المؤتمر الإفريقي الأوروبي للهجرة : دعوات لتعاون دولي وإقليمي والبحث عن حلول جذرية
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
انطلقت بمدينة بنغازي أمس السبت، فعّاليات المؤتمر الأفريقي الأوروبي للهجرة، تحت شعار “حلول مستدامة للهجرة”.
وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة، في كلمة له أن هذا الملف “يتطلب تعاونًا دوليًا وإقليميًا وجهودًا مشتركة لإيجاد حلول جذرية ومستدامة” حتى لا يموت الإنسان عطشا في الصحراء أو غرقا في البحر أو سجينًا في مراكز الاحتجاز.
واعتبر دومة، أن السياسات التوافقية غير الانتهازية هي النموذج الحي للتعايش السلمي، المرتكز فالكل عليه أن يتحمل المسئولية القانونية والإنسانية والأخلاقية حتى تتحقق مصلحة الجميع، مجددا الدعوة لاتخاذ خطوات حاسمة لتنسيق الجهود بين جميع الأطراف المعنية، والاستثمار في التعليم والتدريب المهني والبنية التحتية الاقتصادية، وتحسين الفرص داخل البلدان التي يأتي منها المهاجرون ،وتحسين نظم الهجرة القانونية عبر تنظيم أسواق الهجرة بشكل فعّال وتلبية احتياجات أسواق العمل في الدول المستقبلة.
وحث دومة على تفعيل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالهجرة والعمل على تحديثها، بما يتناسب مع التحديات الحالية، وإيجاد إطار قانوني دولي فعّال يحمي حقوق المهاجرين ويسهم في تنظيم الملف.
من جهته، أشاد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب الدكتور أسامة حمّاد، بالخطوات المتخذة في ليبيا لتخليص الآلاف من المهاجرين من قبضة عصابات الاتجار بالبشر، وتهريبهم والقبض على الكثير من أفراد هذه العصابات وتقديمهم للقضاء.
وقال حمّاد إن الحلول المستدامة لقضايا الهجرة لابد من أن تتبناها دول المصدر والعبور ودول المقصد أو الاستقبال، عبر خلق برامج تطوير وتنمية في دول المصدر، تساعد على توفير حياة آمنة ومستقرة لتفادي خيار الهجرة.
ودعا حمّاد جميع الأطراف إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لدول المصدر من قارة أفريقيا، لأن التدخل أحيانًا ينتج عنه عدم استقرار سياسي واحتراب داخلي بين القوى السياسية ويؤدي إلى تردي الأوضاع، منتقدا السياسات الخطأ لبعض دول الاستقبال في الاعتراض والإنقاذ للمهاجرين، مما نتج عنه وأد وقتل أحلام هؤلاء المستضعفين الذين تركوا بلدانهم هربًا من أوضاع اقتصادية سيئة أو الحروب.
وطالب حماد بإنشاء كيان أوروبي أفريقي، مهمته مراقبة تشغيل اليد العاملة وفقًا للاشتراطات القانونية وبشكلٍ يضمن حقوق العاملين، من خلال الهجرة النظامية وفقًا لمؤشرات سوق العمل.
ويهدف المؤتمر لإيجاد حلول مستدامة لقضايا الهجرة، تتبناها دول المصدر والعبور ودول المقصد أو الاستقبال، للخروج بتوصيات في ختام المؤتمر الذي يناقش ملف الهجرة وآلية التعامل مع هذا الملف بشكل أكثر تنظيما وتطويرا.
وتعد ليبيا من أكثر الدول مُعاناة من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، كونها دولة استقطاب وعبور في نفس الوقت، كما تستقبل فوق أراضيها أكثر من ثلاثة ملايين مهاجر، يعملون في القطاع الخاص، ويقيمون بين الليبيين ويتقاسمون معهم الطعام والماء والخدمات، ويقومون بتحويل أموالهم إلى أسرهم في المدن والقرى الأفريقية وهي تحويلات تقدر بحوالي 28 مليار دينار ليبي سنويا.
يشارك في المؤتمر رئيس البرلمان الإفريقي فورتشن شاورمبيرا، عدد من أعضاء مجلس النواب، ووزراء الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية فتحي التباوي، والخارجية عبد الهادي الحويج، والداخلية لواء عصام أبو زريبة، والدولة لشؤون المرأة انتصار عبود، في الحكومة المكلفة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية خالد نجم، ورئيس جهاز الأمن الداخلي فريق أسامة الدرسي، إضافة لمشاركة برلمانية وحكومية من القارتين الأفريقية والأوروبية من أكثر من 50 دولة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: المؤتمر الإفريقي الأوروبي للهجرة رئيس الحكومة المكلفة أسامة حماد دول المصدر
إقرأ أيضاً:
رئيس (كوب 16): المؤتمر صدر عنه في ختام أعماله أكثر من 35 قرارًا لتعزيز الجهود الدولية للحد من تدهورالأراضي والجفاف والمملكة تُطلق ثلاث مبادرات بيئية مهمة
المناطق_واس
أكد معالي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة الـ (16) لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، التزام المملكة العربية السعودية بمواصلة جهودها للمحافظة على النظم البيئية، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، والتصدي للجفاف، خلال فترة رئاستها للدورة الحالية للمؤتمر.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه، في ختام أعمال مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية مكافحة التصحر بالرياض، الذي صدر عنه أكثر من (35) قرارًا حول مواضيع محورية شملت، الحد من تدهور الأراضي والجفاف، والهجرة، والعواصف الترابية والرملية، وتعزيز دور العلوم والبحث والابتكار، وتفعيل دور المرأة والشباب والمجتمع المدني، والسكان الأصليين لمواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى الموافقة على مواضيع جديدة ستدرج ضمن نشاطات الاتفاقية مثل المراعي، ونظم الأغذية الزراعية المستدامة.
