%8 نمو قطاع التمويل الإسلامي بدعم الاقتصاد غير النفطي
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
سجل قطاع التمويل الإسلامي في دولة الإمارات نمواً بنسبة 8% في عام 2023، مدعوماً بالتسارع الملحوظ الذي شهده الاقتصاد غير النفطي للدولة، بحسب مروان عبيد المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة «رويا»، أول مصرف إسلامي رقمي في الإمارات.
وأكد المهيري لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات تأتي في المرتبة الرابعة عالمياً ضمن أكبر أسواق التمويل الإسلامي في العالم (من حيث الأصول) وفق مؤشر تطوير المالية الإسلامية، حيث تمثل أصول المصارف والنوافذ الإسلامية في المصارف التقليدية حالياً نسبة %23 من إجمالي الأصول المصرفية في الدولة، بعد أن حققت نمواً بنسبة %16 على مدى السنوات الخمس الماضية، متوقعاً أن تواصل صناعة التمويل الإسلامي العالمية مسارها التصاعدي، لتصل إلى 24.
أشار المهيري، إلى أن «رويا»، باعتباره مصرفاً إسلامياً محلياً إماراتي الهوية، يفخر بالإنجازات الكبيرة التي تحققها دولة الإمارات في مجال التمويل الإسلامي، والتي تتيح فرصاً ثمينة في هذا المجال، ولذا نعزز جهودنا لنكون مصرفاً رائداً في مجال توفير المنتجات المالية الإسلامية المبتكرة التي تلبي الاحتياجات المتنوعة للمجتمع الإماراتي، منبهاً أنه من خلال تطوير قطاعات سوقية جديدة داخل دولة الإمارات، وتقديم خدماتنا للمهنيين الشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة، فإننا نعمل أيضاً على إثراء وتعزيز المشهد المصرفي الإسلامي من خلال التكنولوجيا الرقمية المتطورة وخدمة المتعاملين الاستثنائية.
وحول قدرة البنوك الرقمية على منافسة البنوك الإسلامية التقليدية، أفاد المهيري، بأن «رويا» كمصرف إسلامي يعتمد بشكل أساسي على التجربة الرقمية، ولكن هذا لا يعني أنه مصرف رقمي فقط، حيث يقدم أيضاً الدعم للمتعاملين من خلال فروعه التي تعمل كمراكز تقدم خدمات مجتمعية، تستهدف دعم الأفراد والشركات والمجتمعات في دولة الإمارات، وتمكينهم من تحقيق أهدافهم الحياتية.
وأضاف، أن مهمة «رويا» تتمثل في أن يصبح العالم أكثر عدالة واستدامة من خلال تطبيق أفضل الممارسات المصرفية الإسلامية التي تعتمد على المبادئ الأصيلة، وتقديم خدمة متعاملين لا مثيل لها، وتعزيز مشاركة المجتمعات المحلية، مع الارتكاز على القيم الأساسية للمصرف المتمثلة في النمو، والنزاهة، والشراكة، والانتماء المجتمعي، مشدداً على أن المصرف لديه جميع الإمكانات والخدمات والحلول المصرفية المبتكرة والحديثة لمنافسة البنوك الإسلامية الأخرى العاملة في دولة الإمارات.
الأولوية للشفافية
وفيما يخص شكاوى عملاء بعض البنوك من عدم شفافية التعامل وعدم وضوح المنتجات المصرفية، ذكر المهيري، أن ما يميز «رويا»، وضع الأولوية للشفافية والنزاهة، وضمان تزويد المتعاملين بحلول مالية واضحة وعادلة، كما أن الفروع تعمل بمثابة مراكز تثقيفية وتعاونية.
وأوضح، أنه على عكس النماذج المصرفية الأخرى التي تعتمد على طباعة بعض التفاصيل المهمة بأحرف ومقاسات صغيرة، وتضع شروطاً معقدة على المنتجات المصرفية، فإننا ملتزمون في «رويا» بتطبيق مفهوم «الطباعة الكبيرة» لعقود وتفاصيل المنتجات، ما يجعل الشروط والأحكام الخاصة بنا، بالإضافة إلى الرسوم والمصاريف، واضحة للجميع. ولفت إلى أن «رويا» يحرص على الالتزام بعرض جميع المعلومات والتفاصيل على شاشات جدارية كبيرة يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار في الفروع، حيث ينبع هذا الالتزام من إدراكنا أن التفاصيل الدقيقة التي لا تبدو واضحة يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في الإنفاق بين الأفراد في جميع أنحاء دولة، ومؤكداً في الوقت ذاته أن «رويا» كمصرف إسلامي، يؤمن بأهمية الوضوح والشفافية، ويرفض المعلومات أو التفاصيل الغامضة وغير الواضحة، مهما كانت صغيرة أو قد تبدو غير مهمة.
