ناقد فني: ميشيل المصري أبدع في الألحان الدينية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
أكد الناقد الفني أشرف عبد الرحمن أحد تلامذة الموسيقار الراحل ميشيل المصري، أنه ارتبط بالموسيقار من خلال شقين، إحداهما؛ أثناء الدراسة فكنت أحد تلاميذه، والثاني، "أنا كنت عضو في الكنترول، فكنت أخذ الورق واروحله البيت كثير وأجلس معاه ونتناقش في حياته".
وأضاف عبد الرحمن، أن تجربة السفر التي خاضها الموسيقار جعلته يبتعد عن الحياة في مصر، لكنه أثرى الحياة الموسيقية في الوطن العربي.
وتابع؛ "يعتبر ميشيل المصري، رمز للوحدة الوطنية، حيث أبدع في الألحان الدينية، فقد كان لديه، روحانيات جميلة جدًا، فضلًا عن أنه رسام تشكيلي وفنان موهوب.
الموسيقار ميشيل المصري ولد في القاهرة عام 1933، كان والده تاجرا يهوى الاستماع إلى الموسيقى والغناء ولكنه كان يعارض بشدة اتجاه ابنه إلى الفن بأية صورة من الصور وكان ميشيل محبا للرسم والموسيقى.
التحق سرا أيضا بمعهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة بالقاهرة وفى عام 1949 التحق ميشيل بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية.
كون ميشيل فرقة موسيقية من خمسة وعشرين عازفا كان لها نشاطها فى الحياة الموسيقية المصرية.
اتجه ميشيل المصرى إلى التوزيع الموسيقى لأعمال كبار الملحنين المصريين والعرب، وبعد ذلك اتجه إلى التأليف الموسيقى فى العديد من المجالات فكتب الموسيقى لخمسة عشر فيلما روائيا مصريا كما كتب الموسيقى لسبعة وعشرين مسلسلا تليفزيونيا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
أيوب طارش والتواشيح الدينية في اليمن
يمن مونيتور/العربي الجديد
مع دخول شهر رمضان، تتحول مجالس اليمنيين خلال ليالي هذا الشهر إلى مجالس للذكر وترديد التواشيح والابتهالات.
يحتل التوشيح أو الغناء الديني في اليمن مكانةً نتيجة عاملين: أصالة وتفوق وتنوع مدارس الغناء اليمني، إضافةً إلى مكانة الدين لدى اليمنيين. يحضر هذا الفن في مجالس الذكر والمناسبات الاجتماعية أيضاً، كالأعراس، والعزاءات، والمناسبات الدينية، ويؤدى فردياً أو جماعياً.
يمثل التصوف في حياة الفنان اليمني أيوب طارش عبسي، وفي مسيرته الغنائية، قيمة ثرية، تضاف إلى رصيده فناناً ملتزماً. أيوب طارش من أبرز الفنانين الذين مثلوا إضافة للتوشيح الديني اليمني من خلال الجمع بين الموروث والتجديد، فأنتج عدداً من التواشيح على شكل غناء مصحوب بالموسيقى، ما يمثل إضافة نوعية وتجديداً للتوشيح. أكثر القصائد الدينية التي أدّاها طارش هي من ألحانه وكلمات شعراء معاصرين، إضافة إلى غنائه قصائد تعود إلى شيوخ الصوفية، مثل الشيخ أحمد بن علوان، والشيخ عبد الرحيم البرعي، والشيخ عبد الهادي السودي، والإمام أبي حامد الغزالي.
استعان الفنان اليمني في بعض تواشيحه بالكلمات المتداولة من التراث، واستعان أيضاً ببعض الألحان التراثية في القليل من التواشيح التي غناها، وهي تواشيح متداولة ومتناقلة شفاهياً عبر الأجيال، تستخدم للتضرع والتوسل في المناسبات الدينية المختلفة.
يتربع توشيح “جلاء القلب” (كتب كلماته الشيخ محمد عبد المعطي الجنيد) على رأس التواشيح الدينية لطارش بلحنه الشجي الخاشع. يقول مطلعه: “يا نبياً ما له في الكون مثلُ/ يا حبيباً لي به همٌّ وشغلُ/ عين ذاتٍ عينها روحٌ وعقلُ/ أنت نوري وضيائي/ لك حبي وولائي/ في فنائي وبقائي”.
من التواشيح الدينية التي غناها طارش، نذكر “يا رب بهم وبآلائهم” و”ألا يا الله بنظرة” و”يا الله يا رب لاطف عبدك الحائر” و”يا نور برهاني” و”يا رب صل على محمد” و”أنت العزيز” و”يا رب أسألك بالجلالة وصاد” و”لك الحمد” و”أنت العزيز مدد مدد”.
وتبرز رمضانيات أيوب، وهي التواشيح المخصصة لشهر رمضان، ويتربع على قائمتها “رمضان يا شهر الصيام الأوحدِ” من كلمات الشاعر أحمد الجابري. وضمن رمضانياته تبرز أيضاً تواشيح “رمضان هلَّ على الدنيا” و”ثغر الصيام” و”رمضان يا صائمينا”.
الباحث والمحقق الصوفي عبد العزيز سلطان المنصوب، يقول لـ”العربي الجديد”: “إن طارش يحرص على اختيار النصوص الصوفية المميزة التي كتبها الشيوخ الصوفية، حتى يستطيع دمج الكلمة المعرفية الهادفة مع اللحن الإيقاعي الذي يستوحيه من مجالس السماع الصوفي”.
يشير الباحث إلى أن اليمن يحتضن ذخائر متنوعة ومكتنزات فنية هائلة، صاغها شيوخ كتبوا وألّفوا وأبدعوا دواوين الشعر والأدب الصوفي، وشاركهم صانعو الألحان في إبراز أنغام تهفو إليها القلوب. ونجح الحداة في نشر ونقل هذه المعارف والأنغام إلى مساحات واسعة سارت فيها رحالهم، وكانت الزوايا الصوفية قد أثْرَت هذا الجانب، وحافظت على موروث تراثي كبير جذوره ضاربة في أعماق التاريخ، وجغرافيته ممتدة على طول وعرض مساحة اليمن. يوضح المنصوب أن هناك تحديات يواجهها التوشيح الديني في اليمن تبدو في الظروف غير المستقرة التي تعيشها البلاد أمنياً واقتصادياً واجتماعياً، لا تمكّن من التوثيق الجيد والمحافظة على هذا التراث: “صار همُّ الناس مرتكزاً في البحث عن توفير لقمة العيش الضرورية والهجرة من البلاد، ما لا يتيح الفرصة للاهتمام بهذا الجانب وجعلِه معرّضاً للضياع”.