيش على سيفها لسنوات عديدة قادمة، ورغم أن فترات انخفاض التوتر، مثل تلك التي تتمتع بها إسرائيل مع مصر والأردن، ممكنة بالتأكيد، فإنها لا تعكس علاقة ثنائية مختلفة نوعيًا، مثل العلاقة بين كندا والولايات المتحدة، وإن الانتقال من علاقة غير عنيفة إلى صراع مسلح قد يحدث بسرعة، ولا بد أن تكون إسرائيل مستعدة لهذا الاحتمال".

لا يوجد ما يشير بوضوح إلى أن إسرائيل قد تتخلى عن هذا الهدف، أو أنها قد تتنازل عن مشروع إسرائيل الكبرى، ومع ذلك، فإن الفكرة الرئيسية التي تظهر في الحجج التي تدافع عن مشروع إسرائيل الكبرى، أي العصر "الجديد" الدائم، قد تمثل بالفعل سببًا للتأمل.

فمع اقتراب العالم من نهاية عصر النفط الكبير، وتضاعف طرق التجارة على المستويين؛ العالمي والإقليمي، سوف تكون هناك حاجة إلى تغييرات نموذجية جديدة بالنسبة للقوى العظمى التقليدية من أجل التنافس سلميًا مع القوى الصناعية والتجارية الناشئة.

وفي حين تتمتع إسرائيل باستقلال نسبي ـ كما تدعي ـ وتزيد من حصتها في حماية نفسها، فإن أهمية الدعم الأجنبي قد تظل تشكل عنصرًا أساسيًا في سياستها الإقليمية، وعند تحليل مشروع إسرائيل الكبرى، يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت دولة الحرب الدائمة المحتملة متوافقة مع التطلعات نحو التنمية الاقتصادية في زمن السلم، والتي من المفترض أن تنافس القوى الاقتصادية سريعة النمو في عصر جديد، ما يجعل فكرة "إسرائيل الكبرى/الشرق الأوسط الجديد" خرافة تصطدم مع أية قراءة رصينة وعاقلة، إن لم تكن حلمًا بعيد المنال، وبالتزامن مع تنامي نزعة الثأر من تل أبيب في المنطقة التي "عليها العين"، وبالتوازي أيضًا مع اختمار تيار إسرائيلي استشرافي بات أكثر قناعة بأن الشرق الأوسط الجديد.. قد يتشكل فعلًا على المدى البعيد، ولكن بدون دولة إسرائيل.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة
  • السعودية.. أول وجهة لـالسماء المظلمة بالشرق الأوسط.. من تريد استقطابهم؟
  • «فوربس الشرق الأوسط» تستضيف فعالية «أكتف أبوظبي 2025»
  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • جوتيريش: نطالب بتقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • هل تراجع ترامب عن خطة تهجير الفلسطينيين؟
  • كاتب: قمة الرياض تعزز التنسيق العربي المشترك حول قضايا الشرق الأوسط
  • خطة إستراتيجية لجعل الإسكندرية وجهة رئيسية للسياحة الدينية العالمية
  • ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني أريد السلام