ماكرون في المانيا.. زيارة دولة نادرة يؤرقها اليمين المتطرف
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تكتسب الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا اليوم الأحد أهمية مضاعفة بالنظر إلى أنها أول زيارة دولة منذ عام 2000، فضلا عن مخاطر اليمين المتطرف التي تتصاعد في خلفية المشهد.
ومنذ فعلها جاك شيراك عام 2000، لم يقم رئيس فرنسي بزيارة دولة للجارة الكبيرة، علما بأن هذه الزيارة التي تبدأ اليوم وتستمر ثلاثة أيام كانت مقررة أصلا في يوليو/تموز الماضي لكنها تأجلت بسبب أعمال الشغب التي شهدتها فرنسا آنذاك.
ولا يخفي الجانبان أهمية الزيارة حيث بدت حفاوتهما بها واضحة، وحرصت دوائر ألمانية على الحديث عما حققه البلدان سنويا منذ 1963، بينما يقول قصر الإليزيه إنه "يمكننا التحدّث كثيرا عن تقلّبات الثنائي الفرنسي الألماني، لكنّ ثمّة أيضا ديمومةً وعمقا في العلاقات بين الشعبين وهذا ما تُظهره زيارة الدولة هذه".
أهمية العلاقةمن بين 27 دولة يضمها الاتحاد الأوروبي، فإن ألمانيا وفرنسا هما القوتان الأكبر، لكن الدولتين يجمع بينهما تاريخ مشترك ومتقلب، حيث حملا على أكتافهما مسيرة الوحدة الأوروبية ابتداء التي بدأت على الصعيد الاقتصادي عام 1957 بعد 12 عاما فقط من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي كانت فيها الدولتان على طرفي نقيض.
وحسب دراسة نشرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فإنه يمكن اعتبار العلاقات الفرنسية الألمانية استثنائية داخل التكتل الأوروبي، وهناك رهان مشترك على بناء علاقات قوية من أجل إصلاح الاتحاد الأوروبي.
ووفق الدراسة نفسها فإن المصالح الألمانية الفرنسية ترتبط ارتباطا وثيقا، منذ وقع الجانبين "معاهدة الإليزيه" بداية عام 1963، ثم سطع نجم المحور الألماني الفرنسي على الساحة بالتزامن مع إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2017.
في يوليو/تموز الماضي وقبل أن يؤجل ماكرون زيارته لألمانيا، قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن فرنسا وألمانيا اللتين ظلتا تمثلان العمود الفقري للاتحاد الأوروبي منذ إنشائه، يجب عليهما التفكير الآن في مستقبل مكانتهما في أوروبا الموسعة التي لن يكون دورهما المهيمن واضحا فيها بعد الآن، بعد أن اهتزت العلاقات بينهما بشدة بسبب الموجات الصدامية للحرب الروسية في أوكرانيا.
كان هذا قبيل الزيارة التي لم تتم، أما الآن فإن الهاجس الأكبر لدى الدولتين هو اليمين المتطرف الذي تصاعدت حدته واتسع نفوذه كثيرا في السنوات الماضية، حيث حقق مكاسب محلية في العديد من الدول ويتطلع إلى المزيد في الانتخابات الأوروبية التي تحل بعد عشرة أيام فقط.
أوروباقبل شهر من الآن، كان الرئيس الفرنسي ماكرون يتحدث في جامعة السوربون عن "أوروبا قوية.. مزدهرة وإنسانية"، لكنه أشار أيضا على بعض هموم الاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن الدول لم تعد تجرؤ على القول بأنها ستغادر الاتحاد لكنها أيضا لم تعد ترغب في اتباع "قواعد ملكية مشتركة" أو في "دفع الإيجار"، على حد قوله.
وفي اليوم الثالث الأخير من زيارته هذه، سيوجه ماكرون كلمة إلى الشباب الأوروبي من داخل كنيسة السيدة العذراء في دريسدن التي دمرتها الحرب بشكل تام في 1945 ثم أعيد بناؤها بعد سقوط جدار برلين، ساعيا إلى تحذيرهم من مخاطر التطرف اليميني.
وقبل أيام من انتخابات ستجري بين السادس والتاسع من يونيو/حزيران المقبل، لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي، تتزايد المخاوف من تصاعد نفوذ اليمين الشعبوي المتطرف، حيث تحدثت استطلاعات سابقة عن احتمال فوزه بربع المقاعد، بينما تحدثت أخرى عن ترجيح حصوله على ما يكفي من المقاعد التي تسمح بعرقلة المقترحات التشريعية داخل الاتحاد.
