لبنان.. تَجدُّد الدعوات للإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةتزايدت الدعوات الدولية والمحلية للإسراع بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان بعد أكثر من عام ونصف العام من الفراغ، لاستكمال مؤسسات الدولة الدستورية ومواجهة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والتحديات الإقليمية والدولية.
واعتبرت البرلمانية اللبنانية الدكتورة نجاة صليبة أن انتخاب رئيس للجمهورية يمثل واجباً دستورياً تخلّف مجلس النواب عن القيام به حتى هذه اللحظة، موضحة أن هذه السلطة غير قادرة على إنجاز أي شيء دون تدخلات وضغوطات خارجية.
وأضافت صليبة لـ«الاتحاد»، أن الأهمية الأولى لانتخاب الرئيس تكمن في حاجة لبنان الماسة لانتظام عمل المؤسسات أكثر من أي وقت مضى، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، فالبلاد اليوم أمام فراغ قاتل لا يجوز الاستمرار فيه، وتكمن الأهمية الثانية في الحاجة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، وعدم سماح المجلس النيابي بالتخلي عن حق اللبنانيين في تقرير مصيرهم.
ودعت البرلمانية اللبنانية النواب إلى التوجه إلى المجلس وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً عملا بالمادتين 74 و75 من الدستور ومنعاً لوضع لبنان تحت وصايات جديدة لن ينجو منها هذه المرة.
ويتطلب انتخاب رئيس للبنان توافقات القوى السياسية لتأمين تأييد أغلبية أعضاء مجلس النواب، وهو ما فشل فيه البرلمان 12 مرة حتى الآن.
ومن جانبه، يرى البرلماني اللبناني السابق مصطفى علوش أن وضع انتخاب رئيس الجمهورية لم يتغير منذ ما قبل فراغ سدة الرئاسة، وهو مرتبط بإصرار «حزب الله» على مرشحه، دون اكتراث بالتوازنات المحلية والإقليمية القائمة.
وقال علوش لـ«الاتحاد»، إن إنجار الاستحقاق الرئاسي أشبه بالمستحيل، في ظل الظروف المحلية والإقليمية الحالية، دون أن يكون هناك أي تقارب في مواقف الفرقاء المرتبطين بهذا الملف، بينما لا يلوح أي حل في الأفق حتى الآن.
ولم تسفر جهود اللجنة الخماسية التي تضم خمس دول، بينها كل من فرنسا والولايات المتحدة، عن نتائج إيجابية بشأن توافق الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، رغم تأكيد اللجنة وجود تقارب في وجهات النظر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: لبنان مجلس النواب اللبناني البرلمان اللبناني حزب الله انتخاب رئیس
إقرأ أيضاً:
الحوز في طريق التعافي بإنجاز مئات المنازل لإيواء العائلات ضحايا الزلزال المدمر
زنقة 20. الحوز
وسط جماعة أمغراس الجبلية، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم الحوز، يمر أحمد، الذي كان يعمل فلاحا قبل وقوع الزلزال. اليوم، يبدو أكثر نشاطا، إذ عاد لتربية المواشي وزراعة الأرض التي طالما أحبها.
يقول أحمد، الذي كان من بين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بالكامل بدوار “أكني”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “رغم أن الزلزال دمر جزءا كبيرا من الأرض والمنزل، إلا أن الأمل لم يفارقنا. بدأت أشعر بأننا نتعافى، وبفضل تسارع جهود إعادة الإعمار، نعود للحياة شيئا فشيئا”.
فبعد أشهر على زلزال الحوز، عاد سكان جماعة أمغراس، على غرار باقي الجماعات الترابية المتضررة بالإقليم، إلى حياتهم اليومية، كما عادت المحلات التجارية الصغيرة إلى العمل، واستأنف الفلاحون أنشطتهم الفلاحية مجددا، وبدأت العائلات تستعيد روتينها المعتاد داخل منازلها المبنية حديثا.
