تحذيرات من زراعة هذا النوع من “الأرز”
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
تاق برس – وكالات
حذر علماء من أن قرار محكمة بمنع زراعة محصول الأرز الذهبي المعدل وراثيا في الفلبين قد يكون له عواقب كارثية. ويقولون إن عشرات الآلاف من الأطفال قد يموتون في أعقاب الحكم، وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان”.
وأصبحت الفلبين أول دولة، في عام 2021، توافق على الزراعة التجارية للأرز الذهبي، الذي تم تطويره لمكافحة نقص فيتامين أ، وهو سبب رئيسي للإعاقة والوفاة بين الأطفال في أجزاء كثيرة من العالم.
لكن الحملات التي قامت بها منظمة السلام الأخضر ومزارعون محليون الشهر الماضي أقنعت محكمة الاستئناف في البلاد بإلغاء تلك الموافقة، بحجة أن الأرز الذهبي لم يثبت أنه آمن، وأن المحكمة أيدت هذا الادعاء، وهو القرار الذي رحبت به منظمة السلام الأخضر باعتباره “انتصارا هائلا”.
ومع ذلك، يقول العديد من العلماء إنه لا يوجد دليل على أن الأرز الذهبي خطير بأي شكل من الأشكال. والأهم من ذلك، أنهم يجادلون بأنه منقذ للحياة.
وقال البروفيسور، متين قائم، من جامعة بون، وعضو المجلس الإنساني للأرز الذهبي، الذي يروج لهذا المحصول، إن “قرار المحكمة كارثة”. وتابع “إنه يتعارض تماما مع العلم، الذي لم يجد أي دليل على أي خطر مرتبط بالأرز الذهبي، وسيؤدي إلى وفاة الآلاف من الأطفال”.
ومن المقرر أن تطعن الحكومة الفلبينية في هذا القرار، ويقول خبراء بالزراعة إنه من المحتمل أن يتم إلغاء قرار المحكمة في وقت ما في المستقبل القريب. لكن من المرجح أن يكون لهذه الانتكاسة تأثيرات عميقة. وكانت بلدان أخرى مثل الهند وبنغلاديش، حيث ينتشر نقص فيتامين أ على نطاق واسع أيضا، تفكر في زراعة الأرز الذهبي، ولكن من المرجح الآن أن يتعثر ذلك.
وقال أدريان دوبوك، عضو آخر في المجلس: “الوضع مقلق للغاية”. وتابع “إن زراعة الأرز الذهبي لم تكن من أجل الربح. لم يكن أحد يحاول السيطرة على ما يزرعه المزارعون أو السيطرة على ما يأكله الناس. لقد تم القيام بذلك لإنقاذ الأرواح”.
وذكرت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في تقرير منشور بشهر يناير عام 2014، أن الأرز الذهبي هو محصول معدل وراثيا لتوفير فيتامين أ لمئات الملايين من البشر.
وأكد الدكتور، إنجو باتريكوس، المخترع المشارك في مشروع الأرز الذهبي، خلال كلمة ألقاها بالجامعة حينها أن “نقص فيتامين أ هو واحد من أكبر وأخطر المشكلات الصحية في العالم”، وأن “التكلفة الاجتماعية والاقتصادية لهذه المشكلة هائلة”.
والأرز الذهبي هو محصول معدل وراثيا تم تعديله لتوفير فيتامين أ لمئات الملايين من الناس في العالم النامي، وقد تعطل لأكثر من عقد بسبب الضوابط الشديدة المفروضة على إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيا، وفقا للجامعة.
تحذيراتزراعة الأرز الذهبيالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: تحذيرات
إقرأ أيضاً:
أمين عام رابطة العالم الإسلامي: “رُهاب الإسلام” يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية و ممارساته الخطرة
مكة المكرمة- واس
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن (رُهاب الإسلام) يأتي في مقدمة النماذج المُقلِقة لتصاعد خطاب الكراهية وممارساته الخطرة، وأنه لا يضر المسلمين وحدهم، بل يعزز التطرف والانقسامات داخل المجتمعات ذات التنوع الديني.
