لبنان ٢٤:
2025-04-29@14:24:31 GMT

الحرب طويلة وتوسّعها صعب.. ولا تسوية داخلية

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

الحرب طويلة وتوسّعها صعب.. ولا تسوية داخلية

كل المؤشرات السياسية والميدانية توحي بأن الحرب المندلعة في قطاع غزة والمعارك المشتعلة في جنوب لبنان لن تنتهي قريبا، لا بل قد تطول اكثر مما يتوقع البعض، خصوصا وأن الحكومة الاسرائيلية اعادت إستيعاب الموقف السياسي العالمي وتأقلمت مع الضغوط الاميركية ليبقى امامها استحقاق ايلول المرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية والحملات الانتخابية هناك، فإذا لم تستطع واشنطن فرض وقف اطلاق النار عليها، فإن الاشتباك العسكري سيستمر.



حتى ان المقاومة الفلسطينية التي عادت واستلمت زمام المبادرة الميدانية او اقله استعادت الحيوية بعد اشهر من فقدان التوازن تتعامل على قاعدة انها قادرة على الصمود لوقت طويل، في المقابل يتعامل "حزب الله" عند الحافة الامامية وبأن كل الاحتمالات واردة، لذلك لا يكشف الا جزءا بسيطت من امكاناته ويترك هامشا واسعا للمفاجآت التي سيتم كشفها تدريجيا كما فعل في الاشهر الثمانية الماضية.

حتى الواقع الديبلوماسي بات يتعامل بخجل وببطء شديد مع الازمة، كأن هناك قناعة شاملة لدى الدول الغربية وبعض الدول العربية بأن التسوية تحتاج الى حدث استثنائي يقلب موازين القوى لصالح هذا الفريق او ذاك قبل البدء بمبادرة جديدة، علماً ان حسابات اسرائيل تحديدا لم تعد حسابات عسكرية ميدانية فقط وباتت مرتبطة بالمستقبل وكيف ستتعامل مع اعدائها في حال قدمت تنازلات بعد كل ما حصل في السابع من تشرين.

لبنانيا تبدو التطورات متناسقة مع تطورات المنطقة، اذ تباطأت المبادرات بشكل لافت بالرغم من حراك " اللجنة الخماسية" الذي يركز على التسوية السياسية الداخلية بعد فشل كل المفاوضات بشأن الجبهة الجنوبية، ومن الواضح ايضا ان الثنائي الشيعي يعمل على تجاهل اي اقتراح داخلي لا يؤمن له انتصارا واضحا او تحقيق اهدافه التي وضعها قبل الحرب وتحديدا تلك المرتبطة بالانتخابات الرئاسية.

حتى ان رفض "الثنائي الشيعي"للمبادرة الفرنسية ولاقتراحات هوكشتاين توحي بأن هناك قرارا واضحا بضرورة انتظار نتائج المعركة للبحث في الترتيبات السياسية، لا بل يبدو ان "الثنائي" يريد ان يؤجل النقاش الداخلى الى ما بعد وقف اطلاق النار، حتى لو نفى ذلك، لكن التعامل بقلة حماس واضحة مع اي تواصل خارجي يؤكد ان تأجيل الحلول سيكون الاستراتيجية المتبعة في المرحلة الحالية الى حين تحقيق مكاسب كبيرة بعد الحرب.

كل الاستحقاقات مؤجلة وكل الخطاب السياسي الداخلي الذي يطلق اليوم يخدم تمرير الوقت لا اكثر، حتى ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تحدث بالكثير من الهدوء عن الميدان معتبرا، بما معناه، ان وقت المفاجآت لم يبدأ بعد، وان على نتنياهو انتظارها، وهذا يؤكد ان المرحلة الحالية ستطول، حتى ان تجاوب الرئيس نبيه بري مع اقتراحات "الخماسية" كان اقل من المرات السابقة، ما يوحي بأن مسار التفاوض سيكون صعبا وشاقاً..
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حتى ان

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: جبهة داخلية متماسكة .. أمن واستقرار

أدرك شعب مصر العظيم، أن البلاد في خطر مستدام، وفي مواجهة مقذوفات مدفعية نيران شائعات أصحاب الأجندات، التي تطلقها كتائبها العميلة، على مدار الساعة، بصورة متوالية، عبر بوابات متنوعة ممولة؛ كي تستهدف تشويه الوعي المجتمعي؛ بغرض أن تنفك الروابط بين فئات هذا المجتمع الكبير، ويصبح مشتتًا ما بين رؤى ضبابية، وإحباط مستمر؛ نتيجة لكثافة السموم المدسوسة، والمغلفة بأخبار مكذوبة، تبثها جماعات معلوم لدينا غاياتها الخبيثة.


الشعب الأبي استوعب الدرس جيدًا، منذ أن قامت الدعوات، منادية بهدم مؤسسات الوطن، وإقامة خلافات بتوجهات ايدولوجية، تعمل عليها أصحاب الأيدي الخفية، منذ أمد بعيد؛ فاختار الشعب حريته ورفض، واستنكر كل محاولات الوقيعة، بين مكون نسيجه من جهة، وبين مؤسساته الوطنية، وقيادته السياسية، من جهة أخرى؛ فازدادت اللحمة، وقوى الرباط، وتبددت جهود مغرضة، وذهبت أدراج الرياح.


