حكاية الدخان الأبيض الرئاسي: من الطائف الى الدوحة وباريس
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
كتب ناجي شربل في "الأنباء الكويتية": حملت لقاءات النواب اللبنانيين في مدينة الطائف السعودية خريف العام 1989 رئيسين للجمهورية من أربعة مرشحين من النواب المشاركين في الاجتماعات، والتي أسفرت عن ولادة «وثيقة الوفاق الوطني اللبناني»، وما تضمنته من تعديلات على الميثاق غير المكتوب الذي قامت عليه جمهورية الاستقلال عام 1943.
انتخب الرئيسان رينيه معوض (بقاعدة القليعات الجوية شمال لبنان)، ثم إلياس الهراوي (بعد اغتيال معوض يوم عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1989) في «بارك أوتيل شتورا» بالبقاع. ونافس في جولتي الانتخاب النائبان جورج سعادة (انسحب بعد الدورة الأولى في القليعات) وادمون رزق (طرح اسمه مرشحا بعد اغتيال معوض).
أربعة من المشاركين في الطائف عادوا مرشحين إلى الرئاسة، ووصل اثنان منهم، الأول اغتيل، والثاني حكم ولاية ونصف الولاية بعد تمديد ولاية السنوات الست لرئيس الجمهورية اللبناني، ثلاثا إضافية للهراوي، وقد تكرر الأمر لاحقا مع خليفته في الرئاسة العماد أميل لحود (1998 – 2007).
من اجتماعات الدوحة، لم يحضر المرشح غير المعلن الذي انتخب رئيسا للجمهورية في يوم عيد التحرير في 25 ايار 2007، قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان. لم يحضر وإن كان عنوان لقاءات الدوحة قبل انعقادها تضمن انتخابه بعد التوافق عليه من قبل الأفرقاء قبل التوجه إلى العاصمة القطرية.
والآن، عشية الجولة المتوقعة من اللقاءات في العاصمة الفرنسية باريس أو غيرها، سيشارك مرشحون محتملون بينهم رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية. في حين يغيب مرشحون مرجح انتخابهم بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، والسفير السابق لدى الفاتيكان المدير السابق للمخابرات في الجيش العميد جورج خوري وآخرون.
في اجتماعات الطائف، لم يكن اسم الرئيس معلوما، وإن كان اسم النائب في «تجمع النواب الموارنة المستقلين» رينيه معوض مطروحا، بعد تعثر انتخاب الرئيس السابق سليمان فرنجية ثم النائب مخايل الضاهر على التوالي في أغسطس وسبتمبر 1988، ورغبة قسم كبير من النواب والأفرقاء السياسيين في الحيلولة دون تثبيت رئيس الحكومة العسكرية الانتقالية العماد ميشال عون بموقعه في قصر بعبدا منذ انتقل اليه بعد 23 ايلول 1988، بتبديل صفته من دولة الرئيس إلى فخامة الرئيس.
في الدوحة، كان الاتفاق مسبقا على اسم العماد ميشال سليمان، علما ان من نفذ السابع من ايار على الأرض وقتذاك (الثنائي «حزب الله» وحركة «أمل»)، كان يستطيع بسهولة «فرض» اسم النائب (منذ دورة 2005 حتى 2016) العماد ميشال عون.
اللبنانيون الآن غير متفقين على اسم الرئيس العتيد. والتعويل على «مونة» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتكرار مشهد الاتفاق على اسم رئيس، كما حصل في ختام اجتماعات الطائف في تشرين الاول 1989، ثم في الدوحة، خصوصا الجلسة الختامية، ثم انتقاله إلى بيروت وحضور جلسة انتخاب العماد سليمان رئيسا.
لن تكون اللقاءات في باريس أو غيرها سهلة، حيث يذهب الأفرقاء من الداخل اللبناني من دون اتفاق مسبق على اسم الرئيس. وهذا يعني ترك الأمور على غاربها وتساوي المرشحين جميعهم في فرص الوصول إلى قصر بعبدا.
الاتكال على حضور الرئيس الفرنسي الذي سيرمي بكل ما يتمتع به من ثقل سياسي دولي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على اسم
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود
بيروت - أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون خلال لقائه السيناتور الأمريكي روني جاكسون، السبت 22 فبراير 2025، أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من المناطق المحتلة وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين مطلبان لتحقيق الاستقرار على الحدود الجنوبية.
وتماطل إسرائيل في تنفيذ انسحاب كامل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال حربها الأخيرة، كما تماطل في الإفراج عن الأسرى اللبنانيين في تلك الحرب، رغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
ووفق بيان للرئاسة اللبنانية، استقبل عون السيناتور عن الحزب الجمهوري جاكسون، في قصر بعبدا الرئاسي شرق بيروت في حضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون.
وخلال اللقاء، أكد عون أن "الاستقرار في الجنوب وعلى طول الحدود يتطلب انسحاب الإسرائيليين من التلال (الخمسة) التي تمركزوا فيها، وإعادة الأسرى اللبنانيين الذين احتجزوا خلال الحرب الأخيرة".
وشدد على أن "هذا الموقف اللبناني ثابت ونهائي".
ولفت عون إلى أن "الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون، وهو جاهز للتمركز على طول الحدود".
وأشار إلى أن "التعاون قائم بشكل جيد مع القوات الدولية العاملة في الجنوب بهدف تطبيق القرار 1701 وما ورد في الاتفاق (لوقف النار مع إسرائيل) الذي تم التوصل إليه في 27 (نوفمبر) تشرين الثاني الماضي".
وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.
وأكد عون أن "إسرائيل باستمرار احتلالها للتلال خرقت هذا الاتفاق، وعلى الدول الراعية له لا سيما الولايات المتحدة، الضغط عليها للالتزام به كليا بالاتفاق" .
وشدد لجاكسون على أن "الجيش اللبناني يقوم بواجباته كاملة وبالتنسيق مع ’اليونيفيل’، ولا صحة عن كل ما يشاع عن أنه يتهاون في تطبيق ما تم الاتفاق عليه".
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الجاري.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن موعدا رسميا للانسحاب منها.
وتزعم إسرائيل أن بقاءها في تلك التلال نتيجة عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول الخط الأزرق.
طلب زيادة الدعم العسكري
خلال اللقاء مع السيناتور جاكسون، جدد عون كذلك "شكره الولايات المتحدة للدعم الذي تقدمه للبنان، وخصوصا للجيش".
وطالب بـ"زيادة هذا الدعم الذي يعزز من جهوزية الجيش اللبناني عدة وعددا، ويمكّنه من القيام بالمهمات على نحو كامل".
وأعرب عن أمله أن "يلقى المطلب اللبناني التجاوب المطلوب من الإدارة الأمريكية الجديدة ومجلسي النواب والشيوخ".
وخلال السنوات الأخيرة، كثفت دول غربية في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني، في إطار عملها على ترجيح على رفع قدراته في مواجهة تصاعد قدرات "حزب الله" حليف إيران، وفق مراقبين.
وخلال السنوات الأخيرة، تأثرت قدرات الجيش اللبناني وتراجعت موارده نتيجة تداعيات أزمة اقتصادية غير مسبوقة تشهدها البلاد، ترافقت مع انهيار قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية، بجانب تراجع حاد بالقدرة الشرائية.
من جانبه، استهل السيناتور جاكسون اللقاء مع عون بـ"تهنئته على انتخابه" رئيسا في 9 يناير/ كانون الثاني، لينتهي بذلك فراغ رئاسي تجاوز عامين نتيجة خلافات سياسية.
وأكد وقوف الولايات المتحدة إلى "جانب لبنان الذي بدأ يستعيد عافيته بعد دخوله في مرحلة جديدة من الاستقرار على إثر انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة الجديدة" برئاسة نواف سلام في 8 فبراير الجاري.
وشدد على أنه سيعمل مع الرئيس دونالد ترامب وزملائه الشيوخ والنواب "من أجل توفير الدعم المادي والتجهيزي اللازمين للجيش اللبناني الذي يقوم بعمل استثنائي ويلقى الدعم من الجميع داخل لبنان وخارجه".
وأكد السيناتور جاكسون أن "التعاون بين لبنان والولايات المتحدة هو لمصلحة الشعبين اللبناني والأمريكي".
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، ما خلّف 4 آلاف و110 قتلى و16 ألفا و901 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ارتكبت إسرائيل 1010 خروقات له، ما خلّف 79 قتيلا و276 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
Your browser does not support the video tag.