ووفقاً لـ المهيري، فإن «رويا» يقدم منتجات وخدمات حصرية متوافقة مع الشريعة الإسلامية من دون حد أدنى للرصيد أو رسوم مخفية وإمكانية فتح حساب في أقل من 5 دقائق فقط، حيث تساعد تلك المنتجات المتعاملين على اتخاذ قرارات مسؤولة مالياً والانطلاق برحلتهم المالية، خصوصاً في ظل تقديم الدعم والمساعدة للمتعاملين عبر الفروع وجهاً لوجه.
الأفضل للشركات
ويرى المهيري، أن الاعتقاد بأن البنوك الرقمية هي بنوك للأفراد فقط هو اعتقاد خاطئ، إذ أن البنوك الرقمية بالتأكيد هي الحل الأفضل للشركات، إذ توفر حلولاً وخدمات مخصصة للشركات، من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية الرائدة ومقدمي الخدمات التكنولوجية لتعزيز الحلول المصرفية الرقمية، كاشفاً عن تطوير وتعديل عروض ومنتجات «رويا» لتلبية احتياجات الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه التحديد في دولة الإمارات، بالإضافة إلى عقد شراكات راسخة مع القطاعين العام والخاص لتعزيز الثقافة المالية وريادة الأعمال.
وقال المهيري: إن فروع «رويا» صممت لتكون بمثابة مراكز تعاونية توفر ورش عمل للتعليم والتثقيف المالي، وخدمات استشارية مخصصة، ومساحات عمل مشتركة لتشجيع ودعم ريادة الأعمال المحلية، وتعزيز علاقات المتعاملين وأيضاً المشاركة المجتمعية، ودعم مبادرات الأعمال المحلية، واستضافة الفعاليات والأنشطة التي تلبي متطلبات المجتمع وتدعم النمو المالي للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، مبيناً أن هذه المراكز ستسهم بالتأكيد في سد الفجوة بين الخدمات المصرفية الرقمية والتقليدية، وتعزيز تجربة مصرفية تركز على المجتمع وقيمه الأصيلة.
الرقابة الشرعية
ورداً على سؤال عن إمكانية أن تشكل الرقابة الشرعية في المصارف الإسلامية عائقاً أمام دمج التكنولوجيا المتطوّرة والمبادئ الأساسية للتمويل الإسلامي، أجاب مروان عبيد المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة رويا، بأن الرقابة الشرعية لا تشكل أي عائق أمام التطور التكنولوجي، بل العكس تماماً، حيث إن الدمج بين المنتجات المتوافقة مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية والتطور التكنولوجي يساعد على تقديم هذه المنتجات بأسلوب حديث ومتطور، حيث يستطيع المتعامل إنجاز جميع معاملاته المصرفية بمنتهى السرعة والسهولة والأمان، مع الحفاظ في نفس الوقت على القيم الأصيلة لمجتمع الإمارات ومبادئ الشريعة الإسلامية.
وقال: إن «رويا» كمصرف رقمي إسلامي، يستفيد من التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الرقمية والمنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، من خلال الموقع الإلكتروني، وتطبيق «رويا» الإلكتروني الذي يشكل منصة رقمية متطورة تتيح للجمهور استخدام خدمات المصرف من أي مكان وفي جميع الأوقات بمنتهى الأمان والسهولة، ودون الحاجة إلى زيارة الفروع.
وتابع: كما أننا نؤمن بأن الابتكار التكنولوجي هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للبنوك الإسلامية، لأنه يضمن توفير رحلة متعامل سلسة ومريحة، ويمكّن من تعزيز وتطوير المنتجات وتوفير التحديثات المستمرة المتعلقة بالخدمات، بالإضافة إلى مواكبة التطورات الحديثة في القطاع المالي حول العالم، منوهاً بأن الخدمات الرقمية التي نقدمها تمكّن المتعامل من الوصول إلى الحسابات وإجراء جميع المعاملات من خلال الهوية الإماراتية أو الهوية الرقمية فقط، وتحافظ هذه الخدمات على درجة عالية من الامتثال مع متطلبات مصرف الإمارات المركزي لضمان الثقة والمصداقية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التمويل الإسلامي الإمارات الشریعة الإسلامیة التمویل الإسلامی فی دولة الإمارات من خلال
إقرأ أيضاً:
قرقاش: موقف الإمارات متزن حيال سوريا منذ 2011
أكد الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إن دولة الإمارات حافظت منذ بدايات الثورة السورية عام 2011 على موقف متزن حيال سوريا.
وكتب قرقاش في منشور على منصة "إكس": "منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، حافظت الإمارات على موقف متزن وواقعي يستند إلى سيادة سوريا ووحدة أراضيها ودعم شعبها واحتضانه، والتصدي للإرهاب، من خلال عضوية التحالف الدولي، والموقف في الجامعة العربية، والدعم الإنساني للأشقاء السوريين، ويبقى اليوم هذا النهج الذي يوجهنا عربيا ودوليا".
وشدد قرقاش قبل أيام على "وحدة وسيادة سوريا وبناء دولة خالية من الإرهاب والتطرف، مع احترام حقوق السوريين دون تمييز".
وأضاف: "لنتعلم جميعًا من دروس العقد الماضي، وننظر إلى المستقبل بتفاؤل".