وأشار إلى أن (رُهاب الإسلام) يُعد -وفق مفاهيم الكراهية- في طليعة مهدِّدات تحقيق المواطنة الشاملة، التي تنص عليها الدساتير المتحضرة والقوانين والمبادئ والأعراف الدولية، منبِّهًا إلى ما أدى إليه من أضرار وجرائم ضد المسلمين، لا تزال تمارس حتى اليوم بتصاعد مقلِق، وذلك وفق الإحصائيات الموثوقة، إضافة إلى عدد من حالات تهميش بعض المجتمعات المسلمة، وعرقلة اندماجها، أو منعها من الحصول على حقوقها الإنسانية.
جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد العيسى، خلال استضافة الجمعية العامة للأمم المتحدة، في مقرّها بنيويورك له؛ ليكون متحدثًا رئيسًا لإحياء اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.
وعقد العيسى في إطار استضافته من قبل الجمعية، مباحثات ثنائية مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ، تناولت ما بات يعرف بـ “رُهاب الإسلام”، وعددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتؤكد دعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي للحضور، وإلقاء كلمة الشعوب الإسلامية “حضوريًا”، في مقرّ الأمم المتحدة، ثقلَ الرابطة الدولي، وما تحظى به من احترام في كبرى المنظمات في العالم، وتأتي الدعوة اعترافًا بتأثير الرابطة في مكافحة “الإسلاموفوبيا” وخطابات الكراهية عمومًا، وبجهودها وتحالفاتها الدولية الواسعة في هذا السياق.
وفي كلمته الرئيسة تحدَّث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بإسهاب عن أسباب نشوء (رُهاب الإسلام)، كما شدّد على أن المسلمين الذين يناهزون اليوم نحو ملياري نسمة، يمثلون الصورة الحقيقية للإسلام، وهم يتفاعلون بإيجابية مع ما حولهم من العالم بتنوعه الديني والإثني والحضاري، منطلِقين من نداء الإسلام الداعي للتعارف الإنساني، كما في القرآن الكريم؛ إذ يقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)).
وشدَّد على أن (رُهاب الإسلام) ليس قضية دينية فحسب، بل هو قضية إنسانية تهدّد التعايش والسلم المجتمعي العالمي، مضيفًا: “وعندما نتحدث من هذه المنصة الدولية لا ندافع عن الإسلام وحده، بل ندافع كذلك عن المبادئ الإنسانية”.
وأضاف العيسى:”ولذلك نقول:”لا” لجعل أتباع الأديان في مرمى الكراهية والعنصرية والتصنيف والإقصاء، و”لا” للشعارات الانتخابية المؤجِّجة للكراهية، و”لا” لمن يزرع الخوف ليحصد الأصوات، و”لا” للسياسات التي تبني مستقبلها على الخوف والانقسام، و”لا” للإعلام الذي يغذي العنصرية، و”لا” للمنصات التي تروج للفتنة، و”لا” للأكاذيب التي تزور الحقائق، وأيضًا “لا” لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان، و”لا” للمتطرفين الذين يخطفون الدين، والإرهابِ الذي يشوه حقيقة الدين، وفي المقابل “لا” لمن يرفض أن يرى الحقيقة”.
وتابَع: “كما نقول أيضًا: “لا” للخوف من الآخر لمجرد اختلافه معنا في دينه، أو عرقه، فمن يتفق معك في الدين أو العرق قد تكون لديه مخاطر على مجتمعه الديني أو العرقي تفوق أوهامك حول الآخرين”.
وحمَّل الشيخ العيسى المجتمعَ الدوليَّ مسؤولية بناء عالم يسوده التسامح والمحبة، مؤكِّدًا في الوقت ذاته أن على مؤسساته التعليمية والثقافية، مسؤولية أداء دور حيوي وملموس في تعزيز الوعي حاضرًا ومستقبلًا، وبخاصة عقول الصغار والشباب.
بعد ذلك توالت كلماتُ وفود الدول الأعضاء في الأمم المتحدة متحدثة بالنيابة عن جهود مؤسساتها الحكومية في محاربة “الإسلاموفوبيا”.