ورفع رئيس (كوب 16)، الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- على دعمهما غير المحدود لاستضافة المملكة لهذا المؤتمر الدولي المهم، الذي يأتي امتدادًا لاهتمامهما بقضايا البيئة والتنمية المستدامة، والعمل على مواجهة التحديات البيئية، خاصة التصحر، وتدهور الأراضي، والجفاف، مشيرًا إلى النجاح الكبير الذي حققته المملكة في استضافة هذه الدورة، حيث شهدت مشاركة فاعلة لأكثر من (85) ألف مشارك، من ممثلي المنظمات الدولية، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، ومراكز الأبحاث، والشعوب الأصلية، وقد نظم خلال المؤتمر أكثر من (900) فعالية في المنطقتين (الزرقاء، والخضراء)؛ مما يجعل من هذه الدورة للمؤتمر، نقطة تحول تاريخية في حشد الزخم الدولي لتعزيز تحقيق مستهدفات الاتفاقية على أرض الواقع، للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف.
وأوضح المهندس الفضلي، أن المملكة أطلقت خلال أعمال المؤتمر، ثلاث مبادرات بيئية مهمة، شملت، مبادرة الإنذار المبكر من العواصف الغبارية والرملية، ومبادرة شراكة الرياض العالمية لتعزيز الصمود في مواجهة الجفاف، والموجهة لدعم ثمانين دولة من الدول الأكثر عُرضة لأخطار الجفاف، بالإضافة إلى مبادرة قطاع الأعمال من أجل الأرض، والتي تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم للمشاركة في جهود المحافظة على الأراضي والحد من تدهورها، وتبني مفاهيم الإدارة المستدامة؛ كما أطلق عدد من الحكومات، وجهات القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات المشاركة في المؤتمر، العديد من المبادرات الأخرى، مثمنًا معاليه إعلان المانحين الإقليميين بتخصيص (12) مليار دولار لدعم مشاريع الحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ داعيًا القطاع الخاص، ومؤسسات التمويل الدولية، لاتخاذ خطوات مماثلة؛ حتى نتمكن جميعًا من مواجهة التحديات العالمية، التي تؤثر في البيئة، والأمن المائي والغذائي، للمجتمعات في مختلف القارات.
وأعرب رئيس المؤتمر، عن تطلُّع المملكة في أن تُسهم مخرجات هذه الدورة لمؤتمر الأطراف السادس عشر، في إحداث نقلة نوعية تعزّز الجهود المبذولة للمحافظة على الأراضي، والحد من تدهورها، إضافةً إلى بناء القدرات لمواجهة الجفاف، والإسهام في رفاهية المجتمعات في مختلف أنحاء العالم،مؤكدًا التزام المملكة بالعمل الدولي المشترك مع جميع الأطراف المعنية؛ لمواجهة التحديات البيئية، وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة لتدهور الأراضي والتصحر والجفاف، والاستثمار في زيادة الرقعة الخضراء، إلى جانب التعاون على نقل التجارب والتقنيات الحديثة، وتبني مبادرات وبرامج لتعزيز الشراكات بين الحكومات، والقطاع الخاص، والمجتمعات المحلية، ومؤسسات التمويل، والمنظمات غير الحكومية، والتوافق حول آليات تعزز العمل الدولي المشترك.
وفي ختام كلمته، قدّم الوزير الفضلي، الشكر للأمين العام لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وجميع منسوبي الأمانة؛ على الجهود الكبيرة التي بذلوها لإنجاح هذه الدورة، وأثنى على جهود جميع الدول الأطراف، والمنظمات الدولية والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص؛ لمشاركتهم الفعالة في المؤتمر وفعالياته، كما قدّم معاليه الشكر لجميع الجهات الوطنية؛ والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لدورهم الفعّال في إنجاح المؤتمر مثمنًا الجهود الكبيرة التي بذلها منسوبو منظومة البيئة والمياه والزراعة، منذ الإعلان عن استضافة المملكة لهذا الحدث العالمي، وطوال أيام انعقاده.
يشار إلى أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، الذي استضافته المملكة العربية السعودية في الرياض خلال الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر الجاري، يُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يؤكد دور المملكة العربية السعودية الريادي في حماية البيئة على المستوى الإقليمي والدولي.