كريسبو.. رجل الخداع «التكتيكي»
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
معتز الشامي (العين)
كسب الأرجنتيني هيرنان كريسبو مدرب العين «الرهان» لمصلحة «الزعيم»، وقاد الفريق إلى التربع على قمة «القارة الصفراء»، مستغلاً الإمكانيات المتاحة في «قلعة البنفسج»، واللاعبين المتميزين في كل الخطوط، وقاد كتيبة مقاتلي العين، للتفوق أمام يوكوهاما الياباني، ليُتوج العين بلقب دوري الأبطال للمرة الثانية في تاريخه.
واصل كريسبو تفوقه على جميع مدربي البطولة، ليسجل أسمه بأحرف من نور، محققاً أول لقب قاري في تاريخه التدريبي، ليصبح المدرب الـ 20 الذي يحقق اللقب للمرة الأولى في النسخ الـ 21 بالبطولة، ليكرر إنجاز الراحل عبد الكريم ميتسو الذي قاد «البنفسج» إلى التتويج بلقب 2003.
تفوق كريسبو على أسماء كبيرة صاحبة خبرة طويلة في المجال التدريبي خلال مشواره بالبطولة قائداً فنياً للعين، مثل لويس كاسترو مدرب النصر، والبرتغالي جيسوس مدرب الهلال الذي أقصاه من نصف نهائي البطولة.
وبدأت قصة كريسبو مع كتيبة «الزعيم» في نوفمبر 2023، عندما أعلن العين تولى الأرجنتيني صاحب الـ 48 عاماً تدريب الفريق، وقاد العين في 30 مباراة من وقتها في جميع المسابقات حتى ذهاب نهائي دوري الأبطال، وحقق الفوز في 15 مباراة، وتعادل 4 مرات، وخسر 11 مواجهة، سجل العين خلالها 45 هدفاً، وتلقت شباكه 40 هدفاً، وخرج بشباك نظيفة في 10 لقاءات
نجاح كريسبو فى التأهل بالعين إلى نهائي دوري أبطال آسيا كان مُصاحباً لأسلوب لعب مختلف من طريقة 4-3-3 التي كان يقدمها الهولندي شرودر مدرب العين السابق، حيث تشير متابعة مسيرة الفريق تحت قيادته في آسيا، إلى أنه تصرف بذكاء مع ضغط البطولة، وعرف كيف يستغل القدرات الفردية للاعبيه، خاصة أصحاب السرعات الكبيرة في الهجوم، واعتمد أسلوباً مشابهاً لما فعله رالف رانجيك مدرب مانشستر يونايتد السابق، بحسب تقرير لموقع «أناليست» التابع لشبكة «أوبتا العالمية».
يوهم كريسبو المنافس وقت بناء العين للعب، بأنه يلعب على البناء «قصير المدى» من حيث التمريرات عن طريق التمركز على شكل «4+2» برباعي خلفي، ومن أمامهم ثنائي وسط الملعب، بحيث يضطر لاعبو خطوط المنافس للصعود إلى أعلى تاركين المساحة خلفهم. أخبار ذات صلة هزاع بن زايد.. ملهم «الأمة العيناوية» «الزعيم» على «قمة آسيا» بـ«خماسية»
ومن ثم تبدأ التمريرة من حارس الفريق، لأحد قلوب الدفاع، وبعدها إرسال كرات عمودية خلف خطوط المنافس، للاعبي الهجوم العيناوي، وتحديداً سفيان رحيمي وكاكو، في أقل وقت وعدد من التمريرات لينفرد المهاجمون بالمرمى، وذلك ما كان واضحاً في اعتماد العين على الكرات الطولية في 366 محاولة ناجحة خلال مباريات دوري الأبطال إجمالاً، وانخفاض معدل التمريرات القصيرة مع كريسبو إلى 177 تمريرة في بعض المباريات مقارنة بشرودر، الذي كانت تصل معه إلى 500 تمريرة في المباراة الواحدة.
ذلك الأسلوب من اللعب تماشى مع سرعة رحيمي، حتى أصبح هداف آسيا الأول في البطولة، ثم في المرحلة الأولى، مستغلاً قدرات لابا كودجو قبل إصابته، حيث تفوق لابا في القدرة على الاستلام تحت الضغط.
وتميز كريسبو بالتركيز أيضاً على «الضغط العالي» من وسط ملعب العين، حيث كانت معدلات التمريرات المسموحة للمنافس قبل اتخاذ لاعبي العين قراراً دفاعياً 7.6، وهو رقم كبير يدل على شراسة ضغط لاعبي العين، ولك أن تتخيل معدل مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي من نفس الإحصائية هو 12، وأفضل معدل للضغط من نفس الدوري من نصيب ليفربول بـ 8.9، لكن ما يميز ضغط كريسبو أنه إيجابي وعنيف، في شكل رقابة الرجل لرجل، على عكس شرودر الذي كان يفضل الضغط مع اتجاه حركة الكرة، وحينها يصبح أحد أطراف الملعب فارغاً، و هو ما يضع حلاً أمام المنافس لكسر ضغط العين.
