التطورات الميدانية التي تشهدها جبهة جنوب لبنان بعد تصعيد"حزب الله"ضرباته الصاروخية والتكتيكية، تجعلُ من كتائب "القسام" - الجناح العسكري لحركة "حماس"، والفصائل الأخرى معها، أمام مشهدية جديدة عنوانها "إختيار نوع الضربة المؤثرة في ظلّ عمليات نوعية يؤديها حزب الله".

الأمرُ هذا يُفسره أحد الباحثين المعنيين بمتابعة شؤون "حزب الله" والذي يقول لـ"لبنان24" إنّ مبدأ الضربات في جنوب لبنان اختلف تماماً مع تقدم المعركة، مشيراً إلى أن التكتيكات التي يعتمدها الحزب خلال شنّ هجماته ضدّ المواقع الإسرائيلية يجعل الأطراف الأخرى في موقعٍ "ضعيف عسكرياً"، أو بالأحرى "غير القادر على إسداء ضربات مماثلة".



إنطلاقاً من هذه النظرية، يوضح المصدر أنّ ضربات "حزب الله" في الوقت الراهن، بالتقنيات التي يعتمدها، تحمل وجهين أساسيين: الأول وهو أن الحزب بات يفرض معادلات مواجهة جديدة تغيرت وتبدلت قياساً مع شروط المعركة والتصعيد الإسرائيلي، فيما الأمر الثاني يتصلُ بنقطة مهمة جداً وهي أن تلك العمليات تساهم إلى حد ما في التغطية على أي خطوة قد يُقدم عليها فصيل آخر، لأنه سيجدُ نفسه غير مؤثرٍ، إن كان من الناحية العسكرية أو الإستراتيجية.

الأمر الثاني المذكور هو الذي يطغى بشدة على مشهديّة المعركة، ويقول المصدر إن "حزب الله" قد يستفيد من هذا الأمر لبسط السيطرة الكاملة على ميدان الجنوب، ويضيف: "على سبيل المثال، فإن حزب الله بات الآن يشنّ غارات جوية بواسطة طائرة مسيرة، والدليل على ذلك هو ما شاهدناه من خلال قصف موقع إسرائيلي في المطلة قبل أيام، إذ أطلقت الطائرة صواريخ روسية S5 باتجاه هدف إسرائيلي قبل أن تفجر نفسها. أمام هذا الحدث، ماذا ستفعل كتائب القسام أو غيرها من الفصائل الأخرى؟ هل من عمليات أخرى ستكون بذات التأثير والقدرات؟".

وتابع: "في الأصل، إن أرادت حماس تنفيذ أي عملية من لبنان، فإن سقف الإستهدافات التي ستؤديها سيتمثل بقصف موقع إسرائيلي قريب، فالأسلحة الصاروخية الموجودة بحوزتها لا تسمحُ لها بأكثر من ذلك كما أنهُ لا سلاح ثقيلا بحوزتها أو طائرات مُسيرة كتلك التي يمتلكها حزب الله".

إستنزاف

ما يجري الآن على صعيد فصائل "حماس" والجماعة الإسلامية وغيرها هو أنّ هناك مساعٍ لإيجاد خُططٍ محورية تساهم في التحضير لهجماتٍ مؤثرة ويكون لها صدى أقله على الجانب الإسرائيلي. ضُمنياً، هذا الأمر قد لا يكونُ سهلاً، ويقول مصدرٌ قياديّ فلسطينيّ لـ"لبنان24" إن "إغتيال إسرائيل للمسؤول البارز في حركة حماس صالح العاروري، أدى إلى الكثير من التبدلات داخل أروقة الحركة في لبنان، كما ساهم في تشتيت قوى عديدة في صفوفها"، وأضاف: "كان العاروري مُشرفاً على خُطط مركزية لكتائب القسام في لبنان، علماً أن بعض القادة الميدانيين التابعين لحماس في لبنان يتمتعون بخبرة عسكرية كبيرة لكن البحث عن التأثير هو الطاغي بشكل أكبر".

ما يُسلط الضوء على "حماس" في لبنان خلال الوقت الراهن، هو الإستهدافات الإسرائيلية التي تطالُ قادتها وآخرهم كان شرحبيل السيد في البقاع. المسألة هذه، بحسب مصدر معني بالشؤون العسكرية، هي التي تعطي "حماس" الزخم الأكبر لمواصلة نشاطها إنتقاماً مما يقوم به العدو، لكن المسألة تتعلق بـ"الإستنزاف" الذي تواجهه الحركة بسبب تصفية "عقول مؤثرة" داخلها، مثل السيد وهادي مصطفى الذي قتل بغارة إستهدفت سيارته قبل أكثر من شهر في مدينة صور.