القيادة السياسية منذ أن تولت، استهدفت أمرين عظيمين، الأول منهما بناء الدولة، وانتظام ديمومة مؤسساتها، والعمل الجاد في تطويرها، وإعادة تأهيلها، والأمر الثاني الأكثر ضرورة، العمل الممنهج من أجل بناء إنسان، يدرك ماهية الوطن والمواطنة، ويمتلك مقومات الشراكة اللازمة لبناء الدولة، وفق ماهية قيمتي الولاء والانتماء؛ ليصبح الإعمار آلية مستدامة، وتصير النهضة بقطارها دون توقف؛ ومن ثم يحافظ الشعب بأكمله على مقدراته، مهما تعالت التحديات، وتفاقمت الأزمات، وارتفعت وتيرة التوترات، الإقليمية منها والعالمية.


في خطابات عديدة للرئيس، صاحب الرؤى المستنيرة، والفكر الاستراتيجي طويل المدى، أكد على أهمية تماسك الجبهة الداخلية المصرية؛ فبها يتحقق الأمن والأمان، ومن خلالها لا يستطيع كائن من كان، أن ينال من هذا الوطن العظيم، وعبرها قوتها تستثمر الطاقات، وتعلو الهمم والإرادة؛ فلا يستطيع أن يؤثر في وجدان هذا الشعب المغوار، أصحاب راية الفتن، وساكبي الزيت على النار؛ فمصر بفضل الله – تعالى - أبية قوية، منيعة، عصية، بشعبها وشبابها الواعي، القادر على حفظ مقدراتها أبد الدهر.


جبهة مصرية الداخلية مُتماسكة، تتناغم رؤيتها مع من في الخارج من المصريين؛ فتشكل سيمفونية معزوفة وطنية، لا مثيل لها في العالم بأسره؛ فمن يروج الشائعات عبر منابرها سريعة الانتشار، لن يناله إلا النصب، ولن يحقق مآرب، أضحت مفضوحة مكشوفة للقاصي والداني؛ فقد صار شعبنا العظيم بكافة طوائفه، لديه مناعة ضد شائعات أهل الشر؛ حيث الوعي المجتمعي، القائم على حرص مؤكد في الحصول على المعلومات والبيانات، من مصادرها الرسمية بالدولة، ورؤى العين التي لا ترصد أو تشاهد أمامها إلا تقدمًا وازدهارًا، كل مشرق شمس، في كافة مشروعات الدولة القومية، كل ذلك خلق وجدانًا يعشق تراب الوطن، ولا يتقبل دعوات خبيثة، تستهدف النيل منه ومقدراته الغالية.


الرئيس أشاد وثمن إدراك الشعب للتحديات المحيطة بالوطن، وأكد على أن الإعمار منهج لحياة المصريين؛ فلديهم تاريخ عريق تليد دال، وحضارة مليئة بالإنجازات، التي يفخر بها كل مصري في الداخل والخارج؛ لذا يعشق الشعب العظيم ماهية الوحدة، وتراه يصطف في غمضة عين مع قيادته السياسية من أجل وطنه؛ فلا مكان للجور على مقدراته، ولا سعة لمن يحاول إضعاف العزيمة أو ثقته في القيادة السياسية ومؤسسات الدولة؛ فهدفه السامي حدد في نهضة رأى أنها مستحقة له، ولأجيال تلو أخرى.


شعبنا العظيم، وقيادته الرشيدة، ومؤسسات الوطن، تأكد لديهم، أن السعي تجاه تغيير خريطة العالم، بات أمرًا وشيكًا؛ ومن ثم لا منزع، ولا مجال، عن تماسك للجبهة الداخلية، التي تدحر كافة محاولات التغيير، التي يستهدفها المغرضين، في مختلف أرجاء الأرض؛ لذا أضحى الدفاع عن الوطن، وصون ترابه، فرض عين على كل المصريين، دون استثناء أو تمييز؛ فهذا معتقد راسخ في الوجدان منذ فجر التاريخ؛ فقوة النسيج هو ما حقق ماهية البلد الأمين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك شعب مصر الوعي المجتمعي بناء الدولة

مقالات مشابهة

  • ترامب يواجه ثورة يهودية داخلية: لا تستغلنا لقمع الآخرين
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: جبهة داخلية متماسكة .. أمن واستقرار
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • الطالبي العلمي: “الأحرار” الحزب واعٍ بالضغوط السياسية والهجمات التي تستهدفه ويقود الحكومة بثقة
  • «حزب صوت الشعب» يردّ على وزير داخلية النيجر: احترام سيادة ليبيا ضرورة
  • احذروا القوي السياسية التي تعبث بالأمن
  • تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
  • حماس تعلن استعدادها لهدنة طويلة وتعتبر سلاحها خطا أحمر
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)