لكن مع كريسبو أينما يذهب لاعب المنافس، يجد معه لاعباً عيناوياً الذي يبادر بالتدخل المباشر حينما تصل الكرة، وعلى سبيل المثال أدى ذلك الأسلوب في مباراة الهلال إلى كسر خطة المدرب جيسوس فى الخروج بالكرة على الأرض، واضطراره إلى اللجوء للتمريرات الطويلة في المباراة «67 مرة»، في ظاهرة قد تكون الأولى على الهلال هذا الموسم، بينما كان وجه الشبه الوحيد بين شرودر وكريسبو في الدفاع أسفل الكرة من منتصف الملعب، حيث كانت طريقة 5-3-2 حاضرة لفرض رقابة أكثر على أجنحة المنافسين في أنصاف المساحات ولتغطية مساحة الملعب العرضية بأكبر عدد ممكن من اللاعبين حتى لا يضطر أي من لاعبي الخط الخلفي إلى ترحيل مركزه وبالتالي تنشأ «ثغرة»، وما ميز كريسبو هو القدرة على التحولات السريعة، لحظة قطع الكرة من المنافس، وهو جعل من العين أكثر فرق المربع الذهبي تنفيذاً للهجمات المرتدة في البطولة بـ 10 مرتدات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيرنان كريسبو يوكوهاما مارينوس العين الزعيم دوري أبطال آسيا كأس العالم للأندية
إقرأ أيضاً:
«العين للكتاب» يحتفي بالمواهب في مختلف الفنون
هويدا الحسن (العين)
أخبار ذات صلة 74 مبدعاً يناقشون شجون الشعر الشعبي برعاية خالد بن محمد بن زايد.. انطلاق فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024كعادته كل عام يخصص مهرجان العين للكتاب برنامجاً حافلاً للفنون البصرية والسمعية، حيث يحتفي بالمواهب الإماراتية في مختلف الفنون وبمشاركة فنانين عرب من دول مختلفة.
يحتفي ركن الفنون هذا العام بحرفة السدو التراثية، والسدو هو أحد أنواع النسيج اليدوي التقليدي الذي عرفه أهل البادية في الماضي، ويستخدم في حياكة الخيام والسجاد ورحال الإبل.
يشارك في المعرض كل من أم محمد وأم سالم، وهما من سكان العين وتحترفان صناعة السدو باستخدام النول اليدوي.
وعن احترافهما مهنة السدو، تشيران إلى أنها مهنة متوارثة، تنتقل من جيل إلى جيل عبر تعليم الأمهات لبناتهن، وأن السدو يحتل مكانة خاصة في المجتمع الإماراتي، حيث إنه أحد أقدم الحرف اليدوية وقد تم إدراجه عام 2011 في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي.
تقول أم سالم: «إن السدو قديماً كانوا يغزلونه من صوف الغنم وشعر الماعز ووبر الإبل، بواسطة المغزل، ثم يصبغ بالألوان المستخلصة من النباتات والتوابل المتوافرة في دولة الإمارات مثل الحناء والكركم والزعفران، ومع التطور تم إدخال مواد أخرى على السدو كالجلود، وأصبح يستخدم لصناعة الحقائب والميداليات وأغلفة الكتب».
وعن كيفية الحفاظ على السدو كمهنة تراثية، أكدت حرص الدولة على الحفاظ على تراثها الثقافي المتنوع ليتم تناقله الحرفة بين الأجيال عن طريق التعلم وتعريف الأجيال الجديدة بمهن الأجداد. وعن مشاركتهما في مهرجان العين للكتاب، أعربتا عن سعادتهما، خاصة أنهما اعتادتا المشاركة من قبل في العديد من الفعاليات التراثية والثقافية، كما تقدمان ورشاً تعليمية للفتيات في المدارس والجامعات.
ويستضيف المهرجان عدداً من فناني الفسيفساء، من بينهم الفنانة الإماراتية صفية الحبسي، التي أشارت إلى أن اهتمامها بفن الفسيفساء بدأ «عندما كنت أجهز منزلي، حيث قمت بتصميم جدران المطبخ والأرضيات بالفسيفساء، بعدها تلقيت عدة دورات على يد مدربة تعرفت من خلالها على المواد المختلفة المستخدمة في هذا الفن المتفرد، وعادة ما ألجأ إلى استخدام المواد المحيطة بي في البيئة وإعادة تدوير المواد المستخدمة، كما أقوم بمزج الفسيفساء بالخط العربي في بعض الأعمال».
أما أبوبكر الشريف، فنان تشكيلي سوداني، فيقول: «درست الفن التشكيلي بجامعة الخرطوم وتخصصت في الفسيفساء، حيث كنت أمتلك مركزاً بالخرطوم لتعليم الفسيفساء، كما كنت متعاوناً مع جامعتين لتدريسه بالسودان، وقد بدأ شغفي به منذ الصغر من حبي لإعادة تدوير الأشياء المستعملة، وقد شاركت في العديد من المعارض بالسودان ومصر وتونس ودول الخليج، بالإضافة إلى معارض دولية بألمانيا والبرازيل».
بداية جديدة
عن مشاركته في مهرجان العين للكتاب، أعرب الشريف عن سعادته بهذه الفرصة ليلتقي برواد المعرض من أهل العين المحبين للفنون، مضيفاً أن المهرجان سيكون بداية جديدة لانطلاقته، مؤكداً أن الإمارات داعمة للفن والفنانين.