المشهدية هذه ككل قد تقودُ "حماس" وحلفاءها من الفصائل الأخرى إلى ضبط عملياتها وتراجعها أكثر فأكثر وصولاً إلى "الهدوء النسبي" إلى أن تحين الفرصة للعودة مُجدداً. على هذا المبدأ تعمل الحركة الآن، بحسب ما يقول المصدر، خصوصاً أن الضربات التي تسعى لتنفيذها يجب أن تكون مُوجعة بالنسبة للإسرائيليين انتقاماً لرفح في غزة، والتي تشهدُ معارك ضارية بين "حماس" والجيش الإسرائيليّ.

في حصيلة الكلام، فإنّ ما يتبين من مسار المعارك الحالية هو أنّ نطاق تحركات الجماعات العديدة على صعيد جبهة جنوب لبنان مثل "حماس" و "الجماعة الإسلامية"، بات يتراجع تدريجياً.. فهل سيتحول هذا الأمر إلى "إنكفاء تام"؟ الأيام المقبلة كفيلة بكشف ما سيجري...
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

رسالة في بريد من يعنيه الأمر

* الإسلاميون لم يشاركوا في معركة الكرامة بناءاً على طلب من أحد و لم و لن يستأذنوا أحداً للقيام بواجبهم في الدفاع عن دينهم و شعبهم و وطنهم و بحمد الله هم الآن يشاركون في كل الجبهات و المحاور مع غيرهم من أبناء السودان و ينتظمون في صفوف قوات الإحتياط و المقاومة الشعبية ، و يبلون بلاءاً حسناً في ميدان الدفاع السياسي و الإعلامي و العمل المدني !!

* الإسلاميون و بإستجابة ذاتية و قبل أن تستنفرهم قيادتهم ذهبوا منذ الأيام الأولى لإندلاع حرب المليشيا و شركائها في الداخل و الخارج إلى وحدات و مواقع القوات المسلحة و وضعوا أنفسهم و كل خبراتهم و تجاربهم تحت إمرتها و تصرفها رغم تمنُّع قادة بعض الوحدات و لكنهم صبروا على المضايقات و بذلوا جهدهم و خبرتهم حتى اقتنع بهم هؤلاء القادة !!

* الإسلاميون لم يرفعوا رايات خاصة بهم في معركة الكرامة و لم يقاتلوا خارج صف القوات المسلحة و القوى المساندة لها بل إنصهروا معها تماماً القدم حذو القدم و الخطوة حذو الخطوة و الخندق حذو الخندق !!

* الإسلاميون و رغم ما بذلوه من عرق و دماء و تضحيات و شهداء و جرحى و أسرى و مفقودين في كل معارك الوطن السابقة و الحالية لم يطلبوا ثناءاً و لا شكراً من أحد و لم و لن يمتنوا على شعبهم فهم ينتظرون الثواب و الأجر من الله وحده !!

* الإسلاميون و رغم الظلم الواقع عليهم فإنهم يقومون بأدوار كبيرة في مختلف المجالات خدمة لشعبهم و وطنهم بعيداً عن الإعلام سيسجلها التأريخ و سيعرفها شعبنا عندما يتم الكشف عنها !!

* الإسلاميون لن يتركوا مواقعهم في جبل الرماة و لن يستجيبوا للإستفزازات مهما عظمت أو تكررت فهم يوفون ببيعة بينهم و بين ربهم و بينهم و بين من سبق من إخوانهم الشهداء و هم مترعون بحب دينهم و شعبهم و وطنهم !!
الله أكبر و العزة لله و لرسوله و للمؤمنين
الله أكبر و النصر لقواتنا و شعبنا
سوار
20 نوفمبر 2024

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تخسر أكثر من 40% من الأراضي التي استولت عليها في كورسك
  • نديم الجميّل: حزب الله انتهى عسكريا
  • حزب الله يستهدف 11 تجمعا عسكريا إسرائيليا وإصابة جنود يونيفيل جنوبي لبنان
  • مقتل 83 عسكرياً صهيونياً منذ بدء العمليات العسكرية بجبهة لبنان
  • الفلسطينيون يرحبون بأوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين  
  • لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن حملها على صواريخ مثل MIRV التي ضربت أوكرانيا
  • عون لهوكشتاين: حزب الله شارك بحماية الفاسدين وحربه دمرت لبنان
  • وزير خارجية إيران: المقاومة في لبنان كيان مستقل
  • رسالة في بريد من يعنيه الأمر
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي