عادل الباز: التسامح وفخ الكراهية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
مقدمة
أود أن أهنئ الأخوة في طيبة برس على (ورشة السياق القانوني لخطاب الكراهية 14-16 مايو 2023)..ذلك لعمري عمل نافع لو انصرف داعموا الجنجويد وحلفائهم لمثل تلك الأعمال المفيدة لكنا الآن على ضفة أخرى.. ولكن… يلا سيبك.!.
تمنيت لو حصلت على كل الأوراق كاملة، ولكن ما حصلت عليه من ملخصات كان مفيداً، فلقد غطت الندوة كثير من الجوانب التي تستحق أن تدرس وتستحق التوقف عندها.
في مفتتح الندوة أشار الأستاذ محمد لطيف (إلى تصاعد خطاب الكراهية وازدياد وتيرته خاصة في ظل الحرب الدائرة الآن حتى بات مهدداً للعيش المشترك).
وإنه لقول حق وهي أول كلمة حق يقولها الأستاذ لطيف فيما ما بعد سقوط أحبابه الانقاذيين.!!.
وقال بروفيسور جمعة كندة في ورقته (نحن جميعاً متورطون في ممارسة خطاب الكراهية بشكل أو بآخر وأن خطاب الكراهية بما أنه تواصل فهو يعبر عن نفسه بأشكال مختلفة كالكلام والايماءة).
وقد صدق بروف جمعة كندة “كلنا متورطون”…مناهضو خطاب الكراهية الآن فى ورشة طيبة برس كان عليهم ممارسة النقد الذاتي لما كان يبث من خطاب كراهية في فترة ما بعد التغيير وتلك واحدة من الفترات التي فاضت بخطاب الكراهية.
الأعضاء فى ورشة طيبة برس متورطون إما بالفعل وإما بالصمت، الآن تذكروا خطورة خطاب الكراهية على العيش المشترك حين بدأ المتنمرين عليهم يسلقونهم بألسنة حداد فشربوا من ذات الكأس الذي كانوا يسقون منها خصومهم الإسلاميين .
كانت أجهزة الإعلام الرسمية تبث سموم خطاب الكراهية في الرأي العام وكان للأسف صديقنا فيصل محمد صالح الصحفي وداعية الحقوق وزيراً للإعلام من عجب هو ذاته اليوم على سدة طيبة برس داعية لمناهضة خطاب الكراهية.. بالله شوف.!!
كنت قد حذرت من السقوط في فخ خطاب الكراهية قبل أربع سنوات من ندوة طيبة برس وتحديدا في May 25, 2020 في مقال منشور بعنوان (التسامح وفخ الكراهية). ولكن وقتها كان أهل الثورة منتشون بانتصارهم فلم يكن هناك من يسمع لدعوتنا لوقف التنمر والعنف والكراهية ، وللأسف لاذ ذات المنتدون اليوم بيوغندا بالصمت تجاه خطاب الكراهية وأفعالها لأن الضحايا وقتها كانوا خصومهم.!! أرأيتم كيف تتبدل المواقف؟ لا أحد يتعظ من التجارب والتاريخ… إنها تدور يا سادة.!!.
أهدي للأخوة في ورشة طيبة برس هذا المقال (القديم/الجديد) وهناك مقال آخر حول “أبلسة الخصوم” سنشره أيضاً بمناسبة انعقاد ندوتهم القيمة في كمبالا. ومزيداً من الورش والندوات المفيدة.
التسامح وفخ الكراهية (1)
1
”كراهية الآخر في السودان، خاصة بين نخبه، لم تقف فقط عند الانفعالات العاطفية العابرة، بل صارت سلوكاً. مثل هذا السلوك اعتبرته المسيحية خطيئة، فقد جاء في إنجيل متى “سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأنا أقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم .
من كتاب منصور خالد ” شذرات وهوامش”
2
الذين حاولوا حقن شعارات ثورة ديسمبر بمصل الكراهية، لم يدركوا أنهم إنما يدفعون البلاد إلى أتون العنف والإبادة، وأنهم لن يحصدوا سوى رماد شعاراتهم، وإشعال مزيد من الفتن. جهِل هؤلاء أن جمال الثورة في سلميتها وتسامحها حتى مع أعدائها. أيما ثورة في التاريخ تبنت شعارات الكراهية، سقطت في براثن العنف. أنظر إلى شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) والذى جرى على ألسنة الثوار وتلقفه الشارع العريض، قبل أن يتلوث بشعارات الكراهية.. الدوس والموت والدم.
3
يُعرّف خطاب الكراهية عموماً على أنه “أنماط مختلفة من التعبير العام، التي تنشر الكراهية أو التمييز أو العداوة، أو تحرض عليها أو تروج لها أو تبررها، ضد شخص أو مجموعة من الناس، بناءً على هويتهم وانتماءاتهم السياسية أو الدينية، أو بسبب العرق أو أي عامل هوية آخر).
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في خطابه أمام الأمم المتحدة 18/6/2019 (خطاب الكراهية هو بحد ذاته هجوم على التسامح والإدماج والتنوع، وعلى جوهر معايير ومبادئ حقوقنا الإنسانية. على نطاق أوسع، إنه يقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة، ويمكن أن يرسي الأساس للعنف، معيقاً بذلك قضية السلام والاستقرار والتنمية المستدامة، وكفالة حقوق الإنسان للجميع.)
فى ذات السياق يقول د. منصور خالد فى كتابه الأخير “شذرات وهوامش”: “فقدان التسامح لا يميط اللثام عن الجهل بماهية الديمقراطية فحسب، بل يكشف أيضاً عن جهل مريع بمقوماتها، حتى من جانب أكثر الناس ترداداً لهذه الكلمة الطنانة (buzzword) فالديمقراطية تبيح للناس الخلاف فيما بينهم، تاركة لهم مساحة يتحاورون فيها، ثم يتفقون أو يختلفون، ولكنهم لا يتجادلون في المسلمات أو يشتجرون حول القيم الإنسانية المشتركة، أو تحدثهم نفوسهم بأن رأيهم هو القول الفصل.نواصل
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: خطاب الکراهیة
إقرأ أيضاً:
مهرجان طيبة بأسوان يحتفي بالفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي
يحتفى مهرجان طيبة للفنون التلقائية ومسرح الطفل، والذى تُقام دورته الثامنة بمدينة أسوان خلال الفترة من 10 وحتى 15 من شهر نوفمبر الجاري، بتجربة الفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي، التى تُعد من أوائل روّاد الفنون التشكيلية ببلادها وفى منطقة الخليج والعالم العربي.
وقالت الدكتورة هنا مكرم، رئيسة المهرجان إنه تم تسليط الضوء على مسيرة الفنانة القديرة الدكتورة نجاة مكي، واستعراض إسهاماتها الكبيرة فى الحركة التشكيلية العربية، والتوقف عند أهم المحطات فى رحلتها مع الفنون التشكيلية، التى كانت قد بدأتها من مصر التى درست بها الفنون، ونالت منها درجتى الماجستير والدكتوراة.
وأشارت "مكرم" إلى أن الاحتفاء بتجربة الفنانة الدكتورة نجاة مكي، يأتى فى إطار الاهتمام بالرموز، ونقل تجارب جيل الروّاد لجيل الشباب من الفنانين، وتقديم باقة ورد لكل من أسهم فى إثراء المشهد الثقافى والفنى العربي.
التشكيلي العراقي مصطفى دزئي: أسوان بلد الإبداع ومصدر إلهام لكل فنان محافظ أسوان يتابع معدلات تنفيذ38 مشروع حياة كريمة بقرية أبو سمبل.. شاهد مهرجان طيبةالفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكييُذكر أن الفنانة الدكتورة نجاة مكي.. هى أحد الوجوه التشكيلية الأكثر حضوراً فى دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، وأحد العلامات البارزة فى مسيرة التشكيل الإماراتي، حيث أسهمت بدور كبير فى الحركة الفنية المعاصرة فى وطنها الإمارات ومنطقة الخليج والعالم العربي، كما تُعد أول امرأة إماراتية تحصل على منحة من الحكومة الإماراتية لدراسة الفنون بالخارج وذلك عام 1977.
ومنذ حصولها على درجة البكالوريوس، ثم درجتى الماجستير والدكتوراة فى الفنون من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية، وعلى مدار ما يزيد على 4 عقود مضت تواصل "مكي" مسيرتها التشكيلية التى شهدت الكثير من النجاحات والتكريمات المحلية والعربية والدولية، والتى كانت محط اهتمام الكتاب والنقاد والأكاديميين الذين كتبوا الكثير من الكتب والدراسات التى تناولت تجربة الدكتورة نجاة مكى وأضاءت على مختلف جوانبها باعتبارها تجربة تميّزت بالعمق والثراء، والغوص فى بحور التراث الإماراتى الذى كان عنواناً بارزاً للكثير من أعمال "مكي" التى تصنف ضمن قائمة الكبار ممن منحوا التراث الكثير من الاهتمام فى أعمالهم الفنية فى إطار النظر إلى ذلك التراث بأنه أحد مكونات الهوية الوطنية للشعوب.
وتأثرت الفنانة الدكتورة نجاة مكى بالعديد من الفنانين المصريين الرواد أمثال محمود مختار، ومحمد سعيد، وحامد ندا، والإخوة وانلي، والسجيني، وسعيد الصدر. كما تأثر إبداع نجاة أيضًا بطبيعة البيئة الإماراتية وخاصة الصحراء، والبحر، والفولكلور.