وحسب تقرير سابق لموقع "فرانس 24" فإذا نجح اليمن المتطرف في تحقيق مكاسب جديدة، فإن هذا سيعني تشددا كبيرا في سياسات الهجرة، كما سيكون من الصعب على البرلمان الأوروبي ضم دول جديدة أو فرض عقوبات على الدول الأعضاء التي لا تحترم حقوق الإنسان أو الحريات العامة.
تحدياتأما وكالة الصحافة الفرنسية، فقد اعتبرت أن التحدّي الذي يمثّله اليمين المتطرّف بالنسبة لماكرون أكبر ممّا هو بالنسبة للمستشار أولاف شولتس في ألمانيا، حيث يعاني "حزب البديل من أجل ألمانيا" من تراجع شعبيته خصوصاً في ظل الفضائح الكثيرة التي طالته.
ورغم أن ماكرون وعد عقب انتخابه رئيسا لفرنسا عام 2017 بهزيمة اليمين المتطرف إلا أنه لم ينح في ذلك، بل إن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدّم حزب "التجمع الوطني" الذي كانت ترأسه مارين لوبن وبات يرأسه جوردان بارديلا، وحصوله على أكثر من 30 في المئة من نوايا التصويت بالانتخابات الأوربية، متقدماً بفارق كبير على المعسكر الرئاسي الفرنسي (15-17 في المئة).
في المقابل، وعلى الضفة الأخرى لنهر الراين، لم يحصل "حزب البديل من أجل ألمانيا" سوى على 15 إلى 17 في المئة من نوايا التصويت للانتخابات الأوروبية، وهو ما يقل عن 23 في المئة التي كانت متوقعة في نهاية العام 2023، حتى لو بقي متقدّماً بشكل جيد مقارنة بانتخابات العام 2019.
لكن الوكالة تلفت إلى أن الحزب اليميني ما زال يحظى بشعبية مهمة في الشرق حيث ما كان يعرف بجمهورية ألمانيا الديمقراطية أو ألمانيا الشرقية، حيث يعد ملجأً بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بأنّهم منسيون في تقاسم ثمار النمو الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف فی المئة
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تتهم الصين بتسليح روسيا بالطائرات المسيّرة
تفترض الحكومة الألمانية أن الصين تدعم روسيا بطائرات مسيّرة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الإثنين: "هذا يجب أن تكون له عواقب وستكون".
وذكرت بيربوك أن الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أوكرانيا تمثل أيضا هجوما على الحرية في أوروبا وتؤثر على المصالح المحورية لكل الدول الأوروبية.
Every missile targeting the people of #Ukraine is an attack on our peace in Europe. Putin is bombing power plants & heating infrastructure. He does not seek negotiations; he seeks to subjugate Ukraine. We must stand together & have the #strength to protect our #peace. https://t.co/QwVVlZIDOB
— GermanForeignOffice (@GermanyDiplo) November 18, 2024وكانت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، أكدت من قبل أنها تتحقق حالياً من مؤشرات على إنتاج طائرات مسيّرة في الصين لاستخدامها في الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: "تلقينا تقارير من مصادر استخباراتية عن وجود مصنع في الصين ينتج طائرات مسيرة يتم توريدها إلى روسيا واستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا".
وأضاف المسؤول أنه يجرى العمل حالياً على معرفة ما إذا كان هناك تعاون مباشر بين الصين وروسيا في مجال المعدات العسكرية، مضيفا أنه إذا تم تأكيد ذلك فمن الممكن فرض عقوبات.
ووفقاً لدبلوماسيين، يشتبه في أن إنتاج الطائرات المسيّرة في الصين مشروع مشترك بين روسيا والصين وإيران.
الصين تدعو إلى السلام في أوكرانيا - موقع 24جددت الصين اليوم الإثنين، دعوتها لتسوية سلمية للحرب في أوكرانيا، بعد قرار واشنطن السماح لكييف باستخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى ضد أهداف عسكرية داخل روسيا.وتنفي الصين صحة هذه الاتهامات حتى الآن. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان في بكين قبل وقت قصير من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن الصين اتخذت دائماً موقفاً مسؤولاً فيما يتعلق بصادرات الأسلحة ولم تزود أطراف الصراع أبداً بأسلحة فتاكة، مضيفاً أن الصين تفرض قيوداً صارمةً بموجب القانون على الطائرات المسيّرة التي تستخدم لأغراض عسكرية وتلك التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية.
وقال لين إن بكين تأمل ألا تطلق بعض الدول والأفراد تكهنات لا أساس لها من الصحة ضد الصين، وألا تشوه سمعة البلاد دون أي أساس واقعي.
وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية.
ومن بين الشركات المتضررة شركة الطيران الإيرانية الحكومية "إيران إير". ومن المنتظر اتخاذ قرار بشأن حزمة أخرى من الإجراءات العقابية ضد إيران في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم.