لبنان ٢٤:
2025-03-21@02:40:11 GMT

أسئلة بريئة وخبيثة تسبق مجيء لودريان

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

أسئلة بريئة وخبيثة تسبق مجيء لودريان

كثيرة هي الأسئلة التي تسبق مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان. ومن بين هذه الأسئلة ما هو بريء، ومنها ما هو خبيث. لكن كلاهما يبدوان محقّين في نظر الجهة التي تطرح تلك الأسئلة، التي يعتقد كثيرون أنها ستبقى من دون إجابات واضحة، وذلك بسبب كثافة الدخان المتصاعد من الجنوب المثخن بالجراح نتيجة القصف الإسرائيلي الجبان، والذي هو رجع لصدى الاعتداءات اليومية في حق أطفال غزة، والتي كانت الأعنف بعد قرار محكمة العدل الدولية بإجبار تل أبيب على وقف اعتداءاتها على رفح، وكان حري أن يُقال وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة كله وعلى القرى الجنوبية، التي تساوت مآسي أهلها بأهل غزة الصامدين.

ومن بين هذه الأسئلة البريئة يأتي السؤال المحوري، الذي تطرحه أغلبية الشعب اللبناني، وقد تحدّد الإجابة عنه مسار المهمة الجديدة للورديان في زيارته السادسة للبنان، ومدى نجاحها أو فشلها، وهو التالي: هل تستطيع فرنسا إقناع "حزب الله" بأن فصل الأزمة اللبنانية، وبالتحديد الأزمة الرئاسية، عن مسار ما يحصل في غزة، هو الخيار الأفضل للبنان على المديين القريب والبعيد، وهل في إمكان باريس إحداث الخرق المطلوب رئاسيًا بمعزل عمّا تريده واشنطن وتعمل له، وإن كان التنسيق قائم بينهما على مستوى سفيري بلديهما في لبنان من ضمن عمل "اللجنة الخماسية"؟ وقبل طرح السؤال الأول جاء الجواب في كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في مناسبة عيد التحرير، فكان جوابه واضحًا وردًّا على كل الأسئلة التي يمكن أن تطرح على "حارة حريك"، بالنسبة إلى موقفها من مسألة الفصل بين العمليات التي تنطلق من الجنوب ضد الجيش الإسرائيلي في إطار ما يُسمّى بحرب الاسناد أو المشاغلة، وهو قالها في شكل نهائي وحاسم وجازم بأن عمليات "المقاومة الإسلامية" التي تلحق بالعدو خسائر فادحة لن تتوقف ما دامت الحرب على غزة مستمرّة وقائمة. أمّا الجواب عن السؤال البريء الثاني فجاء من "عين التينة"، حيث نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري كلام قاله لزواره، وفيه أنه متمسك بالحوار، الذي دعا إليه أكثر من مرّة، وهو يختلف كثيرًا عمّا أسمته "اللجنة الخماسية" في بيانها الأخير، "مشاورات" فهمها كل فريق على ذوقه ووفق ما تقتضيه مصلحته، مؤكدًا أن لا رئيس للجمهورية إن لم يسبقه حوار شامل وموسع، على أن يطرح كل فريق على طاولة هذا الحوار أفكاره وهواجسه ومرشحه الرئاسي. فإذا تمّ التفاهم على تسوية رئاسية جامعة تُدعى الهيئة العامة لمجلس النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة لترجمة ما تمّ التوافق عليه في الجلسات الحوارية في صندوقة الاقتراع، والتي سينتج عن عملية التصويت انتخاب رئيس جديد للجمهورية بتوافق جميع المكونات السياسية في البلد. أمّا إذا لم يتوصّل المتحاورون إلى قواسم رئاسية مشتركة فيدعى النواب إلى جلسة مفتوحة وبدوارت متتالية، وليفز المرشح الأوفر حظًا، والذي يستطيع أن يحصل على 65 صوتًا في أي جلسة بعد الجلسة المفتوحة الأولى.    
أمّا الأسئلة غير البريئة التي يطرحها عدد من السياسيين اللبنانيين فهي تتمحور حول الدور الفرنسي بالذات، إذ يقول هؤلاء للرئيس ايمانويل ماكرون ولغيره من الرؤساء، الذين يسعون، وكل وفق ما يراه منسجمًا مع مصلحة بلده في المنطقة، أن اللبنانيين قادرون على حلّ مشاكلهم بأنفسهم، خصوصًا إذا ما رُفعت عنهم التدخلات الخارجية، التي تملي إرادتها على بعض الذين يتماهون معها، سياسيًا ومصلحاتيًا. ولكن، على ما يبدو، فإن طارحي هذه الأسئلة قد سها عن بالهم أن لودريان بذاته قال لهم ولغيرهم من اللبنانيين، وكرره أكثر من مرة، وهو أن لا أحد من الدول الشقيقة أو الصديقة قادرٌ على مساعدتهم إن لم يساعدوا هم أنفسهم أولًا.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أسئلة متخيلة لموقف عربي وجودي

(1)

أصبحت دولة الكيان الإسرائيلي خطرا يتربّص بكل الدول العربية دون استثناء، ويبدو أنه لا يمكن إيقاف جنونها، ومن ورائها تقف الولايات المتحدة الأمريكية، بكل ثقلها، وعدتها، وعتادها، وأموالها، ومعداتها، وأسلحتها، وجنودها، وتقنيتها، وهي مستعدة دون تردد أن تضحي بكل عربي، أو دولة، أو منظمة عالمية من أجل سواد عيون ربيبتها الصهيونية التي تستمد منها بقاءها، وعبثيتها، وغطرستها، وجرائمها التي فاقت النازية بمراحل.