وكما هو الحال بالنسبة لأحمد، تحدثت عائشة، إحدى ساكنة دوار “تفغاغت” بنفس الجماعة، عن عودتها رفقة أسرتها، منذ 5 أشهر، إلى منزلهم الجديد الذي أصبح أكثر متانة في مواجهة الكوارث، مؤكدة أن “مواجهة الحياة اليومية كانت صعبة، لكن الآن بفضل الدعم الذي حصلنا عليه، عدنا إلى منازلنا وبدأنا نعيش كأي عائلة أخرى، والأهم من ذلك أننا عدنا إلى حياتنا الطبيعية”.
بدوره، يشكل رشيد، رجل في الخمسينيات من عمره، كان يعمل في المجال الحرفي قبل الزلزال، مثالا لقدرة ساكنة الجماعة القروية على التكيف والصمود. اليوم، أصبح رشيد واحدا من بين العاملين الذين يساهمون في إعادة إعمار دوار “آيت ترغيت” عبر توظيف خبرته الحرفية في مجال البناء وطلاء الواجهات.
وتتغير الحياة في جماعة أمغراس الجبلية بسرعة رغم الجراح التي خلفها الزلزال، بالموازاة مع تسريع عجلة إعادة الإعمار، حيث تحرص لجنة اليقظة والتتبع المحدثة على مستوى عمالة الإقليم على تنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبالمناسبة، أوضح منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، أن الأشغال بلغت مستويات إنجاز جد متقدمة، حيث انتهت عملية البناء بالنسبة لأكثر من 15 ألف و100 سكن أعيد بناؤه وتأهيله للسكن، أي بنسبة 60 في المائة، في أفق أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى 80 في المائة.
وأكد السيد إيغيغي، في تصريح مماثل، أن “هذه المعطيات تجسد حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة كاملة، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء”.
وأشار إلى أن أكثر من 10 في المائة من الأسر المعنية بإعادة الإعمار التي لم تباشر بعد عملية البناء، تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال أسوة بالمستفيدين الآخرين الذين أنهوا البناء وعادوا إلى منازلهم.
وسجل أنه فيما يرتبط بالمساكن التي تقع في المناطق ممنوعة البناء أو تستلزم تدابير خاصة، فقد تم تنفيذ حلول بديلة، وبدأ المستفيدون منها في أشغال البناء، مشيرا إلى أنه رغم كل الإكراهات والصعوبات الميدانية المطروحة، خاصة أن إعادة الإعمار تتم بمناطق جبلية صعبة الولوج، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمل إيجابي يمنح ساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة.
من جانبه، أبرز مدير وكالة العمران الحوز، أمين بويه، الدور الذي تضطلع به مجموعة العمران في عملية إعادة الإعمار، لاسيما المواكبة التقنية لعملية إعادة البناء عبر وضع رهن إشارة المتضررين مهندسين معماريين وطبوغرافيين ومهندسين بمكاتب الدارسات، وكذلك مختبر من أجل تتبع عملية إعادة الإعمار.
وأضاف السيد بويه، في تصريح مماثل، أن عملية من هذا الحجم تضم أزيد من 26 ألف و253 مستفيد من عملية إعادة البناء، لا تخلو من مجموعة الإكراهات والتحديات الموضوعية التي تتمثل، بالخصوص، في قلة اليد العاملة المتخصصة في البناء، وصعوبة التضاريس نظرا للطبيعة الجبلية للإقليم، والتكلفة العالية لنقل مواد البناء خاصة في بعض المناطق النائية بالإقليم.
والأكيد أن عودة الحياة إلى طبيعتها في جماعة أمغراس بعد الزلزال، تمثل رمزا للتحدي والإرادة التي لا تنكسر، بالموازاة مع عملية إعادة الإعمار، التي تمضي بوتيرة متسارعة بباقي الجماعات الترابية لإقليم الحوز، حيث يظل الأمل قويا في قلوب الساكنة المحلية سعيا منها لكتابة فصول جديدة من التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية.
زلزال الحوز