عليك الاختيار -عزيزي القارئ- إحدى الإجابات التالية حول تخيّلك لرد الفعل العربي تجاه ذلك:

أ- هل ستظل الدول العربية تقدم التنازلات لإسرائيل، ولأمريكا إلى ما لا نهاية؟

ب- هل ستقف الدول العربية موقفا حازما ولو لمرة واحدة، وتقول «لاااا» فـي وجه الولايات المتحدة؟

ج- هل سيظل الوضع إلى ما هو عليه حتى يتم تصفـية القضية الفلسطينية، واللبنانية، والسورية، وبقية القضايا التي تشكّل صداعا لـ«إسرائيل»؟

(2)

ضربت إسرائيل أطنابها فـي الجولان السورية، وهي تتمدد بكل أطرافها فـي أنحاء «الجمهورية العربية»، وتدمر كل شيء دون أي خوف، أو قلق، بينما يتفرج العرب على دولة محورية وهي تؤكل دون أن يحركوا ساكنا، تُرى:

أ- هل ستنتفض الجيوش العربية وتتحرك كي تقف فـي وجه «إسرائيل» قبل فوات الأوان؟

ب- هل ستصدر الجامعة العربية بيانا يندد ويشجب التصرف العدواني للكيان الغاصب؟

ج- هل سيتخذ العرب وضع «اعمل نفسك ميّت»، وكأن شيئا لا يحدث؟

(3)

لنتخيّل أن إسرائيل قامت باستخدام القنبلة الذرية ضد إحدى الدول العربية، تُرى ماذا سيكون رد الفعل العربي حينها:

أ- هل ستثور الشعوب العربية، والحكومات، ويصطفون صفا واحدا ليقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا العدوان الوجودي الذي لا يقبل مجالا للشك؟

ب- هل سيعقدون اجتماعا ينددون، ويأسفون، ويدينون بأشد عبارات الإدانة الاعتداء الغاشم ضد دولة عضو منهم؟

ج- هل سيمزقون اتفاقيات السلام، ويقطعون الغاز، والشراكات، والتعاون الثنائي بينهم وبين دولة الاحتلال، ويفعّلون اتفاقية «الدفاع العربي المشترك»؟

(4)

لو قامت إسرائيل باغتيال مسؤول كبير فـي دولة عربية، يزور دولة عربية أخرى، فـي اجتماع عالي المستوى تحضره جميع الدول العربية، ماذا سيكون رد الفعل العربي:

أ- سيطلبون عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث تداعيات الحادث (الاجتماع الطارئ ـ عادة ـ يعني فـي العُرف العربي بعد عدة أسابيع أو أشهر).

ب- ستثور حرب عالمية ثالثة بسبب هذا الحادث الشنيع.

ج- سيذهبون إلى البيت الأبيض، ليشتكوا تهوّر «الثور الأسود».

(5)

اليوم عاد القصف العشوائي إلى «غزة»، بعد فترة من الهدوء الحذر، بعد أن أخذ «نتنياهو» الضوء الأخضر من حليفه الودود «ترامب» لإبادة الشعب الفلسطيني، والقضاء على أي بذرة لقيام دولة فلسطينية، وذلك لإنقاذ حفنة من الأسرى الإسرائيليين، حتى ولو كان ذلك على حساب حياة ملايين الفلسطينيين، فـي هذا المشهد المشحون، كيف تتخيّل الموقف العربي:

أ- سيحافظ العرب على «حيادهم»، ويواصلون مساعي وقف إطلاق النار، ونقل رسائل لا جدوى منها.

ب- سيعقدون اجتماعهم المعهود للإدانة، ويختلفون على صيغة البيان، حتى لا يزعجوا إسرائيل، أو يوقظوا غضب أمريكا عليهم.

ج- سيغضبون ولو لمرة واحدة، ويطردون سفراء الاحتلال، ويقطعون النفط عن أمريكا، ويعلنون الحرب على إسرائيل؟

(6)

تلك مجموعة مواقف متخيلة، غير بعيدة الحصول، أجوبتها للأسف معروفة سلفا، وسط ضعفٍ عربي لا يمكن وصفه بالكلمات، وعربدة لا حدود لها للكيان الغاصب، وموقف أمريكي غير مبالٍ لأي رد فعل عربي، لأن العرب، لسوء حظهم اختاروا أن يكونوا فـي آخر صفوف العالم، والسؤال الأهم: «كيف يمكن الاعتماد على دولة غير محايدة مثل الولايات المتحدة لأن تكون طرفا عادلا فـي حل قضايا العرب الوجودية؟».

مقالات مشابهة

  • من أورتاغوس.. هذا مضمون الرسالة التي وصلت إلى الرئاسات الثلاث
  • رجّي استقبل وفداً من مجلس التنفيذيين اللبنانيين في المملكة العربية السعودية
  • فيديو يوثّق عمليات السرقة التي حصلت في حوش السيد علي
  • أسئلة متخيلة لموقف عربي وجودي
  • جاوب على السؤال واكسب 300 ألف جنيه.. موعد عرض برنامج مدفع رمضان والقنوات الناقلة
  • حين يرتفع الدخان وتبقى الأسئلة..
  • قائد القطاع الغربي في اليونيفيل: تعاوننا مع اللبنانيين مفتاح السلام
  • توقيع اتفاقية تعاون بين اتحاد المهندسين اللبنانيين وBerytech
  • مي كساب تنسحب غاضبة بعد استفزازها على الهواء مباشرة
  • تجدد العدوان على غزة في 5 أسئلة